العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تحمّلها ..!! وأنت الظلوم الجهول.

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قال تعالى :
"
إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوما جهولا "

تأملت في هذه الآية فظهر لي التساؤلات التالية:

1) هل أراد الله من الانسان حمل الأمانة إرادة كونية أو شرعية ..؟
2) إذا كان الله يريد من الانسان حمل الأمانة فلماذا وصفه بالجهل والظلم ..؟؟!
ألا يعدّ هذا تثبيطا عن حملها ؟؟!! ..
لأن في العادة من يراد لمهمة يشجع عليها وإذا ذكر له في نفسه من الميزات فتذكر له محاسنها وأفضلها حتى تعلو هامته ويقضي على الضعف الذي فيه فيتمكن من أدائها حقّ أدائها..
فهل يعقل مثلا أن تريد لابنك النجاح ثم تقول له إنك بليدٌ غبيّ ..؟!!

هل أستطيع أن أقول جوابا على هذا السؤال:

1) من المعلوم في عقيدتنا أن الله أمره كله خير وأنه منزه عن العيب والنقص سبحانه وجلّ جلاله فأفعاله كلها حسنى لأن أسماءه وصفاته كلها حسنى..

2) فنقول أن الله لم يرد بذلك ذكر النقص الذي في العبد حتى يثبّطه عن حمل الأمانة بل أراد أن ينبهه للنقص الذي فيه حتى لا يغترّ بنعم الله عليه ويعلم أنه لن يتمكن من ذلك حتى يستعين بالله ويتوكل عليه هذا من جهة ..

3) ومن جهة أخرى حتى يعرف مكمن الخطأ والعيب الذي لن يُصحّح ويُصلح إلا بأداء هذه الأمانة التي كلّف بها .. كمثل الطبييب الذي يشخص المرض للمريض ثم ينصحه بأخذ الدواء واحترام التعليمات فهو يبين له داءه ليرشده إلى دوائه ولله المثل الأعلى ...

4) وحتى لا ييأس التائب المذنب فقد تعييه نفسه لأنها سرعان ما تعود إلى الذنب بعد التوبة فهو يكاد يتهمها بالوقوع في النفاق المخرج من الملة لأنها لا تكاد تستقر له على الطريقة فإذا علم أنّ هذا أصل فيه وسمة له تيقن أن وقوعه في الذنب ناجم عن العجز والنقص الذي ركّب عليه فربما عذر نفسه معاودته للذنب عذر العازم على دوام الاستغفار ولو تكرر منه الذنب والتقصير لا عذر المستهزئ بآيات الله المجترئ على محارمه الآمن لمكره

5) ومن علم في نفسه الجهل والظلم لم يغترّ بها وسأل الله أن لا يكله إليها وعرف حاجته إلى ربه وافتقاره وضرورته إليه فتحقق بذلك توحيده وإخلاصه وخضوعه وامتثاله له سبحانه
فعظمة الله تتجلّى بأن جعل من العدم وجودا ومن الجهل علما ومن النقص كمالا ومن الذنب قربا ومن الظلم عدلا وإحسانا ولا يكون ذلك إلا بحمل هذه الأمانه التي تأبّت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً

هذا ما ظهر لي بعد التأمل والتدبر فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان ولا أستغني عن تصويبات وتوجيهات أساتذتنا الكرام حفظهم الله جميعا والسلام




 
أعلى