العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إرث الأمة من أفعال ابنائها ومدى تأثيره عليها

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
إرث الأمة من أفعال ابنائها ومدى تأثيره عليها

البناء ما هو إلا فعل من أفعال البشر، ومساعدة الناس أيضا فعل من أفعال البشر، فالنجاح، والتعليم والزراعة، والاجتهاد وردع الظالم من أفعال البشر، وكذلك الحقد والمكر والخيانة، والعمالة، والسقوط والخذلان، واللؤم من أفعال البشر، وكل هذا وغيره ما هو إلا تاريخ تصنعه أفعالنا.
وباستعراض بعض أفعال الناس المؤثرة على البشرية والتي كثيرا ما تُغير وجه التاريخ إما للتقدم والتحضر أو للوراء والتخلف والسوء، والتي خير مثال لها ما فعله وزير الداخلية المصري الحبيب العدلي سنة 1997 م وقام بتطويره سنة 2005م، ثم جاء الفريق السيسي سنة 2013 وقام بالنباء على ما قام به الوزير الحبيب العدلي وزاده تطورا وحجما وانتشارا.

فماذا فعل الحبيب العدلي؟
قام الحبيب العدلي بإستخدام 300،000 بلطجي لتوطيد حكم الرئيس مبارك وحماية مصالحه والخلاص من معارضيه حتى ولو كان بالقتل، وإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ونصارى، كما حدث في تفجير كنيسة القدسين بالأسكندرية!!!
ثم طوّر الحبيب العدلي هذا الجيش في سنة 2005م وقسّمه وجعل له زعيما، وجعل كل هؤلاء يخضعون لأمره وبالتبعية هذا الزعيم أُعطيَ مكانة وسطوة إلى أن وصل إلى جمال مبارك الابن المدلل لحاكم مصر مبارك، ولكن ما كان لجيش البلطجية من ظهور علني مع رجال الشرطة، فقط كانوا يستدعوهم في قسم الشرطة ثم يوجهونهم منه إلى حيث يريدون من أعمال الشر والسوء.

ثم جاء الفريق السيسي وزاد من عدد هذه الملشيات، وأعطاهم شرف كبير وعظيم سيدونه له التاريخ بحروف الخزي والعار؛ جعلهم يقفون مع رجال الجيش والشرطة الذين من واجبهم حماية الوطن جنبا لجنب، فتساوي رجل الأمن من الشرطة ورجل الجيش مع البلطجي (السارق وقاطع الطريق والمعتدي على البنات ومدمن المخدارات والقاتل والذي يلعب القمار)، وجعل الإعلام يعطي لوجودهم وما يفعلوه صبغة شرعية، فأطلقهم على شرفاء الشعب المصري من علماء دين ودين وشباب وفتيات ورجال ونساء وأطفال وعجائز، ولم يسلم منهم الشيخ القعيد.

وبالنظر إلى السيسي فهو قائد كبير ووزير رفيع، يأخذ راتبه من الخزينة المصرية كل شهر (3 ملايين جنيه مصري) غير مشروعات عملاقة تجارية للجيش لا أحد ولا الرئيس نفسه يعرف عنها شيئا إذ أن 40% من أقتصاد مصر في يد الجيش ورجاله الأفذاذ، وغير مليار و 300 ألف دولار رشوة من أمريكا يأخذها جيشنا المغوار نظير حفظ سلام الصهاينة.
والسؤال الآن: لماذا خان السيسي وباع دينه وتحمل هذه التركة الثقيلية من الدماء والذنوب بقتل هذا الكم من الشرفاء وبهذه الطريقة الوحشية التي انعدم منها كل معاني الإنسانية؟
والعجيب إدعاؤه أنه مسلم وحافظ للقرآن ومصلي، فيختار وقت الركوع أو السجود لقتل المسلمين، ثم يرضى بالاعتداء على المساجد والنساء؟؟؟؟؟؟ مليون علامة استفام في رأسي

فماذا فعل السيسي في مصر وأهلها؟
أولا ما فعله في البلطجية:
البلطجي هو إنسان ليس له حظ من التعليم إلا أقل القليل ما تيسير وهذا نادر، وعادة يقطن في الأحياء الأشد فقرا، ويفتقد الحياة الأسرية، ويتنوع البلطجي من سارق في الباصات (يُسمى نشال) وسارق حقائب النساء وسلاسلهن الذهبية ويُسمى (هجام)، وسارق محافظ الرجال ويُسمى (مشرط) وسارق الغسيل (حرامي الغسيل) أو المعلمين الكبار (الذين يملكون سطوة على الحرامية الصغار) وهم من يحتضنون المتشرد منذ صغره ويقومون بتعليمه فنون النشل والسرقة، ثم يجمعون ما سرقوه ويعطوه لكبيرهم وهذا الكبير يعطيهم جزء من الغنيمة.
وأكثر ما يفعلوه من السوء والمعاصي شرب كحول أو حشيش أو تهديد أو الفجار منهم الذي يقتل إذا تعرض للإمساك به وهو يسرق.
ولكن بالنظر لما فعله السيسي فقد حوّل البلطجية إلى عملاء لمن يدفع لهم، وخونة وقتلة وجرأهم على التعرض للنساء!
والسؤال الذي يربكني ويحيرني وكم تمنيت أن أعرف جوابه؛ هل سمع السيسي (= بشار) هذه الآية؟ (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون). ؟ هل علم أنه يوما ما سيفارق الدنيا؟ وأنه ميت لا محالة! وهل طاف بخلده أنه إلى ربه راجع بمفرده؟ وعن عمله مسؤول!؟ وبما كسبت يداه مرهون؟!

ثانيا ما فعله في بعض أهل مصر:
كلنا تحيطنا المعاصي (اللمم) ولا يخلو أحد منا جميعا إلا وله خطأ أو ذنب أو معصية، فالكمال لله وحده، وحوّل الإعلام اللمم إلى ذنوب كبيرة بمشاهدة الأفلام والتمثليات والأغاني الهابطة بسبب تقليد البعض لأهل الفن أو تشرب النفس المعاصي وموت هيبة أن يُعصى الله تعالى في القلوب بسبب استمرار رؤيتها الدائم، فالذي فعله السيسي أن أطلق شياطين الإعلام بخطة مدروسة لغسل أدمغة قطاع كبير من الناس وزرع فيها ما يريد من أفكار مضلة وطباع غير آدمية وخلق بعيد عن الدين، وأجهز على الشهامة والنخوة في الكثير من ذكور مصر.
ثم أشرك بخبثه كل من فوضه ورضي عنه وصدق كذبه في إثم قتل الأبرياء من رجال وشباب ونساء وفتيات وأطفال وهم ركع سجود في شهر رمضان وغيره، والاعتداء على بيوت الله سبحانه، والاعتداء على النساء والفتيات بالضرب والسحل!
فحوّل الكثير من الناس من عصاة كغيرهم من كل الناس إلى قتلة وبل إلى محاربي الله ودينه وعباده!

ثالثا ما فعله في حماة مصر من جيش وشرطة الذين رضوا عنه:
لا يختلف أي أحد في الكون على الإنسانية من أي دين أو نحلة، فهي فطرة فطر الله تعالى الناس عليها، فلا أقر بقتل قطة وكذلك المسيحي لا يقر ذلك أو أي أحد من أي ملة، ولا أقر تعذيب مواطن حتى ولو لانتزاع معلومة منه، فاتباع الأساليب في التعامل يجب أن يخضع لما فطرنا الله سبحانه عليه من إنسانية وقبله ما يرضي الله تعالى، ولكن ننظر لما فعله السيسي في رجال الجيش والشرطة!
حوّل رجال مصر وحماتها إلى ذكور اسما فقط، ونزع عنهم ثياب الرجولة والشهامة والكرامة، فخلال عام كامل بمساعدة بعض رجال الدين التابعين للسلطة غسل أدمغة الضعفاء فيهم وما أكثرهم بأن قتلهم لأبناء وطنهم واجب مقدس وعمل شريف، وأجزل لهم العطاء، فحولهم إلى منتفعين لا يسعون فقط إلا لمصالحهم وما يجنونه من أموال مقابل قتل كل من قال يسقط حكم العسكر.
فاعتقل الشرفاء ونبغاء مصر وعلمائها في الدين والعلوم وشبابها وقتل منهم وشرد أسرهم وأغلق أبواب الرزق أمامهم، بل تطاولت أيديهم النجسة لبناتنا ونسائنا فقاموا بقتلهن واعتقالهن ووضربهن وسحلهن، ولا حولا ولا قوة إلا بالله وحده.
عندما تكون تعاليم الله تعالى بعيدة عن أعيوننا وأفعالنا وعقولنا وحاضرنا، فإننا نعلن وفاة القيم والتحضر والتقدم والنماء في أوطاننا.

فهذه صرخة لكل أم وكل أب ولي قبلكم، أن نجتهد لنتقي الله ونربي أولادنا كما يحب الله ويرضى، ونضع مطالب النفس والهوى جانبا حتى لا نكون جندا من جنود الشيطان لمحاربة ديننا وأهلنا دون أن ندري!
((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً * أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً)). حفظنا الله وإياكم أن نكون منهم أو معهم، اللهم آمين.

فاللهم اجعلنا كما تحب وترضى، وأرزقنا كل الخير الذي يرضيك وترضاه لنا، حتى وإن كان بعلمنا القاصر لا نريده، ولا ترزقنا ولا تُيسر لنا أي أمر تكرهه سبحانك وتعلم أنه شر لنا، اللهم آمين.
اللهم أرزقنا طاعتك ورضاك وتوفيقك، كي تيسر لنا وترزقنا النصر الذي ترضاه لنا سبحانك، وانصرنا على القوم الظالمين، اللهم آمين
صلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبع هداه إلى يوم الدين.


أختكم في الله
سهير علي (أم معاذ)
cleardot.gif
 
أعلى