العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها/لا عندها أو معها

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قال الله تعالى في سورة الروم:

"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقومٍ يتفكّرون"


هذه الآية فيها عظةٌ وتذكيرٌ بنظام الناس العام وهو نظام الإزدواج وكينونة العائلة وأساس التناسل وهو نظام عجيب جعله الله تعالى مرتكزاً في الجبلة لا يشد عنه إلا الشذاذ

وهي آية تنطوي على عدة آيات منها :

1) أن جعل للإنسان ناموس التناسل ..

2) وأن جعل تناسله بالتزاوج ولم يجعله كتناسل النبات من نفسه ..

3) وأن جعل أزواج الإنسان من صنفه ولم يجعلها من صنفٍ آخر لأن التآنس لا يحصل بصنفٍ مخالف ..

4) وأن جعل في ذلك التزاوج أنساً بين الزوجين ولم يجعله تزاوجاً عنيفاً أو مهلكاً كتزاوج الضفادع ..

5) وجعل بينهم مودة ورحمة فالمودة هي المحبة أما الرحمة فصفة تبعث على حسن المعاملة
وضمن لتسكنوا معنى لتميلوا فعدّي بحرف إلى وإن كان حقه أن يعلق بعند ونحوها من الظروف فقد حوى الحرف إلى ما لا يحويه غيره من الحروف أو الظروف ...

فإذا تأملنا أنه قال: لتسكنوا إليها..

ولم يقل :
لتسكنوا "عندها" ..

أو :
لتسكنوا "معها" ..

فسكن الشيئ إلى الشيئ بمعنى اطمأن وارتاح وأحسّ فعلاً بالأمان الداخلي أي أن السكن هنا سكنٌ قلبيّ وروحيّ وليس سكنٌ مكانيٌّ..
فجاءت
إلى: بمعنى السكن الروحي ..وعند: للسكن المكاني ..

.ولم يقل لتسكنوا معها لأن الحياة الزوجية ليست مجرد قضاء شهوة بل هي تزاوج عقلين وروحين ..

وإلى
شملت كل هذه المعاني التي لم تشملها مع و عند ..

يقول الفخر الرازي :"يقال "سكن إليه" للسكون القلبي ..و"سكن عنده" للسكون الجسماني

.لأن كلمة "عند "جاءت لظرف مكان ..وذلك للأجسام.. وكلمة "إلى" للغاية وهي ..القلوب..
والسلام.
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها/لا عندها أو معها

جزاك الله خيرا
 
أعلى