العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من فوائد علم الصرف ( بيان النكتة في قوله تعالى: ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ).

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,681
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
يخفى على بعض الإخوة من طلبة العلم فوائد علم الصرف فيزهد فيه، ظانا أن النحو يكفيه، معتقدا أن الصرف إنما يدرسه من يريد التعمق والتخصص في لغة العرب، أما المتخصص في التفسير أو في الفقه أو الحديث فما حاجته به!.
ولا ريب أن النحو والصرف والبلاغة مع متن اللغة مجتمعة - لا يستغنى ببعضها عن بعض- تعين على كشف المعنى من كتاب أو سنة.
وهذه مسألة من مسائل الصرف تثبت هذا المعنى:
قال العلامة عبد الوهاب الزنجاني رحمه الله في تصريف العزي:
( وَتُعَدِّيهِ- أي الفعل اللازم- في الثلاثيِّ المجرَّدِ: بِتَضْعِيفِ العينِ، أو بالهمزةِ نحوُ: فَرَّحْتُ زيدًا، وأَجْلَسْتُهُ، وبحرفِ الجرِّ في الكلِّ نحوُ: ذهبتُ بزيدٍ، وانطَلَقْتُ بهِ ). اهـ
وقال العلامة أحمد الأصفهيدي ( ت بعد 729هـ ) رحمه الله في شرحه على العزي:
فإن قيل: ما الفرقُ بينَ تعديةِ ذَهَبَ بالباءِ وبينَ تعديتِهِ بالهمزة ؟
قلنا: الفرقُ أَنَّهُ إذا عُدِّيَ بالباءِ فمعناهُ الأخذُ والاستصحابُ كقولِهِ تعالى: ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ )، وأمَّا الإذهابُ فكالإزالةِ. اهـ.
قال تعالى: ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ).
قال الإمام فخر الرازي رحمه الله في تفسيره:
السؤال السادس: لم قال: ( ذهبَ اللهُ بنورِهم ) ولم يقل أذهبَ اللهُ نورَهُم ؟
والجواب: الفرق بين أذهبَهُ وذهبَ بهِ أن معنى أذهبَهُ أزاله وجعله ذاهبا، ويقال: ذهبَ بهِ إذا استصحبه، ومعنى بهِ معه، وذهب السلطان بماله أخذه، قال تعالى: ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ )، (إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ ).
والمعنى أخذ الله نورهم وأمسكه ( وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ ) فهو أبلغ من الإذهاب. اهـ.
قلتُ: فأذهبتُ زيدًا عني، معناه صرفته وأزلتُهُ عني، ومعنى ذهبْتُ بزيدٍ أخذته وذهبتُ معه.
والله أعلم.

 
التعديل الأخير:

آدم جون دايفدسون

:: متفاعل ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
450
الإقامة
أمريكا
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مــــالك
التخصص
الترجمة
الدولة
أمريكا
المدينة
مدينة القرى
المذهب الفقهي
مذهب الإمام محمد بن إدريس الشــــافعي
رد: من فوائد علم الصرف ( بيان النكتة في قوله تعالى: ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ).

جزاكم الله خيرا
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: من فوائد علم الصرف ( بيان النكتة في قوله تعالى: ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ).

بارك الله فيكم
نرجو أن تتحفونا بالمزيد من هذه النكت،،
فالقرآن فيه الكثير والكثير،، وكم يعيننا هذا الأمر على الحفظ والتدبر وعلى استشعار الإعجاز اللغوي والبلاغي
 
أعلى