كامل محمد محمد عامر
:: مشارك ::
- إنضم
- 10 مايو 2015
- المشاركات
- 219
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- د. كامل محمد
- التخصص
- دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
- الدولة
- مصر
- المدينة
- الالف مسكن عين شمس
- المذهب الفقهي
- ظاهري
تبسيط علوم السلف
الشريعة إنما جاءت للعمل بمقتضاها
إعداد
دكتور كامل محمد عامر
مختصر بتصرف من كتاب
الموافقات
فى
اصُول الأحكام
للحافظ أبى اسحاق ابراهيم بن موسى اللخمىّ الغرناطىّ
الشهير بالشاطبىّ
المتوفى سنة790
شرط التكليف القدرة على المكلف به فإذا ظهر في التشريع تكليف بما لا يدخل تحت قدرة العبد فذلك راجع في التحقيق إلى سوابقه أو لواحقه أو قرائنه فقولالله تعالى:{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[SUB][البقرة:132][/SUB] وما كان نحو ذلك ليس المطلوب منه إلا ما يدخل تحت القدرة وهو الإسلام.
المسألة الثانية
المطلوب من الإنسان على ثلاثة أقسام :
أحدها ما لم يكن داخلاً تحت قدرته ؛ وهذا قليل كقوله تعالى: { فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }[SUB][البقرة:132][/SUB] وحكمه أن المطلوب منه فعل ما تعلق به. الثاني ما كان داخلا تحت قدرته مثل معظم الأفعال المكلف بها و الانسان مطالب بها صراحة.
الثالث ما قد يشتبه أمره كالحب والبغض والجبن والشجاعة والغضب والخوف ونحوها والظاهر أنها داخلة على الإنسان اضطراراً:
إما لأنها من أصل الخِلْقَةِ فلا يطالب إلا بتوابعها فإن ما في فطرة الإنسان من الأوصاف يتبعها بلا بد أفعال اكتسابية فالطلب وارد على تلك الأفعال لا على ما نشأت عنه كما لا تدخل القدرة ولا العجز تحت الطلب.
وإما لأن لها باعثاً من غيره فتثور فيه فيقتضى لذلك أفعالاً أخر:
فإن كان المثير لها هو السابق وكان مما يدخل تحت كسبه فالطلب يرد على المثير كقوله عليه السلام :"تهادوا تحابوا" وكالنهى عن النظر المثير للشهوة الداعية إلى ما لا يحل وعين الشهوة لم ينه عنه.
وإن كان المثير لها هو السابق ولم يكن داخلاً تحت كسبة فالطلب يرد على اللواحق كالغضب المثير لشهوة الإنتقام كما يثير النظر شهوة الوقاع.
فصل
ومن هذا الملمح فقه الأوصاف الباطنة كلها أو أكثرها من الكبر والحسد وحب الدنيا والجاه وما ينشأ عنها من آفات اللسان، وكذلك فقه الأوصاف الحميدة كالعلم والتفكر والاعتبار واليقين والمحبة والخوف والرجاء وأشباهها مما هو نتيجة عمل فإن الأوصاف القلبية لا قدرة للإنسان على إثباتها ولا نفيها.
المسألة الثالثة
الأوصاف التى لا قدرة للإنسان عليها نوعان:
ما كان نتيجة عمل كالعلم والحب فالجزاء يتعلق بها لإنها مسببة عن أسباب مكتسبة كقوله عليه الصلاة والسلام لأشج عبدالقيس "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"[SUB][[/SUB][SUB]صحيح مسلم :[/SUB][SUB]كتاب الإيمان[/SUB][SUB]][/SUB]و هى فى أنفسها لا يثاب عليها ولا يعاقب ولكن يثاب و يعاقب على متعلقاتها.