محمد أفرس بن محمد نوفر
:: مخضرم ::
- إنضم
- 24 يناير 2012
- المشاركات
- 1,294
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- سريلانكا
- المدينة
- كولومبو
- المذهب الفقهي
- المذهب الشافعي
وقول المنحرفين : إن الله عظيم لا يخلق شيئا إلا لحكمة ومعنى الحكمة في هذه الأشياء، إذ الوصف لله جل اسمه بالحكمة عام في جميع خلقه وأمره وإن جاز أن يعدم ذلك في شيء منها جاز في غيره مثله.
وإن جاز أن يقتصر في الجواب عن ذلك على أن يقال : قد ثبت أن الجميع خلق الله الحكيم فلم خالف بين هيئاتها وأشكالها وصورها وغير ذلك مما اختلفت فيه إلا بحكمة هو العالم بها {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} فليس يلزم إطلاع من هو دونه على وجه الحكمة في كل صغير وكبير يفعله أو نقوله له : لم جاز له مثله في كل ما خفي وجهه والله أعلم.
ولعل هذا أن يتخالج في صدره وقلبه وجه الحكمة في طي الخالق معنى شيء من الأشياء عن عباده.
فالوجه في جوابه هو أن يقال له : إن الله خلق الخلق في دار المحنة فقاوت بين طبائعهم واختلافهم وعقولهم وهممهم بعد أن أزاح العلة في إعطاء المكلفين ما بهم الحاجة إليه فيما كلفوه. إذ الامتحان لا يتحقق مع تساوي ا لممتحنين ولهذا أحواج بعهم إلى بعض في أسباب معايشهم كما قال تعالى{ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} وقال {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} ولما امتحنهم جل وعز أجرى الأمر في امتحانهم وسياستهم على ما ركب فيه طباعهم وأجرى عليه عادتهم وقد قلنا فيما مضى أنه ليس بشيء من السياسات الفاضلة استواء السايس والمسوس في الأمور والأسباب لأن ذلك يؤدي إلى استواء الناس وزوال الرئاسة والسياسة عنهم وذلك هو العماد كما روي في الخبر من قوله "لن يزال الناس بخير ما تفاوتوا وإذا تساووا هلكوا" وقيل في شعر الحكمة : لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سرا ة إذا جهالهم سادواوهذه الجملة إذا وقعت بها العادات كفى بذلك حجة في صحتها ولصوقها بالعقل.
ومعلوم أن للمعارف رتبا مختلفة وأن كثيرا من الناس يفهمون الشيء فلا تدركه عقولهم فما الذي ينكر كثيرا من الأشياء مستودعا حكمة ومعنى لا يضبطه عقول الناس في دار الدنيا وإذا جاز خفاء وجه الحكمة في شيء واحد جاز عن آخر وكان السؤال في ذلك الواحد كالسؤال في صاحبه وأقل ما في هذه المسألة أن تكون موجبة لاستواء الناس حتى لا يفضل أحد أحدا وفي هذا انتقاص تركيب العالم وإخراج الناس عن العادات والله أعلم.
ولو أن الناس كلفوا عد جبل الرمل وإحصاؤه لعجزوا عنه وفي عجزهم عنه خفاؤه عليهم وكذلك هذا في وزن مياه البحار وكيل تربة الأرض كلها ولو كلفوا حمل الجبال الرواسي لم يقم به أحد إلا في المقدار الذي تنهض به قوته.
فلو قال قائل : لم لم يعطهم الله من القوة ما ينهضون بها بالجبال؟ لكان الجواب في ذلك أن يقال : إنه جل وعز فات بين قواهم لما هو أعلم به من الصلاح لهم فيه ولعلمه بأنه لو زاد الواحد منهم على قوته لأفسده ذلك فلم يعطهم جل وعز €إلا ما فيه صلاحهم من ذلك وقد صرح بهذا في قوله {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء} وقال جل من قائل{وأنتبنا فيها من كل شيء موزون}وذلك والله أعلم يدل على أنه موزون عنده معروف المقدار كما قال{إنا كل شيء خلقناه بقدر} فهكذا هو الجواب فيما سألوا عنه ونسأل الله التوفيق.
لعلنا هنا نجد الجواب للشيخ عارف المرادي : مسألة التعليل والغرض من الأفعال لا تفي في إثبات المقاصد فكل دليل يستدل به على التعليل يمكن أن ينقلب على المستدل فإذا قيل العلة من الخلق العبادة ؟ قيل: لماذا يريد الله من الناس عبادته؟ ما الغرض ؟ والنص لا يذكر الغرض وإنما يأمر بعبادته ولا يذكر قصدا ولا غرضا , وهكذا في كل دليل من أدلة الشاطبي يمكن أن يستدل بعكس ما أراد.
وإن جاز أن يقتصر في الجواب عن ذلك على أن يقال : قد ثبت أن الجميع خلق الله الحكيم فلم خالف بين هيئاتها وأشكالها وصورها وغير ذلك مما اختلفت فيه إلا بحكمة هو العالم بها {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} فليس يلزم إطلاع من هو دونه على وجه الحكمة في كل صغير وكبير يفعله أو نقوله له : لم جاز له مثله في كل ما خفي وجهه والله أعلم.
ولعل هذا أن يتخالج في صدره وقلبه وجه الحكمة في طي الخالق معنى شيء من الأشياء عن عباده.
فالوجه في جوابه هو أن يقال له : إن الله خلق الخلق في دار المحنة فقاوت بين طبائعهم واختلافهم وعقولهم وهممهم بعد أن أزاح العلة في إعطاء المكلفين ما بهم الحاجة إليه فيما كلفوه. إذ الامتحان لا يتحقق مع تساوي ا لممتحنين ولهذا أحواج بعهم إلى بعض في أسباب معايشهم كما قال تعالى{ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} وقال {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} ولما امتحنهم جل وعز أجرى الأمر في امتحانهم وسياستهم على ما ركب فيه طباعهم وأجرى عليه عادتهم وقد قلنا فيما مضى أنه ليس بشيء من السياسات الفاضلة استواء السايس والمسوس في الأمور والأسباب لأن ذلك يؤدي إلى استواء الناس وزوال الرئاسة والسياسة عنهم وذلك هو العماد كما روي في الخبر من قوله "لن يزال الناس بخير ما تفاوتوا وإذا تساووا هلكوا" وقيل في شعر الحكمة : لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سرا ة إذا جهالهم سادواوهذه الجملة إذا وقعت بها العادات كفى بذلك حجة في صحتها ولصوقها بالعقل.
ومعلوم أن للمعارف رتبا مختلفة وأن كثيرا من الناس يفهمون الشيء فلا تدركه عقولهم فما الذي ينكر كثيرا من الأشياء مستودعا حكمة ومعنى لا يضبطه عقول الناس في دار الدنيا وإذا جاز خفاء وجه الحكمة في شيء واحد جاز عن آخر وكان السؤال في ذلك الواحد كالسؤال في صاحبه وأقل ما في هذه المسألة أن تكون موجبة لاستواء الناس حتى لا يفضل أحد أحدا وفي هذا انتقاص تركيب العالم وإخراج الناس عن العادات والله أعلم.
ولو أن الناس كلفوا عد جبل الرمل وإحصاؤه لعجزوا عنه وفي عجزهم عنه خفاؤه عليهم وكذلك هذا في وزن مياه البحار وكيل تربة الأرض كلها ولو كلفوا حمل الجبال الرواسي لم يقم به أحد إلا في المقدار الذي تنهض به قوته.
فلو قال قائل : لم لم يعطهم الله من القوة ما ينهضون بها بالجبال؟ لكان الجواب في ذلك أن يقال : إنه جل وعز فات بين قواهم لما هو أعلم به من الصلاح لهم فيه ولعلمه بأنه لو زاد الواحد منهم على قوته لأفسده ذلك فلم يعطهم جل وعز €إلا ما فيه صلاحهم من ذلك وقد صرح بهذا في قوله {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء} وقال جل من قائل{وأنتبنا فيها من كل شيء موزون}وذلك والله أعلم يدل على أنه موزون عنده معروف المقدار كما قال{إنا كل شيء خلقناه بقدر} فهكذا هو الجواب فيما سألوا عنه ونسأل الله التوفيق.
لعلنا هنا نجد الجواب للشيخ عارف المرادي : مسألة التعليل والغرض من الأفعال لا تفي في إثبات المقاصد فكل دليل يستدل به على التعليل يمكن أن ينقلب على المستدل فإذا قيل العلة من الخلق العبادة ؟ قيل: لماذا يريد الله من الناس عبادته؟ ما الغرض ؟ والنص لا يذكر الغرض وإنما يأمر بعبادته ولا يذكر قصدا ولا غرضا , وهكذا في كل دليل من أدلة الشاطبي يمكن أن يستدل بعكس ما أراد.
التعديل الأخير: