د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- انضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,678
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هل يجوز حمل المشترك على معانيه دفعة واحدة؟
- هل يجوز حمل المشترك على معانيه دفعة واحدة؟
- واللفظ على حقيقته ومجازه؟
- واللفظ على الصريح منه والكناية؟
- فيه نزاع مشهور بين أهل الفقه والأصول[1].
- اللفظ المشترك: هو اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعا أولا من حيث هما كذلك[2].
- محل الخلاف:
- في المعاني التي يصح الجمع بينها لا في المعاني المتناقضة[3].
- في اللفظة الواحدة من المتكلم الواحد في الوقت الواحد، فإن تعددت الصيغة أو اختلف المتكلم أو الوقت جاز تعدد المعنى[4].
- المشهور في المسألة مذهبان:
المذهب الأول: الجواز: وهذا مذهب أكثر الفقهاء (المالكية[5]، والشافعية، والحنبلية)، وهو المحكي عن المعتزلة[6]، واختاره سيبويه[7]، والطبري[8]، وأبو بكر الباقلاني[9]، والشريف المرتضى[10]، وابن حزم[11]، وابن تيمية[12]، والأمين الشنقيطي[13]، وابن عثيمين[14]، وهو أحد القولين لابن دقيق العيد[15].
المذهب الثاني: منع استعمال اللفظ المشترك في معنييه، أو في حقيقته ومجازه، وهذا مذهب الحنفية[16]، وجماعة من المتكلمين[17]، وهو ظاهر حال الزمخشري[18]، واختاره الغزالي[19]، والرازي[20]، والشوكاني[21]، وهو القول الآخر لابن دقيق العيد ([22])، وأضافه هو وابن القيم إلى الأكثرين[23].
[1]) ينظر: الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6/578).
[2]) المحصول للرازي (1/ 261).
[3]) نهاية السول (ص: 112)، إرشاد الفحول (ص: 48).
[4]) نهاية السول (ص: 113).
[5]) أضافه القاضي عبد الوهاب المالكي لمذهبهم، ونقله القرافي عن الإمام مالك. نهاية السول (ص: 112).
[6]) المحصول للرازي (1/ 269)، مجموع الفتاوى (13/ 341)، البحر المحيط (2/391)، الإبهاج في شرح المنهاج (1/ 255)، نهاية السول (ص: 112)، إرشاد الفحول (ص: 46).
[7]) قال سيبويه: (يجوز أن يراد باللفظ الواحد الدعاء على الغير والخبر على حال المدعو عليه نحو: "الويل له" فهذا دعاء عليه وخبر عنه ولهما معنيان مختلفان) البحر المحيط (2/385، 386).
[8]) وعليه تطبيقات الطبري في تفسيره، ينظر: مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة والدراسات الإسلامية (رقم 54) 1433هـ. (صور المشترك اللفظي في القرآن الكريم وأثرها في المعنى) ص 216.
[9]) المستصفى (2/ 141)، المحصول للرازي (1/ 268)، البحر المحيط (2/391-394).
[10]) قال الشريف المرتضى: (الواجب على من يتعاطى تفسير غريب الكلام والشعر أن يذكر كل ما يحتمله الكلام من وجوه المعاني ويجوز أن يكون أراد المخاطب كل واحد منهما منفردا وليس عليه العلم بمراده بعينه فان مراده مغيب عنه وأكثر ما يلزمه ما ذكرناه من ذكر وجوه احتمال الكلام) أمالي المرتضي (ص: 24).
[11]) قرر ذلك ابن حزم نظريا، والتزمه في تطبيقاته العملية، ويبدو أن هذا موضع خلاف بين الظاهريين، فقد ذكر ابن حزم أن من خالف تقريره في المسألة من أصحاب الظاهرين فقد تناقض. الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (3/ 129)، التقريب لحد المنطق (ص: 153).
[12]) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6/579).
[13]) قال الشنقيطي: (التحقيق جواز حمل المشترك على معنييه، كما حققه الشيخ تقي الدين أبو العباس بن تيمية في رسالته في علوم القرآن، وحرر أنه هو الصحيح في مذاهب الأئمة الأربعة رحمهم الله) أضواء البيان (1/ 336).
وقال أيضا: (التحقيق: جواز حمل المشترك على معنييه، كما حققه الشيخ تقي الدين أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في رسالته في علوم القرآن، وحرّر أنه هو الصحيح في مذهب الأئمة الأربعة) أضواء البيان (5/425).
[14]) قال ابن عثيمين: (المشترك هل يجوز أن يراد به معنياه؟ والصواب أنه يجوز أن يراد به معنياه إذا لم يتنافيا) شرح ابن عثيمين لمقدمة التفسير لابن تيمية (ص: 55).
[15]) البحر المحيط (2/ 398، 399).
[16]) شرح التلويح على التوضيح (العلمية 1/121)، خلاصة الأفكار شرح مختصر المنار (ص: 81)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: 448).
[17]) نصره ابن الصباغ في "العدة"، وإليه ذهب أبو هاشم الجبائي والكرخي وأبو عبد الله البصري وأبو الحسين البصري. المحصول للرازي (1/ 269)، الفتاوى الكبرى لابن تيمية (6/ 578)، البحر المحيط (2/387).
[18]) قال السمين الحلبي: (الظاهر من حال الزمخشري أنه لا يجيز الجمع بين الحقيقة والمجاز ولا استعمال المشترك في معنييه) الدر المصون (7/ 320).
[19]) المستصفى للغزالي (2/ 141).
[20]) قال الرازي في كتابه الأصولي: (لا يجوز استعمال المشترك المفرد في معانيه على الجمع ... اللفظ المشترك من حيث إنه مشترك لا يمكن استعماله في إفادة مفهوماته على سبيل الجمع ... الدلالة المانعة من حمل اللفظ المشترك على كل معانيه دلالة قاطعة لا تقبل المعارضة) المحصول للرازي (1/268-279).
وقال في التفسير: (اللفظ المشترك لا يكون عاما في جميع مسمياته ... لا يجوز استعمال اللفظ المشترك لإفادة معنييه معا، بل الواجب أن يجعله متواطئا فيهم ... ثبت أنه لا يجوز استعمال اللفظ الواحد دفعة واحدة في حقيقته ومجازه معا) تفسير الرازي (3/ 628، 9/ 512، 10/ 24، 12/ 384).
[21]) قال الشوكاني: (إذا عرفت هذا لاح لك عدم جواز الجمع بين معنى المشترك او معانيه ولم يأت من جوزه بحجة مقبولة) إرشاد الفحول (ص: 48).
([22]) شرح الإلمام (3/135).
[23]) جلاء الأفهام (ص: 160). شرح الإلمام (1/412، 413).