العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل تفجير برجي التجارة العالمية في أمريكا 11 سبتمبر عام 2001 جاء في القرآن ؟

إنضم
14 مايو 2014
المشاركات
62
الكنية
ابو عبدالله
التخصص
شريعة اسلامية
المدينة
الطائف
المذهب الفقهي
لا يوجد
هل تفجير برجي التجارة العالمية في أمريكا
11 سبتمبر عام 2001 جاء في القرآن ؟
فضيلة الشيخ :
زيد بن مفسر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد سئلت سؤالا وكثر هذا السؤالوهو :
هل أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 الذي دمر فيه المركز الواقع في أمريكا هل هو مذكور في القرآن أو دل القرآن عليه ؟
لأنهم يقولون :انتشر فيما بين الناس أن سورة التوبة دلت على هذا وهو قول الله تعالى :((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{109} )) قالوا:ـــ تقع هذه الآية في الجزء الحادي عشر وهو يوم الانهيارـــ ورقم السورة من حيث عدد سور القرآن هي التاسعة وهو الشهر الذي وقع فيه الانهيارـــ وعدد كلمات السورة : 2001 وهي السنة التي وقع فيها الحادثـــ ورقم الآية هي الآية الثامنة بعد المائة والتاسعة بعد المائة وهما رقما البرجين
هذه هي فحوى الرسالة التي سئلت عنها
وأقول :إن هذه الرسالة لا تصح لما يلي :أولا :هذه الآيات التي في سورة التوبة هي في سياق المنافقين الذين بنوا مسجد الضرار وليست في سياق النصارى الذي وقع بهم هذا التفجير في عام 2001ثانيا :أن التاريخ الهجري ليس معروفا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لأنه ما وضعه إلا عمر رضي الله عنه لتنظيم أحوال الناسفما ظنكم بالتاريخ الميلادي الذي هو مبني على وهم فكيف تبنى هذه الأحداث على هذا التاريخثالثا :أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا :هل سورة التوبة من ضمن سورة الأنفال أم أنها مستقلة ولذا لم يضعها الصحابة في بداية سورة التوبةومن ثم :فإنه لا يدرى هل سورة التوبة هل هي السورة التاسعة أم السورة الثامنة على ما ذكرواوبالتالي :فكيف يبنى هذا الحدث على عدد هذه السورة من أنها التاسعة وقد تكون الثامنةرابعا :أن تحزيب القرآن إلى ثلاثين جزءا ليس معهودا في عصره عليه الصلاة والسلام ولا في عصر الصحابة رضي الله عنهموإنما كان تحزيبهم بغير هذا التحزيب :ـــ كانوا يحزبون ثلاث سور في اليوم الأولـــ وخمس سور يقرءونها في اليوم الثانيـــ وسبع سور في اليوم الثالثـــ وتسع في اليوم الرابعـــ وإحدى عشرة في اليوم الخامســـ وثلاث عشرة سورة يقرءونها في اليوم السادســـ وفي اليوم السابع يقرءون المفصل الذي يبدأ من سورة " ق "ولذلك :فإن هذا التحزيب لما قالوا عن يوم الانهيار هو اليوم الحادي عشروالآية في الجزء الحادي عشرهذا التحزيب لم يفعله إلا الحجاج بن يوسف وليس موجودا في عصره عليه الصلاة والسلامخامسا :أن معنى الآية الأخيرة في سياق هذه الآيات :((لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{110} ))معناها ليس كما ذكروا بل إن المعنى أن الله حكم عليهم بالنفاق ـــ لأن الآيات في سياق أهل النفاق ـــ أن الله حكم عليهم بالنفاق حتى الموت بسبب ما بنوه من مسجد الضرارومن ثم فإنه لا يُحمَّل القرآن ما لا ينبغي أن يحمله مع إيماننا من أن القرآن معجز كما جاءت بذلك النصوص الكثيرةأما أن ندخل في الآيات ما ليس منها فهذا لا يليق بنا ولا يجوز فعلهفالحذر الحذر من العاطفة التي هي غير مبنية على علم شرعي ودليل قطعي.
 
أعلى