د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،
مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي تساؤلات أرجو الإجابة عليها ممن يهتمون بهذا الموضوع وهي :
1 - هل تحديد المسعى هو أمر اجتهادي أم أنه حدد بواسطة الوحي طولا وعرضا ؟
تحديد المسعى من جهة الشرع توقيفي وهو أن يكون بين جبلي الصفا والمروة، لكن تحديد هذه البينية هو أمر اجتهادي، والمعاصرون المانعون للتوسعة والمجيزون لم يأت أحد منهم بحد قاطع يمكن أن يسلم له ، وكل ما ذكروه إشارات فحسب.
والحد الذي يحتج به المانعون إنما هو لذرع محل المسعى القديم ، لا لبينية الجبلين، ولذا فقد طالته التوسعة عدة مرات
2 - وإذا أقرت التوسعة فما الذي يقيدني بعد ذلك بالمسعى الجديد ؟ بمعنى أنني أستطيع أن أخرج خارج المسعى لأداء السعي محتجا بالازدحام . وهذا يفتح بابا للفوضى
من أجاز التوسعة فهم على طريقتين:
1- من أجازه على سبيل العزيمة، وأن التوسعة الحادثة لا تخرج عن حدود بينية جبلي الصفا والمروة.
2- من أجازه على سبيل الرخصة، وهو أن الضرورة تدفع إلى ذلك لاسيما مع اتصال الناس فكان حكم الساعين باتصالهم هو السعي بين الصفا والمروة ولكن لشدة ازدحامهم اتسعت دائرتهم من الجهتين.
3 - ثم ماهي الحدود التي سيتفق عليها المسلمون بعد ذلك ؟وهل سيظل يوسع حتى يغطي الساحة الشرقية برمتها ؟
لو أنك اطلعت على الرسمة المرفقة والتي كانت قبل مائة وثلاثين سنة ورأيت كيف كان المسعى بشكل مقوس، لعلمت أن الأمر فيه سعة، وليس هو بهذا الضيق الموجود في التوسعة القديمة.
أما إلى ي أحد فهو موكول إلى الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها
4 - وهل يجوز أن نحتج بالازدحام أو بغيره من أمور التطوير بالحرم فنصغر من حجم الكعبة لتسهيل الطواف للناس ؟؟ علما أنه لما حدث ذلك في الكعبة في الماضي لم يجز الفقهاء رحمهم الله تعالى للذي يطوف بالكعبة أن يمر من حجر اسماعيل ( أو حجر الكعبة ) وإذا فعل بطل طوافه أو شوطه وعليه الإعادة ، فهل هذا حاصل بالمسعى أم لا ؟
ما ذكرته من تصغير حجم الكعبة هذا لعب بشعائر الله، وقد هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم لولا حداثة قومه بالإسلام.
أما تشبيه الذي حصل الآن في المسعى بما حصل في الجاهلية عندها قصرت بهم النفقة الطيبة فقصروا في بناء الكعبة
فهو غير وارد
لأن المقصود من الكعبة هو الطواف حولها وهو لا يحصل لمن لمن يطف من وراء حجر إسماعيل
أما السعي فالمقصود منه حصول البينية بين الصفا والمروة، وهو حاصل الآن إما لأن التوسعة الحادثة لا تخرج عن بينية جبلي الصفا والمروة، وإما لأن ضرورة ازدحام الناس أوجبت اتساع دائرة طوافهم في الصفا والمروة كحال اتصال الصفوف في الصلاة إلى خارج المسجد.
5 - ثم لماذا أزيل الصفا وحطم ؟ وهل سيأتي بعد زمن أحد ليقول إن طول المسعى ليس هذا وإنما رأيت قديما وأنا صغير أن الجبل كان قبل هذه النقطة أو بعدها وأن بيته كان عليه ويشهد على ذلك ؟
أما لماذا أزيل الصفا وحطم فليس لدي علم في المسألة.
ولا تخف من حفظ الحدود الطولية للصفا والمروة.
أرجو أن تلاقي هذه الأسئلة اهتماما ممن أفتوا بالتوسعة . وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه ، وأسأله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص لوجهه الكريم
يقول: ما حكم السَّعي بالمَسْعَى الجَدِيدْ، وإذا كان لا يجُوز، فهل نُحجم عن الاعتمار، ريثما يُعاد فتح القديم؟
المَسْعَى الجديد الآن ليسَ سِرًّا أنَّ كلام أهل العلم مُؤدَّاهُ إلى اختلاف، يعني يختلفون، منهم من يقول السَّعي صحيح، ومنهم من يقول السَّعي باطل؛ لأنَّ المسعى الجديد ليس في حدود المسعى الذي سَعى فيهِ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، لا سِيَّما وأنَّ تواريخ مكة تقول إنَّ عرض المسعى قالوا: سبع وثلاثين ذراع تقريباً، خمس وثلاثين ذراع، يعني بقدر القديم، وعلى كل حال ما دام هذا الخلاف موجُود فأُسُّ المسألة لا يُدْرَك من خلال النُّصُوص،
( فالاجتهاد ليس للصِّغار والمُتوسِّطين من طُلاَّب العلم الذين لم يُدْرِكُوا مكان السَّعي قبل العِمَارة)
، أما الذِّين أدركُوا مكان السَّعي قبل أنْ يُعمر، ورأوا المسعى على حقيقته، وأنَّهُ أوسَع من القديم، فهؤُلاء لهم أنْ يُفتُوا، ومعروف كلام الشيخ ابن جبرين -حفظهُ الله- قال بمثل هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.
الشيخ عبدالكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/1320
وإن كنت لم أدرس المسألة؛ لكن يلوح في نظري أنه ممَّا يُمكن إيراده في مثيلات هذه المسألة:
بالنسبة للموطن الأول للمقام.
حيث كانت سنة الركعتين خلفه؛ دون ما هو عليه الآن بعد نقله.
فهل لمن أراد أن يصلي سنة الطواف خلف المقام الاعتداد بمكانه الأول؟، أم يلزمه الاعتداد بالمكان الحالي للمقام؟.
وفرع عن الجواب:
هل يستوي الأمر بالنسبة للمسعى كذلك؟
وما رأي كل فريقٍ في هذا؛ ولو تخريجاً؟
تم في البحث تفسير تعذر انحصار الناس في المسعى القديم في أيام الموسم لو كان من غير جدران....
ولذا فنتمنى من أي أخٍ كريم يجيب في الاستفسار بأنه يمكن انحصارهم أن يفسر لنا ذلك؟ حتى نعرف وجهه من ناحية النظر .
كما بدا لي بناء على تعذر الصورة المذكورة:
أنه يلزم المانعين من توسعة المسعى أن بقاء جدران المسعى هو في حكم الوجوب لأنه يتعذر حصر الناس في تلك الساحة إلا بها، والله أعلم.