سهير علي
:: متميز ::
- إنضم
- 17 يوليو 2010
- المشاركات
- 805
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم معاذ
- التخصص
- شريعة
- الدولة
- بريطانيا
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعية
الصفحة الأخيرة!
تتعهدنا الابتلاءات والمحن كما تتعهد الأم صغيرها، تؤدبه وهي غاضبة منه، ولكنها ترجو أن يكون معافى، مستقيما. تنهره؛ وهي ترجو أن يكون حسن الخلق. تعاقبه؛ وهي ترجو سلامته وراحته، تقاطعه وهي تبتغي صلاحه وفلاحه.
وسواء اتفقنا أم لم نتفق على هذا؛ فهي حقيقة واقعة، وبسبب علو سقف المعاصي والغفلة والهرج؛ ارتفع معهم سقف الابتلاء والمحن واختبارات.. والعقاب!.
ولكن شتان بين الابتلاء والبلاء. وبين الاختباروبين إنذارات الله تعالى للعبد كي يستحي ويرجع، والاستدراج وبين المنح التي تغلفها المحن. وببين العبد اللّماح الذي تألمه درة عمر (رضي الله عنه)، وبين العبد الذي يرى سياط القدر؛ سوء صدف.
قراءة كل واحد منّا لكل ما يحدث له تختلف عن قراءة غيره، والفالح هو من أحسن تعلم قراءة نفسه ونيته وأعماله؛ ليُحسن قراءة كتابه كله، ليتنقل بين فصوله وأبوابه بأقل قدر ممكن من الخسائر.
ففي القرآن والسنة الكثير الذي يدعونا إلى النظر والتدبر والتفكر وأخذ العبر من القصص والأمثال التي ضربها الله تعالى للناس ليس عبثا -حاشا لله-، إنما لتقل أخطاءنا ونحن نخط في كتابنا سطورا ستكون إما لنا أو علينا، والتي نتمنى لجميع الناس أن تنتهي آخر صفحة فيه وهي بيضاء مشرقة تعلوها ابتسامة رضا عند النظر للمقعد الذي أهداه الله تعالى لعبده؛ الذي وضع نصب عينيه حساب وقوفه بين يدي الله سبحانه.
نعم كلنا يتقلب بين ضعف وقوة، في العمر والعمل والصحة والمال والطاعات والغفلة والمعاصي، ولكن المهم والأهم؛ كيف ستكون الخاتمة؟ أو بمعنى آخر: بما سيختم آخر صفحة في كتابنا؟ فإذا شغل هذا السؤال البال؛ فقد جاء بكل خير للحال والأعمال والمآل؛ لأن القلب لن يهدأ ولن يرتاح إلا بمعرفة الجواب في كل ما يحب ويكره؛ وكل ما يمنع ويمنح، وكل ما يريد ويطمح.
فاللهم يا مالك القلوب.. ثبتها على رضاك، وانر لها صراطك المستقيم حتى لا تتشابه عليها الأمور فتضل، ووفقنا لتتبع الإخلاص في الأعمال والأقوال، حتى تقبلها منا جميعا بقبول حسن، ومتعنا بالنظر لوجهك الكريم في الفردوس العلا، ومجاورة رسولك صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
سهير علي