مصطفى بن الحو حداني
:: متخصص ::
- إنضم
- 2 يونيو 2009
- المشاركات
- 77
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه - أعلام الغرب الإسلامي
- الدولة
- المملكة المغربية
- المدينة
- مراكش
- المذهب الفقهي
- مالكي
إن المتتبع لمؤلفات ابن حزم يجده لا يحيد عن طريقة في التأليف فريدة؛ فيبدأ أولا ببيان مقصده من المؤلَّف، وهكذا في جميع مؤلفاته، وبعد أن نظرنا في جملة من هذه المقاصد تبين بيقين لا شك فيه أنها ترجع إلى أصل واحد هو مناشدته للقطع واليقين.
فلا شك أننا بصدد فقيه-أصولي شغوف بتأسيس أصول الفقه على قواطع الأدلة، متوسما لذلك بالاجتهاد المطلق الرحب الذي يتيح للمجتهد مجالا واسعا ليعانق فيه كل الآراء التي تلتزم باليقين؛ «إنها روح هبت على الأندلس منذ القرن الخامس الهجري، وحمل لواءها ابن حزم»[1]، هذه الروح هي تلك العقلانية النقدية التي تنبذ التقليد والجمود وتفسح المجال أكثر لإعمال النظر وبناء الفقه والأصول على القطع، لذلك يستأنس باستقصاء اليقين والقطع في كل مجال، ويحاول الظفر به واقتناصه.
ولقد حاول ابن حزم بيان طريق اليقين من خلال التركيز على تجاوز مجموعة من العيوب التي يرتبط جزء منها بشخصية "طالب الحق واليقين"، ويرتبط الجزء الآخر بالمنهجية المتبعة.
فأما تجاوز عيوب الشخصية فيجملها في عاملين وهما:
أ- اعتماد الموضوعية عند طلب الحقيقة؛ فلا يخاف طالب الحق في الله لومة لائم يقول : «إني لا أبالي فيما اعتقده حقا بمخالفة من خالفته لو أنهم جميع من على ظهر الأرض»[2].
ب- البعد عن الهوى والتقليد؛ وفي ذلك يقول: «واعلم أنه لا يدرك الأشياء على حقائقها إلا من جرد نفسه عن الأهواء كلها ونظر في الآراء كلها واحدا مستويا لا يميل إلى شيء منها»[3].
أما عيوب المنهجية فتتجاوز باعتماد البرهان، وهو ضمان الوصول إلى الحق واليقين؛ ذلك «أن من عرف البرهان وميزه، وطلب الحقيقة غير مائل بهوى ولا إلف ولا نفار ولا كسل؛ فمضمون له تمييز الحق»[5].
[1] - "ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس"، سالم يفوت: ص263.
[2] - "مداواة النفوس"، ابن حزم: ضمن "رسائل ابن حزم"، تحقيق: إحسان عباس، 1/355.
[3] - "التقريب"، ابن حزم: ص169.
[4] - نفسه.
[5] - "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، ابن حزم: 5/263.
فلا شك أننا بصدد فقيه-أصولي شغوف بتأسيس أصول الفقه على قواطع الأدلة، متوسما لذلك بالاجتهاد المطلق الرحب الذي يتيح للمجتهد مجالا واسعا ليعانق فيه كل الآراء التي تلتزم باليقين؛ «إنها روح هبت على الأندلس منذ القرن الخامس الهجري، وحمل لواءها ابن حزم»[1]، هذه الروح هي تلك العقلانية النقدية التي تنبذ التقليد والجمود وتفسح المجال أكثر لإعمال النظر وبناء الفقه والأصول على القطع، لذلك يستأنس باستقصاء اليقين والقطع في كل مجال، ويحاول الظفر به واقتناصه.
ولقد حاول ابن حزم بيان طريق اليقين من خلال التركيز على تجاوز مجموعة من العيوب التي يرتبط جزء منها بشخصية "طالب الحق واليقين"، ويرتبط الجزء الآخر بالمنهجية المتبعة.
فأما تجاوز عيوب الشخصية فيجملها في عاملين وهما:
أ- اعتماد الموضوعية عند طلب الحقيقة؛ فلا يخاف طالب الحق في الله لومة لائم يقول : «إني لا أبالي فيما اعتقده حقا بمخالفة من خالفته لو أنهم جميع من على ظهر الأرض»[2].
ب- البعد عن الهوى والتقليد؛ وفي ذلك يقول: «واعلم أنه لا يدرك الأشياء على حقائقها إلا من جرد نفسه عن الأهواء كلها ونظر في الآراء كلها واحدا مستويا لا يميل إلى شيء منها»[3].
أما عيوب المنهجية فتتجاوز باعتماد البرهان، وهو ضمان الوصول إلى الحق واليقين؛ ذلك «أن من عرف البرهان وميزه، وطلب الحقيقة غير مائل بهوى ولا إلف ولا نفار ولا كسل؛ فمضمون له تمييز الحق»[5].
[1] - "ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس"، سالم يفوت: ص263.
[2] - "مداواة النفوس"، ابن حزم: ضمن "رسائل ابن حزم"، تحقيق: إحسان عباس، 1/355.
[3] - "التقريب"، ابن حزم: ص169.
[4] - نفسه.
[5] - "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، ابن حزم: 5/263.