العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التمذهب المظلوم

إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
953
الإقامة
المطرية دقهلية مصر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو سارة
التخصص
لغة عربية
الدولة
مصر
المدينة
المطرية دقهلية
المذهب الفقهي
الشافعي
الحمد لله وصلاة وسلاما على سيدي رسول الله وبعد..

غالبا كل من يتكلم عن التمذهب يظلمه ويظلم أتباع المذاهب ويرميهم بالفرية المشهورة وهي التعصب للمذهب ، لذا أردت أن أضع نقاط حول هذا الموضوع المهم .
أولا من مميزات التمذهب :
أن كل فقهاء الإسلام تمذهبوا بل الفقه الإسلامي ما خرج إلا عن طريق المذاهب .
أن من أراد التفقه حقا فلن يكون فقيها إلا أن يكون متمذهبا يعرف أصول وفروع مذهبه فلن يخالف الفرع الأصل أم العشوائية فليست فقها تراه يعتقد أصلا ولا يعتقد فرعه !!
أن التمذهب مجمع للأمة لا مفرق يجتمع تحت عباءة المذهب السلفي والأشعري والماتريدي ( وإن كنت لا أسوغ للخلاف العقدي ) فعلى الأقل سيحترم علماء مذهبه وإن خالفهم ويلتمس لهم العذر وأنهم ما أرادوا إلا الخير والحق.
التمذهب أساسا مبني على تعظيم الدليل ومن قرأ كتب المذاهب المعتمدة يراهم كيف يتركون مذهبهم لقول آخر تعظيما للدليل .
( وفي مذهبنا مذهب السادة الشافعية من الأمثلة والبراهين ما يدلل على ما أقول ولو بسطته لاحتاج لورقات وورقات فكم تركوا من جديد إمامنا وأفتوا بقديمه لأجل الدليل وكم أفتى علماؤنا بقول الأحناف وغيرهم لأجل الدليل والأمثلة موجودة لا يستطيع أن يغفلها عاقل ).
أن التمذهب هو هدي السلف الصالح حتى الصحابة كان لكل واحد منهم مدرسة وآراء وتلاميذ ولا ضير في ذلك.

ثانيا ما يراه الآخرون عيبا في التمذهب :
يمكن رده في نقاط :
أن ما وقع من مواقف التعصب المذموم للمذهب أو كلام عصبية لمذهب فأكاد أجزم انه ما وقع ممن يعتمد قوله في مذهبه.
وأن العلماء الذين عليهم مدار الفتوى في كل مذهب لا تجد فيهم هذا الحال وهؤلاء هم الذين يقبل قولهم .
أن التعصب للمذهب إن قصد به التعصب لدليل المذهب فهو محمود وإلا فمذموم فلا تعصب لشخص مهما بلغ قدره .
يقولون إن متأخري اصحاب المذاهب تركوا الدليل في كتبهم وهذا حقا موجود في معظم الكتب ولكن ليس معنى هذا أنهم لا يقدمون الدليل وقد تجد كتب المتأخرين تنقسم لقسمين كتب اهتمت بالدليل فقط وكتب اهتمت بالمساءل فقط وكتب جمعت بينهما والذي يريد الدليل يبحث عنه لا ينتظر حتى يأتيه الدليل ، كما ان الحواشي والمؤلفات المتأخرة قصدها بيان المذهب وحتما كل من المذاهب الأربعة له حجته من الكتاب والسنة بإجماع المسلمين .
يقولون أن أصحاب المذاهب يستدلون بالضعيف ويبنون عليه المسائل والفروع ورده أن للعمل بالضعيف شروط بل مذهب الحنابلة تقديم الضعيف على الرأي.

ثالثا واقع مرير :
الذين يتشتقون باتياع الدليل ونبذ التمذهب تجدهم في حقيقة الأمر متعصبون لرأي شيخ أو داعية لم يبلغ رتبة الاجتهاد في المذهب أو طال علم يكاد أن يكون مميزا .
هؤلاء الذين تشدقوا باتياع السلف تركوا كتب المذاهب التي هي عمدة كتب السلف واهتموا بالمعاصرين وفقط فلا ترى إلا حواة معلومات.
هؤلاء تجدهم بسبب سوء طريقتهم في الطلب يتطاولون على الأئمة بحجة مخالفة الدليل وما علم المسكين أن الدليل الذي يزعم أن الإمام خالفة قد حفظه الإمام وعلم فقه حين كان هو في علم الغيب .
 
أعلى