العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ذكرى المولد النبوي

خديجة نور الدين

:: متابع ::
إنضم
16 نوفمبر 2012
المشاركات
62
الكنية
متابعة
التخصص
شريعة
المدينة
طنجة
المذهب الفقهي
المالكي


قد جعل الله تقويم المسلمين لا ينضبط على هذه البدعة كما عند المسيحيين ؛


فهم إذا قالوا بأن الزمان الفلاني هو ميلاد مسيحهم واحتفلوا به أو تذكروه


فمن أين لنا أن نقول نحن أيضا مثلهم وتقويمنا يدور على كل شهور العام وفصوله ..


لا بأس أن أشعر بالتعاطف للحظة التي ولد فيها نبينا (صلى الله عليه وسلم) ؛ لكن أين هي أصلا ؟!


لقد ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ابريل ، ولم يولد في فصل الشتاء .. ( 1435 ه )

..

وأخيرا أقول : لم تكن مشاعر الصحابة والتابعين مبلدة حتى يجيء الروافض والفاطميون يعلمونا كيف نحب حبيبنا ؛ (صلى الله عليه وسلم) ~
 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ذكرى المولد النبوي

يا دكتور أنتم تردون على جزء واحد من الكلام وما ذكرتموه من النصوص يمكن تأويلها.
والذي أنكره سيدنا عبد الله ابن مسعود فبين المراد من الإنكار وهو لم ينكر الاجتماع للذكر فقد وردت به الأدلة في الكتاب والسنة وهي معروفة لا تخفى مع اني أعلم ان حضرتكم له تفسير غير المراد من ظاهرها.
ولو أنه أنكر السبحة أو الحصاة التي يستعملها القوم ما كان إنكاره حجة لأنه وجد له مخالف من الصحابة في أمر السبحة كسيدنا هريرة وإحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
فتبين أن إنكاره على الذكر الذي يقولونه كأنهم بدلوا الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذاه الأذكار فقال لهم:
والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة .



 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ذكرى المولد النبوي

لو قلتم إن المقصود بالبدعة في كلام سيدنا عمر البدعة اللغوية فهذا رد عليكم لأن البدعة في اللغة هي :
المخترع الجديد ، فكأن كلام سيدنا عمر رضي الله عنه (نعم المخترع الجديد هي ).
فما رد فضيلتكم على هذا الاعتراض ؟
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ذكرى المولد النبوي

يا دكتور أنتم تردون على جزء واحد من الكلام وما ذكرتموه من النصوص يمكن تأويلها.
والذي أنكره سيدنا عبد الله ابن مسعود فبين المراد من الإنكار وهو لم ينكر الاجتماع للذكر فقد وردت به الأدلة في الكتاب والسنة وهي معروفة لا تخفى مع اني أعلم ان حضرتكم له تفسير غير المراد من ظاهرها.
ولو أنه أنكر السبحة أو الحصاة التي يستعملها القوم ما كان إنكاره حجة لأنه وجد له مخالف من الصحابة في أمر السبحة كسيدنا هريرة وإحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
فتبين أن إنكاره على الذكر الذي يقولونه كأنهم بدلوا الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذاه الأذكار فقال لهم:
والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة .




كل شيء أخي الكريم يمكن تأويله لكن العبرة هل التأويل صحيح وعليه دليل ويوافق منهج السلف أو لا وإلا فإن كل طائفة تلاعبت بالنصوص وحرفتها تسمي صنيعها تأويلاً
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ذكرى المولد النبوي

فما رد فضيلتكم على هذا الاعتراض ؟
الرد سهل وبسيط لكن الإشكال فيمن يأخذ جزءاً من النص ولا ينظر في القرائن والأحوال ولا ينظر الأدلة الأخرى المحكمة ، فيترك المحكم من النصوص ويتعلق بالمتشابه .
صلاة التراويح سنها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها ليلتين أو ثلاثاً وقول عمر رضي الله عنه يعني أنه حينما جمعهم على إمام واحد وأسرج المسجد فكان بهذه الهيئة أمراً لم يكونوا يعملونه من قبل وإن كان اصل التراويح مشروعاً وإذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفعل ولم يفعل في عصره ثم فعل بعده امتثالاً لأمره صح تسميته بدعة لغوية ولا يسمى بدعة شرعية لأنه يستند إلى دليل شرعي وهذا التفسير هو الذي ذكره العلماء في فهم كلام عمر رضي الله عنه .
وثمة أمر آخر وهو أن الشيء قد يوصف بوصف حقيقي ويوصف بوصف إضافي فتقول هو بدعة بالنسبة لمن يفعل هذا الفعل فالتراويح بعد هجرانها وعدم فعلها ثم فعلها يصح أن توصف بدعة من هذه الجهة فهي بدعة نسبية .
ويكون إطلاق البدعة على أنه أول من صنع ذلك وأنه أحيا ذلك بعدما هجر وأنه بدعة وأمر جديد لمن لم يكن عالماً بهذه السنة من قبل وهذه كله من معاني البدعة اللغوية .
وربما يجاب بجواب آخر أيضاً فيقال قول عمر هو من قبيل المشاكلة يعني إن قال قائل ما صنعته يا عمر بدعة فسأقول له نعمت البدعة هذه إن كنت تظنها بدعة وهي ليست بدعة عنده لثبوت الدليل الشرعي بها كما سبق .

 
التعديل الأخير:

ام سلمة

:: متفاعل ::
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
419
الكنية
ام سلمة
التخصص
ليس بعد
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
اهل السنة والجماعة
رد: ذكرى المولد النبوي

أرد بما ذكرتموه أنتم

هناك فرق بين الاستحسان الذي ذكره الإمام الشافعي وبين البدعة الحسنة التي لها أصل في الشرع.
ماذا ستجيبون عن الشافعي رحمه الله في استحباب رفع اليدين بالدعاء عقب الصلاة ؟
وماذا ستجيبون عن الشافعي في استحباب الخط امام المصلي إن لم يجد الساتر ؟
وماذا ستجيبون عنه في استحبابه للزيادة في تكبير العيد ؟
وماذا ستجيبون عنه في استحبابه في سجود التلاوة (سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ) ؟ وهي لم ترد في السنة.
وماذا ستجيبون عنه في استحبابه (اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره.....) بعد الرابعة في الجنازة ؟
وماذا ستجيبون عنه باستحبابه التكبيرات الزوائد في خطبة العيد ؟
لو قلتم غير ما قرره علماء الشافعية من بعده للزم أن يقال يقعد قواعد الشافعي ولا يعمل بها.

قال الإمام النووي رحمه الله في مقدمة شرحه على الوسيط للغزالي :
(صح عن الشافعي رحمه الله أنه قال: إذا وجدتم في كتابي هذا خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولو بالسنة ودعوا قولي)
وفي رواية )إذا صح الحديث خلاف قولي، فاعملوا بالحديث واتركوا قولي) أو قال( فهو مذهبي)
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ذكرى المولد النبوي

أرد بما ذكرتموه أنتم

هناك فرق بين الاستحسان الذي ذكره الإمام الشافعي وبين البدعة الحسنة التي لها أصل في الشرع.
ماذا ستجيبون عن الشافعي رحمه الله في استحباب رفع اليدين بالدعاء عقب الصلاة ؟
وماذا ستجيبون عن الشافعي في استحباب الخط امام المصلي إن لم يجد الساتر ؟
وماذا ستجيبون عنه في استحبابه للزيادة في تكبير العيد ؟
وماذا ستجيبون عنه في استحبابه في سجود التلاوة (سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ) ؟ وهي لم ترد في السنة.
وماذا ستجيبون عنه في استحبابه (اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره.....) بعد الرابعة في الجنازة ؟
وماذا ستجيبون عنه باستحبابه التكبيرات الزوائد في خطبة العيد ؟
لو قلتم غير ما قرره علماء الشافعية من بعده للزم أن يقال يقعد قواعد الشافعي ولا يعمل بها.

دونك هذه المسائل أخي الكريم :
المسألة الأولى : الدعاء بعد الرابعة في صلاة الجنازة :
لها مستند شرعي وهو :
ما رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفي وكان من أصحاب الشجرة فماتت ابنة له وكان يتبع جنازتها على بغلة خلفها فجعل النساء يبكين فقال : لا ترثين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المراثي فتفيض إحداكن من عبرتها ما شاءت ثم كبر عليها أربعا ث
م قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو ثم قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع في الجنازة هكذا ) .

المسألة الثانية : رفع اليدين في الدعاء بعد السلام :
مستنده الشرعي :
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رفع يده بعدما سلم، وهو مستقبل القبلة فقال: " اللهم خلص الوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، وسَلَمة بن هشام، وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار ) عزاه ابن كثير في تفسيره لابن أبي حاتم .
2 - عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه رأى رجلاً رافعاً يديه قبل أن يفرغ من صلاته فلما فرغ منها قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته ) رواه الطبراني
3 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من عبد
بسط كفيه في دبر كل صلاة ، ثم يقول : اللهم إلهي وإله إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وإله جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل عليهم السلام ، أسألك أن تستجيب دعوتي ، فإني مضطر ، وتعصمني في ديني فإني مبتلى ، وتنالني برحمتك فإني مذنب ، وتنفي عني الفقر فإني متمسكن ، إلا كان حقا على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين ) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة .
4 - عموم النصوص التي يرفع النبي صلى الله عليه وسلم فيها يديه في الدعاء والدعاء في هذا الموطن مشروع لأدلة فيدخل في هذا العموم .

المسألة الثالثة : استحباب الخط أمام المصلي إن لم يجد الساتر :
هذه المسألة له مستند وهو :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا
فليخطط خطاً ثم لا يضره ما مر أمامه ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ونقل ابن عبد البر تصحيحه عن أحمد وابن المديني وصححه ابن خزيمة وابن حبان وحسنه ابن حجر وجاء ذلك أيضا من حديث أبي محذورة رضي الله عنه عند أبي يعلى في مسنده .

المسألة الرابعة : الزيادة في تكبير العيد :
له مستند شرعي وهو :
1 - النصوص جاءت في الأمر بالذكر في هذه الأيام عموماً وجاءت بالتكبير ، جاءت النصوص مطلقة والصحابة - رضي الله عنهم - كبروا بعدة صيغ فعلم أن المقصود هو الذكر والتكبير والتهليل وأن الأمر واسع في صيغ الذكر ما دام أصل الذكر مشروعاً في هذا الوقت فكله داخل تحت مدلول اللفظ ولم يرد في ذلك شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يجب التزامه .
2 - الاستدلال بحديث جابر رضي الله عنه في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
وهذا ذكر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت .

المسألة الخامسة : قول : ( سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ) في سجود التلاوة :
مستنده الشرعي :
1 - قوله تعالى : ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم
يخرون للأذقان سجدا (107) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا (108) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )
قال النووي : ظاهر القرآن يقتضي مدح هذا .
2 - أن السجود يشرع فيه التسبيح عموماً وهذا منه .

المسألة السادسة : قول ( اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ) في صلاة الجنازة :
مستنده الشرعي :
ما رواه مالك في الموطأ عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه :أنه سأل أبا هريرة كيف تصلي على الجنازة فقال أبو هريرة : ( أنا لعمر الله أخبرك أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت وحمدت الله وصليت على نبيه ثم أقول اللهم إنه عبدك وبن عبدك وبن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده )

هذه المسائل التي ذكرت كلها كان لها مستند شرعي ولم يقل بها الإمام الشافعي - رحمه الله - من تلقاء نفسه وحاشا هذا الإمام الجليل أن يصنع ذلك ، ولكن المرء أحياناً يقع في لوزام لا يتنبه لها لا سيما إذا وضع النتائج أولاً ثم بدأ يضع لها المقدمات فيجره ذلك إلى متواليات لا تسلم من الخطا والزلل .
 
التعديل الأخير:

أم البراء ب

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
1 أكتوبر 2013
المشاركات
13
الكنية
أم البراء
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
غزة الإباء~
المذهب الفقهي
كتاب الله وسنة رسوله
رد: ذكرى المولد النبوي

سبحان الله..
مسألة تفتح الباب لذكر مسائل وفوائد عظيمة ...

اللهم علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا .
 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ذكرى المولد النبوي

دونك هذه المسائل أخي الكريم :
المسألة الأولى : الدعاء بعد الرابعة في صلاة الجنازة :
لها مستند شرعي وهو :
ما رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفي وكان من أصحاب الشجرة فماتت ابنة له وكان يتبع جنازتها على بغلة خلفها فجعل النساء يبكين فقال : لا ترثين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المراثي فتفيض إحداكن من عبرتها ما شاءت ثم كبر عليها أربعا ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو ثم قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع في الجنازة هكذا ) .

المسألة الثانية : رفع اليدين في الدعاء بعد السلام :
مستنده الشرعي :
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده بعدما سلم، وهو مستقبل القبلة فقال: " اللهم خلص الوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، وسَلَمة بن هشام، وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار ) عزاه ابن كثير في تفسيره لابن أبي حاتم .
2 - عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه رأى رجلاً رافعاً يديه قبل أن يفرغ من صلاته فلما فرغ منها قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته ) رواه الطبراني
3 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ، ثم يقول : اللهم إلهي وإله إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وإله جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل عليهم السلام ، أسألك أن تستجيب دعوتي ، فإني مضطر ، وتعصمني في ديني فإني مبتلى ، وتنالني برحمتك فإني مذنب ، وتنفي عني الفقر فإني متمسكن ، إلا كان حقا على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين ) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة .
4 - عموم النصوص التي يرفع النبي صلى الله عليه وسلم فيها يديه في الدعاء والدعاء في هذا الموطن مشروع لأدلة فيدخل في هذا العموم .

المسألة الثالثة : استحباب الخط أمام المصلي إن لم يجد الساتر :
هذه المسألة له مستند وهو :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخطط خطاً ثم لا يضره ما مر أمامه ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه ونقل ابن عبد البر تصحيحه عن أحمد وابن المديني وصححه ابن خزيمة وابن حبان وحسنه ابن حجر وجاء ذلك أيضا من حديث أبي محذورة رضي الله عنه عند أبي يعلى في مسنده .

المسألة الرابعة : الزيادة في تكبير العيد :
له مستند شرعي وهو :
1 - النصوص جاءت في الأمر بالذكر في هذه الأيام عموماً وجاءت بالتكبير ، جاءت النصوص مطلقة والصحابة - رضي الله عنهم - كبروا بعدة صيغ فعلم أن المقصود هو الذكر والتكبير والتهليل وأن الأمر واسع في صيغ الذكر ما دام أصل الذكر مشروعاً في هذا الوقت فكله داخل تحت مدلول اللفظ ولم يرد في ذلك شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يجب التزامه .
2 - الاستدلال بحديث جابر رضي الله عنه في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده )
وهذا ذكر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت .

المسألة الخامسة : قول : ( سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ) في سجود التلاوة :
مستنده الشرعي :
1 - قوله تعالى : ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا (107) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا (108) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )
قال النووي : ظاهر القرآن يقتضي مدح هذا .
2 - أن السجود يشرع فيه التسبيح عموماً وهذا منه .

المسألة السادسة : قول ( اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ) في صلاة الجنازة :
مستنده الشرعي :
ما رواه مالك في الموطأ عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه :أنه سأل أبا هريرة كيف تصلي على الجنازة فقال أبو هريرة : ( أنا لعمر الله أخبرك أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت وحمدت الله وصليت على نبيه ثم أقول اللهم إنه عبدك وبن عبدك وبن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده )

هذه المسائل التي ذكرت كلها كان لها مستند شرعي ولم يقل بها الإمام الشافعي - رحمه الله - من تلقاء نفسه وحاشا هذا الإمام الجليل أن يصنع ذلك ، ولكن المرء أحياناً يقع في لوزام لا يتنبه لها لا سيما إذا وضع النتائج أولاً ثم بدأ يضع لها المقدمات فيجره ذلك إلى متواليات لا تسلم من الخطا والزلل .
كل ما ذكرتموه هو ما نريد أن نصل إليه وهو أن الامر قد لا يرد فيه نص ولكن لفاعله مستند شرعي وهذه هي البدعة الحسنة.
سؤال هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم التكبيرات الزوائد ؟
قطعا لا
لماذا يسن ما لا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ؟
إن قلتم لأن له أصل شرعي قلنا هو البدعة الحسنة بعينها التي أرادها العلماء.
هذا مثال فقط
 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ذكرى المولد النبوي

أن شخصيا خرجت مما سبق بفهم وهو أن الذين قالوا بتقسيم البدعة لحسنة وسيئة وهو مذهب الشافعي رضي الله عنه لم يفتحوا الباب على مصراعيه فالأمر يحتاج لعالم يرى هل لهذا الأمر أصل شرعي معتبر وهل ينطبق عليه هذا الأمر أم لا ؟
كما أنها تكون حسنة إذا ثبت شرعا لا عقلا أن هذا الأصل حسن كبعض الأذكار والأدعية.
لذا قال الشيخ الخطيب في الإقناع بحرمة السجود بلا سبب شرعي لأن هذا إختراع لعبادة لا أصل لها وكذلك ما ذكره العلامة علوي السقاف من عدم استحباب صلاة على النبي غير الوارد .
فالقول بالبدعة الحسنة باب لا يخرج عن السنة والالتزام بها.
 

ام سلمة

:: متفاعل ::
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
419
الكنية
ام سلمة
التخصص
ليس بعد
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
اهل السنة والجماعة
رد: ذكرى المولد النبوي

تأصيلاتٌ قيِّمة في الردِّ على بدعة الاحتفال بالمولد النَّبويّ
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

السؤال:
المستمع وصلتنا من م. ع. ص. من جمهورية مصر العربية يقول:
ما حكم الشرع في نظركم في أعياد الميلاد والاحتفال بذكرى المولد للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنها تنتشر عندنا بكثرة؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

الجواب:
نظرنا في هذه المسألة أن نقول:
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولٌ إلى الخلق أجمعين، وأنَّه يجبُ على جميع الخلق أنْ يؤمنوا به ويتبِّعوه، وأنَّه يجب علينا مع ذلك أن نحبُّه أعظم من محبتنا لأنفسِنا ووالدِينا وأولادِنا؛ لأنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونرى أنَّ مِن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة محبَّته أنْ لا نتقدَّم بين يديه بأمرٍ لم يشْرَعه لنا؛ لأنَّ ذلك مِنَ التقدُّمِ عليه، وقد قال الله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 1-2]

وإقامة عيد لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم لا تخلو من أحوال ثلاثة:
u إمَّا أنْ يفعلها الإنسان حبًا وتعظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
v وإمَّا أنْ يفعلها لَهوًا ولَعِبًا.
w وإمَّا أنْ يفعلها مشابهةً للنَّصارى الذين يحتفلون بميلادِ عيسى بن مريم -عليه الصلاة والسلام-.
فعلى الأول إذا كان يفعلها حُبًا وتعظيمًا للرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّها في هذه الحال تكون دينًا وعبادة؛ لأنَّ محبَّة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه من الدين؛ قال الله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ [الفتح: 7-8]
وإذا كان ذلك من الدِّين؛ فإنَّه لا يمكن لنا ولا يسوغ لنا أنْ نُشرِّع في دين النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس منه.
إذ أنَّ ذلك –أي: شرعنا في دين النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس منه- يستلزم أحد أمرين باطلين:
فإمَّا أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بأنَّ هذا من شريعته، وحينئذٍ يكون جاهلاً بالشَّرع الذي كُلِّف بتبليغه، ويكون من بعده ممن أقاموا هذه الاحتفالات أعلم بدين الله من رسوله، وهذا أمرٌ لا يمكن أن يتفوَّه به عاقل فضلاً عن مؤمن!
وإمَّا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد عَلِم، وأنَّ هذا أمرٌ مشروع؛ ولكنَّه كتَم ذلك عن أمتِهِ، وهذا أقبح من الأول! إذا أنَّه يستلزِمُ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد كتم بعض ما أنزل الله عليه وأخفاه عن الأمة، وهذا من الخيانة العظيمة وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتمَ شيئًا مما أنزل الله عليه.
قالت عائشة -رضي الله عنها-: "لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا مما أنزل الله عليه؛ لكتم قول الله تعالى: ﴿وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاه﴾. [الأحزاب: 37].
وبهذا بَطُلَت إقامة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل محبته وتعظيمه.
وأمَّا الأمر الثَّاني: وهو أن تكون إقامة هذه الاحتفالات على سبيل اللَّهو واللعب؛ فمن المعلوم أنَّه من أقبح الأشياء أنْ يفعل فعلٌ يَظهر منه إرادة تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو للعب واللهو؛ فإنَّ هذا نوع من السُّخرية والاستهزاء. وإذا كان لهوًا ولَعِبًا فكيف يُتخَذ دينًا يُعظَّم به النبي صلى الله عليه وسلم؟!
وأمَّا الأمر الثالث: وهو أنْ يُتخَذ ذلك مضاهاةً للنَّصارى في احتفالاتهم بميلاد عيسى بن مريم -عليه الصلاة والسلام- فإنْ تشبَّهنا بالنَّصارى في أمر كهذا يكون حرامًا؛ لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن تشبَّهَ بِقومٍ فَهوَ مِنهُم)).

ثمَّ نقــولُ:
إنَّ هذا الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلْهُ الصحابة -رضي الله عنهم-، ولا التَّابعون لهم بإحسان، ولا تابعو التابعين؛ وإنَّما حَدَثَ في القرن الرابع الهجري؛ فأين سلف الأمة عن هذا الأمر الذي يراه فاعلوه من دين الله؟!
هل هم أقل محبة وتعظيمًا لرسول الله؟!
أم هل هم أجهل منَّا بما يجبُ للنَّبي صلى الله عليه وسلم من التعظيم والحقوق؟!
أم ماذا؟!
إنَّ أيَّ إنسانٍ يُقيِمُ هذا الاحتفال يزعم أنَّه مُعظِّم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد ادعى لنفسه أنَّه أشد تعظيمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقوى محبة من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم بإحسان!
ولا ريب أنَّ محبَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه؛ إنما يكون بإتباع سنته صلى الله عليه وسلم؛ لأن إتباع سنته أقوى علامة تدل على أنَّ الإنسان يحبُّ النبي صلى الله عليه وسلم ويعظِّمه.
أمَّا التقدُّم بين يديه، وإحداث شيء في دينه لم يَشرعه؛ فإنَّ هذا لا يدلُّ على كمال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه.

قد يقول قائلٌ: نحن لا نقيمه إلا من باب الذكرى فقط.
فنقول: يا سبحان الله! تكون لكم الذكرى في شيء لم يَشرعُهُ النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يفعله الصحابة -رضي الله عنهم- مع أنَّ لديكم من الذِّكرى ما هو قائمٌ ثابت بإجماع المسلمين وأعظم من هذا وأدوم.
فكل المسلمين يقولون -في الآذان الصلوات الخمس-: أشهدُ أنْ لاَ إله إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله.
وكل المسلمين يقولون في صلاتهم: أشهدُ أنْ لاَ إله إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله.
وكل المسلمين يقولون عند الفراغ من الوضوء: أشهدُ أنْ لاَ إله إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله.
بل إنَّ ذكرى النبي صلى الله عليه وسلم تكون في كل عبادة يفعلها المرء؛ لأنَّ العبادة من شرطها: الإخلاص، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان الإنسان مستحضرًا ذلك عند فعل العبادة؛ فلا بد أن يستحضر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم إمامه في هذا الفعل. وهذا تذكر.
وعلى كلِّ حال فإنَّ فيما شَرَعهُ الله ورسوله من علامات المحبة والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كفاية عما أحدثه الناس في دينه مما لم يشْرَعه الله ولا رسوله.
ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفِّق الجميع لما فيه الخير، على أنَّ هذه الاحتفالات -فيما نسمع- يكون فيها من الغلو والإطراء ما قد يخرج الإنسان من الدِّين، ويكون فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء ما تخشى منه الفتنة والفساد. والله المسئول عن يهيئ للأمة الإسلامية من أمرها رشدًا، وأن يوفقها لما فيه صلاح دينها وديناها وعزتها وكرامتها، إنَّه جوادٌ كرِيم.

فتاوى: (نورٌ على الدَّربِ)
الرابــط
*****


 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ذكرى المولد النبوي

كل ما ذكرتموه هو ما نريد أن نصل إليه وهو أن الامر قد لا يرد فيه نص ولكن لفاعله مستند شرعي وهذه هي البدعة الحسنة.
سؤال هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم التكبيرات الزوائد ؟
قطعا لا
لماذا يسن ما لا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ؟
إن قلتم لأن له أصل شرعي قلنا هو البدعة الحسنة بعينها التي أرادها العلماء.
هذا مثال فقط
لا إشكال يا أخي الحبيب في تنظير ما تقول وهو وجود أصل شرعي ولكن ما هو الأصل الشرعي الذي يستدل به ؟
ما ذكرتُه لك في المسائل المذكورة أدلة صريحة وخاصة لا عمومات مع وجود مخصِّصها ولا مجملات مع وجود ما يفسِّرها ثم يعرض بعد ذلك عن المخصِّص والمفسِّر ويؤولها بتأويلات لم ترد في النصوص ولم يقل بها سلف الأمة .
ولو فتح الباب بمثل هذا النوع من الاستدلال لما بقيت بدعة - سواءً ما يسمونها حسنة أو حتى البدعة السيئة كلها على حدٍّ سواء - إلا أمكن الاستدلال لها بأدلة عامة .
ويمكنني أن أقول : سأصوم العاشر من شهر صفر وأجعله قربةً لي ألتزمها ، وسأكبر الله سبعين مرة بعد كل صلاة ، وسأصلي ركعتين بعد السعي ، وسأحيي ليلة الهجرة وووو.
ثم عندك صلاة وصوم وحج وعمرة وذكر ودعاء وغيرها من القربات التي ثبت أصلها بالشرع وبعدها يمكن أن تستحدث آلاف القربات التي يمكن أن ترجعها لهذه الأصول وحدِّث بعد ذلك ولا حرج عن عدد البدع التي تسميها حسنة .
ثم من يوقف الجهال والعوام بعد ذلك أن يحدثوا ويزيدوا ما شاءوا ؟
والواقع يشهد بهذا وعندها لا نميز الشريعة المنزلة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن المبتدعة .
ثم أليس فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كفاية ؟
هل قصر النبي صلى الله عليه وسلم في التبليغ أو في تعليمنا ما يقربنا لربنا ؟
هذا كله يلزم من هذا الاعتقاد ولذلك عرفوا البدعة بأنها تضاهي الشرعية .
والواقع يشهد أن المنشغلين بالبدع سواء تلك التي يسمونها بدعاً حسنة أو بدعاً سيئة هم من أبعد الناس عن فعل السنن الشرعية ، وأقلهم امتثالاً للأوامر والنواهي ، ومن أجهل الناس بالسنة والأثر ؛ لأنه ما ظهرت بدعة إلا واختفت سنة ، وقد انشغلوا بالبدع عن السنن .
وعمل السلف مخالف لهذا التأصيل ؛ لأنهم دوماً ينكرون أعمالاً هي من فروع قربات في الأصل مشروعة ولكنها اختلفت هيئةً أو عددً أو زمناً أو لفظاً .
بل إنك تجد بعض السلف يشدد في بعض السنن سداً للذريعة فيمنع من المداومة عليها خشية أن تظن فريضة ، وانظر موقف الإمام مالك من صيام ست شوال وقراءة سورة السجدة يوم الجمعة ونحوهما .
وأما بخصوص التكبيرات الزوائد في الصلاة فقد ثبت ذلك من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يكبر فى الفطر فى الأولى سبعاً ثم يقرأ ثم يكبِّر ثم يقوم فيكبِّر أربعاً ثم يقرأ ثم يركع ) . قال أبو داود : رواه وكيع وابن المبارك قالا سبعاً وخمساً .
وفي رواية ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه و سلم كبَّر في صلاة العيد سبعاً وخمساً .
وروى مالك في الموطأ عن نافع مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة فكبَّر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة .
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ذكرى المولد النبوي

أن شخصيا خرجت مما سبق بفهم وهو أن الذين قالوا بتقسيم البدعة لحسنة وسيئة وهو مذهب الشافعي رضي الله عنه لم يفتحوا الباب على مصراعيه فالأمر يحتاج لعالم يرى هل لهذا الأمر أصل شرعي معتبر وهل ينطبق عليه هذا الأمر أم لا ؟
كما أنها تكون حسنة إذا ثبت شرعا لا عقلا أن هذا الأصل حسن كبعض الأذكار والأدعية.
لذا قال الشيخ الخطيب في الإقناع بحرمة السجود بلا سبب شرعي لأن هذا إختراع لعبادة لا أصل لها وكذلك ما ذكره العلامة علوي السقاف من عدم استحباب صلاة على النبي غير الوارد .
فالقول بالبدعة الحسنة باب لا يخرج عن السنة والالتزام بها.
بارك الله فيك أخي الحبيب أحمد الآن وصلت وأدركت معي أن هذا الفهم للبدعة الحسنة باب لا ينغلق وهو باب عظيم للبدع كلها
إذاً تفسير قولهم بدعة حسنة أي في اللغة أو التأسيس على أمر سبق تأسيسه بخصوصه بدليل شرعي لكن المتأخرين فهموا ذلك فهماً آخر فحملوا كلام عمر رضي الله عنه والإمام الشافعي وغيرهما على غير المراد .
كيف يقول الإمام الشافعي بذلك مع تشنيعه على القائل بالاستحسان وكذلك موقفه من المصالح المرسلة هو وغيره من العلماء الذين ردوا المصالح خشية أن تكون بابا للبدع وكذلك ردوا الاستحسان لكون من استحسن فقد شرع والمحتجون بهما - أي الاستحسان والمصالح المرسلة - احترزوا لذلك وقيدوا الاحتجاج بهما بما يسد باب البدع والمحدثات فرفضوا دخول ذلك في العبادات واشترطوا لها شروطاً أخرى تضبطها وتمنع من التدخل في التشريع .
 

ام سلمة

:: متفاعل ::
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
419
الكنية
ام سلمة
التخصص
ليس بعد
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
اهل السنة والجماعة
رد: ذكرى المولد النبوي

معنى قول عمر: "نعمت البدعة" وهل فيه مستمسك لمن يرى أن من البدع ما يمدح؛ لأنه قال: "نعمت البدعة" والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((كل بدعة ضلالة)) شيخ الإسلام -رحمه الله- يرى أن البدعة في كلام عمر لغوية وليست بشرعية، وغيره يقول: هي مجاز، استعمال اللفظ في غير ما وضع له مجاز، وشيخ الإسلام كما هو معروف وجمع من أهل التحقيق ينفون المجاز لا في النصوص ولا في لغة العرب، فهل التراويح بدعة لغوية؟ بعد أن نتفق أنها ليست ببدعة شرعية؟
شيخ الإسلام يميل في اقتضاء الصراط المستقيم إلى أنها بدعة لغوية، فإذا عرضنا هذا الفعل من عمر -رضي الله عنه- وجمع الناس على إمام واحد على التعريف اللغوي والتعريف الاصطلاحي عرفنا أنه هل يمكن أن يقال لها: بدعة لغوية أو بدعة اصطلاحية شرعية؟ البدعة في اللغة: ما عمل على غير مثال سابق، والتراويح عملت على مثال سابق، أو ابتدعها عمر من غير أن يسبق لها ذكر ولا وجود؟ عملت على مثال سابق، صلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصحابة جماعة، وتركها لا عدولاً عنها ولا نسخاً لها، وإنما تركها خشية أن تفرض، شفقة ورحمة ورأفة بأمته -عليه الصلاة والسلام-، فليست ببدعة لغوية؛ لأن التعريف اللغوي لا ينطبق عليها، وليست ببدعة شرعية؛ لأنها سبق لها شرعية، والبدعة في الشرع: ما أحدث في الدين مما لم يسبق له شرعية من كتاب ولا سنة، وهذا سبق شرعيته من السنة، ليست ببدعة لا لغوية ولا شرعية، وليست بمجاز؛ لأنه ليس في لغة العرب مجاز، على القول المحرر المحقق عند أهل التحقيق، وممن يقول به شيخ الإسلام وغيره، وسماه ابن القيم طاغوت، المجاز لأنه بواسطته توصل المبتدعة إلى إثبات ما أرادوا ونفي ما لم يريدوا، إذا لم تكن بدعة لا لغوية ولا شرعية ولا مجاز، كيف نخرج كلام عمر الثابت في البخاري "نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل منها" يعني صلاة آخر الليل؟ هنا في علم البديع ما يسمى بالمشاكلة، والمجانسة في التعبير، مشاكلة، تجد اللفظ واحد والمعنى مختلف، جاء ما يؤيده في كلام العرب.

قالوا: اقترح شيئاً نجد لك طبخه *** قلت: اطبخوا لي جبة وقميصا


هذه مشاكلة ومجانسة في التعبير وإلا فالقميص والجبة ما تطبخ.
في النصوص جاء قوله -جل وعلا-: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [(40) سورة الشورى] الجناية سيئة بلا شك، لكن معاقبة الجاني سيئة؟ ليست بسيئة، {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} [(67) سورة التوبة] كل هذا من أسلوب المشاكلة والمجانسة في التعبير، فهو ثابت في نصوص الكتاب والسنة، هل في أحد قال: ابتدعت يا عمر ليقول: نعمت البدعة على شأن نقول: مشاكلة؟ أهل البلاغة في علم البديع يقولون: "المشاكلة اتحاد اللفظ مع اختلاف المعنى حقيقةً كان أو تقديراً" يعني كأن عمر -رضي الله عنه- خشي أن يقال له: ابتدعت يا عمر، فقال: "نعمت البدعة" إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة، وهذا تقدير، وليس في هذا مستمسك لمن يقسم البدع إلى بدع مستحسنة وبدع مذمومة؛ لأن النص الصحيح الصريح ((كل بدعة ضلالة)) وإن قال بعض أهل العلم به، استناداً إلى هذا الخبر....
https://feqhweb.com/vb/threads/.18382


 
إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ذكرى المولد النبوي

بعد تفكير ونظر في بعض تقريرات اهل العلم المعتبرين قد أعتقد أن إقامة احتفال بمولد النبي أمر لا يشرع لأنه اتخاذ عيد لم يقره الشرع حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا قبري عيدا ) والعيد احتفال يعود كل عام.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن ايقاد السرج على المساجد وهذا النهي يقع فيه من يقول بإقامة الموالد .
كما أن القول بسنية إقامة المولد يفتح باب شر وهو الغلو في الصالحين وإقامة موالد لهم كذلك وهو أمر لم يكن من هدي سلفنا الصالح .
كما ان إقامة المولد بهذه الطريقة لا يكون حتى من البدعة الحسنة حيث لم يعتبر الشرع مثل هذا الاحتفال في أي شيء حتى يقاس عليه المولد النبوي .
فغاية الأمر عندي لو أخذنا بالأدلة التي استدل بها الأئمة رحمهم الله على جواز المولد لكان ينبغي ألا تخرج عما ورد فيها فغاية ما ورد هو الفرح والتصدق أو كثرة العبادة أو صيام فقط وهذا ما ورد في الأدلة فلو أردنا القياس على هذه الأدلة وإسقاطها على أمر المولد النبوي فينبغي ألا تخرج عن الفرح بمولده صلى الله الله عليه وسلم والتصدق ولو قيل الصوم لم يكن بعيد لقوله عن صيام الإثنين .
كما ان دعوى انشغال الصحابة عن الاحتفال بالمولد فمردود كيف ينشغل الصحابة عن أمر مهم سنوات ولو فرضنا انهم انشغلوا فهل انشغل المسلمون قرونا طويلة عن امر جلل وتفرغ له الروافض؟؟
 

ام سلمة

:: متفاعل ::
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
419
الكنية
ام سلمة
التخصص
ليس بعد
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
اهل السنة والجماعة
رد: ذكرى المولد النبوي

جزاكم الله خيرا ورفع مقامكم في الدنيا والاخرة
 
أعلى