رد: من أول من نادى بإنشاء المجامع الفقهية ؟
الشيخ : سعد السبر
نشأة المجامع الفقهية المعاصرة
كتب الباحث في بحثه المعنون بـ: (المجامع الفقهية والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي دراسة عامة) عن نشأة المجامع الفقهية وبداياتها الأولى وأصحاب الاقتراح لها وآلية عملها إيجابياتها وسلبياتها، ومما جاء في البحث: التسلسل التاريخي لبدايات هذه المجامع ومما جاء فيه:
وقد أنشأت هذه المجامع بعد أن صاح بإنشائها جماعة من العلماء في القرن المنصرم الرابع عشر, كبديع الزمان النورسي, والطاهر بن عاشور، والشيخ مصطفى الزرقاء وغيرهم ممن نادي بحرقة لقيام هذه المجامع.
وكانت أول هذه المجامع ظهوراً:
أولاً: مؤتمر لعلماء المغرب عام 1380هـ وقد ضم أكثر من 300 عالم, وتوالت اجتماعات هذا المؤتمر حتى تاريخ 15 من محرم 1427هـ, ثم سمي بالرابطة المحمدية للعلماء.
ثانيًا: مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومقره مصر، أنشئ بالقرار رقم 103 من قرارات الأزهر الشريف في عام 1381هـ الموافق 1961م, وكانت باكورة اجتماعاته بالقاهرة في شوال سنة 1383هـ. ويجتمع المجمع مرة كل شهر, ويتألف المجمع من خمسين عضواً من كبار علماء الإسلام يمثلون جميع المذاهب الإسلامية, كما يشترط في عضو المجمع أن لا يقل عمره عن أربعين سنة, وأن يكون معروفاً بالورع والتقوى , ويكون حائزاً لأحد المؤهلات العلمية العليا, وأن يكون له إنتاج علمي بارز في الدراسات الإسلامية.
ثالثًا: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية, حيث صدر المرسوم الملكي رقم (أ/ 137) بتاريخ 8/7/1391هـ, بتأليف هذه الهيئة, وتتفرع منها لجنة دائمة يتم اختيارها بأمر ملكي أيضًا, وتكون مهمتها: إعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة, وإصدار الفتاوى في الشؤون الفردية.
رابعًا: المجمع الفقهي الإسلامي هذا المجمع أنشأته رابطة العالم الإسلامي تابعاً لها وأسمته وهو عبارة عن هيئة علمية إسلامية ذات شخصية اعتبارية مستقلة داخل إطار رابطة العالم الإسلامي مكونة من مجموعة مختارة من فقهاء الأمة الإسلامية وعلمائها, ويمكن إرجاعها إلى ما أوصت به الأمانة العامة للرابطة في شهر رجب سنة 1383هـ في نظامها, من إنشاء هيئة علمية, مهمتها أن تنظر وتبدي رأيها الشرعي في القضايا والنوازل المستجدة؛ وذلك استجابة لنداء حكومة المملكة العربية السعودية بضرورة إنشاء مجمع فقهي إسلامي, وبعد الإجراءات المعتادة أقر المجلس التأسيسي للرابطة نظام المجمع الفقهي بتاريخ 1397هـ, فباشر أول أعماله في شعبان عام 1398هـ.
خامسًا: مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي, والذي تبنى فكرته الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله, وهو عبارة عن فرع لمنظمة المؤتمر الإسلامي, على أن يكون لكل دولة من دول منظمة المؤتمر الإسلامي عضو عامل في المجمع ويتم تعيينه من قبل دولته وينتظم أعضاء المجمع في: مجلس, وشُعب المجمع المتخصصة, وهيئة المكتب, وأمانة المجمع.
وقد أقر في المؤتمر الثالث للمنظمة ضمن القرارات الصادرة برقم 8/3ت (ق,أ) , الذي عقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في ربيع الأول 1401هـ ـ 1981م.
سادسًا: مجمع الفقه الإسلامي بالهند الذي قام القاضي مجاهد الإسلام القاسمي رحمه الله بإنشائه بالهند كمؤسسة علمية إسلامية بالهند, وذلك في نهاية عام1988 هـ بانتخاب الأعضاء له من كبار العلماء والفقهاء البارزين.
سابعًا: المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والذي جاء تلبية لدعوة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا كهيئة علمية إسلامية متخصصة مستقلة, والذي انعقد في 21-22 من ذي القعدة عام 1417هـ الموافق 29-30 مارس 1997م, وفي هذا اللقاء تم إقرار مسودة الدستور لهذا المجلس.
ثامنًا: مجمع الفقه الإسلامي بالسودان, والذي صدر بإنشائه قانون وتمَّ اعتماده في شعبان 1419هـ.
وفي غضون هذه السنوات قامت عدد من المؤسسات والشركات بإنشاء مجامع وهيئات شرعية تقوم ببحث ما تحتاج الشركة أو المؤسسة لمعرفة حكمه , وقامت عدد من الدول بإعداد مجلس للفتوى للنظر في قضاياها الخاصة والعامة, فتشكل بذلك عدد كبير من المجامع الفقهية والهيئات الشرعية في غالب بلاد المسلمين سواء المجامع العامة أو الخاصة , ولا تزال هذه المجامع بازدياد وتوالد خصوصاً في الشركات الاقتصادية الإسلامية .
المصدر
http://www.google.iq/url?sa=t&rct=j...dpGH_mpBSjcwKF6KQ&sig2=c8NzNMjEl0_q9_Fq-ige3A