فارس خليفة ابراهيم
:: متابع ::
- إنضم
- 28 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 58
- الكنية
- فارس الزاوي
- التخصص
- فقه إسلامي
- المدينة
- ..........
- المذهب الفقهي
- المذهب المالكي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
إخواني الاعزاء في هذا الملتقى المبارك أقدم لكم كتابا من أنفس المخطوطات التونسية التي تم طبعها في نسخ قليلة بلغت 300 نسخة فقط، والتي حصلت عليه من خلال صولات وجولات في مختلف البلاد التونسية والجزائرية، وأنا بدوري استفدت منه كثيرا فأردت أن يشاركني إخواني في هذه الفائدة حتى يعم الخير والنفع للجميع.
أولا التعريف بالمصنف: هو الوزير الكاتب الشاعر أبو محمد حمودة بن محمد بن عبد العزيز التونسي المالكي، نشأ أولا على يدي أبيه العالم الفاضل [عاصر الوزير أبو محمد الدولة الحسينية نسبة إلى بايها الحسين]، ثم تتلمذ على عدة مشايخ منهم الشيخ محمد الهدّة حتى أصبح له القدم الراسخ واليد الطولى في العلوم الشرعية والعقلية، فقد كان من أفراد العلماء وأعلام الكتاب، متمكنا من الفقه والأدب والتاريخ واللغة، تولى الوظائف الدينية والرسمية، ومنها التدريس بالزيتونة وأخذ عنه محمد بيرم الثاني وغيرهم، أمّا وظائفه الرسمية فقد بدأت أولا من القيام على ولد الباشا حمود ابن علي باي، والذي أصبح فيما بعد خليفة لأبيه؛ زوجه الخليفة بابنته وأسند إليه رئاسة الكتاب ومنحه لقب وزير قلم الإنشاء ونال ما شاء من الحظوة والإقبال، كما حظي الوزير أبو محمد حمودة بتقريظ من طرف مفتي الجزائر في ذلك الوقت أحمد بن عمار المالكي الجزائري وهو موجود في مكتبات المخطوطات وأظن أن الاستاذ أبو القاسم سعد الله-رحمه الله- قد قام بنسخه وتحقيقه.
ولكن انقلب حال هذا الفاضل في آخر حياته فقد سلقته الألسن من رجال الدولة وغيرها بتتبع المعائب، وقيل إنّه حكم عليه فيما بعد بكسر يديه ورجليه وبالتالي سقطت منزلته عند مخدومه وفي أعين النّاس، وقيل إنّه مات مكروها من الجميع ولقد وافته المنية من هذه الدنيا الدّنية في سنة 1202ه-1787م، وقيل 1788م[SUP]([1])[/SUP].
ولقد ترك الوزير أبو محمد حمودة مؤلفات عديدة منها: الكتاب الباشي والذي أرّخ فيه لعهد الباي، وله حاشية على الوسطى في علم الكلام، ورسالة في تحرير سمت القبلة، وشرح موشحة ابن سهل.
"ولكن أهم مؤلفاته هو كتاب التاريخ الباشي وذلك لجودة وضعه وحسن صنعه وروعة ما حواه من أحداث لا مصدر لها سواه، مع كونه شاهد عيان لمواقعها، ومسند أخبار زمان إلى مراجعها، وهو أيضا ديوان أدب لعصره، لا مورد لمؤرخي الأدب التونسي من غيره هذا إلا براعة تحريره ونصاعة تعبيره، واستقلاله بأسلوب كاتبه، واختصاصه بمذاهبه، واستعماله حر الكلام، وعزوفه عن لوثة العوام، ومحاسنه أغلب من المعائب ولا أحيلكم على غائب.
أما أدبه فكثير منه تضمنه هذا الكتاب-من شعر ومقامات ورسائل- ودرجته فيه فوق درجته في الكتابة، وهو متين الحوك جيد الديباجة مسلسل المعاني سهل المآخذ"[بتصرف من المقدمة التحقيقية للتاريخ الباشي].
وأنا بدوري أنصح بهذا الكتاب خاصة لمن يريد دراسة المرحلة التاريخية الغريبة العجيبة بين الاشقاء التونسيين والجزائريين في القرن الثامن عشر ميلادي.
وفي الأخير أشكر صديقي العزيز عماد على تصوير هذا الكتاب والسهر على إخراجه في أحسن صورة.
ثانيا معلومات الكتاب: الكتاب الباشي، حمودة بن عبد العزيز، تحقيق: محمد ماضور، الدار التونسية للنشر، ط1، تونس: 1970م.(من المفروض أن يطبع الجزء الثاني من الكتاب حسبما وعدت به دار النشر ولكن لم يحدث ذلك، وقد قال لي أصحاب المكتبات القديمة في تونس أن الجزء الثاني من المخطوطة قد أحرق؟ فمن تعرف على سبب عدم نشره فلا يبخل علينا).
([1]) انظر إتحاف أهل الزمان«7/22»، عنوان الأريب عما نشأ بالمملكة التونسية من عالم أديب, محمد النيفر«2/58، 59» ط1، المطبعة التونسية:1351ه، المقدمة التحقيقية لكتاب التاريخ الباشي«15، 27»، المقدمة التحقيقية لحاشية الشيخ الهدّة السوسي«1/ ....».