العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ما أقرب المذاهب إلى المذهب الحنبلي بالنظر إلى الفروع

إنضم
22 يونيو 2013
المشاركات
16
التخصص
هندسة كهربائية
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
حنبلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددت إلى الأصحاب في الملتقى أن يجيبوني ما الأقرب إلى المعتمد في مذهب أحمد من حيث الفروع : مذهب الشافعي أم مذهب أبي حنيفة ، فإني ألقى عناء في البحث عن أدلة الفروع ولا أعلم هل الأليق بي البدء بمراجعة التلخيص الحبير لابن حجر أم بنصب الراية للزيلعي
طرحت هذا الموضوع للأهمية القصوى برجاء إجابة أخيكم
وكتبه أبو مصعب محمد أمين ابن عبد القادر الجزائري
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ما أقرب المذاهب إلى المذهب الحنبلي بالنظر إلى الفروع

بارك الله فيكم
ما كتب في هذا المقال غير صحيح وقد قيل مثله في مذهب الشافعي إنه فرع عن مذهب مالك ، ومثل هذه الأقوال إنما تصدر عن شخص غير مطلع على أصول هؤلاء الأئمة وفروعهم ، وربما خالطه نوع تعصب لمذهبه .
ولما ظهر مثل هذا الادعاء من قبل بعض المتقدمين تصدى الحنابلة للرد عليه وبيان مفردات الإمام أحمد رحمه الله .
ومن أوائل من تكلم في ذلك إلكيا الهراسي الطبري الشافعي تلميذ الجويني المتوفى سنة 504هـ حيث ألف كتاباً في نقض مفردات الإمام أحمد كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 19 / 253 ) وابن كثير في البداية والنهاية ( 12 / 186 ) وابن السبكي في الطبقات ( 7 / 233 ) قال الذهبي : ( ولم ينصف فيه ) ، وقد رد عليه الحنابلة وبينوا خطأه فيما ذكر من مسائل وما استدل به ، ومنهم أبو الوفاء ابن عقيل وأبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (
الضيا في الرد على إلكيا ) وابن عبد الهادي وابن قاضي الجبل وغيرهم حيث ألفوا في الرد على إلكيا كما ألف غيرهم في المفردات كالقاضي أبي الحسين ابن القاضي أبي يعلى ، وابن المني ، والحجاوي ، ومرعي الحنبلي ، والبهوتي ، وأحمد الدمنهوري وغيرهم .
وقد نظم بعضهم المفردات فمن ذلك نظم ابن بدران ( ت 699هـ ) وعز الدين المقدسي ( ت 820هـ ) في نظم يقع في قرابة الألف بيت ذكر فيها ثلاثة آلاف مسألة وقد شرحها البهوتي في منح الشافيات في شرح المفردات .
واعتنى بعض الحنابلة بتمييز المفردات في كتبهم الفقهية كابن مفلح في الفروع حيث يرمز لذلك بحرف (
خ ) وكذلك المرداوي في الإنصاف ينص على كون المسألة من المفردات ، وكذلك ابن المبرد في كتابه مغني ذوي الأفهام يشير إلى المفردات بصيغة الماضي .
وبعض المؤلفات في مفردات الحنابلة ألفت في مفردات أحمد عن الأئمة الثلاثة وهي الأكثر ، وبعضها ألف في مفردات أحمد عن الشافعي فقط كما في الفتح الرباني لأحمد الدمنهوري ت 1192هـ حيث خصه بما انفرد فيه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي فقط وقد حقق الكتاب تحقيقين :
أحدهما في مجلدين من تحقيق : أ. د . عبد الله الطيار و أ. د . عبد العزيز الحجيلان .
والتحقيق الآخر للدكتور محمد السديس في مجلد واحد .
وبلغت المسائل في التحقيق الأول (
786 ) مسألة وفي التحقيق الثاني ( 750 ) مسألة .
وأما دعوى عدم تأليف الإمام أحمد في الفقه فهذا لاجتهاد منه رحمه الله ورؤية خاصة في مسألة التأليف في الفقه والرأي فقد روى عبد الله في مسائله ( م 1582 ) قال : ( سمعت أبي وذكر وضع كتب فقال : أكرهها هذا أبو حنيفة وضع كتاباً فجاء أبو يوسف ووضع كتاباً وجاء محمد بن الحسن فوضع كتاباً فهذا لا انقضاء له كلما جاء رجل وضع كتاباً ، وهذا مالك وضع كتاباً وجاء الشافعي أيضاً وجاء هذا يعني أبا ثور ، وهذه الكتب وضعها بدعة كلما جاء رجل وضع كتاباً ويترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو كما قال أبي هذا ونحوه ) .
وسأله رجل فقال : أكتب كتب الرأي ؟ قال: لا تفعل ، عليك بالآثار والحديث . فقال له السائل: إن عبد الله بن المبارك قد كتبها . قال له: ابن المبارك لم ينزل من السماء ، إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق . طبقات الحنابلة ( 1 / 329 )
ولما أحس يوماً بإنسان يكتب ومعه ألواح في كمه ، قال له : لا تكتب رأيي ؛ لعلي أقول الساعة مسألة ثم أرجع غداً عنها . طبقات الحنابلة ( 1 / 39 )
وقال الميموني : سألت أبا عبد الله عن مسائل فكتبتها ، فقال إيش تكتب يا أبا الحسن ؟! . فلولا الحياء منك ما تركتك تكتبها ، وإنه عليَّ لشديد والحديث أحبُّ إليَّ منها .
فقلت : إنما تطيب نفسي في الحمل عنك ، وإنك تعلم منذ مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لزم أصحابه قوم ، ثم لم يزل يكون للرجل أصحاب يلزمونه ويكتبون .
قال: من كتب ؟
قلت: أبو هريرة قال: وكان
عبد الله بن عمرو يكتب ولم أكتب . فحفظ وضيعت! .
فقال لي : هذا الحديث .
فقلت له : فما المسائل إلا حديث ، ومن الحديث تشتق .
قال لي: أعلم أن الحديث نفسه لم يكتبه القوم .

قلت : لم لا ؟ يكتبون .
قال: لا ، إنما كانوا يحفظون ويكتبون السنن ، إلا الواحد بعد الواحد الشيء اليسير منه ،
فأما هذه المسائل تدون وتكتب في ديوان الدفاتر ، فلست أعرف منها شيئاً ، وإنما هو رأي ، لعله قد يدعه غداً أو ينتقل عنه إلى غيره . ثم قال لي : انظر إلى سفيان ومالك ، حين أخرجا ووضعا الكتب والمسائل كم فيها من الخطأ ، وإنما هو رأي ، يرى اليوم شيئاً وينتقل عنه غداً ، والرأي قد يخطئ . طبقات الحنابلة ( 1 / 214 )

وكونه لم يؤلف في الفقه لا يعني أنه ليس فقيهاً ؛ إذ قد روى عنه المسائل أكثر من مائة وثلاثين عالماً هم من كبار العلماء منهم أبو داود والمروذي وابناه صالح وعبد الله وإبراهيم الحربي والميموني والأثرم وغيرهم .
وقد أفتى بستين ألف مسألة بحدثنا وأخبرنا .
وهل يعقل أن يحفظ ألف ألف حديث ولا يكون فقيهاً ؟
ثم إنه قد شهد له بالفقه أئمة عصره :
قال الشافعي : ( خرجت من بغداد وما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم
ولا أفقه من أحمد بن حنبل ) .
وقال أيضاً : ( أحمد إمام في ثمان خصال : ....
إمام في الفقه )
وقال أبو ثور : أحمد بن حنبل أعلم من الثوري وأفقه .
وقد وصفه بالفقه ابن راهويه والقاسم بن سلام وعبد الرزاق وغيرهم .
قال الذهبي - معقباً على كلام ابن عقيل في الرد على من قال أحمد محدث وليس بفقيه - : ( أحسبهم يظنونه كان محدثا وبس ، بل يتخيلونه من بابة محدثي زماننا، ووالله لقد بلغ في الفقه خاصة رتبة الليث ومالك والشافعي وأبي يوسف، وفي الزهد والورع رتبة الفضيل وإبراهيم بن أدهم ، وفي الحفظ رتبة شعبة ويحيى القطان وابن المديني ، ولكن الجاهل لا يعلم رتبة نفسه ، فكيف يعرف رتبة غيره ؟! ) سير أعلام النبلاء ( 11 / 321 )
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,457
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
أعلى