مولود مخلص الراوي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 16 يونيو 2011
- المشاركات
- 419
- الكنية
- الراوي
- التخصص
- فقه مقارن
- المدينة
- بغداد
- المذهب الفقهي
- شافعي
مسائل الوصايا في كتاب الخوارزمي وحلها بطريق الجبر والمقابلة
ولنذكر ببعض المقدمات التي اوردناها في موضوعنا السابق:...بعد ان اتممنا حل بعض مسائل الوصايا- الجبرية الواردة في كتاب ( الذخيرة / للامام القرافي) وقمنا بصياغتها الصياغة المعاصرة
....لنبدا الان بدراسة كتاب آخر ( واخترت كتاب الخوارزمي ) لانه المنبع الذي استقى منه الفرضيون مسائل الوصايا ....
علم الفرائض وحساب الجبر والمقابلةينقسم الحساب إلى قسمين:
1. الحساب المفتوح : وهو الحساب المعروف.
2. حساب الجبر والمقابلة
( ومن فروع علم الحساب علم الجَبْر والمقابلة وإنّما كان من فروعه لأنّه علم يعرف به استخراج مجهولات عددية من معلومات مخصوصة على وجه مخصوص، ومعنى الجَبْر زيادة قدر ما نقص من الجملة المعادلة بالاستثناء في الجملة الأخرى ليتعادلا، ومعنى المقابلة إسقاط الزائد من إحدى الجملتين للتعادل)[SUP]([SUP][1][/SUP][/SUP]). أي إن كلمة جبر تعني (الإكمال إلى حد التمام)، والمقابلة تعني (المقابلة بين المجاهيل والمعاليم، بالإسقاط او الإكمال).ونقله الغرب عن المسلمين، فأطلقوا عليه نفس التسمية العربية (algebra)[SUP] ([SUP][2][/SUP][/SUP])....
وأول من ألف فيه الإمام الخوارزمي ، .... وكان لكتابه ( الجبر والمقابلة) الأثر البالغ في كل مؤلف بعده في الشرق أو الغرب, وعد الخوارزمي بسببه واحداً من أكبر الرياضيين في جميع العصور. وقد وضع هذا الكتاب بتكليف من الخليفة المأمون ليفيد به الناس، في تجارتهم ومعاملاتهم، التي لا يمكن حلها بالحساب الاعتيادي ( أو الحساب المفتوح). ومنها غالب مسائل الوصايا والدوريات [SUP]([SUP][5][/SUP][/SUP]).
........وفي القرن الماضي حقق الكتاب عالمان مصريان كبيران، (وذلك عام 1937م)، هما الدكتور على مصطفى مشرفة [SUP]([SUP][17][/SUP][/SUP])( الملقب باينشتاين[SUP]([SUP][18][/SUP][/SUP]) العرب)، والدكتور محمد مرسي [SUP]([SUP][19][/SUP][/SUP]) ، وعلقا عليه تعليقات مفيدة، وصاغا اغلب ما جاء فيه من مسائل بصياغة حديثة. وجاء في مقدمتهما للكتاب وليس يكفي أن نتحدث عن مجدنا العلمي كما لو كان أسطورة، او حديث خرافة يتغنى به الشعراء، ويتغالى في وصفه الخيال، بل يجب أن يظهر هذا المجد في صورة ملموسة تراها الأعين وتنالها الأيدي، لذلك كان من المهم أن نعنى بنشر الكتب التي وضعها آباؤنا وأجدادنا، خصوصا اذا كانت هذه الكتب هامة الأثر في تكييف التفكير البشري. ولا شك أن في مقدمة هذه الكتب كتاب الخوارزمي في الجبر والمقابلة)[SUP] ([SUP][20][/SUP][/SUP]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
([2]) ينظر: تاريخ الرياضيات العربية: د. رشدي الراشد، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، ص 120
([5]) ينظر: مبتكر علم الجبر محمد بن موسى الخوارزمي: علي عبدالله الدفاع، مجلة البحوث الإسلامية، العدد(5)، محرم 1400هـ ، ص171، الذخيرة للقرافي: 13/ 134.
([16]) الجبر والمقابلة: محمد بن موسى الخوارزمي ، تحقيق الدكتور علي مصطفى مشرفة، والدكتور محمد مرسي احمد، من منشورات الجامعة المصرية، كلية العلوم، مطبعة بول باربيه، 1937، ص15- 16.
([17]) د. علي مصطفى مُشَرَّفَة باشا: باحث بالفلسفة والرياضيات، مصري، من كبار رجال التربية والتعليم. ولد في دمياط، (عام 1898) وتخرج بمدرسة المعلمين العليا بالقاهرة، ثم بجامعة نوتنجهام، فالكلية الملكية، بلندن (سنة 1923 م) واشتغل بالتعليم إلى أن كان وكيلا لجامعة القاهرة سنة 1946 م فعميدا لكلية العلوم سنة 1948 م. وألف من الكتب: النظرية النسبية الخاصة والذرة والقنابل الذرية و العلم والحياة وشارك في تأليف، الهندسة وحساب المثلثات ، وعلّق على كتاب الجبر والمقابلة لمحمد بن موسى الخُوَارِزْمي. وكتب فصولا علمية في بعض كبريات المجلات الإنكليزية، توفى بالقاهرة، عام1950 م. ( الأعلام للزركلي 5/ 23 ، 24)
([19]) د. محمد مرسى احمد صالح: من كبار رجال التربية والتعليم في مصر. ولد (عام 1908) حصل على الدكتوراه في الرياضيات من جامعة أدنبره عام 1931 0 أستاذ الرياضيات بكلية العلوم، ثم عميداً لها عام 1956 ثم مديراً لجامعة عين شمس عام 1961 ومديراً لجامعة القاهرة عام 1967، ثم أمينا لاتحاد الجامعات العربية عام 1969 ووزيراً للتعليم العالي عام 1971، قام بترجمة العديد من كتب الرياضيات من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية ، توفى عام 1989م.
([20]) كتاب الجبر والمقابلة : مقدمة المحقق، ص 1.
....ثم اعاد تحقيقه في السنين الاخيرة، علم من اعلام الفكر والفلسفة والعلوم، هو الدكتور رشدي راشد[SUP]([SUP][1][/SUP][/SUP])، فزاد ما حققه سابقاه من تفصيل وتحليل وتوضيح.
ترجمة كتاب ''رياضيّات الخوارزمي – تأسيس علم الجبر''، تأليف د. رشدي راشد، ترجمة د. نقولا فارس، مع تقديم الصيغة العربيّة، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، 2010:
([1]) رشدي راشد: رياضي مصري وفيلسوف ومؤرخ ( ولد عام1936)، يعيش في فرنسا منذ العام 1956 ، مدير مركز تاريخ العلوم والفلسفة العربية في فرنسا، ويعمل أستاذًا بجامعة دوني دويدرو وعدد من جامعات العالم. حقق كتب علماء العرب الرياضيين، وترجم المخطوطات العربية إلى الفرنسية وشرحها تاريخيًا وفلسفيًا ورياضيًا وعلق عليها. كما أعاد إحياء تراث ابن الهيثم والخوارزمي والكِندي وعمر الخيام والسموأل وقدم عنهم حقائق تاريخية لم تكن معروفة من قبل، اشرف على تأليف موسوعة تاريخ العلوم العربية مع مجموعة من الباحثين العالميين.
ولنبدا الان مقصدنا بدراسة كتاب الوصايا - وهو النصف الثاني من كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي:...هل ثمَّة مانع حسابي أو رياضي يخرج الفرائض من الحيز القديم إلى أن تدوَّن كعلمٍ حديثٍ يدرَّس كما تدرس اليوم: الرياضيات، والفيزيا ... وغيرها من العلوم الحسابية؟!
فإن كان لا مانع؛ فلم لا يكون هذا الموضوع هو اللبنة الأولى في إخراج هذا المشروع إلى حيز التنظير والتطبيق.
بحيث يصاغ على هيئة قواعد ومعادلات، ونسبٍ مئوية ... إلخ ممَّا يجاري العلم الحديث ...
التعديل الأخير بواسطة المشرف: