- إنضم
- 23 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,140
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أسامة
- التخصص
- فقـــه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- مكة المكرمة
- المذهب الفقهي
- الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
اتصل بي ظهر يوم الأربعاء 13 / 10 / 1436هـ، أحد الطلبة اليمنيين الأفاضل وهو الأخ/ الحسين زبين المأربي وأبلغني أنه ذاهب لزيارة شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور/ حسن محمد مقبولي الأهدل بمستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر في مكة، وأنه في حالة صعبة جداً؛ حيث يخضع لغسيل الكلي، وبحاجة لزراعة الكبد، وقد وجدوا المتبرع وهم في سياق الترتيب لنقله لمستشفى التخصصي بالرياض، ورغب أن أصحبه في عيادة الشيخ قبل نقله للرياض؛ فأبلغته أني أراجع الآن في مستشفى النور ولا أتمكن؛ ثم نويت زيارته بعد الجمعة؛ ولكن يشاء الله تعالى أن أنشغل ولم يرعني إلا خبر وفاته قبيل مغرب يوم الجمعة 15 / 10 / 1436هـ!
وأرجو أن يكون ممَّن أحبَّ لقاء الله؛ فأحبَّ الله لقاءه! فاختاره إلى جواره، وفي أطهر بقعة بجوار بيته، وفي أفضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، وفي ساعة مباركة إن شاء الله تبارك وتعالى ...
فاللهم أحسن وفادته إليك ...
وقد كانت فاجعةً أنستني تناول دوائي ليلتها وأنا مستمر عليه يومياً من قبل سبعة أشهر لم يفتني إلا يومها ...!!
فإنَّا لله، وإنَّا إليه راجعون!
اللهم آجرنا في مصيبتنا هذه، واخلف لنا خيراً ...
وفي يومنا هذا السبت 16 / 10 / 1436هـ الذي ووري جثمانه الطاهر فجراً في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة ومع غروب شمسه فاضت العين على فقده! أسفاً على هدم ثلة في هذا الدين، بغياب عَلَمٍ ناصع من الأئمة المجتهدين، وإمام قدوة للمؤمنين ...
وقد تذكرت حضوري دروسه في مكتبته العامرة إلى جوار في مسجده (مسجد أحمد ناصر) في العاصمة صنعاء في أصول الفقه في كتاب الموافقات للشاطبي تحديداً!
في قرب وسماحة وبساطة يألفها الزائر من أول وهلة! حتى لكأنك به على عهد كبير من الود والإخاء!
وقد كان يجلسني عن يمينه، ويقرّب لي المتكأ، ويناولني الوسادة إن رأي فيَّ التعب!!
فكان إلى بحر علومه فيضاً من الحب والتحنان على طلابه!!
تذكرته وهو يجيب السائلين، ويسعى في الإصلاح للمسترشدين، ويفتي أثناء تدريسه لنا لعموم المتصلين!
تذكرت سؤالاتي له، وتذكرت إحالته لي للتواصل مع تلميذه الفذّ العلامة الدكتور/ المهدي محمد يوسف عبدالرحمن الحرازي الأصولي البارع، صاحب رسالة الدكتوراه: (الإختيارات الأصولية للإمام ابن الأمير الصنعاني)، وبحثه لرقم جواله وإعطائه لي، وكان ذلك حين استشرته في ابتداء بحثي عن موضوعٍ لرسالتي لمرحلة الدكتوراه!
ولوقلت إنَّ مقالة جدِّه المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([1])، وفي روايةٍ أخرى: «وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([2]) تتمثَّل في شخصية شيخنا ومفيدنا العلامة الفقيه الشافعي فضيلة الأستاذ الدكتور/ حسن محمد مقبولي الأهدل -رحمه الله، ورفع درجته في المهديين- لما أبعدت عن الصواب إن شاء الله!
نسب السيد العلامة حسن الأهدل إلى سيدنا علي بن أبي طالب وسيدتنا فاطمة الزهراء بقلمه رضي الله عنهم أجمعين
ورغبت منه في مراجعة بعض مؤلفاتي والتقديم لها؛ فكان لي ما طلبته ولله الحمد؛ فجزاه الله عنِّي خير الجزاء وأوفاه ...
ولعل الله ييسر إخراجها في صورة تليق بعنوانها وبمن قدَّمها، أناله الله الفردوس الأعلى من الجنة ...
كما تذكرت شكري وامتناني له الذي سطرته له اعترافاً بفضله في مقدمة رسالتي الدكتوراه (اختيارات الإمام ابن الوزير الفقهية، جمعاً ودراسةً مقارنة):
* أسباب اختيار الموضوع وأهميته:
كانت رحلتي لليمن مطلع عام 1429هـ، للعمل موفداً للتدريس فيها مدَّة أربع سنين هي النافذة التي أطلعتني على اليمن، وفرصةً سنحت لتعرفي على اليمن تاريخاً وأعلاماً وحضارة؛ فكانت بداية الفكرة واختمارها في ذهني، فأتاحت لي الاتِّصال بعلماء القطر اليماني، وعلى رأسهم مفتي الجمهورية اليمنية سابقاً، العلامة المُعمِّر القاضي محمد بن إسماعيل العمراني -متَّع الله بحياته، وختم له بخير-، وكذلك العلاَّمة الفقيه الشَّافعي فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/حسن محمد مقبولي الأهدل، نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا والبحث العلمي سابقاً -حفظه الله، وبارك فيه-، وقد أكرمني الله بحضور دروسهم، والاستجازة منهم، والأخذ عنهم، وهذا أتاح لي التواصل مع عشرات العلماء وطلبة العلم والمثقفين من أهل اليمن؛ ورأيت فيهم شواهد حديث النَّبيِّ r: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([1])، وفي روايةٍ أخرى: «وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([2])؛ فقلت لنفسي: قد أتى الله بك إليهم! فخذ منهم! وانقل عنهم!
([1]) متَّفقٌ عليه، أخرجه البخاري في صحيحه (5/173)، في كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ح(4388)، ومسلم في صحيحه (1/71)، في كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه، ح(82)، (84)، (88)، (89)، (90).
([2]) متَّفقٌ عليه، أخرجه البخاري في صحيحه (5/173)، في كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ح(4390)، ومسلم في صحيحه (1/71)، في كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه، ح(82)، (84).
وأرجو أن يكون ممَّن أحبَّ لقاء الله؛ فأحبَّ الله لقاءه! فاختاره إلى جواره، وفي أطهر بقعة بجوار بيته، وفي أفضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، وفي ساعة مباركة إن شاء الله تبارك وتعالى ...
فاللهم أحسن وفادته إليك ...
وقد كانت فاجعةً أنستني تناول دوائي ليلتها وأنا مستمر عليه يومياً من قبل سبعة أشهر لم يفتني إلا يومها ...!!
فإنَّا لله، وإنَّا إليه راجعون!
اللهم آجرنا في مصيبتنا هذه، واخلف لنا خيراً ...
وفي يومنا هذا السبت 16 / 10 / 1436هـ الذي ووري جثمانه الطاهر فجراً في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة ومع غروب شمسه فاضت العين على فقده! أسفاً على هدم ثلة في هذا الدين، بغياب عَلَمٍ ناصع من الأئمة المجتهدين، وإمام قدوة للمؤمنين ...
وقد تذكرت حضوري دروسه في مكتبته العامرة إلى جوار في مسجده (مسجد أحمد ناصر) في العاصمة صنعاء في أصول الفقه في كتاب الموافقات للشاطبي تحديداً!
في قرب وسماحة وبساطة يألفها الزائر من أول وهلة! حتى لكأنك به على عهد كبير من الود والإخاء!
وقد كان يجلسني عن يمينه، ويقرّب لي المتكأ، ويناولني الوسادة إن رأي فيَّ التعب!!
فكان إلى بحر علومه فيضاً من الحب والتحنان على طلابه!!
تذكرته وهو يجيب السائلين، ويسعى في الإصلاح للمسترشدين، ويفتي أثناء تدريسه لنا لعموم المتصلين!
تذكرت سؤالاتي له، وتذكرت إحالته لي للتواصل مع تلميذه الفذّ العلامة الدكتور/ المهدي محمد يوسف عبدالرحمن الحرازي الأصولي البارع، صاحب رسالة الدكتوراه: (الإختيارات الأصولية للإمام ابن الأمير الصنعاني)، وبحثه لرقم جواله وإعطائه لي، وكان ذلك حين استشرته في ابتداء بحثي عن موضوعٍ لرسالتي لمرحلة الدكتوراه!
ولوقلت إنَّ مقالة جدِّه المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([1])، وفي روايةٍ أخرى: «وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([2]) تتمثَّل في شخصية شيخنا ومفيدنا العلامة الفقيه الشافعي فضيلة الأستاذ الدكتور/ حسن محمد مقبولي الأهدل -رحمه الله، ورفع درجته في المهديين- لما أبعدت عن الصواب إن شاء الله!
كيف لا، وهو من ذرية فاطمة الزهراء، ووارث علم النبوة الغراء ...
نسب السيد العلامة حسن الأهدل إلى سيدنا علي بن أبي طالب وسيدتنا فاطمة الزهراء بقلمه رضي الله عنهم أجمعين
كما أجازني ولله الحمد بجميع مروياته وثبت اسانيده أعلى الله مقامه، وأدخله مدخلاً كريما ...
وهذه صورة مشابهة لإجازته وهي لأخينا فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد المصباحي
وهذه صورة مشابهة لإجازته وهي لأخينا فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد المصباحي
ورغبت منه في مراجعة بعض مؤلفاتي والتقديم لها؛ فكان لي ما طلبته ولله الحمد؛ فجزاه الله عنِّي خير الجزاء وأوفاه ...
ولعل الله ييسر إخراجها في صورة تليق بعنوانها وبمن قدَّمها، أناله الله الفردوس الأعلى من الجنة ...
كما تذكرت شكري وامتناني له الذي سطرته له اعترافاً بفضله في مقدمة رسالتي الدكتوراه (اختيارات الإمام ابن الوزير الفقهية، جمعاً ودراسةً مقارنة):
* أسباب اختيار الموضوع وأهميته:
كانت رحلتي لليمن مطلع عام 1429هـ، للعمل موفداً للتدريس فيها مدَّة أربع سنين هي النافذة التي أطلعتني على اليمن، وفرصةً سنحت لتعرفي على اليمن تاريخاً وأعلاماً وحضارة؛ فكانت بداية الفكرة واختمارها في ذهني، فأتاحت لي الاتِّصال بعلماء القطر اليماني، وعلى رأسهم مفتي الجمهورية اليمنية سابقاً، العلامة المُعمِّر القاضي محمد بن إسماعيل العمراني -متَّع الله بحياته، وختم له بخير-، وكذلك العلاَّمة الفقيه الشَّافعي فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/حسن محمد مقبولي الأهدل، نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا والبحث العلمي سابقاً -حفظه الله، وبارك فيه-، وقد أكرمني الله بحضور دروسهم، والاستجازة منهم، والأخذ عنهم، وهذا أتاح لي التواصل مع عشرات العلماء وطلبة العلم والمثقفين من أهل اليمن؛ ورأيت فيهم شواهد حديث النَّبيِّ r: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([1])، وفي روايةٍ أخرى: «وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»([2])؛ فقلت لنفسي: قد أتى الله بك إليهم! فخذ منهم! وانقل عنهم!
([1]) متَّفقٌ عليه، أخرجه البخاري في صحيحه (5/173)، في كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ح(4388)، ومسلم في صحيحه (1/71)، في كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه، ح(82)، (84)، (88)، (89)، (90).
([2]) متَّفقٌ عليه، أخرجه البخاري في صحيحه (5/173)، في كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ح(4390)، ومسلم في صحيحه (1/71)، في كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه، ح(82)، (84).
المرفقات
التعديل الأخير: