سهير علي
:: متميز ::
- إنضم
- 17 يوليو 2010
- المشاركات
- 805
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم معاذ
- التخصص
- شريعة
- الدولة
- بريطانيا
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعية
النفس وأنا!
قد يُقسم الكثير منا بالله كذبا متعمدا كي يخفي حقا، ويقيم باطلا، ويفسد على الناس حياتهم، ما أكثر صور الظلم المقيتة التي نقع فيها من غيبة وحسد وعدم إتقان العمل وعدم الأمانة و...ألا نعلم أن للحياة نهاية؟
ألا نعلم أن عند النهاية توجد بداية؟
ألا نعلم أن بداية النهاية ليس لها نهاية؟
ألا نتفكر في هذه الحياة التي ليس لها نهاية كيف ستكون؟
ألا نفكر أين سنكون؟
كيف تُفسد علينا النفس الأمارة بالسوء نعمة التفكر في سبب وجودنا والانشغال به!
ألا ترتدع النفس وتتفكر في خلق السموات والأرض وكل ما خلق سبحانه لدليل على قدرته وقوته وعلمه واستحقاقه سبحانه لأن يُطاع فلا يُعصى ويُعبد فلا يُشرك به؟! مع العلم بأننا خطّاؤون وهذه علامة بشريتنا.
ألا يوجد خط أحمر لبعض الذنوب التي لا يجب علينا الاقتراب منها، والتي بيّن الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- أنها لا تكون في المسلم كالكذب والخيانة ومحاربة دين الله والظلم ...... و .....
كيف تحرمنا النفس التهيء ليوم ملاقاة الله سبحانه!
كيف تمكر بنا النفس وتلعب بنا كالكرة تقذفنا لهذه الشهوة تارة، ثم تركلنا لهذا الذنب تارة، ثم تدفع بنا لخارج حلبة الطاعات تارة أخرى!؟
ثم تقاتل لتعطينا كارت أحمر في بعض الأوقات عندما يرزقنا الله برحمته بذكرى أو محنة يردنا بها إليه سبحانه! (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
فنرى ظلمها لنا ومحاولتها أن تبعدنا عن سبب وجودنا، فمن منّ الله عليه ترك لها ملعبها وذهب للعمل لسبب وجوده وهو قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، لينجو ويسعد في حياته التي ليس لها نهاية، فيسعى في حياته بمعنى قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، بالتحكم في أفعاله بأقل الذنوب فيتبع الذنب بالاستغفار والتوبة والحسنات.
ولنتواصى بالبر والإحسان وحسن الخلق وخفض الجناح والإعانة على المعروف والبعد عن المنكر، ونظل يقظين لأنفسنا نخالفها متى وافق هواها المعاصي، ونحاسبها على كل كبيرة وصغيرة مجتهدون ونعمل لنحقق لحياتنا التي ليس لها نهاية قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون).
لنسعد في (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ*يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ*فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
أختكم في الله سهير علي