فارس خليفة ابراهيم
:: متابع ::
- إنضم
- 28 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 58
- الكنية
- فارس الزاوي
- التخصص
- فقه إسلامي
- المدينة
- ..........
- المذهب الفقهي
- المذهب المالكي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
قبل أن ألج لهذا الموضوع أذكر أبرز النقاط التي تتضمنها مشاركتي هذه :
- التعريف بالشيخ محمد العزيز جعيط.
-محاولة متواضعة لاعطاء نبذة عن مقالته.
-بعض الروابط لمؤلفات الشيخ محمد العزيز.
-ثم المقالة الفريدة الرائعة لمن أراد تحميلها.
أولا التعريف بصاحب المقال الشيخ:"محمد العزيز جعيط": [SUP][1])[/SUP]
هو محمد عبد العزيز المعروف «بمحمد العزيز» ابن الوزير الشيخ يوسف جعيط، العلامة الكبير المحقق من أعلام تونس المتقدمين.
ولد بمدينة تونس في أواخر شعبان 1303ه، و أوائل ماي 1886م.
وهو ينتمي إلى أسرة عريقة ذات فضل وعلم وسلطة، فقد تولى والده الشيخ يوسف جعيط الوزارة الكبرى في العهد الذي حكم فيه محمد النّاصر باي؛ بدأ الشيخ محمد العزيز جعيط مزاولة دراسته في منزله والكتاب الذي كان بسوق البلاغجية بتونس، ثم التحق بجامع الزيتونة سنة 1318ه/1901م, ولقد كانت فترة التحاقه بالزيتونة مزدهرة بالمشايخ والأعلام الكبار في ذلك الوقت، أو لنقل في ذلك العصر فلم يكن أثر جامع الزيتونة مقتصرا على تونس وضواحيها فقط، بل وصل صداه إلى جميع أصقاع العالم الإسلامي، ومن أبرز من تتلمذ عليهم من الأعلام: الشيخ محمد ابن الشيخ، الشيخ سالم بوحاجب، الشيخ محمد النّخلي، الشيخ إبراهيم المارغني، الشيخ محمد الخضر حسين...وغيرهم.
تخرج على يديه أجيال من الطلاب تدين له بالفضل، وتعترف بسعة الإطلاع، وكان من ألمع تلامذته الجزائريين: إبراهيم أبو اليقضان، أبو بكر الأغواطي، عمار بن لزعر، والمهدي البوعبدلي، مولود طياب...إلى آخره.
وتخرج من الزيتونة بشهادة التطويع في سنة 1325ه/1907م، ثم تولى خطة الإشهاد (التوثيق) وكانت السلطة تتأنى جدا في منح هذه الخطة إلا بعد أن تتحرى عنه وتتأكد من مواقفه اتجاهها، وانضم الشيخ الفاضل إلى هيئة التدريس بالجامع، وترقى إلى رتبة أستاذ في 10 ذي القعدة 1335ه/14 فيفري 1935م، كما كانت له مناصب عديدة كالتدريس بالمدرسة الصادقية بتونس، وسمي شيخ الإسلام للمذهب المالكي في فبراير 1945م، كذلك اختارته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رئيسا شرفيا لها في سنة 1951م، وتوليه منصب الإفتاء سنة 1956م.
وكانت وفاة الشيخ –رحمه الله- في27 شوال 1389ه/5 جانفي 1970م.
وترك الشيخ –رحمه الله- مجموعة كتب منها:
-إرشاد الأمة ومنهاج الأئمة: وهو مجموعة من خطب الجمعة التي ألقاها في مواضيع مختلفة من أخلاق واجتماع وسياسة نشرته الشركة التونسية للتوزيع سنة 1978 في (289 صفحة).
-الطريقة المرضية في الإجراءات الشرعية على مذهب المالكية: فرغ من تأليفه سنة 1360ه، وموضوع الكتاب هو الأقضية والأحكام. طبعته مطبعة الإرادة التونسية في القرن الرابع عشر للهجرة على ما أظن.
-مجالس العرفان ومواهب الرحمان: وهي عبارة عن خلاصة لمجالسه في شرح الحديث النبوي والتي تناول فيها موضوعات مختلفة سواء الفقهية أو النّحوية، وكذلك بعض المناقشات والردود، طبعته الدار التونسية للنشر في مجلدين متوسطين سنة 1972-1973.
-منهج التحقيق والتوضيح لحل غوامض التنقيح: وهي حاشية على شرح تنقيح الفصول للإمام القرافي وطبع بمطبعة النهضة التونسية ، طبعة أولى سنة 1337ه في (738 صفحة).
ثانيا محاولة لإعطاء نبذة عن مقال الشيخ الذي هو بعنوان: "المقاصد الشرعية وأسرار التشريع"[المجلة الزيتونية، المجلد الأول، العدد:3، الصفحة: 26-29]
أولا: عنوان الموضوع: وهو "المقاصد الشرعية وأسرار التشريع"، أو "القواعد العامة في التشريع والحكم الباطنة في جزئياته"، أو "أسرار التشريع و الحكم المنظوية في جزئياته".
وهذه العناوين الثلاث مستخلصة من بين الفهرس ومقدمة المقالة؛ وهذه المقالة وضعت أصلا كمقدمة افتتاحية لسلسلة مقالات في باب من أبواب المجلة وهو باب التشريع الإسلامي، والذي قال فيه رئيس التحرير الشيخ محمد المختار بن محمود: «وسيكون في المجلة باب بعنوان التشريع الإسلامي يبحث فيه عن مقاصد الشريعة وأسرارها، وعن حكمة الشارع سبحانه وتعالى فيما فرضه على عباده من التكاليف وسنّه لهم من التراتيب والنّظم...».
وإن كان عنوان هذا البحث يعود لسنة 1936م[المجلد الأول، العدد:3، الصفحة: 26-29] وهو عهد الاستدمار الفرنسي إلا أن العنوان كان في غاية الأهمية، كيف لا والناس مهتمون في ذلك الوقت بالتنكيل الفرنسي في الأمة المغاربية الإسلامية، بينما الشيخ يظهر ويفصل القواعد العامة في التشريع والحكم الباطنة في جزئياته، لتكون مقالته افتتاحية لسلسلة مقالات تأتي بعدها، ليظهر من خلالها عظم هذا التشريع الإسلامي ومكانته في هذه الأمة وصلاحيته لكل زمان ومكان، خاصة مع الحملات المغرضة التي كانت تشنها السلطات الفرنسية لتشويه الشريعة الإسلامية وتسويدها في عقول الناس، وحثهم أو لنقل إجبارهم على الأخذ بالتقنين الفرنسي.
وأبرز ما يمكن القول على هذا الموضوع أنّه في حينه ومجاله ذو أهمية بالغة تميز بالدقة وحسن الاختيار لما ذكرنا من الأسباب السابقة، ولما يعلمه الجميع من ماض مرير مرت به هذه الأمة أجدادا وآباء وأبناء، وخاصة أنه جاء من شيخ من الشيوخ الأفاضل في ذلك الزمان وقلما نجد من العلماء من يستطيع الخوض في مثل هذه المواضيع آنذاك وكفى بذلك شهيدا.
ثانيا:الإشكالات التي يعالجها الباحث:
فان أبرز سبب دفعه لكتابة هذه المقالة هو عدم وجود كتاب خاص يهتم بالمقاصد بنظرة إجمالية، فكانت هذه المقالة فاتحة يبرز من خلالها أهمية التشريع الإسلامي في أوساط العباد، وما يتضمنه هذا التشريع من مقاصد وحكم، وتوضيح معالم استثارة هذه الأخيرة، وإعطاء تصور عام حول مظان وجودها، وكيف السبيل للوصول إليها، والكشف عنها.
ثالثا:منهج الشيخ في هذه المقالة:
اعتمد الإمام الفاضل في مقالته هذه على المنهج الوصفي التحليلي معتمدا في ذلك على إيجاز العبارة وبلاغتها ودقة معانيها، وكأنه يدعو القارئ من خلالها إلى التأمل في ثنايا هذا الموضوع والخوض في أعماقها، ولا نستطيع نحن بدورنا وصف ذلك الذي تعرض له الشيخ بالوصف لسالف ما ذكرنا، إلا من خلال نقل نُبَذٍ مما جاء في مقاله حيث يقول الشيخ الفاضل:«فكان لزاما على الباحث في المقاصد الشرعية وأسرار التشريع أن يشد رجال الصبر ليقطع هذه إلهامه الفيح وبعد طول السهاد ومواصلة الادلاج يحمد سراه ويجني ثمر مناه ويا ليت (أو لعل) بروق التوفيق تتألق للعلماء الراسخين من المعاصرين العاملين في سبيل الإصلاح فتشرح صدورهم لمراجعة المواد المتحدث عنها وجمع متفرقاتها ونظم شتاتها وسبكها في قالب يقري أريها المشور ويجعل الوصول إليها من الأمر الميسور ...».
رابعا: الخطوات التي سار عليها المؤلف:
بنيت هذه المقالة حسب خطة غير منطقية ولكنها محكمة نتبين فيها عرضا وتمهيدا وخاتمة، وما كان ترتيبنا لهذه الأخيرة من باب الخطأ، وإنما لما التمسناه فيها من ترتيب برر صاحبها توسيط تمهيدها بقوله:«...كان المتعين أن يستهل به الموضوع لولا التطلع إلى محادثة الإخوان بما يقصيهم عن الوقوع في مهاوي العثار أو الوقوف على سواحل الحرمان».
أما أول المقالة فقد بدئها بإعطاء نظرة شمولية عن كيفية استثارة المقاصد الشرعية، ثم نبه على بعض مظانها، ليتوجه بعدها بكلمة للعلماء الراسخين من المعاصرين من أجل جمع متفرقها ونظم شتاتها وسبكها في قالب، وفي الأخير أرشد إلى طرق وصور جمعها، كل ذلك بتواضع وأدب و تبجيل للعلماء.
أمّا التمهيد فقد افتتحه بالكلام حول التشريع وأنّه أثر من آثار رحمة الله على عباده، ثم عرج على الكلام على المقاصد التي يتضمنها هذا التشريع، واعتبار إدراكها هو الفقه في الدين، ثم ولج من خلاله للحديث عن مراتب المقاصد وما يتعلق بها من حديث.
وفي آخر مقالته نجد تذييلا من أربعة اسطر استخلصنا منه فقرة تعتبر كالخاتمة والتي رسم لنا من خلالها مجمل نتائجه.
وهذا آخر ما وفقني الله تعالى في تحليله والتعليق عليه ولا أدعي فيه العصمة ولا الخلو عن الخطأ، ولكن غاية ما أتمناه أن يمد خلله بالعفو والصفح ولا يُبادر بالإنكار وليعلم أني لم أتعمده وغاية ما فيه أني اجتهدت وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
للتحميل:
-منهج التحقيق والتوضيح لحل غوامض التنقيح:
http://khizana.blogspot.com/2008/11/blog-post_7692
-الطريقة المرضية في الإجراءات الشرعية على مذهب المالكية:
http://elmalikia.blogspot.com/2013/03/blog-post_23
-منهج التحقيق والتوضيح لحل غوامض التنقيح:
http://khizana.blogspot.com/2008/11/blog-post_7692
-الطريقة المرضية في الإجراءات الشرعية على مذهب المالكية:
http://elmalikia.blogspot.com/2013/03/blog-post_23
([1]) انظر ترجمته في تراجم المؤلفين التونسين, محمد محفوظ(2/37, 41) ط2, دار الغرب الاسلامي, بيروت: 1994م. والموقع الالكتروني لأدباء الشام:http//www.odabasham.net/show.php ?sud=54120.
