العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الإمام محمد بن قاسم الغزي

أم إبراهيم

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
6 أغسطس 2011
المشاركات
746
التخصص
:
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
الشافعي
الإمام محمد بن قاسم الغزي

اسمه ومولده:
هو الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن محمد الغزي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الغرابيلي.
ولد في رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة بغزة (859هـ) ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية الحديث والنحو ومعظم جمع الجوامع وغير ذلك ثم قدم القاهرة في رجب سنة إحدى وثمانين وثمانمائة (881هـ).

شيوخه:
1- شمس الدين أبو الوفا محمد بن أحمد بن خضر الغزي الشافعي المعروف بابن الحِمْصي (812- 881هـ) أخذ عنه الفقه والعربية وغيرهما.
2- شيخ الإسلام محمد بن محمد السيد المقدسي الشهير بكمال الدين بن أبي شريف (822- 906هـ) أخذ عنه الفقه والأصلين (أصول الفقه وأصول الدين) وقرأ عليه شرح المحلي لجمع الجوامع ووصفه بالعالم المتفنن النحرير.
3- الشيخ أحمد بن علي بن حسين بن حسن بن علي بن عبد الواحد الشهاب العبادي (807- 880هـ) أخذ عنه الفقه قراءة وسماعًا.
4- لازم شمس الدين الجوجري وقرأ عليه جانبًا في أصول الفقه والعروض بكماله.
5- قرأ على علاء الدين الحصني شرح العقائد وحاشيته وشرح التصريف وشرح القطب في المنطق ومعظم المطول وغير ذلك.
6- قرأ على بدر الدين المارداني في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وما يلحق بتلك العلوم، ومما قرأه عليه من تصانيفه شرح الفصول.
7- قرأ على زين الدين زكريا القياس من شرح جمع الجوامع للمحلي، وقرأ عليه بالقراءات السبع جمعًا.
8- قرأ على جمال الدين الكوراني شرح أشكال التأسيس.
9- أخذ القراءات جمعًا وإفرادًا عن شمس الدين محمد بن القادري.
10- قرأ على زين الدين جعفر بالقراءات جمعًا للسبع من طريق النشر وللأربعة عشر كذلك.
11- شمس الدين محمد بن أبي بكر المشهور بابن الحمصاني -نسبة لحرفة جده لأمه- (811- 897هـ) إمام جامع ابن طولون، قرأ عليه بالقراءات العشر جمعًا إلى سورة الحجر.
12- قرأ كذلك على الشيخ السنهوري لكن إلى سورة العنكبوت.
13- قرأ على الإمام السخاوي ألفية الحديث بتمامها بحثًا، وقرأ عليه كتابه «القول البديع» وغيره من تصانيفه بعد أن كتبها، وكذا الأذكار للنووي وأوقفه على حاشية كتبها على شرح العقائد فكتب تقريظًا له عليها.

صفاته:
تميز الإمام ابن قاسم في جملة من الفنون وأشير إليه بالفضيلة والسكون والديانة والعقل والانجماع والتقنع باليسير وأنزله زين الدين بن مزهر في مدرسته، وخالط شهاب الدين الأبشيهي وزوَّجه علاء الدين الحنفي ابنته، وآل أمره إلى أن صار هو النقيب بعد ذلك وظهرت كفاءته في ذلك ودرَّس بالجامع الأزهر وعمل الختوم الحافلة للكتب التي كان ينهيها وكان يخطب أحيانًا بجامع القلعة حين يغيب قاضيه وكانت خطابته محمودة وكان يكتب الفتيا على الأسئلة التي ترده وقال عنه شيخه السخاوي «وهو جدير بذلك -أي بالفتيا- في وقتنا».

تلامذته:
أخذ عن الإمام ابن قاسم كثرة كاثرة من الطلبة والتلاميذ نذكر ممن نبغ منهم:
1- الشيخ العلامة محمد بن محمد المصري القاضي أفضل الدين الرومي المصري الحنفي (ت: 932هـ).
2- الشيخ العلامة الإمام أبو الفتح بدر الدين عبد الرحيم بن أحمد (ت:963هـ).

مؤلفاته:
1- فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب ويُسمَّى كذلك «القول المختار في شرح غاية الاختصار» ومشهور بشرح ابن قاسم على متن أبي شجاع. وقد اشتهر هذا الشرح وانتشر انتشارًا كبيرًا وطار صيته في الآفاق وقام بتدريسه على الطلبة في الجامع الأزهر عدد كبير من الشيوخ الأعلام، كما كتبت عليه الحواشي البديعة واشتغل به الناس أزمانًا ولا يزال محط أنظار طلبة العلم إلى يوم الناس هذا. فممن تلقاه من أهل القرن الثاني عشر: الشيخ أحمد الديربي صاحب المجربات (ت: 1151هـ)، عن عمه الشيخ علي الديربي، وكتب عليه حاشية وختما بعد ذلك، وتلقاه شيخ الإسلام أحمد الجوهري (ت: 1182هـ) على الشيخ الطوخي، وممن كتب عليه حاشية: الشيخ البرماوي، والشيخ النبراوي، والشيخ الباجوري وهي حاشيته المشهورة، والشيخ محمد نووي بن عمر الجاوي سماه «قوت الحبيب الغريب توشيح فتح القريب المجيب»، طبعت جميعها. وعلى حاشية البرماوي تقرير نفيس لشيخ الإسلام شمس الدين الأنبابي (ت: 1313هـ). كما كتب عليه حاشية كذلك الشيخ يوسف الحفني (ت: 1178هـ )، والشيخ مصطفى بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الشهير بالصفوي القلعاوي (ولد 1158هـ). وقد طبع ذلك الشرح طبعات عديدة من أولها طبع حجر بمصر عام 1278هـ ثم بالحروف عام1281هـ ثم عام 1285هـ ثم 1301هـ و1304هـ و 1305هـ و1306هـ و1307هـ و1319هـ، كما طبع في بولاق عام 1298هـ باعتناء الأستاذ فان دنبرج ومعه ترجمة فرنسية.
2- حاشية على شرح التصريف.
3- حاشية كتبها على شرح العقائد رآها الإمام السخاوي وكتب عليها تقريظًا وذكر أن ابن قاسم كان يدرسها على الطلبة.

وفاته:
وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل والتدريس والإقراء انتقل الإمام ابن قاسم إلى رحمة ربه عام 918هـ رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدَّم للإسلام والمسلمين.

مصادر الترجمة:
1- الضوء اللامع (8/286، 287).
2- معجم المطبوعات (2/1416).



 
أعلى