العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ندوة الحج الحلقة (9): توضيح الدقائق بالصور والوثائق[توسعة المسعى-المواقيت-جزاء الصيد]

إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه بعض الصور التي تعين على فهم بعض مسائل الحج.

# الخلاف في مسألة المسعى الجديد
الصورة الأولى: خريطة المسعى عام 1297هـ:
0b5ecf0a28d621855fc2cd7041b8181e_lm.jpg

ويتبين من هذه الصورة أن المسعى في القديم لم يكن على استقامة واحدة بل فيه تعرجات ليست بيسيرة، ولو حكمنا بصحة السعي في المسعى الموضح في الخريطة وحكمنا بأن كل أجزاء ذلك المسعى لا تخرج عن حد البينية، لكان ما حاذاه كذلك ولكان مكان السعي أوسع من المسعى القديم، وذلك على النحو التالي:
773b4f654f79390ef0c0b813e1494778_lm.jpg

وبها يعلم أن المسعى أوسع من "المسعى القديم" لكن أكثر الزيادة إنما هي من جهة الغرب "جهة المسجد الحرام" لا من جهة الشرق.
وهذا يوضح ما ذكره المؤرخون في توسعة المهدي ونقله لمكان السعي

الصورة الثانية: صورة امتداد جبل الصفا
141309.jpg

وهذه الصورة تبين وجود امتداد متصل بجبل الصفا باتجاه الشرق، لكن هذا الامتدارد محل خلاف هل هو من الصفا أم من أبي قبيس.
فقد استدل بهذه الصورة الشيخ حمزة الفعر (من المجيزين)
واستدل بها الصمداني من المانعين.
وبه يعلم أن ما شهد به الشهود من امتداد الصفا أمر يدخله الاجتهاد في تحديد كون ذلك الامتدادمن الصفا أم من أبي قبيس، وليست شهادة على أمر محسوس فقط.
a2f72248257d99735bafabc59e423c91_lm.jpg


يتبع إن شاء الله
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
معنى المحاذاة بالصور

معنى المحاذاة بالصور

بسم الله الرحمن الرحيم
من مسائل الحج التي وقع فيها إشكال عند كثير من المعاصرين، مسألة معنى المحاذاة، وجملة ما وقفت عليه من أقوال ثلاثة:
القول الأول) أن معنى المحاذاة: أن يمد خطاً بين المواقيت ليشكل مضلع خماسي أو رباعي "على اعتبار ذات عرق" غير وتساوي الأضلاع حول الحرم، فكل نقطة تكون على هذا أي ضلع من أضلاعه فهي محاذية للميقات، وما خرج عن المضلع فهو خارج المواقيت، وما دخل فيه فهو دون المواقيت "داخل حدود المواقيت" وهو قول عدنان عرعور، والشيخ الددو في بعض فتاويه في موقع الإسلام اليوم.
وصورته هذه:
e048692ad0ded23c7a32efffa97da416_lm.jpg

وبنى عليه عرعور جواز الإحرام من جدة لأنها خارج محيط المواقيت.

القول الثاني) أن معنى المحاذاة هو أن تنظر إلى أقرب المواقيت إليك ثم تحسب المسافة بينه وبين مكة، فإذا بقي بينك وبين مكة نفس المسافة التي بينه وبين مكة فأنت محاذ له
فمثلاً إذا كان أقرب المواقيت إليك في طريقك لمكة هو الحليفة، وافترضنا أن بينها وبين مكة 420 كليلو فإذا بقي لك في طريقك لمكة 420كيلو صرت محاذيا لذي الحليفة.
وتطبيقه على الخريطة يكون برسم قوس أو نصف دائرة مركزها مكة ويمر محيطها بالميقات فكل نقطة مر بها محيط الدائرة فهي محاذية للميقات
وهذا قول الدكتور إبراهيم الصبيحي في رده على عدنان عرعور في أحد فصول كتابه (المسائل المشكلة في مناسك الحج والعمرة) وقول الشيخ عبد الله السكاكر في مذكرة (فقه النوازل) وقول الشيخ عبد الله بن ناصر السلمي (في شرحه لعمدة الفقه في قناة المجد).
وصورته:
4d3dd4cd3522629f88823b49e5bfe78c_lm.jpg

علماً بأني لم أرسم على الصورة إلا محاذاة ميقات الجحفة وذات عرق، وبقية المواقيت على نفس الطريقة.
وبنى عليه السكاكر جواز الإحرام من جنوب جدة لأن أقرب المواقيت إليه هو يلملم وبين آخر يلملم -من جهة مكة- وبين مكة نحو 50 كيلو، وجدة لا تقل عن ذلك فجاز الإحرام منها.
ولم يجز الإحرام من شمال جدة لأن أقرب المواقيت إليه هو الجحفة، وبين الجحفة ومكة نحو من 160كيلو، وجدة أقرب من ذلك فهي مجاوزة لمحاذاة الجحفة.
والمطلوب في المحاذاة هو محاذاة أقرب المواقيت.

القول الثالث) أن معنى المحاذاة هي أن يكون الميقات عن يمينك تماما أو عن يسارك تماماً وأنت في طريقك إلى مكة، وتطبيقه أن ترسم خط طريقك إلى مكة على الخريطة ثم تمد من أقرب المواقيت خطاً متقاطعا معه "90 درجة" فنقطة التقاطع بين الطريقين هي نقطة المحاذاة، وعلى هذا القول لا يمكن أن يوصف مكانا بعينه بأنه محاذ للميقات على الإطلاق بل تختلف نقطة المحاذاة باختلاف الطريق إلى مكة فنقطة المحاذاة لمن يأتي من الشمال غير نقطة لمحاذاة يأتي من الجنوب وهكذا، بل قد تكون النقطة الواحدة محاذية للميقات باعتبار طريق، وغير محاذية باعتبار طريق آخر
وهذا القول هو قول الشيخ صالح غزالي ومقتضى كلام كثير من الفقهاء في مسألة الإحرام من جدة للقادم من سواكن، وهو الذي عليه العمل في الخطوط السعودية
وصورته هي:
8a2978fa7e015b5f0e5630e88b220d6b_lm.jpg

اللون الأحمر هو طريق الذاهب إلى مكة والخط الأصفر هو الخط الذي يمد من الميقات، والدائرة السوداء الصغيرة توضح نقطة المحاذاة
ولم أبين على الصورة جميع نقاط المحاذاة لأنها لا تنحصر، لكن المقصود فهم المعنى.

وبه يعلم أن الإحرام من جدة لا يجوز مطلقاً ولا يمنع مطلقاً بل فيه تفصيل، فمن جاء من غرب جدة عن طريق البحر كأهل سواكن وغيرهم فإنه يصل جدة قبل محاذاة يلملم بل قد لا يحاذي يلملم إلا قبيل وصله مكة، لذا فإنه يحرم من جدة لأنها على مرحلتين من مكة، والفقهاء يقولون من لم يحاذ ميقاتا أحرم على بعد مرحلتين من مكة.
وأما من يأتي بالبحر من الجنوب فإنه يحاذي يلملم قبل وصول جدة.
وأما من يأتي بالبحر من الشمال فإنه يحاذي الجحفة قبل وصول جدة كذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى المقصود لبيان معنى المحاذاة
وأنبه إلى أن هذه الصور اجتهاد فردي من العبد الضعيف، فليست متناهية في الدقة ، وإنما قصدت بها التقريب.
والله أعلم
 

أبو محمد التميمي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
16 أبريل 2008
المشاركات
7
جزاكم الله خيرا , جهد نافع ومفيد في تصور بعض جوانب المسألتين المذكورتين .
وأريد أن أنبه فقط إلى أن قول الشيخ الدكتور عبدالله السكاكر وفقه الله : (بجواز الإحرام من جنوب جدة لأن أقرب المواقيت إليه هو يلملم وبين آخر يلملم -من جهة مكة- وبين مكة نحو 50 كيلو، ) هذا مبني على ما رجحه الشيخ في بحثه المذكور من أن يلملم اسم للجبل والوادي , وليس خاصا بالجبل فقط , ولو قلنا إن يلملم خاص بالجبل , لصار أبعد عن مكة , ومن ثم لايكون محاذيا لمن كان في جنوب جده, والكلام في المسألة مشهور

وفق الله الجميع
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
باب جزاء الصيد

باب جزاء الصيد

سأسرد في هذه المشاركة باب جزاء الصيد من زاد المستقنع مع صورة لكل حيوان من المذكورات:
قال رحمه الله:
(في النعامة بدنة و حمار الوحش و بقرته و الأيل و الثيتل و الوعل بقرة و الضبع كبش و الغزالة عنز و الوبر و الضب جدي و اليربوع جفرة الأرنب عناق و الحمامة شاة)

في النعامة
ostrich_m.jpg

بدنة
%D8%AC%D9%85%D9%84%20%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%89.jpg


و حمار الوحش
Hai+Bar+Yotvata+028.jpg

donkey001.jpg

لاحظ أن حمار الوحش لا يختص بالمخطط، بل المخطط نوع منه
ومنه ما يسمى بالحمار البري الذي في الصورة الأولى.
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
و بقرته (أي بقر الوحش) قال الدميري في "حياة الحيوان الكبرى" :عن البقر الوحشي: (هذا النوع أربعة أصناف المها، والأيل، واليحمور، والثيتل)
أولها المها، وهو هذا:
beisa-oryx.jpg


و الأيل:
pic28.jpg

وقيل هو الوعل "التيس الجبلي" وتأتي صورته

و الثيتل يطلق على نوعين: (1) التيس الجبلي وقيل المسن منه فقط
377c545183.jpg


(2) نوع من بقر الوحش
Tgnu.jpg
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
و الغزالة
200px-Thomsons-gazelle.jpg

عنز (وهو أنثى الماعز معروف، والفرق بين الماعز والضأن، أن الضأن لها صوف، والماعز له شعر "تقريب")

و الوبر
ruaha327%20email.jpg

و الضب
L13.jpg
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
جدي (وهو ماله 6 أشهر من ولد الماعز) أظن يمكن الصغير الذي في هذه الصورة
800px-Capra_pygmea.JPG


و اليربوع
Allactaga-euphratica.jpg


جفرة (لها 4 أشهر من الماعز) ولعلها قريبة من صورة الجدي

الأرنب
EuropeanRabbit.jpg

عناق (من المعز أصغر من الجفرة)

و الحمامة
2345407030_b782a755a9.jpg

شاة (وهي معروفة، تشمل: المعز والضأن)

تنبيه مهم/
هذه الصور أمثلة للحيوانات المذكورة
ولا يلزم أن تكون موضحة لجميع أصناف الجنس المذكور لونا وحجما وسغير ذلك من الأوصاف التي قد تحختلف وبسطها في كتب الحيوان ككتاب الحيوان للدميري وغيره
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا , جهد نافع ومفيد في تصور بعض جوانب المسألتين المذكورتين .
وأريد أن أنبه فقط إلى أن قول الشيخ الدكتور عبدالله السكاكر وفقه الله : (بجواز الإحرام من جنوب جدة لأن أقرب المواقيت إليه هو يلملم وبين آخر يلملم -من جهة مكة- وبين مكة نحو 50 كيلو، ) هذا مبني على ما رجحه الشيخ في بحثه المذكور من أن يلملم اسم للجبل والوادي , وليس خاصا بالجبل فقط , ولو قلنا إن يلملم خاص بالجبل , لصار أبعد عن مكة , ومن ثم لايكون محاذيا لمن كان في جنوب جده, والكلام في المسألة مشهور

وفق الله الجميع

جزاك الله خيرا، إضافة قيمة.
في مطالب أولي النهى: (( وَالْعِبْرَةُ فِي هَذِهِ الْمَوَاقِيتِ بِالْبِقَاعِ ) الَّتِي عَيَّنَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ و ( لَا ) عِبْرَةَ فِي ( مَا بُنِيَ بِقُرْبِهَا وَسُمِّيَ بِاسْمِهَا ، فَيَنْبَغِي ) لَمُرِيدِ الْإِحْرَامِ ( تَحَرِّي آثَارِ الْقُرَى الْقَدِيمَةِ ) ، لِيَخْرُجَ مِنْ الْعُهْدَةِ بِيَقِينٍ )
وتحديد ميقات يلملم وحدوده محل إشكال غير يسير -والله أعلم-
فالشيخ البسام والسكاكر وجماعة جعلوه واديا يمتد نحو من 150 كيلو متر ويصب في البحر الأحمر عند قرية المجيرمة.
وجماعة من العلماء ذكروا أنه جبل، وقيل الوادي الذي فيه الجبل.
والله أعلم.
أكرر شكري لك
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
لو أتحفنا خبير بصور دقيقة للجدي، الجفر، العناق، العنز.. لكان مشكورا مأجورا إن شاء الله تعالى.
 

السنوسي المنير

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
8 يوليو 2008
المشاركات
2
التخصص
إسلاميات
المدينة
سبها
المذهب الفقهي
المالكي
جزاكم الله كل خير على هذه المتابعات المفيدة جهد تشكرون عليه
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً يا أبا صهيب،،،
لم يتبين لي من خلال الصورة الأولى أن أكثر الزيادة هي من جهة الغرب "جهة المسجد الحرام" لا من جهة الشرق....
بل يبدو لي من خلال هذه الصورة هو العكس، وبما أن الصورة قد رسمت بدقة فيمكن إحداث خطين بداخلها يصواران حدود المسعى بصورته الحالية المستقيمة وبمسافته المعروفة، ثم يظهر لنا بعد ذلك المقدار الزائد في هذه الرسمة إلى أي الجهتين أكثر.
وإن كان يبدو لي من خلال نظرة أولية أن السعة من الجهتين متقاربة وإن كانت الجهة الشرقية (عكس المسجد الحرام) أكثر اتساعاً حسب هذه الرسمة.
تعليق عابر يا أبا صهيب، فشكر الله لك إثراءنا بهذه الرسمة القديمة التي رسمها محمد صادق بدقة بالغة بالفوطوغرافيا.
مع العلم أنه لم تظهر أية صورة شمسية لمناطق شبه الجزيرة العربية قبل عام 1861، علما أن اكتشاف التصوير الشمسي تم الإعلان عنه في عام 1830.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أقدم وادق صور وخرائط المدينتين المقدستين تحت قبة مكتبة الملك عبد العزيز
مكة وجدة وينبع شهدت مخططات طبعها رحالة غربيون بطريقة الحفر قبل ظهور الصور الفوتوغرافية * التقطت بعدسات مصورين عرب وأجانب على مدى 150 عاما خلال رحلاتهم للديار المقدسة​
ksa-local1.459549.jpg
منظر لمكة المكرمة والحرم الشريف.. صورة التقطها محمد صادق بك عام 1880
ksa-local2.459549.jpg
منظر عام للمدينة المنورة ويبدو فيها الحرم النبوي.. صورة التقطها محمد صادق بك عام 1880
ksa-local3.459549.jpg
مقبرة المعلاة في مكة المكرمة بعدسة ميرزا عام 1890
ksa-local4.459549.jpg
باب اجياد في مكة.. صورة التقطها محمد حلمي عام 1947احد الاسواق الخارجية ويبدو فيها صورة الحرم المكي.. صورة التقطها محمد حلمي عام 1947الروضة الشريفة داخل المسجد النبوي.. صورة بعدسة محمد حلمي قبل 6 عقود

الرياض: بدر الخريف
تعد الصور الفوتوغرافية القديمة مصدرا علميا مهما من مصادر كتابة التاريخ، حيث توفر مادة لدراسة تاريخ الأمم والدول والتغييرات التي حدثت خلال السنوات التي أعقبت التقاط هذه الصور.
وقد اكتسبت اللقطات الفوتوغرافية الأولى لمكة المكرمة والمدينة المنورة، أهمية كبيرة كونها التاريخ المرئي الوحيد المتبقي لحقب وتقاليد ومواقع شهدت حالات من التغيير الجذري، حيث أصبحت هذه الصور الوثيقة الوحيدة الشاهدة على التطور الذي طال المدينتين والأماكن المقدسة، خصوصاً في العهد السعودي.
وحظيت المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة، باهتمام المصورين عرب وأجانب، فعلى مدى عقود وقبل اكتشاف التصوير الشمسي والفوتوغرافي، كانت المدينتان محط أنظار الرحالة الأوروبيين الذين تجولوا في الجزيرة العربية التي كانت معظم مناطقها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر شبه مجهولة بالنسبة للمصورين الأجانب، باستثناء بعض الصور لمدن جدة وعدن ومسقط، التي التقطها على ما يبدو مصورون كانوا في طريقهم إلى الهند.
ولم تظهر أية صورة شمسية لمناطق شبه الجزيرة العربية قبل عام 1861، علما أن اكتشاف التصوير الشمسي تم الإعلان عنه في عام 1830.
ويذكر مؤرخو التصوير بأن الرحالة الأوروبيين الذين تجولوا في شبه الجزيرة العربية من أمثال دومينغو باديا ليبيليش والمعروف باسم «علي بك»، وجون لويس بوركهادرت وغيرهما، نشروا مخططات طبعت بطريقة الحفر لمدن جدة وينبع ومكة المكرمة وغيرها من المدن. وكانت تسبق عملية نشر تلك المخططات مرحلة يقوم فيها رسامون محترفون وحفارون بوضع اللمسات الفنية التي يرونها مناسبة على هذه المخططات. وفي أكثر الأحيان كانت هذه الرسوم تختلف عن الرسم الانطباعي الأصلي الذي نقلت عنه. لكن على النقيض من ذلك، فإن الصور الفوتوغرافية في مجملها كانت عبارة عن سجل بصري دقيق لما سجلته عدسة المصور في لحظة معينة من الزمن.
ونجحت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في اقتناء مجموعة من الصور النادرة لكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة بعدسات مصورين عرب وغربيين أثناء رحلاتهم للحرمين والديار المقدسة.
ورأى فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المشرف العام على المكتبة، أن اقتناء هذه الصور وتضمينها في كتاب، يؤكدان النهج الحضاري للمكتبة التي تحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتكون مركزا للحياة الثقافية والفكرية والاجتماعية وملتقى لتواصل الثقافات والحوارات الإنسانية من خلال ما تقتنيه من مصادر معلوماتية متنوعة في مجالات المعرفة المختلفة والحرص التام على جمع الإنتاج الفكري والعربي والأجنبي وتوثيقه بجميع أشكاله، خاصة التراث العربي والإسلامي، ويأتي على رأس ذلك مجموعة الصور النادرة والقديمة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والعالم العربي.
ولفت إلى أن مكة المكرمة والمدينة المنورة كانتا محل عناية واهتمام الرسامين والفنانين التشكيليين على مر التاريخ، سواء عن طريق الوصف أو الرسم اليدوي.. حتى دخول عهد التصوير الفوتوغرافي، حيث ظهرت أول مجموعة من الصور عام 1880، ثم توالى المصورون المختلفون في نقل الصورة الحقيقية لمظاهر هذه العناية التي شهدها المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، مشيرا إلى أن المدينتين الطاهرتين منذ فجر الإسلام حظيتا برعاية المسلمين على مر العصور، سيما في العصر الحديث، حيث قدمت السعودية ـ قلب العالم الإسلامي ـ عنايتها ودعمها الكبيرين وتمثل ذلك في توسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
مصري يلتقط أول صورة للمدينتين المقدستين
* يعود الفضل في التقاط الصور الشمسية الأولى لمكة المكرمة والمدينة المنورة والأماكن الدينية المجاورة للمدينتين، إلى المصري اللواء محمد صادق باشا (1822 ـ 1902).
وتلقى محمد صادق علومه الأولى في القاهرة، ثم التحق بالمدرسة الحربية، وتم انتدابه للسفر إلى فرنسا لمتابعة دراسته العسكرية ضمن أفراد بعثة الجيش الرابعة التي اختارها الكولونيل الفرنسي الملتحق بجيش محمد علي باشا، جان ساف (1788 ـ 1862)، والمعروف باسم سليمان باشا. ضمت البعثة أربعة أفراد، منهم اثنان من أبناء محمد علي باشا، هما عبد الحليم وحسين. واثنان من أبناء إبراهيم باشا، وهما (الخديوي) إسماعيل والأمير أحمد.
والمؤكد أن محمد صادق قد أتقن فن التصوير الفوتوغرافي في فرنسا، كذلك فن رسم الخرائط، وتخرج برتبة مهندس في معهد البوليتكنيك. وبعد عودته إلى مصر عيّن من قِبل سعيد باشا، مدرسا للرسم في المدرسة الحربية في القاهرة، التي كان يديرها المثقف المصري المعروف رفاعة الطهطاوي.
وقام محمد صادق خلال الفترة الممتدة ما بين 1861 ـ 1881، بثلاث رحلات حج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد سجل مشاهداته وانطباعاته خلال الرحلات الثلاث بشكل دقيق ونشرها على ما يبدو بنسخ محدودة جدا في القاهرة.
وللأسف لم تكن النصوص التي نشرها متوفرة في أية مكتبة عربية أو أجنبية عامة إلى وقت قصير. فعلى سبيل المثال، افتقرت المكتبة الوطنية في القاهرة، ومكتبة وزارة الحربية المصرية، إلى مؤلفات محمد صادق، والمعلومات الوحيدة التي توفرت عنه كانت عبارة عن ثلاثة مقالات باللغة الفرنسية نشرها في مجلة الجمعية الخديوية الجغرافية في القاهرة ما بين 1880 و1881.
وفي عام 1997، تم اقتناء كامل ما كتبه اللواء محمد صادق وما التقطه من صور فوتوغرافية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وما رسمه من خرائط على درجة كبيرة من الدقة والندرة، من قِبل مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض. في تلك السنة ضمت المكتبة إلى مجموعتها القيمة المكتبة الخاصة للمستشرق الأميركي جورج رنتز. وكانت هذه المكتبة تحوي كافة كتابات محمد صادق المنشورة عن رحلاته الحجازية، وهي: «نبذة في استكشاف طريق الأرض الحجازية من الوجه وينبع البحر إلى المدينة النبوية، وبيان خريطتها العسكرية» ـ القاهرة 1877، «مشعل المحمل» ـ القاهرة 1880، «كوكب الحج في سفر المحمل بحرا وسيره برا» ـ القاهرة 1884، و«دليل الحج للوارد إلى مكة والمدينة من كل فج» ـ القاهرة 1895.
ولا شك أن المعلومات التي نشرها محمد صادق في كتبه والخرائط التي رسمها والصور الفوتوغرافية التي التقطها أثناء رحلاته إلى الحجاز، كانت ذات أهداف عسكرية بالدرجة الأولى، ويبدو ذلك بوضوح من خلال تركيزه على مواقع الجبال والأودية، وتحديده لمسافات وأماكن نصب خيام الجند، وإعداد العساكر، وأماكن وجود آبار المياه، وغير ذلك. كما أن عنوان كتابه الأول كان واضحا من حيث استهدافاته العسكرية بتضمينه عبارة «بيان خريطتها العسكرية».
والمعروف تاريخيا أن شبه الجزيرة العربية وسورية كانتا في طليعة الأهداف العسكرية لمحمد علي باشا، لذلك استعان الخديوي بضباط أوروبيين وقلدوهم مواقع قيادية في الجيش المصري أثناء حملاتهم العسكرية في سورية وشبه الجزيرة العربية. وكانت المعلومات الجغرافية والخرائط العسكرية التي رسمها الضباط الأوروبيون لمناطق الحجاز ونجد أثناء حملات الجيش المصري في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، غير دقيقة. والمثال على ذلك، الخريطة التي رسمها الايطالي جيوفاني فيناتي، الملقب بـ «الحاج احمد»، لذلك تم تكليف محمد صادق بإنجاز الخرائط العلمية الدقيقة لمنطقة الحجاز.
قام محمد صادق برحلته الأولى إلى الحجاز سنة 1861، بمعية الوالي محمد سعيد باشا، ويذكر صادق أن القصد من الرحلة هو «ذكر الاستكشافات العسكرية، وتشخيص الأماكن والمناخات، وتعيين الطرق والمحطات».
أنجز صادق خلال هذه المرحلة خرائط تفصيلية من الوجه إلى المدينة المنورة، كذلك خريطة للحرم الشريف. كما التقط أول صورة فوتوغرافية للمدينة المنورة، ويصف صادق كيفية التقاط الصورة الأولى بقوله: «..وأخذت رسم المدينة المنورة بواسطة الآلة الشعاعية المسماة بالفوتوغرافية مع قبة المقام الشريف جاعلاً نقطة منظر المدينة من فوق الطوبنخانة حسبما استنسبته لكي يحوز جزءا من المناخة أيضا. وأما منظر القبة الشريفة فقد أخذته من داخل الحرم بالآلة المذكورة أيضا. وما سبقني أحد لأخذ هذه الرسومات بهذه الآلة أصلا».
تحدث صادق عن الصعوبات التي واجهها خلال عملية التصوير، معتبرا أن تفاوت درجات الحرارة كان يؤثر سلبا في نوعية التصوير، قائلا «كانت الحرارة داخل الخيمة 28 درجة من الترمومتر الثمانيني (توازي 35 درجة مئوية)، وفي الصباح بلغت الحرارة درجة الصفر داخل الخيمة، في حين خارج الخيمة أربع تحت الصفر، وقارب الماء أن يتجمد».
عاد محمد صادق مرة ثانية إلى الحجاز سبتمبر (أيلول) 1880، بوصفه أمينا للصرة في قافلة المحمل المصري التي كان يقودها اللواء عاكف باشا، والتي ضمت ولي عهد مصر سعيد باشا، برفقة عدد من باشاوات مصر، إضافة إلى حاشية ضخمة من الحراس المزودين بثلاثة مدافع، ومساعدين صحيين وطباخين وسقائين وفراشين وثلاثمائة جمل محمل بمياه النيل والأطعمة التي تكفي حوالي مائتي شخص، ووصف صادق في كتابه «مشعل المحمل»، الذي ضمته انطباعاته طرق الحج ومناسكه، كما وصف وصفاً جغرافياً دقيقاً مكة المكرمة والمدينة المنورة وسرد تاريخ قافلتي المحمل الشامي والمصري. أما بالنسبة لنشاطه الفوتوغرافي فيقول إنه «استطاع التقاط العديد من الصور الشمسية في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنى والبقيع، من بينها صور للأبنية من الداخل ولبعض الشخصيات».
أشار صادق إلى مقبرة مكة (المعلاة)، وقال إنه «رسم منظر المقبرة بالفوطوغرافيا». كما تيسر له التقاط صور للمسجد المكي والكعبة، على رغم كثرة الازدحام ويقول: «تيسر لي أخذ خريطة الحرم السطحية بالضبط والتفصيل، وأخذت أيضا رسم المدينة المنورة بالفوطوغرافيا مع قبة المقام الشريف والخمس منارات. وقد أخذت منظر القبة الشريفة من داخل الحرم، وأخذت صورة سعادة شيخ الحرم وبعض أغوات الحجرة الشريفة وما سبقني أحد لأخذ هذه الرسومات بالفوطوغرافيا أصلا»، وتابع يقول: «وقد تيسر لي رسم مسطح الحرم بالبيان وأخذ رسم منظره من جملة جهات مع ما حوله من البيوت بواسطة الفوطوغرافيا».
وهناك احتمال كبير في أن تكون صورة المدينة التي نشرت في كتاب ديفيد جورج هوغارت بعنوان «اختراق الجزيرة العربية»، والتي يقول هوغارت إن ملتقطها هو «ضابط تركي صورها حوالي سنة 1880..»، من تصوير الضابط علي بك نفسه.
ميدالية ذهبية إيطالية بسبب صور مكة والمدينة
* حصل محمد صادق على ميدالية ذهبية في معرض البندقية الفوتوغرافي سنة 1881، نتيجة لجودة ودقة إنتاجه الفوتوغرافي لمكة والمدينة، اللتين ظهرت صورهما لأول مرة في أوروبا. وقد قام محمد صادق برحلة حج ثالثة وأخيرة في سبتمبر سنة 1884، برفقة المحمل المصري، نشر تفاصيلها في كتابه الثالث بعنوان «كوكب الحج في سفر المحمل بحرا وسيره برا».
لم يشر صادق في هذا الكتاب إلى أية نشاطات تصويرية، لكنه وصف بشكل مفصل الاحتفالات بوصول المحمل إلى جدة، كما وصف لقاءاته مع أمير مكة، وشيخ الحرم المكي، وانتقال المحمل المصري والشامي إلى منى وعرفات، وتحدث عن عادات وتقاليد أهل مكة والطائف وتصرفات البدو وأعداد القوات العثمانية في الحجاز ومواضيع أخرى.
وفي سنة 1895، قام محمد صادق بجمع خلاصة رحلاته الحجازية الثلاث في كتاب واحد بعنوان «دليل الحج للوارد إلى مكة والمدينة من كل فج»، تضمن في ما تضمن إعادة التأكيد على حقيقة كونه أول مَن التقط صورا فوتوغرافية في المدينة ومكة ومنى والبقيع.
تعتبر الصور التي التقطها محمد صادق لمكة والمدينة من أندر وبالتأكيد أول صور فوتوغرافية للمدينتين. وقد استعملت هذه الصور في العديد من الكتب المنشورة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، التي يتحدث كتّابها عن المدينة ومكة. وذكر محمد لبيب البتنوني، في كتابه «الرحلة الحجازية»، انه استعمل في كتابه الصور التي التقطها محمد صادق لدقتها، ووضع للحرمين الشريفين رسما نظريا معتمدا على الأبعاد التي وضعها لهما محمد صادق. كما استعمل صبحي صالح في كتابه «الحج إلى مكة والمدينة»، الصادر بالفرنسية في القاهرة سنة 1894، الصور التي التقطها محمد صادق. كذلك المصور الهولندي كريستيان سنوك هيروغرونيه، في كتابه «صور من مكة».
ومُنح محمد صادق أيضا النيشان المجيدي من الصنف الثالث، تقديرا لأعماله التصويرية والجغرافية.
وهنا يجب الإشارة إلى مسألة يجري تداولها وتكرارها من قِبل مؤرخين مستشرقين ممعنين في عدائهم للإسلام وعنصريتهم يلجأون في طروحاتهم إلى تزوير الحقائق واختلاق الأوهام بهدف تثبيت نظرية خاطئة أصلا، هذه النظرية تدعي أن التصوير محرم في الإسلام، حيث إن أحدهم ادّعى أن محمد صادق «اضطر إلى إخفاء آلة التصوير في مكة، بسبب التزمت الديني». لكن هذا الادعاء لم نجد له أثرا في جميع كتابات محمد صادق. وعلى العكس من ذلك، فإن محمد صادق المواطن المصري كلف من قِبل حكومته في رسم خرائط جغرافية للحجاز وتصوير الحرمين الشريفين وانجازاته في هذين المجالين وفي مرحلة متقدمة جدا من تاريخ التصوير الفوتوغرافي في المنطقة العربية دحض واضح لأمثال هذه الادعاءات العنصرية.
هولندي في احتفالات مكة
* كان المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هيروغرونيه (1857 ـ 1936)، من ابرز الذين وثّقوا مكة بالصورة بعد محمد صادق. تلقى هيروغرونيه علومه في جامعتي ستراسبورغ وليدن منذ عام 1874، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ليدن سنة 1880، التي حملت عنوان «احتفالات مكة»، وشغل منصب أستاذ الدراسات العربية في جامعة ليدن، حيث كان يقوم بتدريس الموظفين والديبلوماسيين العاملين في مستعمرات هولندا في الهند الشرقية.
كانت الحكومة الهولندية ابتداء من عام 1870، قد بدأت بالتركيز على جمع المعلومات عن منطقة الحجاز، وبالتحديد مكة المكرمة وجدة، كونهما بوابة رئيسية لاستقبال آلاف الحجاج المسلمين الإندونيسيين، لذلك أُرسل هيروغرونيه في أغسطس (آب) من عام 1884، إلى جدة، وبدأ بدراسة اللهجة المحلية تمهيدا لذهابه إلى مكة، وبالفعل غادر هيروغرونيه جدة في الواحد والعشرين من فبراير (شباط) 1885، برفقة مسلم من جاوة، ووصل مكة مساء اليوم التالي، أمضى هيروغرونيه ما يقارب ستة أشهر في مكة، اعتنق خلالها الإسلام، وأطلق على نفسه اسم «عبد الغفار»، وتزوج فتاة من جاوة، وبواسطتها اطلع على معلومات كثيرة حول الحج ومناسكه، وعادات المسلمين، والحياة الاجتماعية في المدينة. وخلال إقامته، التقط صورا لمكة وللحجاج القادمين إليها من مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
لم يستطع هيروغرونيه زيارة المدينة المنورة، فقد ظهرت خلال إقامته في مكة مقالة في مجلة Le Temps الباريسية لنائب القنصل الفرنسي في جدة، يشير فيها إلى أن الهدف الحقيقي من إقامة هيروغرونيه في مكة هو التوسط لمصلحة الألمان بهدف تأمين الحصول على «حجر تيماء»، الذي عُثر عليه خلال التنقيبات الأثرية، والذي نشأت بسببه في ذلك الحين منافسة قوية بين الأوروبيين بهدف الاستيلاء عليه. وتمت ترجمة المقال إلى التركية والعربية، الذي تسبب في نقل هيروغرونيه من قِبل العسكريين الأتراك إلى جدة، حيث عاد إلى هولندا، وقام بنشر عدة أبحاث عن الحج ومناسكه، كما نشر مجلدين مصورين، الأول بعنوان «أطلس مكة المصور» (ليدن 1888)، والثاني «صور من مكة» (ليدن 1889). ويظهر بوضوح من خلال مؤلفات هيروغرونيه، أن فن التصوير الشمسي لم يكن مجهولا في مكة المكرمة. فهو يذكر انه التقى رجلا من الأشراف كثير الأسفار احضر معه صورا ومعدات تصويرية من جزر الهند الشرقية.
ولم تكن الصور التي ظهرت في مجلدي «أطلس مكة المصور»، و«صور من مكة»، من تصوير هيروغرونيه، فهو يؤكد انه استعمل صوراً قدمها له هدية محمد صادق، الذي يصفه بأنه «ضابط مصري ومهندس شديد الدقة وقام لسنوات طويلة بمرافقة الحجاج المصريين والمحمل بصفة رسمية».
كما يفصح هيروغرونيه عن هوية مصور آخر أسهم بدرجة كبيرة في التقاط العديد من الصور في مكة المكرمة، التي استعملها أيضا هيروغرونيه في المجلدين المصورين، يقول: «إن جل الصور التي نشرها كان التقطها طبيب من مكة المكرمة»، والأرجح أن هيروغرونيه يعني بذلك الشخص نفسه عندما يصف.. طبيبا شديد الحماسة عليما بصناعة الساعات وتصليح البنادق وتقطير الزيوت العطرية وطلي الحلي بالذهب والفضة وعمل الأبواق وصنع القوالب.. ويذكر هيروغرونيه انه بعد الانتهاء من طباعة كتابة المصور الأول، تلقى من «طبيب مكة»، الذي يدّعي هيروغرونيه انه كان قد علّمه التصوير، رسالة تحوي صوراً في غاية الأهمية التقطها خلال موسم الحج، اضطرته لإصدار مجلد مصور آخر هو بمثابة ملحق للمجلد الأول، وذلك سنة 1889. ويختتم هيروغرونيه كلامه عن «طبيب مكة»، بالقول إنه غير ملم بالنواحي العلمية، لكنه سيستحق الثناء لو انه وافق على أن يعمل من حين إلى آخر كما يطلب منه، حيث لا تكون الصور التي أرسلها لتوه آخر تجربة له في هذا الفن.
لم يحدد هيروغرونيه هوية «طبيب مكة»، لكن من المعروف أن هناك العديد من الصور لمكة المكرمة تحمل أوصافا وشروحا باللغة العربية مع عبارة «فوتوغرافيت السيد عبد الغفار. طبيب مكة»، وهنا يكمن التشابه في الأسماء بين عبد الغفار الهولندي، وعبد الغفار طبيب مكة، الذي كشف محمد صادق عن هويته الهندية عندما ذكر في كتابه «دليل الحج» عن لقائه بالمصور عبد الغفار قائلا: «توجهت إلى منزل أحد الأطباء المسمى عبد الغفار أفندي الطبيب، لان الأطباء قليلون بمكة والمشهورين منهم من الهنود. وهذا يشتغل بالطب والفوطوغرافيا، وحضر معي إلى مصر وتعلم صناعة الأسنان من الدكتور فولر الشهير، وأكثر شهرته بمكة المكرمة استخراج الروائح العطرية، كما استحوذ على إذن من الشريف بأن يكون من جملة المطوفين».
ولمع مصور هندي آخر هو أ. هـ. ميرزا، أحد ابرز الذين التقطوا صورا لمكة المكرمة والمدينة المنورة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وكان ميرزا صاحب استديو للتصوير في شاندي شوق في دلهي، وقام بإنتاج صور زينها بشروح وأحاديث باللغة الأوردية، وذلك في ألبومات في غاية الأناقة. والواضح من خلال النصوص التي رافقت الصور، بأن ميرزا كان يستهدف بالدرجة الأولى تسويق صورة للحجاج المسلمين الهنود. ويذكر الرحالة البريطاني وايفيل في كتابه «الحج الحديث إلى مكة»، الذي ضمنه صورا التقطها ميرزا، أنه اشترى الصور من مكتبة تقع في الشارع الرئيسي المؤدي إلى الحرم.
400 صورة في بداية قرن التطور للمدينتين المقدستين
* رافق الانتشار التجاري السريع لآلات التصوير في أواخر القرن التاسع عشر، زيادة في عدد المصورين. ولم يعد هذا الفن حكرا على المصورين المحترفين، بل انتشر بشكل واسع، خصوصا بين قوافل الحجاج المسلمين، سواء من مصر وسورية أو من مصر والهند والأقطار الأخرى. وتعتبر الصور التي التقطها اللواء إبراهيم رفعت باشا في مطلع القرن العشرين، من أقل النماذج التي أنتجت في تلك الحقبة.
تميزت الصور التي التقطها اللواء رفعت في الحجاز، والتي نشرها في مجلدي «مرآة الحرمين»، بنوعية ممتازة. وكان رفعت قد قام برحلته الأولى إلى الحجاز في عام 1901، ويذكر انه كان يتمنى لو انه اصطحب معه مصورا فوتوغرافيا كي يسجل بدقة وأمانة موكب الحجاج، وفور عودته إلى مصر انكب على دراسة فن التصوير، وعندما تم اختياره في عام 1903، لمنصب أمير الحج المصري، قرر أن يحمل معه في رحلته آلة تصوير بهدف التقاط صور لكل ما يراه مناسبا في طريقه، حيث يسهل على كل قارئ لكتبه فهم النص والاطلاع بالعين المجردة على صور مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتلت رحلة الحج هذه رحلتان مماثلتان في عامي 1904 و1908، وخلال رحلته الأخيرة حمل إبراهيم رفعت آلتي تصوير، الأولى تلتقط صورا بمقاس 18×12سم، والاخرى بمقاس 12×9سم.
نشر إبراهيم رفعت ما يقارب الأربعمائة صورة في كتابه المؤلف من مجلدين، وحملت الصور المنشورة في الكتاب عبارة «جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للواء إبراهيم رفعت باشا»، وذلك باللغتين العربية والانجليزية، الأمر الذي يؤكد أن المصور قام باستعمال هذه الصور ضمن إطارات تجارية في تلك الفترة. ويذكر اللواء رفعت أن معظم الصور المنشورة في «مرآة الحرمين»، كان قد التقطها بنفسه، ويشير إلى أن ناظر التكية المصرية في مكة المكرمة احمد أفندي صابر، قام بالتقاط صور أخرى نشرت إلى جانب صوره. وكان قد رافق اللواء رفعت في رحلة الحج الأخيرة سنة 1908، صديقه المصور محمد علي سعودي، الذي قام أيضا بالتقاط صور عديدة خلال تلك الرحلة. وألقى إبراهيم رفعت الضوء على نشاطات مصور آخر هو خليل القازاني، الذي قام بتصوير مسجد عروة في المدينة المنورة، ونشرت هذه الصورة إلى جانب صور أخرى من أعماله في كتاب «مرآة الحرمين».
مصورون عسكريون عثمانيون
* والى جانب المصورين الأوائل، نشط مصورون عسكريون عثمانيون في منطقة الحجاز قبل الحرب العالمية الأولى، أمثال المصور العسكري علي بك، الذي ذكر محمد صادق انه التقاه في مكة المكرمة، كذلك اللواء محمد علي الناشط في سنجق المدينة المنورة. والمصور سليمان زهدي الذي أنتج صورا في مطلع الثمانينات من القرن التاسع عشر. وشهد النصف الأول من القرن العشرين تدفق العديد من المصورين والمهندسين إلى معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، وبدأت بالتدرج الصور الفوتوغرافية بالظهور لقرى ومدن نائية بعيدة عن عدسات المصورين. ولعل أعمال المهندس المصري محمد حلمي الذي جاء إلى مكة المكرمة في بعثة هندسية مصرية، جاءت بناء على طلب من الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ لإعداد دراسة هندسية شاملة عن الحرمين الشريفين ومعرفة ما يحتاجانه من مشاريع تطوير وهي تعد نموذجا للاهتمام المتزايد بالأماكن المقدسة وبتفاصيلها الهندسية والمعمارية.​
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ksa-local5.459549.jpg
احد الاسواق الخارجية ويبدو فيها صورة الحرم المكي.. صورة التقطها محمد حلمي عام 1947
ksa-local6.459549.jpg
الروضة الشريفة داخل المسجد النبوي.. صورة بعدسة محمد حلمي قبل 6 عقود
ksa-local7.459549.jpg
مسجد قباء في المدينة المنورة من صور ميرزا التي التقطت قبل 118عاماً
ksa-local8.459549.jpg


 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال في تحفة المحتاج: (( وَإِنْ ) لَمْ يُحَاذِ شَيْئًا مِنْ الْمَوَاقِيتِ ( أَحْرَمَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ ) ؛ لِأَنَّهُ لَا مِيقَاتَ دُونَهُمَا وَبِهِ يَنْدَفِعُ مَا قِيلَ قِيَاسُ مَا يَأْتِي فِي حَاضِرِ الْحَرَمِ أَنَّ الْمَسَافَةَ مِنْهُ لَا مِنْ مَكَّةَ أَنْ يَكُونَ هُنَا كَذَلِكَ وَوَجْهُ انْدِفَاعِهِ أَنَّ الْإِحْرَامَ مِنْ الْمَرْحَلَتَيْنِ هُنَا بَدَلٌ عَنْ أَقْرَبِ مِيقَاتٍ إلَى مَكَّةَ وَأَقْرَبُ مِيقَاتٍ إلَيْهَا عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْهَا لَا مِنْ الْحَرَمِ فَاعْتُبِرَتْ الْمَسَافَةُ مِنْ مَكَّةَ لِذَلِكَ لَا يُقَالُ الْمَوَاقِيتُ مُسْتَغْرِقَةٌ لِجِهَاتِ مَكَّةَ فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ عَدَمُ مُحَاذَاتِهِ لِمِيقَاتٍ فَيَنْبَغِي أَنَّ الْمُرَادَ عَدَمُ الْمُحَاذَاةِ فِي ظَنِّهِ دُونَ نَفْسِ الْأَمْرِ ؛ لِأَنَّا نَقُولُ يُتَصَوَّرُ بِالْجَائِي مِنْ سِوَاكُنَّ إلَى جِدَّةَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمُرَّ بِرَابِغٍ وَلَا بِيَلَمْلَمَ ؛ لِأَنَّهُمَا حِينَئِذٍ أَمَامَهُ فَيَصِلُ جِدَّةَ قَبْلَ مُحَاذَاتِهِمَا ، وَهِيَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ فَتَكُونُ هِيَ مِيقَاتَهُ)

وفي المنتهى وشرحه: (وَإِذَا لَمْ يُحَاذِ مِيقَاتًا ) كَاَلَّذِي يَجِيءُ مِنْ سَوَاكِنَ إلَى جُدَّةَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمُرَّ بِرَابِغٍ وَلَا يَلَمْلَمُ لِأَنَّهُمَا حِينَئِذٍ أَمَامَهُ ، فَيَصِلُ جُدَّةَ قَبْلَ مُحَاذَاتِهِمَا ( أَحْرَمَ عَنْ مَكَّةَ بِقَدْرِ مَرْحَلَتَيْنِ ) فَيُحْرِمُ فِي الْمِثَالِ مِنْ جُدَّةَ لِأَنَّهَا عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ لِأَنَّهُ أَقَلُّ الْمَوَاقِيتِ)

وتوضيح هذه المسألة في هذه الصورة:
jpg

يلاحظ أن من يأتي من الغرب تماما يصل جدة قبل محاذاة الجحفة وقبل محاذاة يلملم.
الخط الأحمر هو طريقه، والخط الأصفر محاذاته عند وصول جدة، وهي قبل الجحفة ويلملم.

وأما من يأتي من الشمال الغربي أو الجنوب الغربي فلا يصل جدة إلا بعد محاذاة يلملم أو الجحفة، فتكون نقطة المحاذاة في البحر قبل وصول جدة كما في هذه الصورة:
jpg


وهذا إنما يستقيم تقريره على القول الثالث من الأقوال التي ذكرت آنفاً في معنى المحاذاة، وهو الذي عليه العمل في الخطوط السعودية.

والله تعالى أعلم.
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
حمار الوحش

حمار الوحش

قال الدميري في "حياة الحيوان الكبرى": (وألوان حمر الوحش مختلفة، والأخدرية أطولها عمراً وأحسنها شكلا. وهي منسوبة إلى أخدر، فحل كان لكسرى أردشير فتوحش، واجتمع بعانات فضرب فيها فالمتولد منها يقال له أخدري.)
وفي الموسوعة العالمية: (الأخدر حيوان سريع الجري قريب من الحمار. وهو الحمار الوحشي أو الجحش الموصوف في الكتاب المقدس عند النصارى. ويتنقل الأخدر في قطعان في السهول الحارة الجافة في غرب آسيا. ويتنوع لونه من البني الضارب إلى الاحمرار في الصيف إلى البني المائل للصُّفرة في الشتاء. وتغطي كل فخذٍ منه رقعة صفراء، ويمتد خط أسود عريض على طول ظهره. وللأخدر عُرف وخصلة شعر في نهاية ذيله. ويبلغ ارتفاعه حوالي متر واحد عند الأكتاف.)
وبه يعلم أن الحمار الوحشي لا يختص بالمخطط.
بل منه ما ليس مخططاً، مثل هذه الصور:
200px-Zoo_UL,_Somali_wild_ass.jpg


Hai+Bar+Yotvata+021.jpg


01_144245_01.jpg
 

عبد العزيز السحيمان

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
28 نوفمبر 2008
المشاركات
3
شكر

شكر

الشيخ عامر بهجت ,, لك من الشكر أجزله, ومن الدعاء أصدقه ..
فقد أثريتنا في هذا الموضوع المبارك , حيث كان التميز فيه ظاهرا .. ونقطة تميزه هو الإيضاح عبر الصور .

دمت مباركا , ودام عطاءكم .
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
و حمار الوحش
Hai+Bar+Yotvata+028.jpg

donkey001.jpg

لاحظ أن حمار الوحش لا يختص بالمخطط، بل المخطط نوع منه
ومنه ما يسمى بالحمار البري الذي في الصورة الأولى.
موضوع لصاحبه يُذكر؛ وعليه يُشكر.
وبه نبضٌ متجدِّد؛ وفقه مُسدَّد ...
بورك من جهد؛ ووفَّقت وأحسنت ...
لكن:
الصورة الأولى: من حمار الوحش معطوبة.
ولعلك ترفق البحث بملف وورد حتى لا تذهب الصور بعد مدة حين تلغى من مركز تحميلها؛ وآمن لضياع البحث والجهد المبذول.
وبإمكانك -إن شئت- إرساله إلي لإرفاقه في موضعه.

أما الصورة الأخرى:
فلدي تساؤل من قديم؛ ولعله جاء حينه:
هذا الحمار الوحشي المخطط لا تعرفه جزيرة العرب؛ وليست من مساكنه.
فهل هو داخل في المراد؛ لأنه أقرب وصفاً للحمار الأهلي؛ ومعلوم أن الحمار الأهلي إذا لم يُروَّض صار وحشياً كما هو في جهاتنا الآن.
وفي ظني أن العرب لم تكن تعهده ولا تعرفه؛ وعليه فهل يكون معهوداً في خطابها؟!.
واللي استقر عليه ذهني من مدة أن حمار الوحش: إما المها أو الوضيحي!.
فهلاَّ جليتم الأمر بمزيد بحثٍ وتنقيب -رعاكم الله-؟!.
ولي تعليق على الصور اللاحقة
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه بعض الصور التي تعين على فهم بعض مسائل الحج.

# الخلاف في مسألة المسعى الجديد
الصورة الأولى: خريطة المسعى عام 1297هـ:
0b5ecf0a28d621855fc2cd7041b8181e_lm.jpg

ويتبين من هذه الصورة أن المسعى في القديم لم يكن على استقامة واحدة بل فيه تعرجات ليست بيسيرة، ولو حكمنا بصحة السعي في المسعى الموضح في الخريطة وحكمنا بأن كل أجزاء ذلك المسعى لا تخرج عن حد البينية، لكان ما حاذاه كذلك ولكان مكان السعي أوسع من المسعى القديم، وذلك على النحو التالي:
773b4f654f79390ef0c0b813e1494778_lm.jpg

وبها يعلم أن المسعى أوسع من "المسعى القديم" لكن أكثر الزيادة إنما هي من جهة الغرب "جهة المسجد الحرام" لا من جهة الشرق.
وهذا يوضح ما ذكره المؤرخون في توسعة المهدي ونقله لمكان السعي

الصورة الثانية: صورة امتداد جبل الصفا
141309.jpg

وهذه الصورة تبين وجود امتداد متصل بجبل الصفا باتجاه الشرق، لكن هذا الامتدارد محل خلاف هل هو من الصفا أم من أبي قبيس.
فقد استدل بهذه الصورة الشيخ حمزة الفعر (من المجيزين)
واستدل بها الصمداني من المانعين.
وبه يعلم أن ما شهد به الشهود من امتداد الصفا أمر يدخله الاجتهاد في تحديد كون ذلك الامتدادمن الصفا أم من أبي قبيس، وليست شهادة على أمر محسوس فقط.
a2f72248257d99735bafabc59e423c91_lm.jpg


يتبع إن شاء الله


لتمام الفائدة؛ وحسن التصوَّر للمسألة؛ لعلكم تتكرمون بإرفاق بحثكم حيال هذه المسألة.
بغض النظر عن النتيجة؛ فالناس لا يزال يختلفون!.
وفي انتظار إفادة إخوانك.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
قال الدميري في "حياة الحيوان الكبرى": (وألوان حمر الوحش مختلفة، والأخدرية أطولها عمراً وأحسنها شكلا. وهي منسوبة إلى أخدر، فحل كان لكسرى أردشير فتوحش، واجتمع بعانات فضرب فيها فالمتولد منها يقال له أخدري.)
وفي الموسوعة العالمية: (الأخدر حيوان سريع الجري قريب من الحمار. وهو الحمار الوحشي أو الجحش الموصوف في الكتاب المقدس عند النصارى. ويتنقل الأخدر في قطعان في السهول الحارة الجافة في غرب آسيا. ويتنوع لونه من البني الضارب إلى الاحمرار في الصيف إلى البني المائل للصُّفرة في الشتاء. وتغطي كل فخذٍ منه رقعة صفراء، ويمتد خط أسود عريض على طول ظهره. وللأخدر عُرف وخصلة شعر في نهاية ذيله. ويبلغ ارتفاعه حوالي متر واحد عند الأكتاف.)
وبه يعلم أن الحمار الوحشي لا يختص بالمخطط.
بل منه ما ليس مخططاً،
يبقى الإشكال عندي قائم في المخطط!.

مثل هذه الصور:
200px-Zoo_UL,_Somali_wild_ass.jpg


Hai+Bar+Yotvata+021.jpg


01_144245_01.jpg
تعليقي الآخر بخصوص حمار الوحش:
الصورة المتوسطة معطوبة؛ ولأجل الخروج من تكرر ذلك يرفق البحث بملف وورد؛ ويبقى العمل محفوظاً من الضياع كما سبق ذكره.
وما ذكرته سابقاً أزيد عليه:
أن الحمير التي أعرفها بالمشاهدة نوعان:
الأول: الأبيض المعروف عند عامة الناس(المستأنس الأهلي)
والان مع عدم الاحتياج إليها أصبحت متوحشة تنفر من الناس.
وثمة نوع آخر؛ وهو أصغر حجماً؛ ويقرب لونه من الصورة الأولى؛ ولونه رصاصي وقد يميل إلى السواد؛ إلا أنه ينفر من الناس؛ والناس تنفر منه لشدَّته.
وبعض العوام يسميه: جحش؛ والبعض يصفه: بأنه صغير الحمار الأبيض؛ ولربما كان فصيلاً آخر مقارب.
 
أعلى