أحمد محمد محمد عيسوى
:: متفاعل ::
- إنضم
- 3 يونيو 2013
- المشاركات
- 307
- التخصص
- الاعلام
- المدينة
- المنيا
- المذهب الفقهي
- الشافعى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله مشايخنا واخواننا الأفاضل .. أثناء تصفحى لملتقى أهل الحديث وجدت موضوعاً ينقل صاحبه كلاماً للشيخ عبد المتعال الصعيدى فى حفظ المتون
ورأيت ما فيها من هضم لها وافتقار للانصاف ولعل هذا من نتائج الدعاوى التى عنت بتطوير الأزهر أو تدميره فى الماضى
ورأينا جميعاً النتيجة .. على كل هذا كلامه :
حياكم الله مشايخنا واخواننا الأفاضل .. أثناء تصفحى لملتقى أهل الحديث وجدت موضوعاً ينقل صاحبه كلاماً للشيخ عبد المتعال الصعيدى فى حفظ المتون
ورأيت ما فيها من هضم لها وافتقار للانصاف ولعل هذا من نتائج الدعاوى التى عنت بتطوير الأزهر أو تدميره فى الماضى
ورأينا جميعاً النتيجة .. على كل هذا كلامه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الموازنة بين طريقة حفظ المتون ودراسة شروحها وحواشيها ، وبين طريقة البحث والتنقيب والمطالعة الحرة في الكتب في الفنون المختلفة ، من المسائل التي يبنغي الاعتناء بها بتوسط دون إفراط أو تفريط .
ولما كانت مثل هذه المسائل لا تدرك إلا بالاختبار والتجربة ، كان من المفيد الاطلاع على تجارب من سبقت له التجربة ، ولا ينقص من قيمة هذه التجربة ظهور شذوذات من أولئك المجربين في بعض المسائل .
أنقل هنا تجربة للأستاذ عبد المتعال الصعيدي ( توفي سنة 1971م) أوردها في كتابه الحرية الدينية في الإسلام (ص9-11) وميزة هذه التجربة أنها جاءت من رجل مارس هذه الطريقة فترة من الزمان ، بل له بين أيدينا كتاب معروف في علم البلاغة يستفيد منه أصحاب طريقة المتون ، وهو كتاب ( بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح ) .
وكتابه المذكور هو رد على الشيخ عيسى منون الفلسطيني ( توفي سنة 1957 م) ذكرتُ قصته في موضوع سابق .
يقول : " وهذا إلى أن الشيخ عيسى منون إنما يجيد هو وأمثاله فهم العبارات المعقدة في المتون ، لأنهم يجدون شروحا ترشدهم إلى فهمها ، ثم يجدون حواشي لها بعد الشروح ، ثم يجدون لها تقارير بعد الحواشي ، وهي ما يسمونها بالكتب المخدومة ، وقد ألفوا هذه العبارات المعقدة حتى صار المعقد عندهم سهلا ، وصار السهل عندهم معقدا ، لأنه ليس على أسلوب المتون التي ألفوها ، فليس له شرح يرشدهم إلى فهمه ، وليس له حواش ولا تقارير واضحة .
وقد تربيت مثلهم على هذه الطريقة وعانيت منها وأنا طالب أكثر مما يعانيه أشدهم تعلقا بها ، حتى كنت موضع إعجاب شيوخي ، وكنت محل رضاهم وتقديرهم ، وقد أمكنني وأنا طالب أن أؤلف كتاب زبد العقائد النسفية مع شرحها وحواشيه فألخص فيه أحسن تلخيص ما وضع على متن العقائد النسفية من شروح وحواش وتقارير ، مع صعوبة عباراتها ، ودقة علم الكلام الذي ألفت فيه ، وقد استعان بكتابي هذا كثير من طلاب الشهادة العالمية الأزهرية ، واعترفوا لي بفضله عليهم في نيل هذه الشهادة .
ولي غير هذا آثار كثيرة مخطوطة وضعتها مدة الطلب ، لأني كنت أعنى أشد العناية بالكتب الأزهرية من متون وشروح وحواش ، ومنها أني اختصرت تفسير الفخر الرازي على هامش تفسير النسفي ، واختصرت شرح مسلم الثبوت وغيره من كتب أصول الفقه على هامش كتاب المنتهى لابن الحاجب ، إلى غير هذا مما ألفته في وقت الطلب .
ولكن الله تعالى أراد بي خيرًا وأنا طالب صغير في المكتب ، فحبب إلي المطالعة التي شغفت بها ، حتى إني طالعت قصة عنترة أكثر من ثلاث مرات ، وكان أهل قريتي يجتمعون حولي ويلذ لهم سماعها مني وأنا تلميذ صغير في سن العاشرة ولما انتقلت من المكتب إلى المعاهد الدينية زدت في المطالعة شغفا ، ولم أقصر نفسي على الكتب الأزهرية التي كنت أعنى بها تلك العناية السابقة ، بل كنت أطالع الجرائد التي كان يندر بين الطلاب الأزهريين من يطالعها في تلك الأيام ، وأطالع كل ما تخرجه المطبعة من كتب قديمة وحديثة في العلوم على اختلاف أنواعها ، من أدب إلى فلسفة إلى تاريخ إلى اجتماع إلى سياسة إلى غير هذا من العلوم والفنون ، حتى ألفت هذه الكتب أكثر من إلفي للكتب الأزهرية ، وشغفت بها أكثر من شغفي بهذه الكتب ، وعرفت كيف أفهم الصنفين : صنف الكتب ذات المتون والشروح والحواشي والتقارير ، وصنف الكتب المبسوطة العبارة ، وهي التي لا تحتاج إلى ما تحتاج إليه المتون من تعاليق ، ولا تضيع الزمن في فهم ما فيها من تعقيد ، بل عرفت بهذا فساد طريقة المتون ، وأدركت أنها تصرف طلابنا إلى العناية بالقشور ، وتحول بينهم وبين الوصول إلى حقائق العلوم ، وإلى فهم مسائلها على الوجه الذي يربي فيهم ملكة الفهم الصحيح ، ويصل بهم إلى رتبة الاجتهاد التي وصل إليها السلف الصالح ، حين كان لا يدرس العلم في مثل هذه المتون ، ولا يعنى بالقشور في فهمها كما نعنى بها ، فأخذت أدعو إلى الإصلاح بين الأزهريين ، حتى ساء بهذا ما بيني وبين كثير منهم ، وساء ظنهم بي في عقيدتي ، وفي درجة فهمي لكتبهم ، وكانوا يثورون علي المرة بعد المرة ، فأداريهم وأتلطف معهم ، حتى أنجو منهم بحسن التلطف ، ويقيني بالله من شرهم بحسن الإخلاص
وتعليقى أنه تلك المتون تبنى الطالب بشكل قوى متدرج له أسس راسخة و تفتح الطريق أمام الطالب للبحث والمطالعة وتسهله
وتسهل النظر فى كتب المتقدمين والمطولات ..
علق بعض الأخوة فقالوا
بارك الله فيك. المشكلة في مقارنته بين المدرستين أن بدايته كانت بحفظ المتون و اتقانها, ثم انتقل إلى المطالعة الحرة و البحث, و هذا هو التدرج الصحيح بعينه. و ما يدرينا لعل اتقانه للمتون هو ما أهله للبحث و المطالعة.
فلعله تصح المقارنة بين طالبين, أحدهما مشى على طريقة المتون فحسب, و الآخر على طريقة البحث و القراءة فقط.
كلامك سديد، ولا أعلم معاصرا من مدرسة المتون يقول بالعكوف على المتون فقط، والشيخ الصعيدي يُحسَبُ على مدرسة المتون.
فالأدق أن تكون هذه القصة مقارنة بين أصحاب مدرسة المتون أنفسهم؛ فمنهم من لم يتجاوزها إلى غيرها، ومنهم من أكمَل طريقة التحصيل والتدرّج.
ومن أراد أن يقارن بين أصحاب مدرسة المتون ومدرسة القراءة والبحث والتنقيب= فعليه بالنظر إلى طالب علمٍ لم يدرس المتون أصلاً، ولم يتخرّج بها؛ فهذا أصوب في الحكم، والله أعلم.
من الدعاوى الأخرى التى كانوا يدندن بها أصحاب تلك الدعاوى وبعضهم الآن وتحتاج الى جواب من مشايخنا المتخصصين :
- أن تلك المتون تصرف جهد الطلاب الى الاهتمام بالقشور دون الاهتمام بحقائق العلوم ولم تكن طريقة السلف ولا توصل الى رتبتهم فى الاجتهاد أنها صعبة العبارة ويعانى منها الطالب فهى لها شروح والشروح لها حواشى والحواشى تقريرات .. الخ
فما الجواب على تلك الدعاوى وسمعت أن صعوبة العبارة هذه مقصودة من الماتنين لأغراض فلعل المشايخ يفيدونا
جزاكم الله خيرا بارك الله فيكم