العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله مشايخنا واخواننا الأفاضل .. أثناء تصفحى لملتقى أهل الحديث وجدت موضوعاً ينقل صاحبه كلاماً للشيخ عبد المتعال الصعيدى فى حفظ المتون

ورأيت ما فيها من هضم لها وافتقار للانصاف ولعل هذا من نتائج الدعاوى التى عنت بتطوير الأزهر أو تدميره فى الماضى

ورأينا جميعاً النتيجة .. على كل هذا كلامه :​
بسم الله الرحمن الرحيم
الموازنة بين طريقة حفظ المتون ودراسة شروحها وحواشيها ، وبين طريقة البحث والتنقيب والمطالعة الحرة في الكتب في الفنون المختلفة ، من المسائل التي يبنغي الاعتناء بها بتوسط دون إفراط أو تفريط .
ولما كانت مثل هذه المسائل لا تدرك إلا بالاختبار والتجربة ، كان من المفيد الاطلاع على تجارب من سبقت له التجربة ، ولا ينقص من قيمة هذه التجربة ظهور شذوذات من أولئك المجربين في بعض المسائل .
أنقل هنا تجربة للأستاذ عبد المتعال الصعيدي ( توفي سنة 1971م) أوردها في كتابه الحرية الدينية في الإسلام (ص9-11) وميزة هذه التجربة أنها جاءت من رجل مارس هذه الطريقة فترة من الزمان ، بل له بين أيدينا كتاب معروف في علم البلاغة يستفيد منه أصحاب طريقة المتون ، وهو كتاب ( بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح ) .
وكتابه المذكور هو رد على الشيخ عيسى منون الفلسطيني ( توفي سنة 1957 م) ذكرتُ قصته في موضوع سابق .
يقول : " وهذا إلى أن الشيخ عيسى منون إنما يجيد هو وأمثاله فهم العبارات المعقدة في المتون ، لأنهم يجدون شروحا ترشدهم إلى فهمها ، ثم يجدون حواشي لها بعد الشروح ، ثم يجدون لها تقارير بعد الحواشي ، وهي ما يسمونها بالكتب المخدومة ، وقد ألفوا هذه العبارات المعقدة حتى صار المعقد عندهم سهلا ، وصار السهل عندهم معقدا ، لأنه ليس على أسلوب المتون التي ألفوها ، فليس له شرح يرشدهم إلى فهمه ، وليس له حواش ولا تقارير واضحة .
وقد تربيت مثلهم على هذه الطريقة وعانيت منها وأنا طالب أكثر مما يعانيه أشدهم تعلقا بها ، حتى كنت موضع إعجاب شيوخي ، وكنت محل رضاهم وتقديرهم ، وقد أمكنني وأنا طالب أن أؤلف كتاب زبد العقائد النسفية مع شرحها وحواشيه فألخص فيه أحسن تلخيص ما وضع على متن العقائد النسفية من شروح وحواش وتقارير ، مع صعوبة عباراتها ، ودقة علم الكلام الذي ألفت فيه ، وقد استعان بكتابي هذا كثير من طلاب الشهادة العالمية الأزهرية ، واعترفوا لي بفضله عليهم في نيل هذه الشهادة .
ولي غير هذا آثار كثيرة مخطوطة وضعتها مدة الطلب ، لأني كنت أعنى أشد العناية بالكتب الأزهرية من متون وشروح وحواش ، ومنها أني اختصرت تفسير الفخر الرازي على هامش تفسير النسفي ، واختصرت شرح مسلم الثبوت وغيره من كتب أصول الفقه على هامش كتاب المنتهى لابن الحاجب ، إلى غير هذا مما ألفته في وقت الطلب .
ولكن الله تعالى أراد بي خيرًا وأنا طالب صغير في المكتب ، فحبب إلي المطالعة التي شغفت بها ، حتى إني طالعت قصة عنترة أكثر من ثلاث مرات ، وكان أهل قريتي يجتمعون حولي ويلذ لهم سماعها مني وأنا تلميذ صغير في سن العاشرة ولما انتقلت من المكتب إلى المعاهد الدينية زدت في المطالعة شغفا ، ولم أقصر نفسي على الكتب الأزهرية التي كنت أعنى بها تلك العناية السابقة ، بل كنت أطالع الجرائد التي كان يندر بين الطلاب الأزهريين من يطالعها في تلك الأيام ، وأطالع كل ما تخرجه المطبعة من كتب قديمة وحديثة في العلوم على اختلاف أنواعها ، من أدب إلى فلسفة إلى تاريخ إلى اجتماع إلى سياسة إلى غير هذا من العلوم والفنون ، حتى ألفت هذه الكتب أكثر من إلفي للكتب الأزهرية ، وشغفت بها أكثر من شغفي بهذه الكتب ، وعرفت كيف أفهم الصنفين : صنف الكتب ذات المتون والشروح والحواشي والتقارير ، وصنف الكتب المبسوطة العبارة ، وهي التي لا تحتاج إلى ما تحتاج إليه المتون من تعاليق ، ولا تضيع الزمن في فهم ما فيها من تعقيد ، بل عرفت بهذا فساد طريقة المتون ، وأدركت أنها تصرف طلابنا إلى العناية بالقشور ، وتحول بينهم وبين الوصول إلى حقائق العلوم ، وإلى فهم مسائلها على الوجه الذي يربي فيهم ملكة الفهم الصحيح ، ويصل بهم إلى رتبة الاجتهاد التي وصل إليها السلف الصالح ، حين كان لا يدرس العلم في مثل هذه المتون ، ولا يعنى بالقشور في فهمها كما نعنى بها ، فأخذت أدعو إلى الإصلاح بين الأزهريين ، حتى ساء بهذا ما بيني وبين كثير منهم ، وساء ظنهم بي في عقيدتي ، وفي درجة فهمي لكتبهم ، وكانوا يثورون علي المرة بعد المرة ، فأداريهم وأتلطف معهم ، حتى أنجو منهم بحسن التلطف ، ويقيني بالله من شرهم بحسن الإخلاص​



وتعليقى أنه تلك المتون تبنى الطالب بشكل قوى متدرج له أسس راسخة و تفتح الطريق أمام الطالب للبحث والمطالعة وتسهله

وتسهل النظر فى كتب المتقدمين والمطولات ..

علق بعض الأخوة فقالوا
بارك الله فيك. المشكلة في مقارنته بين المدرستين أن بدايته كانت بحفظ المتون و اتقانها, ثم انتقل إلى المطالعة الحرة و البحث, و هذا هو التدرج الصحيح بعينه. و ما يدرينا لعل اتقانه للمتون هو ما أهله للبحث و المطالعة.

فلعله تصح المقارنة بين طالبين, أحدهما مشى على طريقة المتون فحسب, و الآخر على طريقة البحث و القراءة فقط.

كلامك سديد، ولا أعلم معاصرا من مدرسة المتون يقول بالعكوف على المتون فقط، والشيخ الصعيدي يُحسَبُ على مدرسة المتون.
فالأدق أن تكون هذه القصة مقارنة بين أصحاب مدرسة المتون أنفسهم؛ فمنهم من لم يتجاوزها إلى غيرها، ومنهم من أكمَل طريقة التحصيل والتدرّج.

ومن أراد أن يقارن بين أصحاب مدرسة المتون ومدرسة القراءة والبحث والتنقيب= فعليه بالنظر إلى طالب علمٍ لم يدرس المتون أصلاً، ولم يتخرّج بها؛ فهذا أصوب في الحكم، والله أعلم.

من الدعاوى الأخرى التى كانوا يدندن بها أصحاب تلك الدعاوى وبعضهم الآن وتحتاج الى جواب من مشايخنا المتخصصين :

- أن تلك المتون تصرف جهد الطلاب الى الاهتمام بالقشور دون الاهتمام بحقائق العلوم ولم تكن طريقة السلف ولا توصل الى رتبتهم فى الاجتهاد أنها صعبة العبارة ويعانى منها الطالب فهى لها شروح والشروح لها حواشى والحواشى تقريرات .. الخ

فما الجواب على تلك الدعاوى وسمعت أن صعوبة العبارة هذه مقصودة من الماتنين لأغراض فلعل المشايخ يفيدونا

جزاكم الله خيرا بارك الله فيكم​
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ببساطة كم نسبة الذين لم يتدرجوا على المتون والشروح والحواشي الى الذين تدرجوا على المتون والشروح والحواشي ، أهي واحد الى واحد أم واحد الى عشرة أم واحد الى مائة ، في ظني هي : ولا واحد الى آلاف .
والله أعلم
 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

هذا جواب الأخ أبو مالك العوضى جزاه الله خيراً وبارك فى علمه وعمره على سؤالى له بخصوص كلام أصحاب تلك الدعاوى وأنقله للفائدة :

يمكن تلخيص جميع الإشكالات التي تلصق بالمتون في أمر واحد فقط ، وهو أنهم يرون بعض الناس يدرس المتون بطريقة خاطئة، أو لا تظهر عليه ثمرة ذلك في علمه، أو يكون فهمه ضعيفا، أو أو، ثم يبنون على ذلك أن الخلل هنا هو بسبب دراسة المتون، ولا ينظرون إلى غير هذا الشخص ممن درس المتون فأفلح وصار عالما كبيرا يشار إليه بالبنان، فالإشكال أنهم يربطون المسألة ببعض الأشخاص دون نظر إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى الشخص وليس إلى المتن

فمثلا قولهم (تصرف الطالب إلى القشور) أقول: لو تأمل صاحب هذا الكلام كلامه لعرف أنه واضخ الخطأ والخلل؛ لأن أكثر العلماء إنما وضعوا المتون لإعطاء الطالب زبدة العلم ولذلك يقررون في مقدمات المتون أنهم فعلوا ذلك لأن (الهمم قد قصرت والعوائق قد كثرت، وضعف الناس عن المطولات)، فإذا كان صاحب المتن نفسه يقرر في أوله أنه قد وضع متنه لضعف الناس عن المطولات، فهل يفهم عاقل من هذا أنه يقصد بذلك صرف الناس عن المطولات؟! هذا جهل ناتج عن ضيق عطن وقصر نظر
ثم إن أكثر المتون تحتوي لباب العلوم وخلاصتها ويندر في المتون أن تجد قشورا في العلم، وحتى لو وجدت فهي قليلة بجنب الأصول


وأما قولهم (لم تكن طريقة السلف) فيقال لصاحب هذا الكلام: كيف كانت طريقة السلف؟ هل كانت بقراءة المطولات؟ هل كانت بالبحث في الشاملة؟ هل كانت بتحميل كتب البي دي إف؟ هل كانت بالنظر في المغني وفتح الباري والتمهيد لابن عبد البر؟ الجواب لا
إذن فماذا يقصد صاحب هذا الكلام؟ لا يقصد إلا التشنيع فقط؛ لأنه جاهل بطريقة السلف وبطريقة الخلف، فهو يحاول التشبث بأي دليل وإن لم يكن له علاقة بالموضوع، وبيان ذلك أن المتون من باب الوسائل وليست من باب المقاصد؛ والوسائل لا يقال فيها سلف وخلف؛ لأنها تعتمد على المناسبة والمصلحة المجردة، كاستعمال السيارة والجوال والإنترنت، لا يمكن أن يقول عاقل إن استعمال هذه الوسائل غلط لأنه مخالف لمنهج السلف، فهذا جهل من قائله يستحق أن يلام عليه أشد اللوم؛ لأنه لا يفرق بين الوسائل والمقاصد، ويلزمه على هذا أن يمنع طباعة الكتب لأنها لم تكن معروفة عند السلف، ويحرم على نفسه الاستفادة من الكتب المطبوعة ولا يأخذ العلم إلا مشافهة، وكل هذا جهل واضح لا حاجة للتطويل في بيانه، فإن قال إنه يقصد بالسلف أمثال الشافعي وأحمد وأضرابهما، فيقال له (إما أن هؤلاء قد خالفوا الصحابة والتابعين في طريقة طلب العلم، وحينئذ لا يجوز لك أن تأخذ بطريقتهم، وإما أنهم لم يخالفوهم باتباع وسائل جديدة، وحينئذ يسقط استدلالك من أساسه)

وأما قولهم (لا توصل الى رتبتهم فى الاجتهاد) فهذا من الجهل والحماقة أيضا؛ لأن رتبة الاجتهاد ليس لها علاقة بالوسائل المسلوكة، فأي وسيلة سلكها الإنسان يمكنه أن يصل بها إلى رتبة الاجتهاد وصل، فهذا القائل يشبه من يقول (إن مكة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الإبل؛ لأنها طريقة السلف)، ومعلوم أنه يمكن الوصول إلى مكة بالإبل، لكن لا يمكن أن يقول عاقل إنه لا يمكن الوصول إليها بالسيارة أو بالطائرة أو بغير ذلك من الوسائل الممكنة، ومن قال إن الوصول إليها بالإبل أفضل أو أسهل، فهو لا يفقه ما يقول؛ ومشكلته ترجع أيضا إلى عدم التفريق بين الوسائل والمقاصد.


وأما قولهم (إنها صعبة العبارة ويعانى منها الطالب فهى لها شروح والشروح لها حواشى والحواشى تقريرات)
فهذا كلام عجيب أن يصدر ممن يريد أن يصل لرتبة الاجتهاد التي ينبغي أن يتميز صاحبها بالذكاء الشديد والفهم السديد والصبر على التحصيل، فإذا كنت لا تستطيع أن تصل فقط إلى مجرد الفهم لهذه الكتب، فكيف تحدثك نفسك أن تصل إلى رتبة الاجتهاد.
والمقصود من هذا الرد أن هؤلاء يظنون رتبة الاجتهاد كلأ مباحا يستطيع كل من هب ودب أن يصل إليها، وبناء على هذا فكل ما كان صعبا فهو عائق عن هذه الرتبة، وما كان عائقا عنها فهو مضر وغلط!
وهذه الطريقة في الاستدلال هي طريقة الجهلاء والحمقى والمتقحمين فيما لا يحسنون، ولا نزاع بين العقلاء أن كل من أراد أن يتقن علما من العلوم فلا بد أن يبذل الجهد في تحصيل هذا العلم وفهم مسائله وأبوابه وتحصيل قواعده وفهمها وتطبيقها.
ثم يقال لهذا المعترض: من الذي قال إنه يلزمك أن تطلب العلم من هذه الكتب؟! إن كانت بعض الكتب صعبة، فانظر غيرها مما هو سهل، فإن العلماء لم يقصروا، بل وضعوا المطولات والمختصرات، ووضعوا السهل والصعب، فهل تقول إن كل الكتب المؤلفة على طريقة المتون صعبة؟
بل إن بعض العلماء من المتقدمين (يعني ليس من المتأخرين فقط كما يزعم) قال: إنه يضع كتبه بعبارة معقدة أحيانا ليحمل طالب العلم على التحصيل والاجتهاد، وقد قال الخليل بن أحمد: من أبواب العلم ما لو شئنا أن نسوي فيه بين العالم والجاهل لفعلنا، لكنا أردنا أن نجعل شيئا يظهر به فضل العالم، فهذا الخليل بن أحمد هل هو من المتقدمين أو من المتأخرين؟!
وقديما قرأ بعض الناس كتاب سيبويه على الشيخ (يعني ليس بنفسه) وبعد أن أنها قال: أما أنت فجزاك الله خيرا، وأما أنا فلم أفهم شيئا، ويعلم كل من نظر في كتب النحو أن كتاب سيبويه من أصعب الكتب فهما على طالب العلم، فهو أصعب من الشروح والحواشي ونحو ذلك، مع أن مسألة الصعوبة نسبية إلا أن المقصود إجمالا وبحسب الشائع

والواقع يشهد أن هؤلاء الذين يستنكرون طريقة المتون هم أبعد الناس فهما لكلام العلماء سواء منهم المتقدمون والمتأخرون؛ لأن الذي لم يتمرس في كلام العلماء، ولم يتعب نفسه في حفظه ودرسه وممارسته لا يمكن أن يكون عنده ألفة وإيناس بفهم كلامهم

وقديما قال ابن السراج (من المتقدمين أيضا) إن لم تفهموا كلامي فاحفظوه، فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه!
فهؤلاء لا يريدون أن يحفظوا ويزعمون أنهم يفهمون، مع أن الواقع أنهم لا يحفظون ولا يفهمون، وإذا أخطؤوا في الفهم قالوا: فهمنا هو الصواب، وأنتم جهال لأنكم تعتمدون على طريقة المتون؟!
طيب أي الفريقين أولى بصحة الفهم؟ الذي يحفظ كلام العلماء، أو الذي لا يلقي له بالا، ويرى كثيرا منه صعبا ولا يوصل إلى المقصود ولم يتمرس فيه ولم يكرره؟!

ثم إننا لم نقل إن طريقة المتون هي الطريقة الوحيدة لطلب العلم، فأهلا بك ومرحبا إن كنت تريد أن تدرس المطولات مباشرة ولا تحب طريقة المتون، لكن هل تظن أنك بذلك سوف تحصل أكثر من غيرك؟ هل تظن أنك بذلك سوف تختصر على نفسك الطريق؟ هل تظن أنك بذلك سوف تصل إلى مرتبة الاجتهاد دون غيرك؟
الجواب لا وألف لا؛ بل ستحتاج إلى أضعاف عمرك لكي تحصل فقط عشر ما حصل غيرك، ولذلك تجد أكثر المتقدمين كانوا قائمين على علم واحد قد قضوا فيه جل عمرهم؛ لصعوبة التحصيل قديما
أما الآن فالطالب الذي يدرس ألفية ابن مالك في سنة واحدة يحصل من العلم ما لم يكن يستطيع تحصيله المتقدم في عشر سنين
فأين هذا التيسير مما كان يحتاج إليه الأصمعي أو الكسائي من الدوران على الأعراب والقبائل لسماع أشعارهم وحفظ كلامهم؟!

أكاد أوقن أن هذا الذي يعترض على المتون سوف يقول: وما الفائدة من حفظ كلام الأعراب وحفظ أشعارهم وأرجازهم؟! المهم الاجتهاد والفهم!!
ولو فعل الأصمعي والكسائي وأمثالهم ذلك لما وصل إلينا شيء من كلام العرب أو كاد

والله تعالى أعلى وأعلم وبه الهداية ومنه التوفيق
 

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

كلام أبي مالك العوضي ليس بعده كلام.. لخص أهم الاعتراضات وأجاب عنها .. بورك وبوركت ..
هذه المتون والشروح والحواشي كانت هي السلم التعليمي السابق للحصول على الوظائف الرسمية في الدولة كالقضاء والإفتاء والتدريس، لذا يراها البعض صعبة لأن المقصود منها أن لا يحصل على تلك الوظائف إلا الأذكياء والنابغون، فلا تنفع الواسطات عندهم، ولا ينال إجازة الإفتاء والتدريس إلا من كان ذهنه حادا وفهم واستوعب تلك الكتب التي يراها البعض صعبة الآن، وحلت محلها الملازم والملخصات التي تنتج لنا أشباه المتعلمين..
هذه المتون والشروح والحواشي أنتجت لنا فطاحلة العلم والفقه عير التاريخ، ومؤلفو الكتب المبسوطة بدأوا بهذه الطريقة، فماذا أنتجت لنا طريقة الإعراض عن المتون إلا أشباه مثقفين؟
المشكلة ليس في الطريقة.. المشكلة أنها لا تطبق اليوم بالشكل المناسب، تحتاج لشيخ متقن متفرغ ، وطالب ذكي متفرغ، وهو ما يندر هذه الأيام لتعقد ظروف الحياة وسرعتها..

جزيتم خيرا على طرح مثل هذه الموضوعات ..
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,684
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

تصعيب العبارة كان له غرض مهم- عند أصحابها- وهو :
1- منع الاستفادة بهذه الكتب عن الجهال، ومن يريد التعالم، ومن يريد التصدر من غير أن يصرف شطرا من عمره عند العلماء.
2- ترويض ذهن الطالب، وتعليمه كيف يفهم المشكلات من الكلام، وكيف يتعمق في الفهم ولا يقف عند ظاهر العبارة.
ولكن الانصاف يفرض علي أن أقول:
ينبغي على طالب الحواشي أن يطلع على الكتب العديدة التي لم توضع على هذه الطريقة ويعرف لها فضلها أيضا ولا يحمله التعالي على التهوين من شأنها.
وينبغي أيضا أن يعرف أن العمر غال فلا يقضي معظم عمره في قال وأقول وفإن قلتم قلنا من غير التفات إلى الأهم وزبدة العلم، وأيضا ما يحتاجه العصر وما ينبغي أن يتجهز به لمحاربة أعداء الله سبحانه.
كما ينبغي عليه أن يخرج من الانشغال بعبارة الماتن إلى حسن فهم المسألة ومن ثم الانشغال بالتطبيق لأنه هو الذي يعطي ملكة العلم.
فمن فعل ذلك فقد لزم الجادة ونظر بعينين.
والله أعلم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

وينبغي أيضا أن يعرف أن العمر غال فلا يقضي معظم عمره في قال وأقول وفإن قلتم قلنا من غير التفات إلى الأهم وزبدة العلم​
، وأيضا ما يحتاجه العصر وما ينبغي أن يتجهز به لمحاربة أعداء الله سبحانه.
كما ينبغي عليه أن يخرج من الانشغال بعبارة الماتن إلى حسن فهم المسألة ومن ثم الانشغال بالتطبيق لأنه هو الذي يعطي ملكة العلم.
فمن فعل ذلك فقد لزم الجادة ونظر بعينين.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً شيخنا .. لكن أطلب توضيحكم للعبارة المظللة بالأحمر

فهذا قريب من كلام أصحاب تلك الدعاوى​
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,684
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

جزاكم الله خيراً شيخنا .. لكن أطلب توضيحكم للعبارة المظللة بالأحمر

فهذا قريب من كلام أصحاب تلك الدعاوى​
وجزاك الله خيرا.
القصد هو أن هذه الحواشي تخدم في أغلبها علوم الآلة، وعلوم الآلة من اسمها وسيلة لفقه الكتاب والسنة، فلا ينبغي استغراق أكثر العمر في الوسيلة دون الغاية.
لا بد من قراءة الحواشي ودراستها لأنها تعلم الطالب الدقة في الفهم، وبدون دراستها يأتي جيل لا يستطيع أن يقرأ تلك الكتب الصفراء مهما حاز من شهادات عالية.
 
إنضم
3 يونيو 2013
المشاركات
307
التخصص
الاعلام
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

جزاكم الله خيراً شيخنا .. ماذا نعنى بهذا هذا المصطلح وقد سمعته من قبل :

الكتب الصفراء
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,684
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: كلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى حول حفظ المتون (للرد والتعقيب)

جزاكم الله خيراً شيخنا .. ماذا نعنى بهذا هذا المصطلح وقد سمعته من قبل :

الكتب الصفراء هي الكتب القديمة والتي عادة ما تكون بلون أصفر.
وعادة ما يستخدم هذا التعبير من يريد التنفير من هذه الكتب ليقطع المسلمين عن سلفهم.
والله المستعان.
 
التعديل الأخير:
أعلى