العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من وحى أهل الحديث مراتب العلوم

إنضم
10 مايو 2015
المشاركات
219
الجنس
ذكر
الكنية
د. كامل محمد
التخصص
دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
الدولة
مصر
المدينة
الالف مسكن عين شمس
المذهب الفقهي
ظاهري
من وحى أهل الحديث
مراتب العلوم
(لغير المتخصصين)
إعداد
دكتور كامل محمد عامر
مختصر بتصرف من كتاب
الإحكام في أصول الأحكام
للإمام المحدث الحافظ أبي محمدعلي بن أحمد بن سعيد الأندلسي القرطبي
1433هـ ــــ 2012م
(الطبعة الأولي)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على آلائه . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً دائمةً إلى يوم لقائه وسلم تسليماً .
وبعد :
فهناك علوم قد اندرست منها علم السحر، وعلم الطلسمات وهذه علوم معدومة من العالم اليوم
فمن ادعي علم السحر وعلم الطلسمات، فإنه كاذب ؛ فلا وجه للاشتغال بعلم قد اندثر وعدم،
وإنما الواجب أن يهتم المرء بالعلوم الممكن تعلمها التي قد ينتفع بها ؛ فأفضل العلوم ما أدى إلى الفوز في دار البقاء.
فصل
الواجب
أن نبدأ بالتعليم عند خمس سنين وأن نبدأ بتعليم الخط و القراءة
ويجب أن يكون الخط بيناً صحيحا
ً ولكن التزيد في حسن الخط ليس مطلوباً ويحفظ مع ذلك القرآن ثم علم النحو واللغة معاً
وأيضاً التعمق في علم النحو غير مطلوب و لا منفعة فيه.
فإذا بلغ المرء من النحو واللغة إلى الحد الذي يكفيه فلينتقل إلى علم الحساب فليتعلم الضرب والقسمة والجمع والطرح.
و يجب على الطالب حضور المناقشات العلمية والمؤتمرات أو قراءة الكتب التى تهتم بالمقارنة ، و
من لم يسمع إلا من عالم واحد أو لا يقرأ إلا لعالم واحد؛ أوشك أن لا يحصل على شيئ،
ومع مناقشة الزملاء ومعارضتهم يتميز الحق من الباطل.
ومن اقتصر على علم واحد ولم يذاكر غيره؛ أوشك أن يكون ضُحْكَة وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه، أكثر مما أدرك منهلتعلق العلوم بعضها ببعض.
ومن طلب معرفة كل العلوم كان واهماً، ولن يحصل على شيءٍ. فليأخذ من كل علم بنصيب ومقدار ذلك أن يعرف مضمون ذلك العلم وموضوعاته وأبوابه بدون تعمق أو تفصيل ثم يدرس ما لا بُدَّ له منه.
ثم يتخصص فى العلم الذي يشعر بميله اليه يسبق فيه بطبعه وبقلبه فيستكثر منه ما أمكنه، فربما كان ذلك في علمين أو ثلاثة أو أكثر، على قدر زكائه وقوة إدراكه وكل ذلك بتيسير الله تعالى؛ فلو بإرادة المرء ، لكان مُنَى كل أحدٍ أن يكون أفضل الناس.
ومن طلب العلم ليفخر به أو ليُمْدح به أو ليكتسب به مالاً أو جاهاً، فبعيد عن الفلاح لأنه ليس له غرض في التعمق و التحقيق فيه، وإنما غرضه شيء آخر غير العلم.
أقسام العلوم
العلوم قسمان عند كل أمة وفي كل زمان وفي كل مكان وهي:
(1) قسم تتميز فيه الأمموهذا ينقسم إلى علم شريعة كل أمة، فلا بد لكل أمة من معتقد ما وعلم أخبارهاوعلم لغتها.
وعلم شريعة الإسلام ينقسم أقساماً أربعة:
علم القرآن:ينقسم إلى معرفة قراءته ومعانيه.
وعلم الحديث:ينقسم إلى معرفة متونه ومعرفة رواته ومعرفة أصوله.
وعلم الفقه:
ينقسم إلى أحكام القرآن، وأحكام الحديث، وما أجمع المسلمون عليه وما اختلفوا فيه، ومعرفة وجوه الدلالة وما صح منها وما لا يصح ومعرفة أصوله.
وعلم الكلام:ينقسم إلى معرفة مقالاتهم ومعرفة حجاجهم وما يصح منها بالبرهان وما لا يصح.
(2) قسم تتفق فيها الأمم كلها، وهي باقى العلوم المعرفية كعلم الفلك وعلم الرياضيات والطب وعلم الفلسفة، وباقى العلوم. وعند التحقيق فكل ما عُلِّم فهو علم؛ فيدخل في ذلك علم التجارة والخياطة والحياكة وصناعة السفن والهندسة وغير ذلك من علوم الطبيعة. إلا أن هذه إنما هي للدنيا خاصة فيما بالناس إليه الحاجة في معايشهم. وعلوم الشريعة الغرض منها التوصل إلى الخلاص في دار المعاد فقط.
فصل
والعلوم يتعلق بعضها ببعض ولا يستغني منها علم عن غيره
فصل
إن الغرض من حياتنا الدنيا هو المعرفة بالشريعة والعمل بها ولا سبيل إلى ذلك إلا:
بمعرفة أحكام الله عز وجل وعهوده إلينا في كتابه المنزل.
وبمعرفة ما وصَّانا به رسولنا عليه السلام. وما أجمع علماء الديانة عليه، وما اختلفوا فيه.
والدعاء إلى الله عز وجل واجب، ولا سبيل إليه إلا بمعرفة ما تستجلب به القلوب من حسن اللفظ وبيان المعنى.
فصل
والرؤيا حق وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، فلا بد من معرفة عباراتها، ولا تكون عباراتها إلا بالتمكن في العلوم المذكورة.
فصل

وليكن الناس في تعاونهم على إقامة الواجب كالمجتمعين لبناء منزل، فإنه لا يتم إلا بالتعاون بين عدد غير قليل من أصحاب المهن المختلفة . فكذلك التعاون على ما به تكون النجاة فى عالم الخلود؛ فرضى الخالق عزَّ وجلَّ أوجب وأكرم، وبالله تعالى نتأيد.
فصل
إن قوماً قوي جهلهم، وضعفت عقولهم، وفسدت طبائعهم، يظنون أنهم من أهل العلم وليسوا من أهله، ولا شيء أعظم آفة على العلوم وأهلها من هذه الطبقة لأنهم: تناولوا طرفاً من بعض العلوم يسيراً، وكان الذي فاتهم من ذلك أكثر مما أدركوا منه. ولم يكن طلبهم لما طلبوا من العلم لله تعالى، ولا ليخرجوا من ظلمة الجهل، لكن ليزدروا بالناس زهواً وعجباً، وليفخروا أنهم من أهله تطاولاً وكذباً. ولم يكن همهم أيضاً، مع الازدراء بغيرهم، إلا الازدراء بسائر العلوم وتنقيصها، لظنهم الفاسد أنه لا علم إلا الذي طلبوا فقط. وكثيراً ما يعرض هذا لمبتدئ في علم من العلوم.
 
إنضم
18 مارس 2010
المشاركات
21
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
علم الحديث
المدينة
شبراخيت
المذهب الفقهي
الحنفي قديماً، الحنبلي حديثاً
رد: من وحى أهل الحديث مراتب العلوم

وفقكم الله لما يحب ويرضى
 

أشواق

:: متابع ::
إنضم
22 سبتمبر 2015
المشاركات
16
التخصص
القرآن وعلومه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: من وحى أهل الحديث مراتب العلوم

بارك الله فيكم


 
أعلى