د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
فلسفة الجمال ...
هل انعكاس "الجمال" مجرد متعة ولذة بصورة، لا قيمة في كنهه ومادته؟أو أن الأمر بخلاف ذلك ف"الجمال" قيمة كبرى، ومن المقاصد الراقية التي يسعى الفرد والمجتمع إلى تحقيقها والاستمتاع بها، فلم يختل ذلك في زمان أو مكان ما دمنا في عالم الإنسان، المستخلف في هذه البسيطة.
وقد صيغ به هذا الكون في أبدع نظام وأنزلت على وفقه الشرائع في غاية الكمال والتمام، وقد ذكر الباري عز وجل مرارا جمال الإنسان والخلق والكون ...
أما الجنة ... فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أما هو سبحانه فإنه: "جميل يحب الجمال"، ذو الجلال والإكرام، نور السماوات والأرض، تعالى وجهه، له الأسماء الحسنى والصفات العلى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
أنزل كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلا من حكيم حميد
هل نتحدث عن رسمة وجه الإنسان، كيف صورت؟ وكيف تنطق عيناه؟
وكيف كان وجهه صلى الله عليه وسلم كالقمر، وأوتي يوسف عليه السلام شطر الحسن، ورأى أحد عشر كوكبا ورأى الشمس والقمر له ساجدين ..
وقد حبب إلى النبي صلى الله عليه النساء والطيب، وكان يحب الحلوى والعسل
إنه الجمال ..
أو نقلب النظر في جمال المعنى في بيت شعر حتى أضحت نظريات الجمال تدور في رحاه ..
أو عن جمال جرس اللفظ وإيقاع التراكيب
ألم تزل الطباع على إلف الجميل ومعانقة أجمله؟
ألم يكن الإحسان هو المرتبة القصوى والدرجة العليا في أجمل علاقة بين العبد وربه كأنه يراه؟
بعيدا عن خوض المتفلسفة في فلسفة الجمال وماهيته وأحاسيسه، فإنه أظهر من أن يبحث عنه فهو مركوز في الفطر ومطبوع في السمع والبصر ..,
إنه تناسق وانتظام وإبداع وحظه من الناس الدهشة والانبهار والإعجاب ولذا هو لعبة المشاهير والساسة في هز الجماهير تارة وتنويمهم مرات!
هو جمال الشيء وتركيب الصورة وتناغم الصوت
هو امتزاج النفس بالنفس والعين بالعين، والأذن تعشق قبل العين أحيانا ..
هو أمتع حديث للأطفال والمراهقين والكهول ...
هو امتزاج في لوحة لا تزال ترسم بين السماوات والأرضين والنجوم والقمرين والبحر وموجه والمطر وقطره ... إنها آيات لأولي الألباب
ومن السمات التي تميز الناس: "ذوق رفيع" سواء كان في هندامه أو في منطقه وكلامه أو في كتابته وأساليبه أو في تجارته أو حتى في اختياره!
فإن لكل "جميل" منتخبات" بقدر جماله!
سؤال تاريخي:
هل الظاهرية (فرقة إسلامية تفسر الشرع تفسيرا لفظيا، وتحلق خارجه) حازوا السبق في تأسيس نظرية الجمال؟ فالجمال لديهم في كل مجال! من الحب والهوى .. إلى الشقراوات الحسناوات .. دع عنك حكايات الشفاه! وطرب ألحان الغناء!
هذا هو الجمال وقد أخذوه كله! فالفن لا يختلف عليه أهل الأرض!
أم أنهم - كعادتهم - بالغوا في مفهوم الجمال إلى الحد الأقصى وإن كانوا في طليعة رواده الأوائل ..
ومن فوائد بحث قيمة "الجمال":
- إعادة وزن بوصلة النظر إلى النفس والناس والكون ضمن منطق الجمال، وفوق ذلك العلاقة مع المتفرد بكمال الجمال ..
- أن الفن وأفانينه: من الجمال الذي يبتغيه الإنسان ضمن أسراب مجتمعه، في سجية راسخة، وليس مجرد رخصة تباح في أضيق الصور بعد سلسلة مرهقة من الشروط.
- أن منطق الجمال هو المنطق الذي يحب أن يصغي إليه الفرد، ولذا نزل القرآن بهذه الحروف العلوية، فالحق الجميل لا يجوز أن يعرض إلا جميلا ..
- أن الجمال هو المادة التي يصنع على منوالها ألياف نسيج المجتمع في لحمته وسداه، فعلى من تحمل عبء سياسته أن يسحر لبه بلغته ..
والذي نفسه بغير جمال ... لا يرى في الوجود شيئا جميلا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء ... كن جميلا تر الوجود جميلا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء ... كن جميلا تر الوجود جميلا
التعديل الأخير: