شأن التجارة الرابحة مع الله أن تتناول كل مراضيه، والذي يفتش عن مردات إلهه ومحابه فيأتيها هو الحاذق في تجارته مع ربه عز وجل.
وقد اعتاد الناس عباداتٍ معينة ظنوها هي وحدها الأبواب المفتوحة إلى الله، لكن بنبغي أن يكون الساعي في مرضات ربه بحّاثًا عن المسالك المهجورة والأبواب البعيدة ذات الطرق الوعْرة التي تنكبت عنها إرادات الناس كسلاً أو عجزًا.
في هذا الموضوع سوف نجمع بعض السنن المهجورة في صلاة التراويح والتي غفل عنها كثير من الناس سائلين الله أن يجعلنا ممن يحيون سنته عند فساد أمته:
1 / < ما يقوله بعد الوتر > إذا سلم المصلي من الوتر قال : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ < ثلاث مَرَّاتٍ ، ويرفع صوته في الثالثة > . قال الإمام أبو داود رحمه الله في سننه : باب فِى الدُّعَاءِ بَعْدَ الْوِتْرِ. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ الأَيَامِىِّ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إِذَا سَلَّمَ فِى الْوِتْرِ قَالَ « سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ » اهـ .
وَزَادَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ فِي حَدِيثِ أبي فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَهُمَا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَفِي آخِرِهِ وَرَفَعَ صَوْتَهُ فِي الْآخِرَةِ . والروايات كلها صحيحة لا غبار عليها .
3 / < أن يقول في آخر قنوته ، أوفي سجوده ، أو قبل السلام ، أو بعده هذا الدعاء > « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ » .
وهو مخير في ذلك لأن جميع الروايات الصحيحة التي ذكرت هذا الدعاء قد تحتمل ما قلناه ، والله تعالى أعلم . انظر هذا الموضوع من فضلك : ( أعوذ برضاك من سخطك ) متى يقال في الوتر ؟ بحيثٌ صغير يقبل التعقيب الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=888818
4 / < القنوت قبل الركوع أحيانا في الوتر > في سنن النسائي الصغرى ، وفي سنن ابن ماجة " أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوتر ؛ فيقنت قبل الركوع " . قال محقق جامع الأصول في أحاديث الرسول الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله : حديث صحيح ، وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
بَاب الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ .
5 / < السواك والاستفتاح عند كل ركعتين من التراويح > أ / قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع : "إذا أرادَ أن يُصليَ صلاةً ذات تسليمات_ كالتراويح والضحى وأربع ركعات سنة الظهر أو العصر والتهجد ونحو ذلك _ استحب أن يستاك لكلِّ ركعتين؛ لقوله :"لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" أو:"مع كل صلاة" اهـ . ب / هل نقرأ دعاء الاستفتاح في أول كل ركعتين من صلاة التراويح ؟.
الحمد لله
نعم . يُشرع لك قراءة دعاء الاستفتاح في أول كل ركعتين من صلاة التراويح ، وغيرها من صلاة النافلة ، لعموم الأدلة .
ومما ورد من الأدعية في استفتاحات قيام الليل خاصة ما يلي :
لا إله إلا الله (ثلاثاً) ، الله أكبر (ثلاثاً)
" الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً " استفتح به رجل من الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم : ( عجبت لها فتحت لها أبواب السماء )
" الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه " استفتح به رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها )
6 / < تطويل صلاة التراويح إذا كان معه من يوافقه >
قال الشيخ الألباني رحمه الله في قيام رمضان فضله وكيفية أدائه ومشروعية الجماعة فيه : وثبت بأصح إسناد أن عمر رضي الله عنه لما أمر أبي بن كعب أن يصلي للناس بإحدى عشرة ركعة في رمضان كان أبي رضي الله عنه يقرأ بالمئين حتى كان الذي خلفه يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا في أوائل الفجر . رواه مالك بنحوه . انظر " صلاة التراويح " ( ص 52 ) .
7 / < ترديد المنفرد والإمام في صلاة التراويح والتهجد والقيام لبعض آيات الرحمة والعذاب >
قال الإمام النسائي رحمه الله في سننه الصغرى : تَرْدِيدُ الْآيَةِ أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: "قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ بِآيَةٍ، وَالْآيَةُ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} . قلت : الحديث حسن لغيره . انظر فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة والعذاب ؟ الجواب / لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على الترديد والخشوع والاستفادة فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه ردد آية {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة : 118]، رددها كثيرا صلى الله عليه وسلم . فالحاصل : أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك ، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم ويحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش . أما إذا كان ترديد ذلك لا يحصل عليه إلا الخشوع والتدبر والإقبال على الصلاة فهذا كله خير . مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 11 / 343 ، 344
8 / < انتظار خروج النساء من صلاة التراويح والتهجد والقيام >
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَيَمْكُثُ هُوَ فِي مَقَامِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ ، قَالَ نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الرِّجَالِ .
قلت : القائل نرى والله أعلم .... إلخ هو الزهري رحمه الله .
وقال في موضع آخر :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ إِذَا سَلَّمْنَ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ صَلَّى مِنْ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُفَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ الرِّجَالُ .
وفي بعض نسخ البخاري : باب انتظار الناس قيام الإمام العالم .
وفي موضع آخر من الصحيح قال :
بَاب سُرْعَةِ انْصِرَافِ النِّسَاءِ مِنْ الصُّبْحِ وَقِلَّةِ مَقَامِهِنَّ فِي الْمَسْجِدِ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ فَيَنْصَرِفْنَ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُعْرَفْنَ مِنْ الْغَلَسِ أَوْ لَا يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا . والأحاديث المذكورة وردت في صلاة الفجر ، ومن باب أولى أن تطبق هذه الأحاديث في صلاة التراويح والتهجد والقيام في رمضان لكثرة النساء اللواتي يأتين للمساجد ، والله تعالى أعلم . < أي أن تذهب المرأة إلى بيتها أو إلى سيارة زوجها مباشرة بعد الصلاة ، والرجل ينتظر قليلا في المسجد ، ومن ثم يذهب إلى بيته أو سيارته >
9 / < الأفضل أن تصلي مع الإمام صلاة التروايح كاملة >
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ » . أخرجه الترمذي ، وأبو داود، والنسائي ، وقال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . والحديث بوب عليه الإمام ابن خزيمة في صحيحه فقال : باب ذكر قيام الليل كله للمصلي مع الإمام في قيام رمضان حتى يفرغ ، وقال الإمام ابن حبان في صحيحه : باب ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه قيام الليل كله لمن صلى من الإمام التراويح حتى ينصرف .
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.