أحمد محمد محمد عيسوى
:: متفاعل ::
- إنضم
- 3 يونيو 2013
- المشاركات
- 307
- التخصص
- الاعلام
- المدينة
- المنيا
- المذهب الفقهي
- الشافعى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم .. هذه فوائد عن معتمد المذهب مما قرأت ..
قال الشيخ محمد بن عبد الله :
حياكم الله وبياكم .. هذه فوائد عن معتمد المذهب مما قرأت ..
قال الشيخ محمد بن عبد الله :
أخي أنور نور الله بصيرتك
المذهب نقل، وقارئه أما أن يكون مبتدئا، وإما أن يكون متبحرا
فالمبتدئ من لم تتوفر لديه آلات الترجيح بين أقوال الأئمة، أقول (آلات الترجيح) فربما يطلع الإنسان على آلاف كتب المذهب ثم لا يتجاوز فيها عن فهم العبارات، فهذا ليس أهلا للترجيح، فيكتفي بتصحيحهما.
أما المتبحر -من يملك آلات الترجيح- فله بعد الاطلاع والاستقراء أن يخالفهما، ولا حرج عليه، لكن ليس له أن يلزم غيره بما ترجح عنده.
على أنه عليك أن تعرف أن ابن حجر والرملي قد قرئت كتبهما عليهما من قبل علماء، فالتحفة قرأها على ابن حجر من لا يحصى عددا كما قاله تلميذا الفاكهي واليزني، والرملي قرئت نهايته على أكثر من أربعين عالما من علماء مصر وتلامذة والده -قلتها من حفظي- أو نحو ذلك، فصححا ما وقع لهما، ثم دققها العلماء بعدهما فوضعا عليهما الملاحظات العالم تلو العالم، فخدم الكتابان من قبل العلماء لا النساخ فقط، فأجابوا عما ورد فيهما من استشكال، وبينوا خطأ بعض المواضع، وغير ذلك، حتى اطمأنت النفوس إلى ما فيهما من تحقيق وتدقيق وضوابط وقيود ونحوها
وفي هذا كفاية للمبتدئ، أما المتبحر الذي يرى كبار الأئمة الذين سلموا لابن حجر والرملي ممن هو أكبر منهما سنا أو مساو لهما أو أصغر قد سلموا لهما، وعظموا كتابيهما فيحق له أن يسلم لهم مع التحرير والنظر
هل معنى هذا إلغاء الكتب قبلهما؟!
معاذ الله أن يقول أحد بذلك، ما قلته سابقا المراد منه تحرير نسبة القول إلى مذهب الشافعي على أصح أوجهه، وأما النظر في الأدلة والتفريعات التي لم يصرح بها ابن حجر أو الرملي، ووجود خلاف في المذهب في بعض المسائل التي تشير إليها هذه الكتب فكل هذا يحتاجه المبتدئ، بل الكتب التي قبل النووي والرافعي يحتاجه طالب العلم، على أنهم كالمجمعين على أن ما فيها مخالف لما صححاه فلا عبرة به
يبقى أمر أخي، طالب العلم يحتاج في الوصول إلى مثل هذه الأمور التدرج، حتى لا يضيع عن الطريق، فلا يمكن أن يتبدئ بالأم أو نهابة المطلب مثلا لطالب لم يقرأ إلا صغار الكتب، ولم يستوعب آلية الترجيح، فإن الذهن قد يعلق بها ما لا يصح أصلا، أو ما هو ضعيف، لذا تدرج علماء المذهب في مؤلفاتهم من الأصغر إلى الأكبر تسهيلا للطلبة لا قيد وحجرا، فإذا بلغ الرجل ونبغ في العلم وسع مداركه، وأكثر من قراءاته وله قاعدة تعينه، وفهم يهديه، فلا يشطح فيهما، وكم من مفتٍ في عصرنا ينقل عن مذهب الشافعية ما هو خطأ محض، نتيجة قراءته في الروضة أو نهاية المحتاج أو التحفة أو غيرها لسقم فهمه
وأعلم أن الأمور كذا هي صون للمذهب، ألا ترى أن الأئمة صانوا مذهب المشافعي بإعادة اتحاده حينما انفصل طريقان (الخراسانيون والعراقيون)، وجمعهم بينهما بإجماع المتأخرين، ولو استمر كما يراد اليوم لتحول مذهب الشافعي إلى مذاهب متعددة، ثم إن هذين الطريقين سينقسم إلى مذاهب، وهلم جرا، لأن الفقه هو الفهم، ولم ينص الشافعي على كل شيء، بل ولا الأصحاب، وقد فرع ابن الرفعة ثلث الفقه الموجود في كتب المتأخرين، ولم تكن تلك المسائل في كتب الأصحاب، واليوم تجد أمور كثيرة تحتاج من علماء المذهب استنباط الحكم المشابه لها من كتب المذهب أينما وجدت وإصدار الحكم عليها كالصلاة في الطائرة وأطفال الأنابيب وغيرهما كثير جدا
فإن كنت متبحرا في المذهب فلا حرج عليك، وإن كنت مبتدئا فأبدأ صعود الدرج من أوله واستفد لفهم ما أنت فيه مما تقف عليه من كتب المذهب -كما كان يفعل أبو إسحاق الشيرازي في طلبه للعلم من قراءة الدرس خمسين مرة، وما يقف عليه من كتب في الباب الذي يدرس فيه- حتى تبلغ مرتبة المتبحر
الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/t14939#ixzz2slumHkZ2
التعديل الأخير بواسطة المشرف: