رد: بفضل الله صدر لنا ثلاثة كتب عن أهل الظاهر وتاريخهم
تاريخ أهل الظاهر :
هذا الكتاب فيما أعلم هو أول كتاب عن تاريخ أهل الظاهر منذ كتاب " أخبار أهل الظاهر" للقاضى ابن الأخضر الظاهرى ( ت 429هـ) ، وقد ضمناه كل ما وقع عليه بصرنا ممن انتحل القول بالظاهر منذ داوود بن على إلى يوم الناس هذا .
ويشتمل الكتاب على خمسة فصول بعد التقدمة والتمهيد ، ففى التمهيد فصلنا الحديث عن جذور الظاهرية من لدن الصحابة والقول حول حديث بنى قريظة ، ثم إثبات حقيقة أن أهل الظاهر من سادات أهل السنة ، ثم إجمال الحديث عن أصول الظاهرية وفى الفصل الأول وعنوانه " الخلفاء والولاة والأمراء والوزراء والقضاة من أهل الظاهر" أحصينا 14 خليفة ، وثمانية من الولاة ، وثلاثة من الأمراء ، وستة من الوزراء ، وثلاثة وأربعين من القضاة ؛ وفى الفصل الثانى وعنوانه " الفقهاء من أهل الظاهر" أحصينا ثلاثمائة واثنتين من الأشخاص بدءا من داود بن على إلى عصرنا الحالى ؛ وفى الفصل الثالث وعنوانه : " المحدثون والمفسرون من أهل الظاهر" أحصينا ستة وسبعين محدثا ، و13 مفسرا .
أما الفصل الرابع وعنوانه " المؤرخون والصوفية والقراء والنحاة والبلغاء والشعراء والفلاسفة والأطباء والصيادلة والمجاهدون والموسيقيون والمهندسون والتجار والنساء والأفراد من أهل الظاهر " فقد ضمناه تسعة من المؤرخين ، وتسعة من الصوفية ، 13 من القراء ، و16 من النحاة ، وعشرة من البلغاء ، و18 من الشعراء ، وثلاثة من الفلاسفة ، وثمانية من الأطباء ، وثلاثة من الصيادلة ، وعشرين من المجاهدين ، وواحد من الموسيقيين ، وستة من المهندسين ، وخمسة من التجار ، وما يربو على إحدى عشر من النساء ، فضلا عن اثنتين من محبى أهل الظاهر . أما الفصل الخامس : وعنوانه " المتأثرون بالظاهرية" فقد جمعنا فيه من اشتهر تأثره بالظاهرية أو بأحد من أفرادها ، وقد بلغ عددهم سبعة وسبعين شخصا فضلا عن بعض الدول والحركات ، ولم نشأن أن نتزيد فى جمع المتأثرين بل ذكرنا المشهورين فحسب .
ولم أشأ أن أضع فى كتابنا هذا إلا من اشتهر بالظاهر حقيقة ، وحده عندنا فيما يخص علوم الشريعة من جعل المدارك كلها منحصرة في النصوص والاجماع ورد القياس الجلي والعلة المنصوصة الى النص ، وفيما يخص النحو من ينفى العلل والأقيسة ، ومن ثم جعلنا العلامة شوقى ضيف من أهل الظاهر فى النحو لنفيه العلل والقياس ، وجعلنا صديق حسن خان والحافظ أحمد بن الصديق الغمارى والوادعى من أهل الظاهر وغيرهم ممن نحى منحاهم ، وإن ارتأى بعض أهل الظاهر غير ذلك بناء على نقولات وأقاويل عنهم وعن غيرهم فيها ميل للقياس مثلا أو مخالفة للأصول اليقينية . فإنا على ما شرطناه فى كتابنا ماضون لا سيما أن من تحدثنا عنهم ثبتت أقوالهم الجلية برد القياس والاقتصار على النصوص والإجماع .
وأما أصحابنا من أهل الظاهر المعاصرين فكل من نعرفه منهم والحمد لله ينفى الظنون ولا يقول إلا بالنصوص ، وقد جعلنا حدا لمن نضعه ضمن الفقهاء وهو أن يجيد الظاهرى تأصيل أو تحرير أو تحقيق مسألة فقهية فصاعدا ، وهو ما يتوافر فيهم جميعا حتى ممن يزعم أنه لا يزال فى بداية الطلب ، وهو فى الحقيقة من أهل التأصيل والتحقيق وقوله السابق ما نراه إلا تواضعا ليس إلا .
وكل من وجدناه مخالفا لهذا الحد الذى حددناه مع محبته لأهل الحديث ومن جملتهم أهل الظاهر ودعوته للعمل بمذاهب أهل الحديث ومن جملتهم أهل الظاهر وضعناه فى مبحث مستقل وسمناه بالمتأثرين بأهل الظاهر وجاء فى مقدمتهم بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح والشوكانى وغيرهم .
وقد وقع الخلاف بين بعض أصحابنا من أهل الظاهر فى عصرنا بشأن الشوكانى ولكن القول الفصل فيه أنه من محبى أهل الظاهر والمدافعين عنهم ليس إلا ، وقد صرح بنفسه أنه لا ينفى القياس جملة لما قال وهو يتحدث عن داود بن على الظاهرى " وأهمل من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله" (
[1]) .كما قال " وإذا عرفت ما حرّرناه وتقرر لديك جميع ما قرّرناه فاعلم أن القياس المأخوذ به هو ما وقع النص على علته وما قطع فيه بنفي الفارق وما كان من باب فحوى الخطاب أو لحن الخطاب على اصطلاح من يسمي ذلك قياساً وقد قدمنا أنه من مفهوم الموافقة (
[2]).
[1] أنظر : أنظر : البدر الطالع ، 2/290.
[2] أنظر : إرشاد الفحول ، ص348.