سهير علي
:: متميز ::
- إنضم
- 17 يوليو 2010
- المشاركات
- 805
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم معاذ
- التخصص
- شريعة
- الدولة
- بريطانيا
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعية
خذ الخطوة وتفاهم مع نفسك قد تجد في هذا خيرا كثيرا
قد جعلنا الله تعالى يحتاج كل منا إلى أخاه المسلم، فالكمال لله وحده، ومن باب أنني قد أكون استفدت من تجربة أختي في الله أحببت أن أعرضها عليكم
بكل أمانة ويعلم الله هذا، لعله سبحانه أن ينفعنا، فما التوفيق إلا بالله وحده وعليه الأستعانة وله القصد والتوجه، (وما بكم من نعمة فمن الله).
قالت لي: لم أكن أعلم من قبل أنني قد أوفق للتفاهم مع نفسي بهذا الشكل!، وأشعر بهذه السكينة الرائعة، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والذي يسر لي هذا الكنز الذي لا يُقدر بثمن.
قلت لها: أعلم أن الله سبحانه على كل شيء قدير ويقول للشيء كن فيكون، (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)، ولكني أريد أن أعرف ما معنى التفاهم مع النفس؟ وما كيفيته؟ وما المراد منه؟ لأعلم ما هو الطريق الذي سلكتيه –بتوفيق الله تعالى- لتصلي لتلك السكينة التي تحكين عنها.
قالت :بسم الله أبدأ، ورددتُ: وها أنا ذا أسمع.
قالت: وما توفيقي إلا بالله وحده عليه توكلت وإليه أنيب، قبل إجابة أسئلتك يجب أن أوضح بعض الأمور التي ستساعدني في الرد عليك لتكتمل أمام ناظريك صورة واضحة جلية:
أولا: كلنا قد خلقنا الله تعالى وتختلف نفوسنا وأهواؤها وقوتها أمام العقل والقلب فيما تريد تحقيقه، وردة فعل العقل والقلب أمام تلك الرغبات.
ثانيا: يجب أن نرتقي بالقناعات التي داخلنا كونها أساسا لنتائج قد نستبعد حدوثها، فمثلا يقول أهل الاختصاص: عندما يردد البعض منا: (أنا ناسّاي))، (أنا دائما هكذا أنسى)، (أنا مستحيل أفتكر)، أن هذه القناعات تولد داخلنا عائقا كبيرا أن نتذكر، وبأيدينا نصل لدرجات متدنية من النسيان، والعكس صحيح.
مثلا: عندما نقول إن شاء الله تعالى سأتذكر المرة القادمة، وأدعو اللهم أعني أن أتذكر، وآخذ بالأسباب لكي أحفظ أو أتذكر، ونحسن الظن بالله سبحانه
سنتذكر ويقل النسيان، قال أحد الصالحين: (لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لبلغها)، وقيل عن ابن القيم -والله أعلم-: (لو أن أحدكم همّ بإزالة جبل وهو واثق بالله، لأزاله).
اختصارا للكلام: حسن الظن بالله + الأخذ بالأسباب + حسن التوكل عليه سبحانه + الشكر= الحصول على أي شيء نريد.
ثالثا: من البديهي أن كل من فهم الحجم الهائل والقوة الخارقة لتلك القناعات –سأحدثك عنها لاحقا- التي بداخلنا سيأخذ بالأسباب ليصل
لما يريد مع الاستعانة السليمة –برب الكون- وهو يمضي لتحقيق تلك الرغبات.
رابعا: لا ينجح الأمر إلا لمن كان مراقبا لربه، مجددا نيته لله ومقرا بفضله سبحانه وتوفيقه، صادقا مع نفسه، ومتمنيا التوفيق والخير الذي سيناله
أو ناله لكل الناس.
خامسا: تقوية عدد من القناعات المساعدة للوصول للغاية الكبرى؛ معرفة التفاهم مع النفس ثم السكينة، منها:
1. لقاء الله قريب، ودخول القبر هو حقيقة واقعة.
2. رزقي لن يأخذه غيري، ولن أموت قبل ساعتي.
3. كلنا سواسية إلا من ارتقى بتقواه لله تعالى.
4. الدنيا أمس زائل، والآخرة الغد الباقي، ومنافستنا على الآخرة وليس على الدنيا.
5. النظر وأخذ العبر من التدبر في القرآن الكريم، ثم بأخذ العبرة مما يحدث حولنا لمن حولنا.
6. معرفة لما خلقنا الله سبحانه، ولأي مهمة أوجدنا سبحانه؟
7. تفهيم النفس أن من استطاع أن ينجح في عمل شيء–بتوفيق الله تعالى- ليس بأفضل مني، وبالتالي يكون: من استطاع التفاهم مع نفسه ونال السكينة،
ليس بأفضل مني، فكل ما علي هو: الاستعانة بالله تعالى، ثم الأخذ بالأسباب والاجتهاد، وإتمام العمل والحفاظ على توجه النية فيه لله وحده؛ ونتائج سعينا ومجهودنا هو على الله وحده.
فلا ننشغل بما على الله سبحانه ونترك ما علينا قوله تعالى: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ۞ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ۞ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ۞ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ۞ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى).
قال سيدنا عمر رضي الله عنه: (إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة).
وإن شاء الله تعالى سأرسل رد الأخت على أسئلتي المرة القادمة، حتى لا تكون الرسالة طويلة.
أختكم في الله أم معاذ
التعديل الأخير بواسطة المشرف: