العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حلاوة الدنيا.. وحلاوة الآخرة!

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلاوة الدنيا.. وحلاوة الآخرة!

عن أبي موسى الأشعري -رضى الله عنه- أنه لَمّا حضرته الوفاة قال: يا معشر الأشعريين ليُبلِّغ الشاهد الغائب، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حلاوة الدنيا .. مرةُ الآخرة، ومرةُ الدنيا .. حلاوة الآخرة".

ونحن في دوامة الاختبارات إلى حين انتهاء وقتها، وليت نتذكر أننا ما جئنا لهذه الدنيا إلا لنُعمّر هناك (الجنة)، فالمهم أننا نوقن ونحن نُكابد المحن والابتلاءات:

1. أن الله تعالى عدل حكيم مطلع وخبير.
2. وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليُصيبنا.
3. وأن الله تعالى قسم الرزق على عباده بما يُطيقه كل واحد من خلقه؛ فلو عُرضت الابتلاءات في سوق وذهبت البشرية جمعاء لاختيار ما يتحمله كل منها؛ لاختار كل منها ما قدره الله تعالى لها من الابتداء.
4. وأن من نظر لما في يدي غيره؛ أتعب قلبه، وأفسدت عليه نفسه أن يسعد بما في رزقه الله تعالى وقسم له بالعدل، فليسترح ويرضى؛ لأنه لن يناله إلا ما قسم الله تعالى له.
5. فوز الصابر بمحبة الله تعالى، فبخ بخ.
6. وأن من رضي وصبر، كان حقا على الله سبحانه أن يرضيه.
7. الابتلاء يقرب العبد من ربه، وينسلخ من الدنيا وفتنتها.
8. أن الدعاء يرفع الابتلاء، كل منّا حسب قوته في الدعاء، ويقينه في قدرة ربه، وطيب المسكن والملبس والمأكل، والأخذ بالأسباب، وعدم استعجال الإجابة، وأخيرا الرضا بما قضى الله سبحانه.
9. واليقين أن مع العسر يسرين.
10. اليقين دوام الحال من المحال.
11. النظر لمن هم أشد منّا ابتلاء، فهذا يُعين على الصبر والرضا وحمد الله تعالى على كل حال.
12. أن بعض المؤمنين لهم منازل عالية في الجنة ولن يبلغوها بأعمالهم، فيختبرهم الله تعالى لتزداد درجاتهم وينالوا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
13. الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم يكفي الله به ما أهمّنا.
14. الاستغفار والتوبة ترفع الابتلاء.
15. أن الله أرحم بنا من رحمة الوالدة على ولدها.

وأدعو الله تعالى أن يوفقنا ونحن في حالنا هذا للدعاء والعمل الصالح الذي يتقبله منّا بقبول حسن، لتغير القدر بإذن الله تعالى: عَنْ سلمان، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ". رواه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى.

ندعو بما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (.. وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
وقوله تعالي: (ربِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ). النمل 19

كما ندعو أن يجعلنا الله تعالى فيمن وسّع عليهم في الدنيا والآخرة؟: عن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس أربعة، ... والناس موسَّعٌ عليه في الدنيا والآخرة، وموسَّعٌ عليه في الدنيا مقتورٌ عليه في الآخرة، ومقتورٌ عليه في الدنيا موسَّع عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا والآخرة، وشقي في الدنيا وشقي في الآخرة". مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشفاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء". رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

عَنِ العباس، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ؟ فَقَالَ:" سَلْ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ"، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: "يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ". رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

فمن كان ممن وسّع الله عليه في الدنيا فلينظر أهو توسيع رحمة أم والعياذ بالله غير ذلك، -وبإذن الله تعالى يكون توسيع رحمة، فلا نزكيكم على الله عز وجل-، فليحفظه، بتتبع رضا الله تعالى في القول والعمل -جهد طاقته- والسجود عليه شكرا، والدعاء للمسلمين بظهر الغيب.

ومن كان غير ذلك والعياذ بالله، فالحمد والمنّة له تعالى أن أرسل لنا جميعا إلى يوم الدين التذكره، فلنصلح حالنا مع خالقنا وأنه سبحانه يغفر ويقبل ويعف عن كثير، ومن ليس له خطيئة .. فليرمها بحجر، فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.

أسأل الله تعالى لي ولكم ولكل المسلمين؛ العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.

سهير علي
 
إنضم
6 أبريل 2015
المشاركات
21
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: حلاوة الدنيا.. وحلاوة الآخرة!

نسأل الله الجنة
 
أعلى