أدلة وجوب تغطية المرأة وجهها والجواب عن أدلة من أجاز ذلك 
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
 فيما  مضى تهاون بعض النساء في شيء من أمر الحجاب ، وكأن الحجاب في مثل هذه  الأزمان قد خُلِع خلعاً تاما من طائفة من هؤلاء النساء ، ولعل بعضهن قد  يستمعن إلى ما يمكن أن يلقى في القنوات الفضائية من أن تغطية المرأة وجهها  مسألة خلافية ، بل ربما يُقوون آراءهم بأن مسألة جواز كشف المرأة لوجهها هي  قول الأئمة الثلاثة " أبو حنيفة ومالك والشافعي " وربما يُضيفون إلى هذا أن للألباني  رحمه الله رأياً يؤيد جواز كشف المرأة لوجهها ، ولا شك أن للألباني رحمه  الله قدراً ومكانة وهو كبير ، ومن لا يعرف قدر الكبير فإنه من أجهل الناس ،  ولكن هو رحمه أو غيره من الأئمة أو من العلماء تُعرض أقوالهم على الكتاب  والسنة ، فما وافق منها قُبِل وما لم يوافق منها رُدَّ ،وهذا هو ما تنوقل  عن الأئمة رحمهم الله من أنهم قالوا " من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يأخذ بآرائنا "  إذاً  لأهمية هذه المسألة ، لأننا في زمن انفتاح على القنوات الفضائية وعلى  وسائل التقنية ، وبالتالي فإنه من الواجب المُحتَّم أن تُبيَّن هذه المسألة  أحسن بيان ، حتى يزول الإشكال بإذن الله عز وجل ، وحديثي في هذا اليوم  يتعنصر في عنصرين  .   العنصر الأول " ذكر الأدلة الدالة على وجوب تغطية المرأة وجهها   العنصر الثاني " ذكر الأدلة التي استدل بها من أجاز كشف الوجه للمرأة وبيان توجيه هذه الأدلة حسب ما وفقنا الله عز وجل إلى ذلك "   " الأدلة على وجوب تغطية المرأة لوجهها ما يلي "
( العينان تزنيان وزناهما النظر  )
 { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] 
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]
" هي ما يخرج من السِّتر الظاهر من المرأة كالعباءة "
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ } [النور: 31]
{  وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ  أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ  بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي  أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ  التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ  الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ } [النور: 31]
{وَالْقَوَاعِدُ  مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ  جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ  وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) }  [النور: 60، 61]
{  يأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ  الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى  أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  (59)} [الأحزاب: 59]
{  لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا  إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ  أَخَوَاتِهِنَّ (55) } [الأحزاب: 55] الآية .
( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر لخطبتها وهي لا تعلم )
( أن النساء كن يصلين مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر وهن متلفعات بمروطهن لا يعرفهن أحدٌ من الغلس )
( لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما صنعت النساء لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل )
( إذا كان لإحداكن مكاتب وعنده ما يؤدي عنه فلتحتجب عنه )
( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات فإذا حاذونا سترن وجوهنا ، وإذا ذهبوا كشفنا وجوهنا )
( نهى المحرمة أن تنتقب وأن تلبس القفازين )
(  أن سودة رضي الله عنها خرجت بعدما نزلت آية الحجاب ، وكانت امرأة جسيمة ،  فرآها عمر رضي الله عنه فقال انظري كيف تخرجين يا سودة فإنك لا تخفين علينا  ؟ )
( انظري كيف تخرجين يا سودة فإنك لا تخفين علينا ؟ )
( وكان قد رآني قبل آية الحجاب فسدلت ) 
( فخمرت وجهي عنه بجلبابي )
( كنا نغطي وجوهنا عن الرجال وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام )
( أنها رأت عائشة رضي الله عنها تطوف في غير الإحرام وهي منتقبة )
  
 ومن الأدلة : ما جاء عند ابن سعد :
 (  أن عمر رضي الله عنه أخرج نساء النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجة  حجَّها ، وجعل عليهن عثمان وعبد الرحمن بن عوف وقال لا يدنُ أحدٌ منهن ،  وكن مختفيات في الهودج لا ينظر إليهن أحد )
 ( كنا ندخل على حفصة بنت سيرين – وهي أم هذيل الأنصارية البصرية ، امرأة عابدة تقية أثني عليها ، قرأت القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة ، ولها سبعون سنة – دخل  عليها وإذا بها قد انتقبت وغطَّت وجهها - وهي في سن متأخرة قاعدة عن  النكاح – قال فقلنا لها ألم يقل الله عز وجل : {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ  النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ  أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } ؟ قالت : أكمل { وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }  فقالت : هذا هو إثبات الحجاب )      هذا هو العنصر الأول ، العنصر الثاني ما هي الأدلة التي استدل بها من أجاز كشف الوجه للمرأة وما بيان حالها ؟   من الأدلة : استدلوا بقول الله عز وجل : { {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 31]
( كن يخرجن وقد غطين وجوههن وقد أبدين عينا واحدة )
(  أن المرأة الخثعمية سألت النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الفضل ينظر إليها  وتنظر إليه ، فصرف النبي صلى الله عليه وسلم وجه الفضل إلى الشق الآخرة )
( أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عند المنحر )
( أن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد قال للنساء تصدقن ، فقامت امرأة سفعاء الخدين )
( بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة بلغت أن تخرج إلا هذا وهذا ، وأشار إلى الوجه ونصف الذراعين )
( أن امرأة وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر فيها وصعَّد النظر ثم طأطأ رأسه )
( أن النساء يشهدن صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وهن متلفعات بمروطهن لا يُعرفن من الغلس )
( لا يعرف بعضهن وجوه بعض )
فنقول : ليس هذا محل اتفاق ، بدليل ما مرَّ معنى من نصوص ( أنهن كن يغطين وجوههن بالخمار )
         نـــور الـخـمـار ونـــور خــــدك تـحـتــه                                                     عجبـا لوجهـك  كيـف لـم يتلهـب !    دل على أنها غطَّت خدها بالخمار . ولذلك تكلَّف الألباني رحمه الله وقال " قد تستر المرأة وجهها بالخمار أو بغطاء آخر "  وتكلَّف رحمه الله فقال : " إن هذا وصف شاعر ووصف غير حقيقي  " وهذا ليس بمقبول ، لم ؟ لأن هذا مما ورد في اللغة والنصوص الأخرى بينت ووضحت ذلك .     ومن الأدلة : استدل  رحمه الله بأدلة على ظهور اليدين واستدل بها على جواز كشف الوجه ، وهي  أدلة عجيب أن يستدل بها رحمه الله ، لأن ستر المرأة لليد في التحفظ أصعب  وأشد من الوجه ، فالوجه تغطيه وانتهى الأمر ، لكن المرأة تحرك بيدها ،  فربما يخرج شيء من جسمها    فمما استدل به رحمه الله : ما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (  شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَأَتَى النِّسَاءَ فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ  الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ )
( دخل أبو السنابل بن بعكك على سبيعة بنت الحارث قال واختضبت واكتحلت )
( أن امرأة لما أرادت أن تبايع النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير ها قد خضبت بالحناء لم يبايعها )
( قال لعطاء ألا أريك تلك المرأة السوداء التي كانت تُصرع وتتكشف ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة إن صبرت واحتسبت )
( دخلت على أبي بكر فرأيت امرأته أسماء امرأة موشومة اليدين )