العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التسجيل الكامل للقصيدة الميمونة المنصورة لابن حزم بصوت الشيخ طه عبد الرحمن .

إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
290
التسجيل الكامل للقصيدة الميمونة المنصورة لابن حزم بصوت الشيخ طه عبد الرحمن .
يقول الشيخ طه محمد عبد الرحمن :
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله ؛ فلا مُضِلَّ له ، ومن يضلل ؛ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنتُم مُسْلِمُونَ }[آل عمران : 102] .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَازَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكَمْ رَقِيبًا } [النساء : 11] .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيماً } [الأحزاب : 70 - 71] .
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللهم صلِّ على محمدٍ ، وعلى آل محمدٍ ؛ كما صليتَ على إبراهيمَ ، وعلى آلِ إبراهيمَ ، إنك حميدٌ مجيدٌ .
اللهم بارك على محمدٍ ، وعلى آلِ محمدٍ ؛ كما باركتَ على إبراهيمَ ، وعلى آلِ إبراهيمَ ، إنك حميدٌ مجيدٌ " .
أما بعد:
فهذا تسجيل كامل لقصيدة الإمام العالِم العَلَم أبى محمد على بن أحمد بن حزم الأندلسى رحمه الله التى سماها الإمام ابن كثير فى تاريخه ب ( الفريدة الإسلامية الميمونة المنصورة ) و التى كان قد نظمها الإمام ابن حزم رحمه الله ردا على (القصيدة الأرمنية المخذولة الملعونة ) كما وصفها الإمام ابن كثير رحمه الله و إليكم أولا القصة كما أوردها الإمام ابن كثير رحمه الله فى البداية و النهاية .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله فى البداية والنهاية 15/289 (كان اللعين النقفور الملقب الدمستق ملك الأرمن كان قد أرسل قصيدة إلى الخليفة المطيع لله نظمها له بعض كتابه ممن كان قد خذله الله وأذله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة وصرفه عن الإسلام وأصله يفتخر فيها بهذا اللعين ويتعرض لسب الاسلام والمسلمين ويتوعد فيها أهل حوزة الإسلام بأنه سيملكها كلها حتى الحرمين الشريفين عما قريب من الأعوام وهو أقل وأذل وأخس وأضل من الأنعام ويزعم أنه ينتصر لدين المسيح ابن البتول عليه السلام وربما يعرض فيها بجناب الرسول عليه من ربه التحية والإكرام ودوام الصلاة مدى الأيام ولم يبلغني عن أحد من أهل ذلك العصر أنه رد علبه جوابه إما لأنها لم تشتهر وإما لأنه أقل من أن يردوا خطابه لأنه كالمعاند الجاحد ونفس ناظمها تدل على أنه شيطان مارد وقد انتحى للجواب عنها بعد ذلك أبو محمد بن حزم الظاهري فأفاد وأجاد وأجاب عن كل فصل باطل بالصواب والسداد فبل الله بالرحمه ثراه وجعل الجنة متقلبه ومثواه وها أنا أذكر القصيدة الأرمنية المخذولة الملعونة وأتبعها بالفريدة الإسلامية المنصورة الميمونة قال المرتد الكافر الأرمني على لسان ملكه لعنهما الله وأهل ملتهم أجمعين آمين يارب العالمين : )
ثم ساق الإمام ابن كثير القصيدة الملعونة و قال بعدها :
(هذا آخرها لعن الله ناظمها وأسكنه النار يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ويوم يدعو ناظمها ثبورا ويصلى نارا سعيرا يوم بعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر به إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ….إن كان مات كافرا وهذا جوابها لأبي محمد بن حزم الفقيه الظاهري الأندلسي قالها ارتجالا حين بلغته هذه الملعونة غضبا لله ولرسوله ولدينه كما ذكر ذلك من رآه فرحمه الله وأكرم مثواه وغفر له خطاياه )
ثم ساق القصيدة المنصورة للإمام ابن حزم رحمه الله و التى وفقنى الله عز و جل لتسجيلها اليوم و يمكنكم تحميلها من المرفقات ..
و هذا نص القصيدة :

من المحتمي بالله رب العوالم=ودين رسول الله من آل هاشم
محمد الهادي إلى الله بالتقى=وبالرشد والإسلام أفضل قائم
عليه من الله السلام مرددا=إلى أن يوافي الحشر كل العوالم
إلى قائل بالإفك جهلا وضلة=عن النقفور المفتري في الأعاجم
دعوت إماما ليس من أمرائه=بكفيه إلا كالرسوم الطواسم
دهته الدواهي في خلافته كما=دهت قبله الأملاك دهم الدواهم
ولا عجب من نكبة أو ملمة=تصيب الكريم الجدود الأكارم
ولو أنه في حال ماضي جدوده=لجرعتم منه سموم الأراقم
عسى عطفة لله في اهل دينه=تجدد منه دارسات المعالم
فخررتم بما لو كان فيكم حقيقة=لكان بفضل الله أحكم حاكم
إذن لاعترتكم خجلة عند ذكره=وأخرس منكم كل فاه مخاصم
سلبناكم كرا ففزتم بغرة=من الكر أفعال الضعاف العزائم
فطرتم سرورا عند ذاك ونسوة=كفعل المهين الناقص المتعالم
وما ذاك إلا في تضاعيف عقله=عريقا وصرف الدهر جم الملاحم
ولما تنازعنا الأمور تخاذلا=ودانت لأهل الجهل دولة ظالم
وقد شعلت فينا الخلائف فتنة=لعبدانهم مع تركهم والدلائم
بكفر أياديهم وجحد حقوقهم=بمن رفعوه من حضيض البهائم
وثبتم على أطرافنا عند ذاكم=وثوب لصوص عند غفلة نائم
ألم تنتزع منكم بأعظم قوة=جميع بلاد الشام ضربة لازم
ومصرا وأرض القيروان بأسرها=وأندلسا قسرا بضرب الجماجم
ألم ننتزع منكم على ضعف حالنا=صقلية في بحرها المتلاطم
مشاهد تقديساتكم وبيوتها=لنا وبأيدينا على رغم راغم
أما بيت لحم والقمامة بعدها=بأيدي رجال المسلمين الأعاظم
وسر كيسكم قسرا برغم أنوفكم=وكرسى قسطنطينية في المعادم
ولا بد من عود الجميع بأسره=إلينا بعز قاهر متعاظم
أليس يزيد حل وسط دياركم=على باب قسطنطينية بالصورام
ومسلمة قد داسها بعد ذاكم=بجيش تهام قد دوى بالضراغم
وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي=بنى فيكم في عصره المتقادم
إلى جنب قصرالملك من دار ملككم=ألا هذه حق صرامة صارم
وأذى لهارون الرشد مليككم=رفادة مغلوب وجزية غارم
سلبناكم مصرا شهود بقوة=حبانا بها الرحمن أرحم راحم
إلى بيت يعقوب وأرباب دومة =إلى لجة البحر المحيط المحاوم
فهل سرتم في أرضنا قط جمعة =أبى لله ذا كم يا بقايا الهزائم
فما لكم إلا الأماني وحدها =بضائع نوكى تلك أحلام نائم
رويدا بعد نحو الخلافة نورها =وسفر مغير وجوه الهواشم
وحينئذ تدرون كيف قراركم=إذا صدمتكم خيل جيش مصادم
على سالف العادات منا ومنكم=ليالي بهم في عداد الغنائم
سبيتم سبايا يحصر العدو دونها=وسبيكم فينا كقطر الغمائم
فلو رام خلق عدها رام معجزا=وأتى بتعداد لرش الحمائم
بأبنا بني حمدان وكافور صلتم=أراذل أنجاس قصار المعاصم
دعي وحجام سطوتهم عليهما= وما قدر مصاص دماء المحاجم
فهلا على دميانة قبل ذاك أو=على محل أربا رماة الضراغم
ليالي قادوكم كما اقتادكم=أقيال جرجان بحز الحلاقم
وساقوا على رسل بنات ملوككم = سبايا كما سيقت ظباء الصرائم
ولكن سلوا عنا هرقلا ومن خلى =لكم من ملوك مكرمين قماقم
يخبركم عنا التنوخ وقيصر =وكم قد سبينا من نساء كرائم
وعما فتحنا من منيع بلادكم= وعما أقمنا فيكم من مآتم
ودع كل نذل مفتر لا تعده=إماما ولا الدعوى له بالتقادم
فهيهات سامرا وتكريت منكم=إلى جبل تلكم أماني هائم
منى يتمناها الضعيف ودونها =نظائرها وحز الغلاصم
تريدون بغداد سوقا جديدة = مسيرة شهر للفنيق القواصم
محلة أهل الزهد والعلم والتقى= ومنزلة يختارها كل عالم
دعوا الرملة الصهباء عنكم فدونها=من المسلمين الغر كل مقاوم
ودون دمشق جمع جيش كأنه=سحائب طير ينتحي بالقوادم
وضرب يلقي الكفر كل مذلة = كما ضرب السكي بيض الدراهم
ومن دون أكناف الحجاز جحافل= كقطر الغيوم الهائلات السواحم
بها من بني عدنان كل سميدع =ومن حي قحطان كرام العمائم
ولو قد لقيتم من قضاعة كبة = لقيتم ضراما في يبيس الهشائم
إذا أصبحوكم ذكروكم بما خلا =لهم معكم من صادق متلاحم
زمان يقودون الصوافن نحوكم=فجئتم ضمانا أنكم في الغنائم
سيأتيكم منهم قريبا عصائب=تنسيكم تذكار أخذ العواصم
وأموالكم حل لهم ودماؤكم=بها يشتفي حر الصدور الحوايم
وأرضيكم حقا سيقتسمونها=كما فعلوا دهرا بعدل المقاسم
ولو طرقتكم من خراسان عصبة=وشيراز والري الملاح القوائم
لما كان منكم عند ذلك غيرما=عهدنا لكم ذل وعض الأباهم
فقد طالما زاروكم في دياركم =مسيرة عام بالخيول الصوادم
فأما سجستان وكرمان بال =أولى وكابل حلوان بلاد المراهم
وفي فارس والسوس جمع عرمرم = وفي أصبهان كل أروع عارم
فلوا قد أتاكم جمعهم لغدوتم=فرائس كالآساد فوق البهائم
وبالبصرة الغراء والكوفة التي=سمت وبآدي واسط بالعظائم
جموع تسامى الرمل عدا وكثرة = فما أحد عادوه منه بسالم
ومن دون بيت الله في مكة التي = حباها بمجد للبرايا مراحم
محل جميع الأرض منها تيقنا = محلة سفل الخف من فص خاتم
دفاع من الرحمن عنها بحقها =فما هو عنها رد طرف برائم
بها وقع الأحبوش هلكى وفيلهم =بحصباء طير في ذرى الجو حائم
وجمع كجمع البحر ماض عرمرم = حمى بنية البطحاء ذات المحارم
ومن دون قبر المصطفى وسط طيبة=جموع كمسود من الليل فاحم
يقودهم جيش الملائكة العلى = دفاعا ودفعا عن مصل وصائم
فلو قد لقيناكم لعدتم رمائما = كما فرق الإعصار عظم البهائم
وباليمن الممنوع فتيان غارة = إذا ما لقوكم كنتم كالمطاعم
وفي جانبي أرض اليمامة عصبة =معاذر أمجاد طوال البراجم
نستفينكم والقرمطيين دولة = تقووا يميمون التقية حازم
خليفة حق ينصر الدين حكمه =ولا يتقي في الله لومة لائم
إلى ولد العباس تنمي جدوده =بفخر عميم مزبد الموج ناعم
ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم =فاهلا بماضي منهم وبقادم
محلهم في مسجد القدس أولدى=منازل بغداد محل المكارم
وإن كان من عليا عدي وتيمها =ومن أسد هذا الصلاح الحضارم
فاهلا وسهلا ثم نعمى ومرحبا = بهم من خيار سالفين أقادم
هم نصروا الإسلام نصرا مؤزرا =وهم فتحوا البلدان فتح المراغم
رويدا فوعد الله بالصدق وارد = بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم
سنفتح قسطنطينية وذواتها = ونجعلكم فوق النسور القعاشم
ونفتح أرض الصين والهند عنوة = بجيش لأرض الترك والخزر حاطم
مواعيد للرحمن فينا صحيحة = وليست كآمال العقول السواقم
ونملك أقصى أرضكم وبلادكم = ونلزمكم ذل الحر أو الغارم
إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه =جميع الأراضي بالجيوش الصوارم
أتقرن يا مخذول دينا مثلثا =بعيدا عن المعقول بادي المآثم
تدين لمخلوق يدين لغيره = فيا لك سحقا ليس بخفي لعالم
أنا جيلكم مصنوعة قد تشابهت= كلام الأولى فيها أتوا بالعظائم
وعود صليب ما تزالون سجدا =له يا عقول الهاملات السوائم
تدينون تضلالا بصلب إلهكم = بأيدي يهود أرذلين لآئم
إلى ملة الإسلام توحيد ربنا =فما دين ذي دين لها بمقاوم
وصدق رسالات الذي جاء بالهدى=محمد الآتي برفع المظالم
وأذ عنت الأملاك طوعا لدينه = ببرهان صدق طاهر في المواسم
كما دان في صنعاء مالك دولة=وأهل عمان حيث رهط الجهاضم
وسائر أملاك اليمانين أسلموا= ومن بلد البحرين قوم اللهازم
أجابوا لدين الله لا من مخافة = ولا رغبة يحظى بها كف عادم
فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة=بحق يقين بالبراهين فاحم
وحاباه بالنصر المكين إلهه=وصير من عاداه تحت المناسم
فقير وحيد لم تعنه عشيرة = ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم
ولا عنده مال عتيد لناصر =ولا دفع مرهوب ولا لمسالم
ولا وعد الأنصار مالا يخصم = بلى كان معصوما لأقدر عاصم
ولم تنهنهه قط قوة آسر =ولا مكنت من جسمه يد ظالم
كما يفتري إفكا وزورا وضلة =على وجهه عيسى منكم كل لاطم
على أنكم قد قلتموا هو ربكم= في الضلال في القيامة عائم
أبى لله أن يدعى له ابن صاحب=ستلقى دعاة الكفر حالة نادم
ولكنه عبد نبي رسول مكرم = من الناس مخلوق ولا قول زاعم
أيلطم وجه الرب تبا لدينكم = لقد فقتم في قولكم كل ظالم
وكم آية أبدى النبي محمد =وكم علم أبداه للشرك حاطم
تساوي جميع الناس في نصر حقه=بل لكل في إعطائه حال خادم
فعرب وأحبوش وفرس وبربر =وكرديهم قد فاز قدح المراحم
وقبط وأنباط وخزر وديلم =وروم رموكم دونه بالقواصم
أبوا كفر أسلاف لهم فتمنعوا=فآبوا بحظ في السعادة لازم
به دخلوا في ملة الحق كلهم = ودانوا لأحكام إلاله اللوازم
به صح تفسير المنام الذي أتى= به دانيال قبله حتم حاتم
وهند وسند أسلموا وتدينوا = بدين الهدى رفض لدين الأعاجم
وشق له بدر السموات آية =وأشبع من صاع له كل طاعم
وسالت عيون الماء في وسط كفه=فأروى به جيشا كثيرا هماهم
وجاء بما تقضي العقول بصدقه =ولا كدعاء غير ذات قوائم
عليه سلام الله ماذر شارق = تعقبه ظلماء أسحم قاتم
براهينه كالشمس لا مثل قولكم = وتخليطكم في جوهر وأقائم
لنا كل علم من قديم ومحدث= وأنتم حمير داميات المحازم
أتيتم بشعر بارد متخاذل= ضعيف معاني النظم جم البلاعم
فدونكها كالعقد فيه زمرد= ودر وياقوت بإحكام حاكم​

و أسأل الله أن ينفع بهذه القصيدة كل من استمع إليهاو أن يُجزل لى الثواب على تسجيلها و أن ينصر الإسلام و المسلمين إنه سميع مجيب .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
رابط التحميل :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=61011&d=1226614195
 

خالد أبو أحمد

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
11 ديسمبر 2008
المشاركات
65
التخصص
الشريعة
المدينة
رأس الخيمة
المذهب الفقهي
شافعي
جزيت خيرا
وبارك الله فيك
 
إنضم
21 يوليو 2009
المشاركات
41
يقول الأخ أبو طالب الهاروني وفقه الله
الحمد لله وبعد:
هذه القصيدة فيها عدة إشارات منها:
1/ الإيجاز البديع للتاريخ الإسلامي وأهم المواقف مع الروم، وهذا الإيجاز هو المقصود في المنظومات والهدف الذي من أجله قرض العرب الشعر...
2/ الاعتزاز بالإسلام والمسلمين في هذه القصيدة يظهر جلياً ولا يخفى أن ابن حزم رحمه الله تعالى جمع بين العلم والرياسة، ثم ترك الثاني عن قتاعة.
3/ البلاغة التي تضمنتها الأبيات تدل على أن ابن حزم ليس مجرد ناظم أو ناثر كعادة نظم الفقهاء والعلماء إذ هو في نشئته الأولى كان أديباً ولذا فمصنفاته التي أتت بعد اشتغاله بالعلوم الإسلامية عليها هذه المسحة الأدبية وهذه منقبة له لا عليه لا كما يفهم البعض.
4/ اشار ابن حزم في القصيدة إلى أن مقر الخلافة الحقيقية في عصره هو بغداد وإن كان هو يعيش في كنف الأمويين في الأندلس الذي لا يعترفون لخلافة بني العباس، وهذا منه يدل على بعد النظر وصدقه مع نفسه وهو موقف قليل الوجود .
القصيدة مليئة بالعديد من المعاني والدلالات التي تحتاج إلى دراسة ...
أما الأخ المفضال طه بن محمد بن عبد الرحمن فأقول له سر على هذا المنوال بتوفيق من الله تعالى فأنت على ثغرة وثلمة بحاجة إلى من يسدها، لا عليك من المثبطين والذين لا يعرفون قدراتهم ومواهبهم وكيف يخدمون دينهم.
 
إنضم
21 يوليو 2009
المشاركات
41
بارك الله فيكم
ونفع بكم
ورحم الله الإمام ابن حزم
( أليس يزيد حل وسط دياركم=على باب قسطنطينية بالصورام
ومسلمة قد داسها بعد ذاكم=بجيش تهام قد دوى بالضراغم
وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي=بنى فيكم في عصره المتقادم
إلى جنب قصرالملك من دار ملككم=ألا هذه حق صرامة صارم)

يقصد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية ررر في عهد أمير المؤمنين معاوية ررر
وهذا معروف
وقوله مسلمة أي مسلمة بن عبد الملك وهي الغزوة الثانية لفتح القسطنطينة
98 ه
لكن الذي لا يعرفه أغلب الناس هو
بناء مسجد في القسطنطينة

وهو الذي أشار إليه الإمام ابن حزم
وهذا المسجد ظل مسجدا حتى فتحت القسطنطينة على يد محمد الثاني الملقب بمحمد الفاتح فأطلق عليها اسم مسجد العرب
انتهى
بل وجدت في موقع أن أكثر سكان استنابول لا يعرفون المسجد وإن عرفوه لا يعرفون متى بني فضلا عن غيرهم
http://en.wikipedia.org/wiki/Arap_Mosque
وهذه صورة قديمة للمسجد
attachment.php

وهذه صور حديثة
attachment.php

attachment.php

وهذا موقع المسجد
attachment.php

attachment.php
في الكامل لابن الأثير في سنة 455
(وعمر ملك الروم الجامع الذي بناه مسلمة بن عبد الملك بالقسطنطينية، وعمر منارته، وعلق فيه القناديل، وجعل في محرابه قوساً ونشابة، وأشاع المهادنة.)
 
إنضم
21 يوليو 2009
المشاركات
41
(1475'te Fatih, kiliseyi camiye çevirerek vakfına katmıştır. Yirmi yıl sonra da, İspanya'dan çıkartılan Endülüs Arapları'nın bir kısmının, çevredeki mahallelere yerleştirilmesiyle cami, "Arap Camii" olarak tanınır. Caminin Araplara mal edilmesinin bir nedeni de, minareye çevrilen eski çan kulesinin 714'te Şam'da yaptırılan ünlü Emeviye Camii'nin özgün minaresini çağrıştırmasıdır.)
انتهى لعلنا نستخرج من هذا النص
التسمية من جهة عرب الأندلس ممن قدموا بعد سقوط الأندلس واستقروا قي استنابول
بعد فتحها
في هذه المنطقة
فالمسجد قديم من أيام مسلمة 98 وأطلق عليه اسم جامع العرب لأن العرب القادمين من الأندلس استقروا في هذه المنطقة
والله أعلم
والمنارة تشبه منارة الجامع الأموي =يختلف عن النموذج التركي للمنائر
attachment.php
.........منقول عن الشيخ ابن وهب
 
إنضم
21 يوليو 2009
المشاركات
41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا وهنا أنقل لكم القصيدة كاملة مُشكلة لمن يريدها
****** قَصيدَةُ ابْنِ حَزمٍ :الْفَرِيدَة ُالْإِسْلَامِيَّةُ الْمَنْصُورَةُ الْمَيْمُونَةُ *******
*****[ ص: 288 ]***** البداية والنهاية : ترجمة النقفور *******[المجلد : 15 ]*******​

تَرْجَمَةُ النِّقْفُورِ مِلْكِ الْأَرْمَنِ ، وَاسْمُهُ الدُّمُسْتُقُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ - وَقِيلَ : سِتٍّ - وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ . لَا رَحِمَهُ اللَّهُ,كَانَ هَذَا الْمَلْعُونُ مِنْ أَغْلَظِ الْمُلُوكِ قَلْبًا ، وَأَشَدِّهِمْ كُفْرًا ، وَأَقْوَاهُمْ بَأْسًا ، وَأَحَدِّهِمْ شَوْكَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ قِتَالًا لِلْمُسْلِمِينَ فِي زَمَانِهِ ، اسْتَحْوَذَ فِي أَيَّامِهِ - لَعَنَهُ اللَّهُ - عَلَى كَثِيرٍ مِنَ السَّوَاحِلِ ، أَوْ أَكْثَرِهَا ، وَانْتَزَعَهَا مِنْ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ قَسْرًا ، وَاسْتَمَرَّتْ فِي يَدِهِ قَهْرًا ، وَأُضِيفَتْ إِلَى مَمْلَكَةِ الرُّومِ قَدَرًا ، وَذَلِكَ لِتَقْصِيرِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَظُهُورِ الْبِدَعِ الشَّنِيعَةِ فِيهِمْ وَكَثْرَةِ الْعِصْيَانِ .
*********** جرائمه جرائم النقفور *************
وَقَدْ وَرَدَ حَلَبَ فِي مِائَتَيْ أَلْفِ مُقَاتِلٍ بَغْتَةً فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ، وَجَالَ فِيهَا جَوْلَةً ، فَفَرَّ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ صَاحِبُهَا سَيْفُ الدَّوْلَةِ ، فَفَتَحَهَا اللَّعِينُ عَنْوَةً ، وَقَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، وَخَرَّبَ دَارَ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الَّتِي كَانَتْ ظَاهِرَ حَلَبَ وَأَخَذَ أَمْوَالَهَا وَحَوَاصِلَهَا وَعُدَدَهَا ، وَبَدَّدَ شَمْلَهَا ، وَفَرَّقَ عَدَدَهَا ، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ الْمَلْعُونِ ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . وَبَالَغَ فِي الِاجْتِهَادِ فِي قِتَالِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ ، وَجَدَّ فِي التَّشْمِيرِ ، فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ .
وَقَدْ كَانَ - لَعَنَهُ اللَّهُ - لَا يَدْخُلُ فِي بَلْدَةٍ إِلَّا قَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَبَقِيَّةَ الرِّجَالِ ، وَسَبَى النِّسَاءَ وَالْأَطْفَالَ ، وَجَعَلَ جَامِعَهَا إِصْطَبْلًا لِخُيُولِهِ ، وَكَسَرَ مِنْبَرَهَا ، وَأَسْكَتَ مُؤَذِّنِيهَا بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ وَطُبُولِهِ . وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مِنْ دَأْبِهِ وَدَيْدَنِهِ حَتَّى سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ [ ص: 289 ] زَوْجَتَهُ ، فَقَتَلَتْهُ بِجَوَارِيهَا فِي وَسَطِ مَسْكَنِهِ ، وَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ ، وَأَزَاحَ عَنْهُمْ قَتَامَ ذَلِكَ الْغَمَامِ ، وَمَزَّقَ شَمْلَهُ ، فَلِلَّهِ النِّعْمَةُ وَالْإِفْضَالُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ .
وَاتَّفَقَ فِي سَنَةِ وَفَاتِهِ مَوْتُ صَاحِبِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَتَكَامَلَتِ الْمَسَرَّاتُ ، وَحَصَلَتِ الْأُمْنِيَّةُ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ وَتَذْهَبُ السَّيِّئَاتُ ، وَبِرَحْمَتِهِ تُغْفَرُ الزَّلَّاتُ .

*********** قصة القصيدة والرد عليها *********
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذَا اللَّعِينَ - أَعْنِي النِّقْفُورَ الْمُلَقَّبَ بِالدُّمُسْتُقِ مَلِكَ الْأَرْمَنِ - كَانَ قَدْ أَرْسَلَ قَصِيدَةً إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُطِيعِ لِلَّهِ نَظَمَهَا لَهُ بَعْضُ كُتَّابِهِ - مِمَّنْ كَانَ قَدْ خَذَلَهُ اللَّهُ وَأَذَلَّهُ ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ، وَصَرَفَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَصْلِهِ - يَفْتَخِرُ فِيهَا لِهَذَا اللَّعِينِ ، وَيَتَعَرَّضُ لِسَبِّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَتَوَعَّدُ فِيهَا أَهْلَ حَوْزَةِ الْإِسْلَامِ بِأَنَّهُ سَيَمْلِكُهَا كُلَّهَا حَتَّى الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، عَمَّا قَرِيبٍ مِنَ الْأَعْوَامِ ، وَهُوَ أَقَلُّ وَأَذَلُّ وَأَخَسُّ وَأَضَلُّ مِنَ الْأَنْعَامِ ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَنْتَصِرُ لِدِينِ الْمَسِيحِ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ابْنِ الْبَتُولِ . وَرُبَّمَا يُعَرِّضُ فِيهَا بِجَنَابِ الرَّسُولِ ، عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ التَّحِيَّةُ وَالْإِكْرَامُ وَدَوَامُ الصَّلَاةِ مَدَى الْأَيَّامِ ، وَلَمْ يَبْلُغْنِي عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَصْرِ أَنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابَهُ ، رُبَّمَا أَنَّهَا لَمْ تَشْتَهِرْ ، أَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ [ ص: 290 ] أَقَلُّ مِنْ أَنْ يَرُدُّوا خِطَابَهُ ; لِأَنَّهُ كَالْمُعَانِدِ الْجَاحِدِ ، وَنَفَسُ نَاظِمِهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ شَيْطَانٌ مَارِدٌ . وَقَدِ انْتَخَى لِلْجَوَابِ عَنْهَا فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ ، فَأَفَادَ وَأَجَادَ ، وَأَجَابَ عَنْ كُلِّ فَصْلٍ بَاطِلٍ بِالصَّوَابِ وَالسَّدَادِ ، فَبَلَّ اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ ثَرَاهُ ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ. وَهَذَا جَوَابُهَا لِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الْفَقِيهِ الظَّاهِرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ ، قَالَهَا ارْتِجَالًا حِينَ بَلَغَتْهُ هَذِهِ الْمَلْعُونَةُ ; غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، كَمَا شَاهَدَهُ مَنْ رَآهُ ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ ، وَغَفَرَ لَهُ زَلَلَهُ وَخَطَايَاهُ :
************ قَصيدَةُ ابْنِ حَزمٍ :الْفَرِيدَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ الْمَنْصُورَةُ الْمَيْمُونَةُ**************
مِنَ الْمُحْتَمِي بِاللَّهِ رَبِّ الْعَوَالِمِ ***** وَدِينِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ آلِ هَاشِمِ
مُحَمَّدٍ الْهَادِي إِلَى اللَّهِ بِالتُّقَى ***** وَبِالرُّشْدِ وَالْإِسْلَامِ أَفْضَلِ قَائِمِ
عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ السَّلَامُ مُرَدَّدًا ***** إِلَى أَنْ يُوَافِي الْبَعْثَ كُلُّ الْعَوَالِمِ
إِلَى قَائِلٍ بِالْإِفْكِ جَهْلًا وَضِلَّةً ***** عَنِ النِّقْفُورِ الْمُفْتَرِي فِي الْأَعَاجِمِ
دَعَوْتَ إِمَامًا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ آلِهِ ***** بِكَفَّيْهِ إِلَّا كَالرُّسُومِ الطَّوَاسِمِ
دَهَتْهُ الدَّوَاهِي فِي خِلَافَتِهِ كَمَا ***** دَهَتْ قَبْلَهُ الْأَمْلَاكَ دُهْمُ الدَّوَاهِمِ
وَلَا عَجَبٌ مِنْ نَكْبَةٍ أَوْ مُلِمَّةٍ ***** تُصِيبُ الْكَرِيمَ الْحُرَّ وَابْنَ الْأَكَارِمِ
وَلَوْ أَنَّهُ فِي حَالِ مَاضِي جُدُودِهِ ***** لَجُرِّعْتُمُ مِنْهُ سُمُومَ الْأَرَاقِمِ
عَسَى عَطْفَةٌ لِلَّهِ فِي أَهْلِ دِينِهِ ***** تُجَدِّدُ مِنْهُمْ دَارِسَاتِ الْمَعَالِمِ
فَخَرْتُمْ بِمَا لَوْ كَانَ فَهْمٌ يُرِيكُمُ ***** حَقَائِقَ حُكْمِ اللَّهِ أَحْكَمِ حَاكِمِ
إِذَنْ لَعَرَتْكُمْ خَجْلَةٌ عِنْدَ ذِكْرِهِ ***** وَأُخْرِسَ مِنْكُمْ كُلُّ فَاهٍ مُخَاصِمِ
سَلَبْنَاكُمُ كَرًّا فَفُزْتُمْ بِغِرَّةٍ ***** مِنَ الْكَرِّ أَفْعَالَ الضِّعَافِ الْعَزَائِمِ
فَطِرْتُمْ سُرُورًا عِنْدَ ذَاكَ وَنَخْوَةً ***** كَفِعْلِ الْمَهِينِ النَّاقِصِ الْمُتَعَاظِمِ
وَمَا ذَاكَ إِلَّا فِي تَضَاعِيفِ غَفْلَةٍ ***** عَرَتْنَا وَصَرْفُ الدَّهْرِ جَمُّ الْمَلَاحِمِ
وَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْأُمُورَ تَخَاذُلًا ***** وَدَالَتْ لِأَهْلِ الْجَهْلِ دَوْلَةُ ظَالِمِ
وَقَدْ شَغَلَتْ فِينَا الْخَلَائِفَ فِتْنَةٌ ***** لِعُبْدَانِهِمْ مِنْ تُرْكِهِمْ وَالدَّيَالِمِ
بِكُفْرِ أَيَادِيهِمْ وَجَحْدِ حُقُوقِهِمْ ***** بِمَنْ رَفَعُوهُ مِنْ حَضِيضِ الْبَهَائِمِ
وَثَبْتُمْ عَلَى أَطْرَافِنَا عِنْدَ ذَاكُمُ ***** وُثُوبَ لُصُوصٍ عِنْدَ غَفْلَةِ نَائِمِ
أَلَمْ نَنْتَزِعْ مِنْكُمْ بِأَيْدٍ وَقُوَّةٍ ***** جَمِيعَ بِلَادِ الشَّامِ ضَرْبَةَ لَازِمِ
وَمِصْرَ وَأَرْضَ الْقَيْرَوَانِ بِأَسْرِهَا ***** وَأَنْدَلُسًا قَسْرًا بِضَرْبِ الْجَمَاجِمِ
أَلَمْ تَنْتَصِفُ مِنْكُمْ عَلَى ضَعْفِ حَالِهَا ***** صِقِلِّيَّةٌ فِي بَحْرِهَا الْمُتَلَاطِمِ
أَحَلَّتْ بِقُسْطَنْطِينَةٍ كُلُّ نَكْبَةٍ ***** وَسَامَتْكُمُ سُوءَ الْعَذَابِ الْمُلَازِمِ
مَشَاهِدُ تَقْدِيسَاتِكُمْ وَبُيُوتُهَا ***** لَنَا وَبِأَيْدِينَا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ
أَمَا بَيْتُ لَحْمٍ وَالْقُمَامَةُ بَعْدَهَا ***** بِأَيْدِي رِجَالِ الْمُسْلِمِينَ الْأَعَاظِمِ
وَكُرْسِيُّكُمْ فِي أَرْضِ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ ***** وَكُرْسِيُّكُمْ فِي الْقُدْسِ فِي أُورَشَالِمِ
ضَمَمْنَاهُمُ قَسْرًا بِرَغْمِ أُنُوفِكُمْ ***** كَمَا ضَمَّتِ السَّاقَيْنِ سُودُ الْأَدَاهِمِ
وَكُرْسِيُّ أَنْطَاكِيَّةٍ كَانَ بُرْهَةً ***** وَدَهْرًا بِأَيْدِينَا بَذُلِّ الْمَلَاغِمِ
فَلَيْسَ سِوَى كُرْسِيِّ رُومَةَ فِيكُمُ ***** وَكُرْسِيِّ قُسْطَنْطِينَةٍ فِي الْمَقَادِمِ
وَلَا بُدَّ مِنْ عَوْدِ الْجَمِيعِ بِأَسْرِهِ ***** إِلَيْنَا بِعِزٍّ قَاهِرٍ مُتَعَاظِمِ
أَلَيْسَ يَزِيدٌ حَلَّ وَسْطَ دِيَارِكُمْ ***** عَلَى بَابِ قُسْطَنْطِينَةٍ بِالصَّوَارِمِ
وَمَسْلَمَةٌ قَدْ دَاسَهَا بَعْدَ ذَاكُمُ ***** بِجَيْشٍ لُهَامٍ كَاللُّيُوثِ الضَّرَاغِمِ
وَأَخْدَمَكُمْ بِالذُّلِّ مَسْجِدَنَا الَّذِي ***** بُنِي فِيكُمُ فِي عَصْرِهِ الْمُتَقَادِمِ
إِلَى جَنْبِ قَصْرِ الْمُلْكِ مِنْ دَارِ مُلْكِكُمْ ***** أَلَا هَذِهِ حَقًّا صَرِيمَةُ صَارِمِ
وَأَدَّى لِهَارُونَ الرَّشْيدِ مَلِيكُكُمْ ***** إِتَاوَةَ مَغْلُوبٍ وَجِزْيَةَ غَارِمِ
سَلَبْنَاكُمُ مَسْرَى شُهُورًا بِقُوَّةٍ ***** حَبَانَا بِهَا الرَّحْمَنُ أَرْحَمُ رَاحِمِ
إِلَى بَيْتِ يَعْقُوبٍ وَأَرْيَافِ دُومَةٍ ***** إِلَى لُجَّةِ الْبَحْرِ الْبَعِيدِ الْمَحَارِمِ
فَهَلْ سِرْتُمُ فِي أَرْضِنَا قَطُّ جُمْعَةً ***** أَبَى اللَّهُ ذَاكُمْ يَا بَقَايَا الْهَزَائِمِ
فَمَا لَكُمُ إِلَّا الْأَمَانِيُّ وَحْدَهَا ***** بَضَائِعَ نَوْكَى تِلْكَ أَحْلَامُ نَائِمِ
رُوَيْدًا يَعُدْ نَحْوَ الْخِلَافَةِ نُورُهَا ***** وَيُسْفِرُ مُغْبَرُّ الْوُجُوهِ السَّوَاهِمِ
وَحِينَئِذٍ تَدْرُونَ كَيْفَ فِرَارُكُمْ ***** إِذَا صَدَمَتْكُمْ خَيْلُ جَيْشٍ مُصَادِمِ
عَلَى سَالِفِ الْعَادَاتِ مِنَّا وَمِنْكُمُ ***** لَيَالِيَ أَنْتُمْ فِي عِدَادِ الْغَنَائِمِ
سُبِيتُمْ سَبَايَا يَحْصَرُ الْعَدُّ دُونَهَا ***** وَسَبْيُكُمْ فِينَا كَقَطْرِ الْغَمَائِمِ
فَلَوْ رَامَ خَلْقٌ عَدَّهَا رَامَ مُعْجِزًا ***** وَأَنَّى بِتَعْدَادٍ لِرِيشِ الْحَمَائِمِ
بِأَبْنَاءِ حَمْدَانَ وَكَافُورَ صُلْتُمُ ***** أَرَاذِلَ أَنْجَاسٍ قِصَارِ الْمَعَاصِمِ
دَعِيُّ وَحَجَّامٌ سَطَوْتُمْ عَلَيْهِمَا ***** وَمَا قَدْرُ مَصَّاصٍ دِمَاءَ الْمَحَاجِمِ
فَهَلَّا عَلَى دِمْيَانَةٍ قَبْلَ ذَاكَ أَوْ ***** عَلَى مَحَلٍ أَرْبَا رُمَاةُ الضَّرَاغِمِ
لَيَالِيَ قَادُوكُمْ كَمَا اقْتَادَ جَازِرٌ ***** حَلَائِبَ أَتْيَاسٍ لَحَزِّ الْحَلَاقِمِ
وَسَاقُوا عَلَى رِسْلٍ بَنَاتِ مُلُوكِكُمْ ***** سَبَايَا كَمَا سِيقَتْ ظِبَاءُ الصَّرَائِمِ
وَلَكِنْ سَلُوا عَنَّا هِرَقْلًا وَمَنْ خَلَا ***** لَكُمْ مِنْ مُلُوكٍ مُكْرَمِينَ قُمَاقِمِ
يُخَبِّرْكُمُ عَنَّا الْمُتَوَّجُ مِنْكُمُ ***** وَقَيْصَرُكُمْ عَنْ سَبْيِنَا لِلْكَرَائِمِ
وَعَمَّا فَتَحْنَا مِنْ مَنِيعِ بِلَادِكُمْ ***** وَعَمَّا أَقَمْنَا فِيكُمُ مِنْ مَآتِمِ
وَدَعْ كُلَّ نَذْلٍ مُفْتَرٍ لَا تَعُدَّهُ ***** إِمَامًا وَلَا مِنْ مُحْكَمَاتِ الدَّعَائِمِ
فَهَيْهَاتَ سَامَرَّا وَتَكْرِيتُ مِنْكُمُ ***** إِلَى جَبَلٍ تِلْكُمْ أَمَانِيُّ هَائِمِ
مَتَى يَتَمَنَّاهَا الضَّعِيفُ وَدُونَهَا ***** تَطَايُرُ هَامَاتٍ وَحَزُّ الْغَلَاصِمِ
وَمِنْ دُونِ بَغْدَادٍ سُيُوفٌ حَدِيدَةٌ ***** مَسِيرَةَ شَهْرٍ لِلْفَنِيقِ الْقَوَاصِمِ
مَحَلَّةُ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْخَيْرِ وَالتُّقَى ***** وَمَنْزِلَةٌ مُحْتَلُّهَا كُلُّ عَالِمِ
دَعُوا الرَّمْلَةَ الصَّهْبَاءَ عَنْكُمْ فَدُونَهَا ***** مِنَ الْمُسْلِمِينَ الصِّيدِ كُلُّ مُقَاوِمِ
وَدُونَ دِمَشْقٍ جَمْعُ جَيْشٍ كَأَنَّهُ ***** سَحَائِبُ طَيْرٍ تَنْتَحِي بِالْقَوَادِمِ
وَضَرْبٌ يُلَقِّي الْكُفْرَ كُلَّ مَذَلَّةٍ ***** كَمَا ضَرَبَ السَّكِّيُّ بِيضَ الدَّرَاهِمِ
وَمِنْ دُونِ أَكْنَافِ الْحِجَازِ جَحَافِلٌ ***** كَقَطْرِ الْغُيُوثِ الْهَامِلَاتِ السَّوَاجِمِ
بِهَا مِنْ بَنِي عَدْنَانَ كُلُّ سَمَيْدَعٍ ***** وَمِنْ حَيِّ قَحْطَانٍ كِرَامُ الْعَمَائِمِ
وَأَمْوَالُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَدِمَاؤُكُمْ ***** بِهَا يُشْتَفَى حَرُّ النُّفُوسِ الْحَوَائِمِ
وَلَوْ قَدْ لَقِيتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ كُبَّةً ***** لَقِيتُمْ ضِرَامًا فِي يَبِيسِ الْهَشَائِمِ
. إِذَا صَبَّحُوكُمْ ذَكَّرُوكُمْ بِمَا خَلَا ***** لَهُمْ مَعَكُمْ مِنْ مَأْزِقٍ مُتَلَاحِمِ
زَمَانَ يَقُودُونَ الصَّوَافِنَ نَحْوَكُمْ ***** فَجِئْتُمْ ضَمَانًا أَنَّكُمْ فِي الْمَغَانِمِ
سَيَأْتِيكُمُ مِنْهُمْ قَرِيبًا عَصَائِبٌ ***** تُنَسِّيكُمُ تَذْكَارَ أَخْذِ الْعَوَاصِمِ
وَأَرْضُكُمُ حَقًّا سَيَقْتَسِمُونَهَا ***** كَمَا فَعَلُوا دَهْرًا بِعَدْلِ الْمُقَاسِمِ
وَلَوْ طَرَقَتْكُمُ مِنْ خُرَاسَانَ عُصْبَةٌ ***** وَشِيرَازَ وَالرَّيِّ الْقِلَاعِ الْقَوَائِمِ
لَمَا كَانَ مِنْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ غَيْرُ مَا ***** عَهِدْنَا لَكُمْ ذُلٌّ وَعَضُّ الْأَبَاهِمِ
فَقَدْ طَالَ مَا زَارُوكُمُ فِي دِيَارِكُمْ ***** مَسِيرَةَ عبَامٍ بِالْخُيُولِ الصَّلَادِمِ
وَأَمَّا سِجِسْتَانُ وَكَرْمَانُ وَالْأُلَى ***** بِكَابُلَ حَلُّوا فِي بِلَادِ الْبَرَاهِمِ
وَفِي فَارِسٍ وَالسُّوسِ جَمْعٌ عَرَمْرَمٌ ***** وَفِي أَصْبَهَانَ كُلُّ أَرْوَعَ عَازِمِ
فَلَوْ قَدْ أَتَاكُمْ جَمْعُهُمْ لَغَدَوْتُمُ ***** فَرَائِسَ لِلْآسَادِ مِثْلَ الْبَهَائِمِ
وَبِالْبَصْرَةِ الزَّهْرَاءِ وَالْكُوفَةِ الَّتِي ***** سَمَتْ وَبِأَدْنَى وَاسِطٍ كَالْكَظَائِمِ
جُمُوعٌ تُسَامِي الرَّمْلَ جَمٌّ عَدِيدُهَا ***** فَمَا أَحَدٌ يَنْوِي لِقَاهُمْ بِسَالِمِ
وَمِنْ دُونِ بَيْتِ اللَّهِ فِي مَكَّةَ الَّتِي ***** حَبَاهَا بِمَجْدٍ لِلثُّرَيَّا مُزَاحِمِ
مَحَلُّ جَمِيعِ الْأَرْضِ مِنْهَا تَيَقُّنًا ***** مَحَلَّةُ سُفْلِ الْخُفِّ مِنْ فَصِّ خَاتَمِ
دِفَاعٌ مِنَ الرَّحْمَنِ عَنْهَا بِحَقِّهَا ***** فَمَا هُوَ عَنْهَا كَرَّ طَرْفٍ بِرَائِمِ
بِهَا دَفَعَ الْأُحْبُوشَ عَنْهَا وَقَبْلَهُمْ ***** بِحَصْبَاءِ طَيْرٍ فِي ذُرَا الْجَوِّ حَائِمِ
وَجَمْعٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ مَاضٍ عَرَمْرَمٍ ***** حَمَى سُرَّةَ الْبَطْحَاءِ ذَاتِ الْمَحَارِمِ
وَمِنْ دُونِ قَبْرِ الْمُصْطَفَى وَسْطَ طِيبَةٍ ***** جُمُوعٌ كَمُسْوَدٍّ مِنَ اللَّيْلِ فَاحِمِ
يَقُودُهُمْ جَيْشُ الْمَلَائِكَةِ الْعُلَا ***** كِفَاحًا وَدَفْعًا عَنْ مُصَلٍّ وَصَائِمِ
فَلَوْ قَدْ لَقِينَاكُمْ لَعُدْتُمْ رَمَائِمًا ***** بِمَنْ فِي أَعَالِي نَجْدِنَا وَالتَّهَائِمِ
وَبِالْيَمَنِ الْمَمْنُوعِ فِتْيَانُ غَارَةٍ ***** . إِذَا مَا لَقُوكُمْ كُنْتُمْ كَالْمَطَاعِمِ
وَفِي حِلَّتَيْ أَرْضِ الْيَمَامَةِ عُصْبَةٌ ***** مَغَاوِرُ أَنْجَادٍ طِوَالُ الْبَرَاجِمِ
سَتُفْنِيكُمْ وَالْقِرْمِطِيِّينَ دَوْلَةٌ ***** تَعُودُ لِمَيْمُونِ النَّقِيبَةِ حَازِمِ
خَلِيفَةُ حَقٍّ يَنْصُرُ الدِّينَ حُكْمُهُ ***** وَلَا يَتَّقِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمِ
إِلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ تُنْمَى جُدُودُهُ ***** بِفَخْرٍ عَمِيمٍ أَوْ لِزُهْرِ الْعَبَاشِمِ
مُلُوكٌ جَرَى بِالنَّصْرِ طَائِرُ سَعْدِهِمْ ***** فَأَهْلًا بِمَاضٍ مِنْهُمُ وَبِقَادِمِ
مَحَلَّتُهُمْ فِي مَسْجِدِ الْقُدْسِ أَوْ لَدَى ***** مَنَازِلِ بَغْدَادَ مَحَلُّ الْمَكَارِمِ
وَإِنْ كَانَ مِنْ عُلْيَا عَدِيٍّ وَتَيْمِهَا ***** وَمِنْ أَسَدٍ أَهْلِ الصَّلَاحِ الْحَضَارِمِ
فَأَهْلًا وَسَهْلًا ثُمَّ نُعْمَى وَمَرْحَبًا ***** بِهِمْ مِنْ خِيَارٍ سَالِفِينَ أَقَادِمِ
هُمُ نَصَرُوا الْإِسْلَامَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ***** وَهُمْ فَتَحُوا الْبُلْدَانَ فَتْحَ الْمُرَاغِمِ
رُوَيْدًا فَوَعْدُ اللَّهِ بِالصِّدْقِ وَارِدٌ ***** بِتَجْرِيعِ أَهْلِ الْكُفْرِ طَعْمَ الْعَلَاقِمِ
سَنَفْتَحُ قُسْطَنْطِينَةَ وَذَوَاتِهَا ***** وَنَجْعَلُكُمْ قُوتَ النُّسُورِ الْقَشَاعِمِ
وَنَمْلِكُ أَقْصَى أَرْضِكُمْ وَبِلَادِكُمْ ***** وَنُلْزِمُكُمْ ذُلَّ الْجِزَى وَالْمَغَارِمِ
وَنَفْتَحُ أَرْضَ الصِّينِ وَالْهِنْدِ عَنْوَةً ***** بِجَيْشٍ لِأَرْضِ التُّرْكِ وَالْخَزْرِ حَاطِمِ
مَوَاعِيدُ لِلرَّحْمَنِ فِينَا صَحِيحَةٌ ***** وَلَيْسَتْ كَأَمْثَالِ الْعُقُولِ السَّقَائِمِ
إِلَى أَنْ يُرَى الْإِسْلَامُ قَدْ عَمَّ حُكْمُهُ ***** جَمِيعَ الْبِلَادِ بِالْجُيُوشِ الصَّوَارِمِ
أَتَقْرِنُ يَا مَخْذُولُ دِينَ مُثَلِّثٍ ***** بَعِيدًا عَنِ الْمَعْقُولِ بَادِي الْمَآثِمِ
تَدِينُ لِمَخْلُوقٍ يَدِينُ عِبَادَهُ ***** فَيَا لَكَ سُحْقًا لَيْسَ يَخْفَى لِكَاتِمِ
أَنَاجِيلُكُمْ مَصْنُوعَةٌ بِتَكَاذُبٍ ***** كَلَامِ الْأُلَى فِيهَا أَتَوْا بِالْعَظَائِمِ
وُعُودُ صَلِيبٍ مَا تَزَالُونَ سُجَّدًا ***** لَهُ يَا عُقُولَ الْهَامِلَاتِ السَّوَائِمِ
تَدِينُونَ تَضْلَالًا بِصَلْبِ إِلَهِكُمْ ***** بِأَيْدِي يَهُودٍ أَرْذَلِينَ أَلَائِمِ
إِلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ تَوْحِيدِ رَبِّنَا . ***** فَمَا دِينُ ذِي دِينٍ لَنَا بِمُقَاوِمِ
وَصِدْقِ رِسَالَاتِ الَّذِي جَاءَ بِالْهُدَى ***** مُحَمَّدٍ الْآتِي بِدَفْعِ الْمَظَالِمِ
وَأَذْعَنَتِ الْأَمْلَاكُ طَوْعًا لِدِينِهِ ***** بِبُرْهَانِ صِدْقٍ ظَاهِرٍ فِي الْمَوَاسِمِ
كَمَا دَانَ فِي صَنْعَاءَ مَالِكُ دَوْلَةٍ ***** وَأَهْلُ عُمَانٍ حَيْثُ رَهْطِ الْجَهَاضِمِ
وَسَائِرُ أَمْلَاكِ الْيَمَانِينَ أَسْلَمُوا ***** وَمِنْ بَلَدِ الْبَحْرَيْنِ قَوْمُ اللَّهَازِمِ
أَجَابُوا لِدِينِ اللَّهِ دُونَ مَخَافَةٍ ***** وَلَا رَغْبَةٍ تَحْظَى بِهَا كَفُّ عَادِمِ
فَحَلُّوا عُرَى التِّيجَانِ طَوْعًا وَرَغْبَةً ***** بِحَقٍّ يَقِينٍ بِالْبَرَاهِينِ نَاجِمِ
وَحَابَاهُ بِالنَّصْرِ الْمَكِينِ إِلَهُهُ ***** وَصَيَّرَ مَنْ عَادَاهُ تَحْتَ الْمَنَاسِمِ
فَقِيرٌ وَحِيدٌ لَمْ تُعِنْهُ عَشِيرَةٌ ***** وَلَا دَفَعُوا عَنْهُ شَتِيمَةَ شَاتِمِ
وَلَا عِنْدَهُ مَالٌ عَتِيدٌ لِنَاصِرٍ ***** وَلَا دَفْعِ مَرْهُوبٍ وَلَا لِمُسَالِمِ
وَلَا وَعَدَ الْأَنْصَارَ مَالًا يَخُصُّهُمْ ***** بَلَى كَانَ مَعْصُومًا لِأَقْدَرِ عَاصِمِ
فَلَمْ تَمْتَهِنْهُ قَطُّ قُوَّةُ آسِرٍ ***** وَلَا مُكِّنَتْ مِنْ جِسْمِهِ يَدُ لَاطِمِ
كَمَا يَفْتَرِي إِفْكًا وَزُورًا وَضِلَّةً ***** عَلَى وَجْهِ عِيسَى مِنْكُمُ كُلُّ آثِمِ
عَلَى أَنَّكُمْ قَدْ قُلْتُمُ هُوَ رَبُّكُمْ ***** فَيَا لَضَلَالٍ فِي الْحَمَاقَةِ عَائِمِ
أَبَى اللَّهُ أَنْ يُدْعَى لَهُ ابْنٌ وَصَاحِبٌ ***** سَتَلْقَى دُعَاةُ الْكُفْرِ حَالَةَ نَادِمِ
وَلَكِنَّهُ عَبْدٌ نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ ***** مِنَ النَّاسِ مَخْلُوقٌ وَلَا قَوْلَ زَاعِمِ
أَيُلْطَمُ وَجْهُ الرَّبِّ تَبًّا لِنَوْكِكُمْ ***** لَقَدْ فُقْتُمْ فِي ظُلْمِكُمْ كُلَّ ظَالِمِ
وَكَمْ آيَةٍ أَبْدَى النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ***** وَكَمْ عِلْمٍ أَبْدَاهُ لِلشِّرْكِ حَاطِمِ
تَسَاوَى جَمِيعُ النَّاسِ فِي نَصْرِ حَقِّهِ ***** فَلِلْكُلِّ فِي إِعْظَامِهِ حَالُ خَادِمِ
فَعُرْبٌ وَأُحْبُوشٌ وَفُرْسٌ وَبَرْبَرٌ ***** وَكُرْدِيُّهُمْ قَدْ فَازَ قِدْحُ الْمَرَاحِمِ
وَقِبْطٌ وَأَنْبَاطٌ وَخَزْرٌ وَدَيْلَمٌ ***** وَرُومٌ رَمَوْكُمْ دُونَهُ بِالْقَوَاصِمِ
أَبَوْا كُفْرَ أَسْلَافٍ لَهُمْ فَتَحَنَّفُوا ***** فَآبُوا بِحَظٍّ فِي السَّعَادَةِ جَاثِمِ
بِهِ دَخَلُوا فِي مِلَّةِ الْحَقِّ كُلُّهُمْ ***** وَدَانُوا لِأَحْكَامِ الْإِلَهِ اللَّوَازِمِ
بِهِ صَحَّ تَفْسِيرُ الْمَنَامِ الَّذِي أَتَى ***** بِهِ دَانِيَالُ قَبْلَهُ خَتْمِ خَاتِمِ
وَسِنْدٌ وَهِنْدٌ أَسْلَمُوا وَتَدَيَّنُوا ***** بِدِينِ الْهُدَى فِي رَفْضِ دِينِ الْأَعَاجِمِ
وَشَقَّ لَنَا بَدْرَ السَّمَوَاتِ آيَةً ***** وَأَشْبَعَ مِنْ صَاعٍ لَهُ كُلَّ طَاعِمِ
وَسَالَتْ عُيُونُ الْمَاءِ فِي وَسْطِ كَفِّهِ ***** فَأَرْوَى بِهِ جَيْشًا كَثِيرَ الْهَمَاهِمِ
وَجَاءَ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ بِصِدْقِهِ ***** وَلَا كَدَعَاوٍ غَيْرِ ذَاتِ قَوَائِمِ
عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ***** تَعَاقَبَهُ ظَلْمَاءُ أَسْحَمَ قَاتِمِ
بَرَاهِينُهُ كَالشَّمْسِ لَا مِثْلُ قَوْلِكُمْ ***** وَتَخْلِيطِكُمْ فِي جَوْهَرٍ وَأَقَانِمِ
لَنَا كُلُّ عِلْمٍ مِنْ قَدِيمٍ وَمُحْدَثٍ ***** وَأَنْتُمْ حَمِيرٌ دَامِيَاتُ الْمَحَازِمِ
أَتَيْتُمْ بِشِعْرٍ بَارِدٍ مُتَخَاذِلٍ ***** ضَعِيفِ مَعَانِي النَّظْمِ جَمِّ الْبَلَاغِمِ
فَدُونَكَهَا كَالْعِقْدِ فِيهِ زُمُرُّدٌ ***** وَدُرٌّ وَيَاقُوتٌ بِإِحْكَامِ حَاكِمِ
[/COLOR]
......منقول
 
أعلى