رد: مقاصد الشريعة أدوات لفهم ظواهر الاجتماع : رؤية خلدونية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... ((تفنيد مزاعم د. محمود اسماعيل في كتابه المعنون ب نهاية اسطورة )) ادعى فيها ان العلامة ابن خلدون قد اخذ نظرياته من اخوان الصفا !!! . اقول للكاتب المذكور :
اوردها سعد وسعد مشتمل .....ما هكذا يا سعد تورد الابل
واقول حالك .....كناطح صخرة يوما ليوهنها .....فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل .....
وبالمناسبة انا اعرف هذا الكتاب الصغير منذ زمن واطلعت على جله من قبل ، وتركته من دون ان اتم مطالعته لضعف محتواه ، واليوم اعدت النظر فيه لمداخلة اختنا ام طارق رعاها الله. اقول : ان الرجل ادعى شيئا لم يسبق اليه وكان حليفه الخطأ،وهو لم يفرق بين التشابه في بعض المقولات الفلسفية المسلمة قبل اخوان الصفا وبعدهم ، وبين ان يكون ابن خلدون قد اقتبسها من دون اشارة . الامر الاخر ان ابن خلدون بين انه ابتكر علما لم يتكلم العلماء بشأنه على سبيل الاستقلال وانما كانت لهم شذرات هنا وهناك ذكروها بالعرض لا بالقصد ،لبعض مسائله لا على سبيل التاصيل والاستدلال والاستقلال،(وساذكر نصه فيما بعد) . بلغ الامر بالكاتب ان اي كلمة استخدمها اخوان الصفا ووقعت في كلام ابن خلدون يعتبرها دليلا على تقليد ابن خلدون لهم كالقول بمصطلح
الهيولى ، والقوة والفعل ،والعقل الروحاني انظر كتابه :15) !!! تصور ان هذه المصطلحات وهي المصطلحات الاشهر في شرح فلسفة ارسطو بل لو قلنا ان فلسفته قائمة على القول بالمادة والصورة لما بعدنا ولاقرب الهيولى لكم فاقول ان الهيولى هي الاصل والمادة ،والصورة هي الهيئة التي يتشكل بها الاصل، وقد احتدم الصراع حولها الى عصر ابن تيمية الذي عاش في عصر ابن خلدون ولم يبق عالم الا وتكلم فيها .. فهل يمكن ان يكون البحث مقبولا اذا كان بهذا المستوى من السطحية ، والغلط الفاضح ؟؟ واستمرالمؤلف بلا ادلة الى صحيفة ،:46 حيث بدا بادلة يزعم انها تنهي ابن خلدون وتجعله متشبع بما لم يعط وتنهي اسطورته (هكذا زعم ).والادلة هي : انه قلد الاخوان ( اي اخوان الصفاكما يسميهم هو )في القول بامورنقلها عنهم !! وقد احصيت هذه المواطن التي ادعى انه نقلها من اخوان الصفا فاذا هي اربعة مواطن على التحقيق زاد فيها وعرض وطول في سردها ليضخم من حجم الكتاب ، مع ان فصول مقدمة ابن خلدون تربو على (المئتين )وتعج بافكار علم الاجتماع ولك ان تتخيل من هو المتشبع بما لم يعط . ولاحظ اننا بالقرب من ثلث الكتاب اي صحيفة 46 وقد مضى ثلث الكتاب بلا دليل يذكر !!
الموطن الاول : يقول اخوان الصفا :اعلم يا اخي بان الانسان الواحد لايقدر ان يعيش وحده لاعيشا نكدا لانه محتاج الى طيب العيش في احكام صنائع شتى ، ولايمكن للانسان الواحد ان يبلغها من اجل هذا اجتمع في كل مدينة اناس كثيرون لمعاونة بعضهم بعضا . ويقول ابن خلدون : اذا اجتمعوا _اي الناس _دعت الضرورة الى المعاملة واقتضاء الحاجات ومد كل واحد منهم يده الى حاجة ياخذها من صاحبه لما في الطبيعة الحيوانية من الظلم والعدوان بعظهم على بعض :46 قال صاحب كتاب نهاية اسطورة ابن خلدون فهذا تشابه واقتباس من ابن خلدون !! ولي تعليقان على ذلك : اولا:ان هذه المعلومة ليست خاصة باخوان الصفا، بل هي امر مشهور شائع عند الفقهاء وشراح الحديث النبوي كحديث يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار ، وعند شرح الفقهاء لمسائل النهي عن بيع العربان (اوالعربون ) ، وعدم تلقي الجلب لان هناك الذي يصنع وهناك المشتري وكلاهما يفيد من الاخر فاذا توسط بينهما احد غلت الاسواق وارتفعت الاسعار ، وللفقهاء هنا كلام جميل يطالع في مظانه ، يفيضون فيه في تعاون المجتمع يعرفه ابن خلدون فهو فقيه كبير وقاضي مالكي مقاصدي. الامر الاخر : هب ان ابن خلدون افاد من اخوان الصفا في هذا الموضع فذلك لايقدم ولاياخر لانه قد الف سفرا جليلا جمع فيه شتات مايخص علم الاجتماع طولا وعرضا . الامر الاهم :ان هذه النظرية تنسب الى الفلاسفة اليونانيين وعلى راسهم افلاطون وتلميذه ارسطو وتسمى ب(
نظرية الوحدة العضوية ) وافاد منها افلاطون في الجمهورية ، ولابد ان ابن خلدون كان مطلعا على كتب الفيلسوفين وهو الذي ناقشهما في مسائل الفلسفة من المقدمة ، حتى قال الاستاذ عبدالفتاح ابراهيم وهو من علماء الاجتماع في كتابه (مقدمة في الاجتماع ) :وقد عبر ابن خلدون عن هذا الراي _اي عن نظرية الوحدة الموضوعية_ بقوله
ان الاجتماع الانساني ضروري ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم ان الانسان مدني بالطبع اي لابد من الاجتماع الذي هو المدينة في اصطلاحهم ...) :25 وقدبين الاستاذ عبد الفتاح اجماع المفكرين الاولين على ذلك اي فكرة الوحدة العضوية . فبالطبع سيشابه كلام ابن خلدون بعض كلام اخوان الصفا لانها مسالة محل اجماع . فسقط استدلاله الركيك .
اما
الموطن الثاني الذي زعم فيه اقتباس ابن خلدون من اخوان الصفا فهو صحيفة 60 فقد زعم ان تقسيم العالم الى اقاليم وان هذه الاقاليم ذات تاثير على بنية الانسان (روحا وجسما ) هو من بنات افكار اخوان الصفا اقول : لقد نادى الكاتب على نفسه بعدم الاطلاع ، فكيف يكتب في فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع وهو لايعرف كتاب ابقراط (الأهوية والمياه والاماكن ) الذي كان يذكره ارسطو في كتبه فقد نوه في كتابه بالمقارنة بين الاسيويين والاوربيين ،وتاثرهم بالعوامل الطبيعية والجغرافية في تكوين الشعوب والمجتمعات ، ومن المعلوم لدى الباحثين في الاجتماع تأييد (ارسطو) لراي (ابقراط) في ان للاقاليم اثر في تكوين المجتمعات ... ولم تكن هذه الاراء غريبة على مفكري الاغريق الاخرين ،فقد جاء في اساطيرهم ان الشمس بحرارتهاالكاوية ، هي التي اعطت الاحباش لونهم ، وهي التي اوجدت الصحارى الشاسعة ، وارجع (هيرودوت) حضارة المصريين الى تاثير العوامل الجغرافية وكذلك فعل المؤرخ الاغريقي (
ثوسيديدس) الشهير في وصفه لهذه التغيرات . ونحن نعرف اطلاع ابن خلدون فكان ولابد انه اطلع على ذلك يشهد له معرفته بفكر الاغريق ونقده الحاد له في المقدمة .
الموطن الثالث: قولهم اي ابن خلدون واخوان الصفا بان الصنائع منها ماهي تدعو اليه الضرورة ، وماهو جمال وزينة :62 وهذا بدهي لم يسبق اليه اخوان الصفا ولا الفلاسفة بل كثير من المفسرين قد بينوا ان قوله تعالى
ولكم فيه جمال حين تروحون وحين تسرحون ) النحل 16:6 بين فيه الشرع الاعمال الضرورية ، والجمالية واسهبوا في ذلك ، ثم ان هذا من البدهيات الذي يدل عليه العقل السليم ولا يحتاج ابن خلدون الى التقليد فيه . ثم انهى الكاتب كلامه الذي يجتره اجترارا في صحيفة :78 بالمسالة عينها . ثم عاد ليجتر المسالة التي ذكرهااولا وهي ان الانسان مدني بطبعه الى صحيفة 108 .
الموطن الرابع: اهمية وجود رئيس 108. فقد نسب لابن خلدون انه قلد اخوان الصفا في انه ينبغي وجود رئيس وحاكم للامة ، واترك الحكم لكم على هذا الكلام . الم يسمع بالخلاف الذي جرى بين جمهور المعتزلة الذين قالوا بعدم وجوب الامام اذ يستطيع الناس بعقولهم ان يكفوا انفسهم عن داعية الهوى وتسيير امورهم بمقتضاه ، وطبيعي جدا ان يتبنى ابن خلدون راي الاشاعرة فهو سني اشعري . ثم اخذ الكاتب يقارن بين ما ذكره ابن خلدون في وصف العلوم وبعض ما ذكره اخوان الصفا الى اخر الكتاب صحيفة : 160تقريبا ، وهذا مسلك عقيم فكيف يصف امرا يشترك في وصفه وبيانه الجميع ولايختلفون فيه ، وقد عجبت له يقارن اقواله في تقسيمات علم المنطق مع تقسيمات اخوان الصفا ، وهو علم لايختلف فيه اثنان من القائلين به في وصفه فلا يمكن ان يزيد ابن خلدون ولا اخوان الصفا شيأ فيه .ولم يات بطائل يمكن التعويل عليه البتة . كلمة اخيرة :وجدت هذا الكاتب يكره ابن خلدون ويصفه بالنصاب والمحتال (صحيفة36 ،37 ) واللااخلاقي وغير ذلك وعندما كان يسجن الظلمة ابن خلدون فانهم يسجنونه لاطماعه وحيله (ص 54، وفي الجانب الاخر يصف اخوان الصفا بانهم مفكرون تنويريون وليسوا بسياسيين ((ويشدد على ذلك ))ومعهم المعري وابن الراوندي وابن سينا ، واخوان الصفا قد مورس عليهم الاضطهاد من العباسيين والمتوكل خاصة !!! (وسبحان الله يمدح من رمي بالزندقة كابن الراوندي والمعري ويذم القاضي ابن خلدون )وهذا ظلم وافتراء فكل من ارخ للعلامة ابن خلدون بين علمه وزهده وتربيته العلمية والدينية ، والظلم الذي وقع عليه من حاسديه ،واعجاب كل من لقيه بعلمه . هذا الكلام والافتراء غير المسبوقين يجعلني افهم دوافع هذا الكاتب التي اجملها بحقد قد يكون غير موضوعي ولايبنى على حقائق علمية بحثية .
للاسباب الاتية :
1/عدم بيانه ان اخوان الصفاحركة سياسية اسماعيلية كانت تناصب العباسيين العداء ، وعملت على محاربتهم من الداخل وبتخفي ،وصبغت نفسها بصبغة فكرية مع انها حركة سياسية تناصب العباسيين العداء . اجمع على ذلك كل المحققين الذين كتبوا في تاريخ الفلسفة . بل اكد الكاتب مرارا انهم ليسوا بسياسيين !! وهذا ما لا اجد له تبريرا .
2/لم يبين الكاتب مخالفة ابن خلدون لاخوان الصفا في عقائدهم كنظرية الفيض الافلاطونية ، وايمانهم بالفلسفة (مع عقد ابن خلدون فصولا لدحض العقيدتين ) ،وقولهم بالتناسخ وعدم ايمانهم باهمية العبادات ، واهتمامهم بطقوس غريبة عن الاسلام ولذلك هم حركة باطنية تعلن خلاف ماتبطن ،كما بين المؤرخون لتاريخ الفلسفة.وهي حركة فيثاغورية تؤمن بالعدد ،وابن خلدون اقام الادلة على بدعية ذلك .كل ذلك يجعلنا نرفض اخذ ابن خلدون منهم .
3/الطعن بابن خلدون جاء من بعض المتطرفين الشيعة ,(وليس المعتدلين المحققين ) لمدحه هارون الرشيد والدولة العباسية وانه بين ان هذا الخليفة قد ظلم ودافع عنه ونصره وكذلك مايخص خلافة العباسيين ، فانه مدحهم في مقدمته والامامية تعتقد ان العباسيين ظلموا اهل بيت النبي الاطهار صلى الله على نبينا وعلى اله وسلم ،والشيعة تنقسم الى فريقين في ابن خلدون لبعض الروايات التي لا يقبلها اهل السنة في الطعن في الرشيد ، وهم لا يميلون الى ابن خلدون لموقفه هذا ، والقليل يحترمه .ولا ادري هل من باب المصادفة اني وجدت الكاتب الذي يتهم ابن خلدون قدكتب كتابا في فرق الشيعة !! فاليكن واضحا ولنحترم رايه اذا كان يميل الى اختيار الامامية بدلا من التشكيك في المقدمة فمن الحق ان يصرح انسان بميوله العقدية سنيا او شيعيا او معتزليا ... وربما لايحبذ الكاتب ذلك وهو في بلد سني ، ولكن ماهوذنب ابن خلدون والحقيقة العلمية .
4/وكاتب الكتاب محمود اسماعيل كان يرفض في كتابه مدح الغرب وعلماء الاجتماع لابن خلدون . وكان ينبغي ان يفخر بذلك ،وهذا حقد اسود . واخيرا لقد عاب على ابن خلدون زعمه انه ابتكر هذا العلم وقال ان اخوان الصفا سبقوه . فاقول انك لم تذكر سوى اربعة مواطن فيها افكار ادعيت ان بن خلدون اخذها من اخوان الصفا !! فهل تعرف ان المقدمة فيها اكثر من ((مئتي)) 200فصل ،في كل فصل افكارا اجتماعية ومساهمات في علم العمران الذي ابتكره ابن خلدون بلا مراء ولا مرية .ما لو بقي اخوان الصفا الف سنة لما استطاعوا ان يكتبوا مثله . لما الف ابن خلدون المقدمة لم يزعم انه ابتكر كل حرف فيها بل ادعى انه ابتكر علما قد سبقه البعض الى بعض مفرداته ولكنه لم يخطر ببالهم ان يكون هناك علم يسمى بعلم الاجتماع والعمران وفلسفة التاريخ . قال
(وهذا الفن الذي لاح لنا النظر فيه نجد منه مسائل تجري بالعرض لاهل العلوم في براهين علومهم ،وهي من جنس مسائله بالموضوع .. مثل ما يذكره الحكماء والعلماء في اثبات النبوة من ان البشر متعاونون في وجودهم فيحتاجون فيه الى الحاكم والوازع ،ومثل ما يذكر في اصول الفقه ،في باب اثبات اللغات ان الناس محتاجون الى العبارة عن المقاصد بطبيعة التعاون والاجتماع وتبيان العبارات اخف ،ومثل ما يذكره الفقهاء من تعليل الاحكام الشرعيةبالمقاصد في ان الزنا مخلط للانساب مفسد للنوع ،وان القتل ايضا مفسد للنوع ، وان الظلم مؤذن بخراب العمران المفضي لفساد النوع ،وغير ذلك من سائر المقاصد الشرعية في الاحكام فانهاكلها مبنية على المحافظة على العمران فكان لها النظر فيما يعرض له وهو ظاهر من كلامناهذا في هذه المسائل الممثلة . وكذلك ايضا يقع الينا القليل من مسائله في كلمات متفرقة لحكماء الخليقة لكنهم لم يستوفوه . فمن كلام الموبذان ( اي عالم زرادشتي ) بهرام بن بهرام :في حكاية البوم التي نقلها المسعودي : ايها الملك ، ان الملك لايتم عزه الا بالشريعة ..ولا قيام للشريعة الابالملك ولا عز للملك الا بالرجال ولاقوام للرجال الابالمال ولاسبيل للمال الا بالعمارة ، ولاسبيل للعمارة الابالعدل ، والعدل الميزان المنصوب بين الخليقة نصبه الرب وجعل له قيما وهو الملك )) . ثم ذكر ابن خلدون بعض الامثلة لمفردات علم الاجتماع التي يبثها العلماء هنا وهناك ، لا على انها علم بل هي مسائل بالعرض لابالذات .وبين ان القاضي ابو بكر الطرطوشي كتب كتاباعنونه ب(سراج الملوك ) كاد ان يماثل كتاب المقدمة ، الاانه ((لم يصادف فيه الرمية ،ولا اصاب الشاكلة ولا استوفى المسائل ، ولا اوضح الادلة ...)) ثم قال
(ونحن الهمنا الله الى ذلك الهاما واعثرنا على علم جعلنا بين نكرة وجهينة خبره، فان كنت قد استوفيت مسائله وميزت عن سائر الصنائع انظاره وانحائه فتوفيق من الله وهداية وان فاتني شيئ في احصائه واشتبهت بغيره فاللناظر المحقق اصلاحه ولي الفضل لاني نهجت له السبيل واوضحت له الطريق والله يهدي بنوره من يشاء )) والذي يجدر ذكره ان ابن خلدون بحث في هذا العلم على سبيل الذات وقبله كان من يتكلم فيه انما يتكلم عرضا ولم يخطر بباله ان يكون علما وهو علم العمران والاجتماع . كما قدكتب ابويوسف في اصول الفقه شذرات ، وواصل ابن عطاء كما في كتاب الاوائل شذرات مهمة ، لكن ان يفرد ذلك بتصنيف ومسائل ومباحث لم يتم ذلك الا للشافعي ، وكذلك الشاطبي قد سبقه في بيان المقاصد ابو المعالي الجويني والامام الغزالي والعز بن عبد السلام بملاحظات معروفة رحمهم الله جميعا ، لكن كان له الفضل في جعل المقاصد علما مستقلا لا نتف اصولية هنا وهناك ،وكذلك ابن خلدون كتب قبله شذرات فجمعها وزاد عليها الكثير الكثير وانتقد وميز الغث من السمين واتى بالادلة ، العقلية والنقلية لكل باب وفصل ، وذكر مواطن الاجماع والمنازعات بما لاتجد مثله في بابه كما بين هو ورأيناه في المقدمة فلا ينبغي بعد هذا البيان ان نبخس حق الرجل في التاليف المنفرد كعلم قائم بنفسه كما ذكر ((كل حقيقة يمكن ان يكون لها علم خاص بها )) .ولا ننسى قول الله تعالى
(ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين )) هود. فقرن البخس بالافساد. وكل الذي فعل الرجل رحمه الله تعالى ان افردالعمران بتصنيف وجعله علما له موضوع . وموضوع كل علم ((مايبحث فيه عن عوارضه الذاتية ))فبحث مايعرض للعمران بحثا مطلوبا بالذات وهذا هو العلم المستقل .والله الهادي الى سواء السبيل (وكتبه الدكتور علي جميل طارش )).