رد: ذكرى المولد النبوي
دونك هذه المسائل أخي الكريم :
المسألة الأولى : الدعاء بعد الرابعة في صلاة الجنازة :
لها مستند شرعي وهو :
ما رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفي وكان من أصحاب الشجرة فماتت ابنة له وكان يتبع جنازتها على بغلة خلفها فجعل النساء يبكين فقال : لا ترثين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المراثي فتفيض إحداكن من عبرتها ما شاءت ثم كبر عليها أربعا ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو ثم قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع في الجنازة هكذا ) .
المسألة الثانية : رفع اليدين في الدعاء بعد السلام :
مستنده الشرعي :
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده بعدما سلم، وهو مستقبل القبلة فقال: " اللهم خلص الوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، وسَلَمة بن هشام، وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار ) عزاه ابن كثير في تفسيره لابن أبي حاتم .
2 - عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه رأى رجلاً رافعاً يديه قبل أن يفرغ من صلاته فلما فرغ منها قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته ) رواه الطبراني
3 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ، ثم يقول : اللهم إلهي وإله إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وإله جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل عليهم السلام ، أسألك أن تستجيب دعوتي ، فإني مضطر ، وتعصمني في ديني فإني مبتلى ، وتنالني برحمتك فإني مذنب ، وتنفي عني الفقر فإني متمسكن ، إلا كان حقا على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين ) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة .
4 - عموم النصوص التي يرفع النبي صلى الله عليه وسلم فيها يديه في الدعاء والدعاء في هذا الموطن مشروع لأدلة فيدخل في هذا العموم .
المسألة الثالثة : استحباب الخط أمام المصلي إن لم يجد الساتر :
هذه المسألة له مستند وهو :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخطط خطاً ثم لا يضره ما مر أمامه ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ونقل ابن عبد البر تصحيحه عن أحمد وابن المديني وصححه ابن خزيمة وابن حبان وحسنه ابن حجر وجاء ذلك أيضا من حديث أبي محذورة رضي الله عنه عند أبي يعلى في مسنده .
المسألة الرابعة : الزيادة في تكبير العيد :
له مستند شرعي وهو :
1 - النصوص جاءت في الأمر بالذكر في هذه الأيام عموماً وجاءت بالتكبير ، جاءت النصوص مطلقة والصحابة - رضي الله عنهم - كبروا بعدة صيغ فعلم أن المقصود هو الذكر والتكبير والتهليل وأن الأمر واسع في صيغ الذكر ما دام أصل الذكر مشروعاً في هذا الوقت فكله داخل تحت مدلول اللفظ ولم يرد في ذلك شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يجب التزامه .
2 - الاستدلال بحديث جابر رضي الله عنه في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
وهذا ذكر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت .
المسألة الخامسة : قول : ( سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ) في سجود التلاوة :
مستنده الشرعي :
1 - قوله تعالى : ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا (107) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا (108) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )
قال النووي : ظاهر القرآن يقتضي مدح هذا .
2 - أن السجود يشرع فيه التسبيح عموماً وهذا منه .
المسألة السادسة : قول ( اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ) في صلاة الجنازة :
مستنده الشرعي :
ما رواه مالك في الموطأ عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه :أنه سأل أبا هريرة كيف تصلي على الجنازة فقال أبو هريرة : ( أنا لعمر الله أخبرك أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت وحمدت الله وصليت على نبيه ثم أقول اللهم إنه عبدك وبن عبدك وبن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده )
هذه المسائل التي ذكرت كلها كان لها مستند شرعي ولم يقل بها الإمام الشافعي - رحمه الله - من تلقاء نفسه وحاشا هذا الإمام الجليل أن يصنع ذلك ، ولكن المرء أحياناً يقع في لوزام لا يتنبه لها لا سيما إذا وضع النتائج أولاً ثم بدأ يضع لها المقدمات فيجره ذلك إلى متواليات لا تسلم من الخطا والزلل .
كل ما ذكرتموه هو ما نريد أن نصل إليه وهو أن الامر قد لا يرد فيه نص ولكن لفاعله مستند شرعي وهذه هي البدعة الحسنة.
سؤال هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم التكبيرات الزوائد ؟
قطعا لا
لماذا يسن ما لا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ؟
إن قلتم لأن له أصل شرعي قلنا هو البدعة الحسنة بعينها التي أرادها العلماء.
هذا مثال فقط