د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هل تشرع المداومة على صيام يوم في الأسبوع أو في السنة حدثت فيه نعمة للعبد؟
علل النبي صلى الله عليه وسلم صيامه يوم الاثنين بأنه حدثت له فيه عدة نعم: فقد ولد فيه، وفيه بعث، وكذلك لما رأى اليهود تصوم يوم عاشورا شكرا لله لأنه يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فيه غرقه، صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه لأننا أحق بموسى عليه السلام منهم، والظاهر والله أعلم أنه كان اجتهادا منه عليه الصلاة والسلام، حيث كان الأمر بالصيام بعد سؤاله عن صيام هذا السؤال، فلما أخبروه أنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه قال: نحن أحق بموسى منهم، فصامه وأمر الناس بصيامه.
النصوص:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه)، وفي رواية: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أنتم أحق بموسى منهم فصوموا»)[1].
- عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت - أو أنزل علي فيه -)[2].
النقول:
قال ابن رجب: (في قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين: (ذاك يوم ولدت فيه، وأنزلت عليّ فيه النبوة)، إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد نعم الله على عباده، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم لهم، وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}، فإن النعمة على الأمة بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار وإنزال المطر وإخراج النبات وغير ذلك، فإن هذه النعمة كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبدلوا نعمة الله كفرا، وأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بـها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضي لعباده، وكان قبوله سبب سعادتـهم في ديناهم وآخرتـهم، فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر.
ونظير هذا: صيام يوم عاشوراء حيث أنجى الله فيه نوحا من الغرق، ونجى فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده، وأغرقهم في اليم فصامه نوح وموسى شكرا لله، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم متابعة لأنبياء الله، وقال لليهود: "نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه")[3].
وقال ابن رجب أيضا: (الأيام التي يحدث فيها حوادث من نعم الله على عباده لو صامها بعض الناس شكرا من غير اتخاذها عيدا كان حسنا استدلالا بصيام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء لما أخبره اليهود بصيام موسى له شكرا، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين، قال: "ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه " )[4].
وقال الصنعاني: (فيه دلالة على أنه ينبغي تعظيم اليوم الذي أحدث الله فيه على عبده نعمة بصومه والتقرب فيه وقد ورد في حديث أمامة تعليل صومه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين والخميس بأنه يوم تعرض فيه الأعمال وأنه يحب أن يعرض عمله وهو صائم» ولا منافاة بين التعليلين)[5].
ونحوه: في مرعاة المفاتيح[6].
[1]) أخرجه البخاري (رقم 2004).
[2]) أخرجه مسلم (رقم 1162).
[3]) لطائف المعارف ص 189
[4]) فتح الباري لابن رجب (1/ 159).
[5]) سبل السلام (1/ 581).
[6]) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 62).
علل النبي صلى الله عليه وسلم صيامه يوم الاثنين بأنه حدثت له فيه عدة نعم: فقد ولد فيه، وفيه بعث، وكذلك لما رأى اليهود تصوم يوم عاشورا شكرا لله لأنه يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فيه غرقه، صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه لأننا أحق بموسى عليه السلام منهم، والظاهر والله أعلم أنه كان اجتهادا منه عليه الصلاة والسلام، حيث كان الأمر بالصيام بعد سؤاله عن صيام هذا السؤال، فلما أخبروه أنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه قال: نحن أحق بموسى منهم، فصامه وأمر الناس بصيامه.
النصوص:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه)، وفي رواية: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أنتم أحق بموسى منهم فصوموا»)[1].
- عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت - أو أنزل علي فيه -)[2].
النقول:
قال ابن رجب: (في قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين: (ذاك يوم ولدت فيه، وأنزلت عليّ فيه النبوة)، إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد نعم الله على عباده، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم لهم، وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}، فإن النعمة على الأمة بإرساله أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار وإنزال المطر وإخراج النبات وغير ذلك، فإن هذه النعمة كلها قد عمت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبدلوا نعمة الله كفرا، وأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بـها تمت مصالح الدنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضي لعباده، وكان قبوله سبب سعادتـهم في ديناهم وآخرتـهم، فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر.
ونظير هذا: صيام يوم عاشوراء حيث أنجى الله فيه نوحا من الغرق، ونجى فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده، وأغرقهم في اليم فصامه نوح وموسى شكرا لله، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم متابعة لأنبياء الله، وقال لليهود: "نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه")[3].
وقال ابن رجب أيضا: (الأيام التي يحدث فيها حوادث من نعم الله على عباده لو صامها بعض الناس شكرا من غير اتخاذها عيدا كان حسنا استدلالا بصيام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء لما أخبره اليهود بصيام موسى له شكرا، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين، قال: "ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه " )[4].
وقال الصنعاني: (فيه دلالة على أنه ينبغي تعظيم اليوم الذي أحدث الله فيه على عبده نعمة بصومه والتقرب فيه وقد ورد في حديث أمامة تعليل صومه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين والخميس بأنه يوم تعرض فيه الأعمال وأنه يحب أن يعرض عمله وهو صائم» ولا منافاة بين التعليلين)[5].
ونحوه: في مرعاة المفاتيح[6].
[1]) أخرجه البخاري (رقم 2004).
[2]) أخرجه مسلم (رقم 1162).
[3]) لطائف المعارف ص 189
[4]) فتح الباري لابن رجب (1/ 159).
[5]) سبل السلام (1/ 581).
[6]) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 62).