الى الاخ صالح عبدالحميد الكراني
في رايي من الافضل ان لا نضع مرفق لان المرفق يجعل الكثيرين لا يعرفون فتحه خاصة انه مضغوط ويلزم فك الضغط والافضل ان توضع اهم النقاط في راي الشيخ اسعده الله بالجنة واياه بالشكل الاعتيادي وليس كمرفق ولو اخذ ذلك صفحتين او ثلاثة في اهم النقاط .
اما انا فسوف اذكر اهم ادلة من لا يرى كفر تارك الصلاة تكاسلاً وما هي ردودهم على المكفرين الا ردين استشكلا علي فلم اعرف ما هو ردهم وارجو ان تفيدني او من يعرف على كل حال؟ .
مع العلم ان تارك الصلاة اذا كان جاحداً لوجوبها يكفر بالاجماع .
كما نعلم ان رأي جمهور علماء الامة الاسلامية جميع المذاهب عدا الحنابلة يعتبرون ان تارك الصلاة تكاسلا لا يخرج من الملة وانه لا يزال من امة محمد بينما يرى الحنابلة يعتبرون ان الصلاة هي الجواز الوحيد لدخول الجنة بعد الشهادتين أي بمعنى ان الشهادتين بدون الصلاة لا تدخل الجنة .
جماهير علماء الاسلام والذي يعتبر ان من اعتقد بالشهادتين مستحق لدخول الجنة حتى لو قصر في الصلاة وارتكب الاثام واحتج الجمهور بالحديث المتواتر من قال لا اله الا الله دخل الجنة , وكذلك احتجوا بحديث البطاقة الذي يؤكد ان هذا الحديث المتواتر ليس مقيدا بالصلاة اخرجه احمد والترمذي وابن ماجه
واحتجوا ايضا بالحديث الذي رواه مالك واحمد وابوداود والنسائي وغيرهم قال عليه الصلاة والسلام "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من اتى بهن كان له عندالله عهد ان يدخله الجنة ومن لم ياتي بهن لم يكن له عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر لله ".وقال ابن عبد البر حديث صحيح ثابت , وصححه الالباني
وهذا الحديث ايضا يدل على ان تارك الصلاة تكاسلا يشمله الحديث المتواتروأنه داخل في قوله تعالى"وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم"التوبة 106.
وهذا يعني ان تارك الصلاة يدخل ضمن دائرة مرتكبي الكبيرة والذي قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"رواه احمد و الترمذي وحسنه وصححه البيهقي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم .
ولكن الذين يكفرون تارك الصلاة يؤكدون ان تارك الصلاة لا تشمله شفاعة النبي لأنه كما يظنون ليس من امته لأنه لا يدخل ضمن دائرة مرتكبي الكبائر مع ان الحديث الذي رواه مالك وغيره يستنبط منه عكس ما يدعي ويضاف عليه هذا الحديث .
عن ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية من القرآن يرددها حتى صلاة الغداة وقال دعوت لأمتي واجبت بالذي لو اطلع عليه كثير من الناس منهم تركوا الصلاة فقال ابو ذر افلا ابشر الناس ؟ قال بلى فانطلق فقال عمر انك ان تبعث الى الناس بهذا يتكلوا عن العبادة فناداه ان ارجع فرجع والاية "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"المائدة رواه احمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه ولكنه اقل صحة من حديث الذي رواه مالك السابق ولكنه له شواهد في بعض معناه في مسلم "حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص مرفوعا وحديث معاذ المرفوع ايضا .
ومما يصلح ان يحتج به على ان تارك الصلاة ممن تشملهم الشفاعة حديث الشفاعة يقول الله عز وجل "وعزتي وجلالي لأخرجن من النارمن قال لا اله الا الله " وفيه " فيخرج من النار من لم يعمل خيرا قط " متفق عليه واللفظ لمسلم
اما لفظ البخاري" هؤلاء عتقاء الرحمن الذين أدخلهم الله بغير عمل عملوه ولا خير قدمه، ثم يقول ادخلوا الجنة .
فقوله من لم يعمل خيرا قط يفيد ان الصلاة من الخير. أي يخرج الله من النار من لم يصلي ولم يفعل اي خير في حياته الدنيوية وتؤكده رواية البخاري بقوة"بغير عمل عملوه" .
ومما يقع فيه الكثيرمن الناس ان حديثه صلى الله عليه وسلم "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" الذي رواه اهل السنن ورواه الحاكم وصححه
فإن مفهومة عند هؤلاء العامة ان الضمير في" بينهم" يعود للكفار وان العهد تعني الفرق بين المؤمنين والكفار, بينما الضميرفي الحقيقة لا يعود للكفاربل للذين دخلوا الاسلام من قبائل العرب , والعهد يقصد به ما اخذه النبي عليهم من أيمان وعهود باقامة الصلاة كما قال تعالى في سورة التوبة آية 12 "مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ " اي عهودهم للنبي بأداء وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة وقبل ذلك ترك الشرك .
ولا يخفى على الفقهاء ان كلمة كفر كما جاءت في الحديث هذا وفي غيره مثل "بين الرجل وبين الشرك او الكفر ترك الصلاة"رواه اهل السنن وصححه الترمذي فإنه من المعلوم ان السنة تقيد عام السنة وان مثل هذه الاحاديث التي بها وصف الكفر مقيدة بالحديث الذي رواه مالك وغيره- اعلاه- الذي يوضح ان تارك الصلاة تحت المشيئة ان شاء عذبه الله وان شاء غفر له , فلذلك فسروا الكفر في هذه الاحاديث بالكفر الذي لا يخرج من الملة "الكفر الاصغر" , مثل قوله صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"متفق عليه , وقوله صلى الله عليه وسلم "من اتى امراة في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد"رواه ابو داوود وغيره وهو حسن بمجموع طرقه .
فكما هو معلوم لا يقصد في مثل هذه الاحاديث هنا بالكفر الكفر المخرج من الملة لان هناك نصوص اخرى في السنة دلت على ان القاتل ليس كافر وان من اتى إمرأة في دبرها ليس كافر لأنه لم يثبت نص صحيح يلزم التطليق بين الرجل وزوجته إذا اتاها في دبرها .
اما قوله تعالى " فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {11} " التوبة
نعم احتج بها من يكفر تارك الصلاة ولكن الرأي الذي لا يصح ان نتغافله ورد به الجمهور على هذا الاستدلال بأن هذه الاية تكمل حكمها الاية التي بعدها فقد اشترطت لأعتبار عدم الايمان والدخول في الكفر الطعن في الدين وهي" وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ"التوبة12 .
بينما تارك الصلاة تكاسلا لا يطعن في الدين , ولا يصح الاحتجاج بالاية الاولى دون الاخرى التي تكملها وتكمل حكمها كالذي يحتج ويقول"ولا تقربوا الصلاة"النساء43 .
واما قوله تعالى في سورة مريم "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً{59} إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً مريم {60}
فمن المعلوم ان فعل آمن في القرآن الكريم ياتي بمعنى زيادة الايمان وكماله ويأتي بمعنى التجديد وليس دائما ياتي بمعنى دخول الايمان بدليل قوله تعالى "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{93}
وأتى بمعنى التجيد كقوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْبِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ
بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً "النساء آية136
فهل يلزم ان يفسر ما جاء في سورة مريم بدخول الايمان وليس تجديده .
اما ما ورد ان الصلاة مفتاح الجنة الذي رواه احمد والترمذي والبيهقي في الشعب فإن اسناده ضعيف .
واما حديث الذي جاء فيه ان تارك الصلاة يكون مع قارون وفرعون وهامان وابي بن خلف اخرجه احمد وابن حبان والدارمي وغيره وإسناده حسن .
لكن طعن فيه "اي في هذه الرواية"احد الصحابة بمعنى انه وان حسن سنده فهو في منزلة الضعيف .
واما حديث ان عمود الدين الصلاة فهذه رواية ضعيفة كما هو معلوم واضعف منها رواية الصلاة عماد الدين ولكن اقل الروايات ضعفا هي رواية معاذ التي بها " رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامة الجهاد في سبيل الله رواه الطبراني في الكبيروأخاله احمدكذلك وغيره وقد أشار ابن رجب إلى ضعف حديث معاذ هذا كما في شرح العلوم والحكم.
والشيخ الالباني حسن هذا الحديث بمجموع طرقه لكن لا ادري لم لا يراه مكفرا لتارك الصلاة ولكن ربما يكون السبب ان معنى الحديث ان الصلاة ركن مهم من اركان هذا الدين وعمود في شيء مهم منه كقبول الاعمال وليس في كون المرء مسلما او كافرا للتوفيق بينه وبين الادلة التي يستدل بها على ان تارك الصلاة مستحق لدخول الجنة في نهاية الامر اذا كان موحداً غير جاحد لوجوبها .
ومن يعرف الاجابة على هذا السؤال ارجو ان لا يبخل علينا وهو لم لم يعتبر الشيخ هذا الحديث مكفرا لتارك الصلاة ؟
كذلك هناك حديث ان من ترك الصلاة عامدا متعمدا فقد برئت من ذمة الله وفي رواية برئت منه الذمة , فلم لم يعتبره الشيخ مكفرا لتارك الصلاة
ونحن نعلن الفرق بين الذمة وذمة فالاخيرة تعني حفظ الله ورعايته ولذلك لا تعتبر هذه الرواية دليلا على الكفر اما صيغة الذمة فقد يقصد بها حلية الدم اي اصبح دمه حلالاً اي مهدور .
واما الحديث الذي في البخاري وهو اول من يحاسب به العبد ترك الصلاة فان قبلت قبل سائر عمله وان ردت رد سائر عمله .
فهذا الحديث لا خلاف انه يدل على عظم امرالصلاة وانها عمود في قبول الاعمال ولكن لا يصح الاستدلال به على كفر تارك الصلاة لأن محبطات العمل كثيرة غير الصلاة مثل المال الحرام وعقوق الوالدين ومن يأتي السحرة .
فلأن هؤلاء جميعا ليسوا كفارا مع حبوط اعمالهن فلا يصلح اذن الاستدلال بحبوط العمل على ان ترك الصلاة كفر, وانما يدل هذا على ان الصلاة امرها عظيم ومن اعظم ما في هذا الدين .
و قوله تعالى "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ"
لماذا لم يقل الله تعالى "الا على المؤمنين" ؟ لو كان المقصر في الصلاة تكاسلا عنها كافرا, الا يدل هذا انه لا يزال في دائرة الايمان لكن ايمانه ضعيف .