رد: الحديث عن المشقة فى العباده يقلل من الثواب ؟
السلام عليكم ورحمة الله ..بنيتي السويسية:أدام الله عليك نعمة المال والصحة والدين وجعلك الله من الصالحات...
عودتينا بأسئلتك التي تنبع من براءتك ومنبع الخير في داخلك لإظهار كل ما يخطر على بالك ,وهذا لثقتك بأهل الملتقى المبارك أنهم ينصحونك للخير ,لا شيء غيره بإذن الله,ولأني أكبر منك سنا وأكثر منك تجربة في هذه الحياة ,أراني من الواجب أن أقدم لك هذه الكلمات وأرجو الله أن تصل إلى قلبك..
بنيتي...دوام الحال من المحال..
أرجو الله أن يجعلني وإياك وسائر المؤمنين ممن يأخد من دنياه لآخرته ومن غناه لفقره ومن صحته لمرضه...
إن سيقت لنا الدنيا ,علينا أن نشكر من ساقها إلينا..ولا ننس أبدا أنه في لحظات قادر أن يأخذها منا بسهولة بكن فيكون
عشت موقف راحة ومتعة وفخامة في العمرة...بعدها أدار الله وجهك للطرف الآخر ...أي أن تعيشيه مع الفقراء وذلك لحكمة منه سبحانه
_لعل:كي تتذكري الذين يتعبون تعبا شديدا كي يصلوا إلى بيت الله الحرام ..ودموعهم تذرف حبا وشوقا ولا يهمهم التعب..
لعل:الله يذكرك كي لا يدخلك الغرور و الكبر والإعجاب ,..وعاقبة ذتك تعلمينه..
حبيبتي:أسوق لك تجربة عاشها أهلي يوما :أبي لديه محل تجاري وفي بداية التسعينات وما عاشته الجزائر في ذلك الوقت كان صعبا ,ولأن أبي كان ملتحي ولديه عمال باللحية إتهم أنه إرهابي وأغلقوا له المحل لشهور ..أمي الله يرحمها كانت تربينا على الشدة رغم توفر كل شيء وتقول لنا :عليكم أن تكونوا في هذه الدنيا مستعدين لكل شيء ..صحيح لا بد من التفاؤل لكن علينا أن نجعل نصب أعينناأن الصحة لا تدوم ,والمال لا يدوم ..فنتأقلم مع كل الأحوال ونتعلم الرضا حين يتغير الحال من الحسن إلى السيء ونشكر ونرضى حين يتغير من السيء إلى الحسن لكن مهما كان حسنا لا نغتر أننا سنبقى كذلك إلى الأبد..وتقول أيضا رحمها الله:أنا لا أخاف حين أفتقر لأني أعلم أن بعد العسر يسرا ..تكني أخاف لما نصت إلى الحد الأقصى من المتع ..أن نغتر فتذهب منا دون سابق إنذار وبلا تدرج..
تخيلي أنها رحمها الله كانت في تلك الشهور التي أغلق فيها المحل تطعم إخوتي الخبز والحليب وهي في قمة السعادة والرضا ولم يعلم أحدا بذلك لا من قريب ولا من بعيد حتى فرج الله وفتح المحل ...
بنيتي ...كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب الفقراء والمساكين ورضي بالعيش فقيرا ولو أراد الغنى لساقه الله إليه
بل كان يجوع هو وأصحابه ..
تذكري فاطمة الزهراء بنت خير الخلق سيدة نساء العالمين وسيرتها رضي الله عنها
أظن أننا إذا كنا ميسوري الحال علينا أن لا نعيش ذلك بكل حواسنا وكل قلوبنا لأنها زائلة وهي متع ناقصة لأن ليس فيها أمان لعدم الدوام"
بنيتي:
المتعة الحقيقية هي في عبادة الله تعالى
هي في المصحف بين يديك
هي في سجودك وخشوعك بين يدي الله
هي في إلتزامك بحجابك وقرارك في بيتك
هي في مساعدة المحتاجين والمسارعة في الخيرات
والله إن المتعة الحقيقية هي عبادة الله ..حياة ما بعدها حياة تحسين بكامل متعة الصحة وأنت راقدة في سرير المستشفى تحسين بكامل الغنى حتى ولو لا تملكين شيئا وهذا ما أدركه السلف الصالح ..
أنصحك نصيحة الأم لإبنتها :أن لا تزجري ولا تغضبي لما تكوني مع الفقراء لأننا جميعا فقراء إلى الله
هذا من جهة ومن جهة أخرى إنك لم تحسي بمتعة العبادة في تلك العمرة بل أحسست فقط بالتعب ..كان عليك أن تفرحي بالتعب لإدراك المقصود وهو لذة العبادة ...أنت يا بنيتي في نعمة فحافظي عليها بالحمد والشكر والتصدق على الفقراء والنزول إليهم ما استطعت فهناك فرق بين رؤيتهم على الفراش الوفير في شاشة التلفاز وبين العيش معهم والإحساس بهم ...وحاولي تعويد نفسك الشدة قبل أن يأتيك الله بأولاد كي تغرسي فيهم الصبر وتحمل الشدائد...
أعلم أنني أطلت عليك فأعذريني وسأفصح لك عن أمنية كانت بداخلي دوما ألا وهي أنني أتمنى زيارة بيت الله الذي لم أره بعد ولو قيل لي ليس لك إلا المشي على قدميك لأداء الحج والعمرة لفعلت ..ولذهبت ماشية من بيتي إلى بيت الله ,ولعبرت الأنهار والبحار ولصعدت الجبال وتسلقت الأشجار ولسرت في الصحاري والحر بلغ أقصاه ومشيت على الثلوج والبرد بلغ أناه ,,,ما بك أختاه إنه بيت الله لا تزجري ولا تبكي بين أحضان أمك من التعب الذي أصابك بل نسأل الله الصحة والعافية وطول العمر ويهون التعب إن كان آخره الإرتماء بين يدي الكعبة الشريفة ,وأتمنى لو ذهبت إلى المدينة أن أذهب إلى مكان خالي من الرجال وأنزع جواربي وقفازي ونقابي وأحمل من تربة المدينة بين يدي وأقبلها وأسجد على تربتها وأشمها علني أجد فيها رائحة ثراه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ولعل قدمي تقع موطأ قدمه والله إن القلب يرق لذكر المدينة وتدمع العين للشوق إليها فكيف بي إن وقفت على أرضها وتنفست هواءها وتحسست نسماتها كيف ...؟؟؟ ماذا أقول بنيتي نصحتك لما أراه صوابا والله أعلم والله من وراء القصد ...إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وليعذرني أساتذتي الكرام ...وإن أصبت فمن الله وحده والسلام