أبو محمد المصرى
موقوف
- إنضم
- 16 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 290
ترجمة الحافظ الكبير محمد بن طاهر المقدسي الأثري الظاهري ـ رحمه الله ـ
بقلم شيخنا أبي عبد الرحمن عبد العزيز بن مبارك الحنوط حفظه الله
محمد بن طاهر بن علي بن أحمد ، أبو الفضل ابن القيسراني الشيباني ، المقدسي الأثري ، الظاهري .
قال إسماعيل بن محمد الحافظ : أحفظ من رأيت محمد بن طاهر .
وقال أبو زكريا يحيى بن منده : كان ابن طاهر أحد الحفاظ ، حسن الاعتقاد ، جميل الطريقة ، صدوفاً ، عالماً بالصحيح والسقيم ، كثير التصانيف ، لا زماً للأثر .
وقال أبو معمر الأنصاري : كان حافظاً متقناً .
وقال عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي : ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة سريع النسخ ، سريع المشي . وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب ، وأشار إلى محمد بن طاهر وكان بين يديه .
وقال شيرويه في تاريخ همذان : ابن طاهر سكن همذان وبنى داراً ، وكان ثقة حافظاً ، عالماً بالصحيح والسقيم ، حسن المعرفة بالرجال والمتون ، كثير التصانيف جيد الخط ، لا زماً للأثر بعيداً من الفضول والتعصب ، خفيف الروح ، قوي السير في السفر ، كثير الحج والعمرة .
وقال ابن ناصر الدين : كان حافظاً جوالاً في البلاد ، كثير الكتابة ، جيد المعرفة ، ثقة في نفسه ، حسن الاعتقاد ، ولولا ماذهب إليه من إباحة السماع ، لا نعقد على ثقته الإجماع .
وقال اليافعي : كان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث ، وله في ذلك مصنفات وجموعات تدل على غزارة علمه ، وجودة معرفته ...
وقال أبو جعفر الساوي : كنت بالمدينة مع ابن طاهر ، فقال : لا أعلم أحد أعلم بنسب هذا السيد ـ وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وآثاره وأحواله مني .
وقال السَّمْعاَني : سألت أبا الحسن الكَرْجي الفقيه عن ابن طاهر فقال : ما كان على وجه الأرض له نظير ، وكان داودي المَذْهب .
وقال ابن نقطة : الحافظ ، طاف البلاد ، وسمع الكثير ، صنف كتب حسنة في معرفة علوم الحديث ، وكان ثقة في الحديث ، فاضلاً .
وقال ابن النجار البغدادي : رحل في طلب الحديث إلى الأقطار ، وصنف كثيراً ، وكان حافظاً متقناً متفنناً حسن التصنيف .
وقال ابن خلكان : كان أحد الرحالين في طلب الحديث ... وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث ، وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته .
وقال ابن كثير : سافر في طلب الحديث إلى بلاد كثيرة ، وسمع كثيراً ، وكان له معرفة جيدة بهذه الصناعة ، وصنف كتب مفيدة .
وقال السيوطي : الحافظ العالم المكثر الجوال .
قال أبوعبدالرحمن : التهم التي وجهها العلماء إليه ، والدفاع عنها :
1ـ السماع .
قلت : وهذا لا يوجب غمزه إذا اعتقد حله باجتهاد ، وبيان ذلك أن اسلافنا ـ رضوان الله عليهم ـ اختلفوا في مسألة الغناء والمعازف . فالبعض ير التحريم وهم الأكثر ، والبعض ير الجواز وهم الأقل عن اجنهاد منهم . فما كان مختلفاً فيه في ذلك الزمان فلا يجوز إسقاط الاحتجاج به ؛ لأنه خالف اجتهاد الآخرين ولو كان مخطئاً في مخالفته .
2ـ جواز النظر إلى المردان .
وقد دافع الإمام الذهبي عن ابن طاهر فقال :
قولهم : " كان يذهب مذهب الإباحة " يعني في النظر إلى الملاح ـ ومعلوم جوازه عند الظاهرية ، وهو منهم ـ وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة ، لكان كافراً .
والرجل مسلم ، متبع للأثر سني ، وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع .
وقال ابن عبدالهادي مدافعاً : ما كان ابنُ طاهر يرى الإباحة المُطْلقة ، بل هو من أهل الحديث المُعَظِّمين للآثار ، وقد أخطأ في ذَهَابه إلى إباحة السَّمَاع والنَّظَر إلى المُرْد ، والله يغفر لنا وله .
3ـ تأليفه كتاب " صفوة التصوف " .
قال الحافظ ابن حجر : له انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضي ، وهو في نفسه صدوق لم يتهم ، وله حفظ ورحلة واسعة .
قال ابن كثير عن كتاب " صفوة التصوف " : ساق فيه أحاديث منكرة جداً ، وأورد أحاديث صحيحة في غيره .
قال أبو عبدالرحمن : هو سلك مسلك بعض المصنفين الذين يوردون بالسند كل ما يتعلق بالباب ولو كان واهياً ، للقاعدة المعروفة عند علماء الحديث أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده ، فقد برئت عهدته منه ، ولا مسؤولية عليه في روايته ، مادام أنه قرن معه الوسيلة التي تمكن العالم من معرفة ما إذا كان الحديث صحيحاً أو غير صحيح ، ألا وهي الإسناد . وإن كان الأولى والأحرى به يتبع كل حديث ببيان درجته من الصحة أو الضعف . وكان يجدر به ـ أيضاً ـ أن يجنب كتابه بعض تعابير القوم التي فيها مخالفة أو سوء أدب مع الرب سبحانه أو شريعة الله وتكاليفه ، وكذا يجنب كتابه بعض أحوال القوم التي تنفي ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا قام عليها دليل من كتاب أو سنة ، وعلى كل العصمة ليست للبشر ، وإنما أراد ابن طاهر الحق فأخطأ .
وقال السمعاني : بعد ذكر هذه التهم : لعله قد تاب ...
وأختم كلامي هذا بما قاله الإمام الذهبي في حق علماء الظاهر : وفي الجملة ، فداود بن علي بصيرٌ بالفقه ، عالمٌ بالقرآن ، حافظٌ للأثر ، رأس في معرفة الخلاف ، من أوعية العلم ، له ذكاء خارق ، وفيه دينٌ متينٌ . وكذلك في فقهاء الظاهرية جماعة لهم علمٌ باهرٌ ، وذكاء قويٌ ، فالكمال عزيزٌ .
انظر : السير : 19/ 361، التذكرة : 4/ 1242، العبر : 2/ 390، تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات : 501 ـ 520)ص 168 ، ميزان الاعتدال : 3/ 587 ، لسان الميزان : 6/ 198،التقييد : 1/ 56، الوافي بالوفيات : 3/ 139ـ 140 ، المنتظم : 17/ 136 ، طبقات علماء الحديث : 4/ 13، وفيات الأعيان : 4/ 287، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : ص 31ـ 33 ، مرآة الزمان : 8/ 30، مرآة الجنان : 3/ 195ـ 196 ، البداية والنهاية : 12/ 176ـ 177، طبقات الأولياء : ص 316ـ 318 ، طبقات الحفاظ : ص 452 ، الأنس الجليل : 1/ 299ـ 300 ، كشف الظنون : 1/ 88، 116، 180، شذرات الذهب : 4/ 18 ، هداية العارفين : 2/ 82 ـ 83 .
بقلم شيخنا أبي عبد الرحمن عبد العزيز بن مبارك الحنوط حفظه الله
محمد بن طاهر بن علي بن أحمد ، أبو الفضل ابن القيسراني الشيباني ، المقدسي الأثري ، الظاهري .
قال إسماعيل بن محمد الحافظ : أحفظ من رأيت محمد بن طاهر .
وقال أبو زكريا يحيى بن منده : كان ابن طاهر أحد الحفاظ ، حسن الاعتقاد ، جميل الطريقة ، صدوفاً ، عالماً بالصحيح والسقيم ، كثير التصانيف ، لا زماً للأثر .
وقال أبو معمر الأنصاري : كان حافظاً متقناً .
وقال عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي : ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة سريع النسخ ، سريع المشي . وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب ، وأشار إلى محمد بن طاهر وكان بين يديه .
وقال شيرويه في تاريخ همذان : ابن طاهر سكن همذان وبنى داراً ، وكان ثقة حافظاً ، عالماً بالصحيح والسقيم ، حسن المعرفة بالرجال والمتون ، كثير التصانيف جيد الخط ، لا زماً للأثر بعيداً من الفضول والتعصب ، خفيف الروح ، قوي السير في السفر ، كثير الحج والعمرة .
وقال ابن ناصر الدين : كان حافظاً جوالاً في البلاد ، كثير الكتابة ، جيد المعرفة ، ثقة في نفسه ، حسن الاعتقاد ، ولولا ماذهب إليه من إباحة السماع ، لا نعقد على ثقته الإجماع .
وقال اليافعي : كان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث ، وله في ذلك مصنفات وجموعات تدل على غزارة علمه ، وجودة معرفته ...
وقال أبو جعفر الساوي : كنت بالمدينة مع ابن طاهر ، فقال : لا أعلم أحد أعلم بنسب هذا السيد ـ وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وآثاره وأحواله مني .
وقال السَّمْعاَني : سألت أبا الحسن الكَرْجي الفقيه عن ابن طاهر فقال : ما كان على وجه الأرض له نظير ، وكان داودي المَذْهب .
وقال ابن نقطة : الحافظ ، طاف البلاد ، وسمع الكثير ، صنف كتب حسنة في معرفة علوم الحديث ، وكان ثقة في الحديث ، فاضلاً .
وقال ابن النجار البغدادي : رحل في طلب الحديث إلى الأقطار ، وصنف كثيراً ، وكان حافظاً متقناً متفنناً حسن التصنيف .
وقال ابن خلكان : كان أحد الرحالين في طلب الحديث ... وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث ، وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته .
وقال ابن كثير : سافر في طلب الحديث إلى بلاد كثيرة ، وسمع كثيراً ، وكان له معرفة جيدة بهذه الصناعة ، وصنف كتب مفيدة .
وقال السيوطي : الحافظ العالم المكثر الجوال .
قال أبوعبدالرحمن : التهم التي وجهها العلماء إليه ، والدفاع عنها :
1ـ السماع .
قلت : وهذا لا يوجب غمزه إذا اعتقد حله باجتهاد ، وبيان ذلك أن اسلافنا ـ رضوان الله عليهم ـ اختلفوا في مسألة الغناء والمعازف . فالبعض ير التحريم وهم الأكثر ، والبعض ير الجواز وهم الأقل عن اجنهاد منهم . فما كان مختلفاً فيه في ذلك الزمان فلا يجوز إسقاط الاحتجاج به ؛ لأنه خالف اجتهاد الآخرين ولو كان مخطئاً في مخالفته .
2ـ جواز النظر إلى المردان .
وقد دافع الإمام الذهبي عن ابن طاهر فقال :
قولهم : " كان يذهب مذهب الإباحة " يعني في النظر إلى الملاح ـ ومعلوم جوازه عند الظاهرية ، وهو منهم ـ وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة ، لكان كافراً .
والرجل مسلم ، متبع للأثر سني ، وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع .
وقال ابن عبدالهادي مدافعاً : ما كان ابنُ طاهر يرى الإباحة المُطْلقة ، بل هو من أهل الحديث المُعَظِّمين للآثار ، وقد أخطأ في ذَهَابه إلى إباحة السَّمَاع والنَّظَر إلى المُرْد ، والله يغفر لنا وله .
3ـ تأليفه كتاب " صفوة التصوف " .
قال الحافظ ابن حجر : له انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضي ، وهو في نفسه صدوق لم يتهم ، وله حفظ ورحلة واسعة .
قال ابن كثير عن كتاب " صفوة التصوف " : ساق فيه أحاديث منكرة جداً ، وأورد أحاديث صحيحة في غيره .
قال أبو عبدالرحمن : هو سلك مسلك بعض المصنفين الذين يوردون بالسند كل ما يتعلق بالباب ولو كان واهياً ، للقاعدة المعروفة عند علماء الحديث أن المحدث إذا ساق الحديث بسنده ، فقد برئت عهدته منه ، ولا مسؤولية عليه في روايته ، مادام أنه قرن معه الوسيلة التي تمكن العالم من معرفة ما إذا كان الحديث صحيحاً أو غير صحيح ، ألا وهي الإسناد . وإن كان الأولى والأحرى به يتبع كل حديث ببيان درجته من الصحة أو الضعف . وكان يجدر به ـ أيضاً ـ أن يجنب كتابه بعض تعابير القوم التي فيها مخالفة أو سوء أدب مع الرب سبحانه أو شريعة الله وتكاليفه ، وكذا يجنب كتابه بعض أحوال القوم التي تنفي ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا قام عليها دليل من كتاب أو سنة ، وعلى كل العصمة ليست للبشر ، وإنما أراد ابن طاهر الحق فأخطأ .
وقال السمعاني : بعد ذكر هذه التهم : لعله قد تاب ...
وأختم كلامي هذا بما قاله الإمام الذهبي في حق علماء الظاهر : وفي الجملة ، فداود بن علي بصيرٌ بالفقه ، عالمٌ بالقرآن ، حافظٌ للأثر ، رأس في معرفة الخلاف ، من أوعية العلم ، له ذكاء خارق ، وفيه دينٌ متينٌ . وكذلك في فقهاء الظاهرية جماعة لهم علمٌ باهرٌ ، وذكاء قويٌ ، فالكمال عزيزٌ .
انظر : السير : 19/ 361، التذكرة : 4/ 1242، العبر : 2/ 390، تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات : 501 ـ 520)ص 168 ، ميزان الاعتدال : 3/ 587 ، لسان الميزان : 6/ 198،التقييد : 1/ 56، الوافي بالوفيات : 3/ 139ـ 140 ، المنتظم : 17/ 136 ، طبقات علماء الحديث : 4/ 13، وفيات الأعيان : 4/ 287، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : ص 31ـ 33 ، مرآة الزمان : 8/ 30، مرآة الجنان : 3/ 195ـ 196 ، البداية والنهاية : 12/ 176ـ 177، طبقات الأولياء : ص 316ـ 318 ، طبقات الحفاظ : ص 452 ، الأنس الجليل : 1/ 299ـ 300 ، كشف الظنون : 1/ 88، 116، 180، شذرات الذهب : 4/ 18 ، هداية العارفين : 2/ 82 ـ 83 .