د. عامر بن محمد بن بهجت
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 22 مارس 2008
- المشاركات
- 392
- الكنية
- أبو صهيب
- التخصص
- الفقه
- المدينة
- طيبة
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن القلب يتألم ويعتصر لما يحصل لإخواننا في غزة
ومع هذا فالأمل في الله كبير، وما النصر إلا من عند الله، ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم))
ومن المسائل التي يحتاج إليها في هذه الأيام "هل يؤمّن على الدعاء المسجّل؟"
وأقتطع الجواب من بحثي الماجستير :
المطلب الأول
التأمين على الدعاء المسجل
صورة المسألة: يمر كثيراً على سَمْعِ المستمع للتسجيلات الإسلامية أدعية تتخلل المحاضرات أو الخطب المسجلة، بل وجدت تسجيلات خاصة بالأدعية كدعاء القنوت أو دعاء ختم القرآن أو غيرها، فهل يشرع للمستمع أن يؤمّن على هذه الأدعية أم لا؟
اختلف المشايخ المعاصرون في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: مشروعية التأمين على الدعاء المسجّل، وهو قول الشيخ أحمد الحجي الكردي( )، والشيخ أحمد حطيبة( )، والشيخ صلاح الصاوي( )، والشيخ فالح الصغيّر( )، والشيخ عبد الله بن يوسف الجديع( ).
ودليله:
1. أن معنى "آمين": اللهم استجب، قال القرطبي ~: (معنى آمين عند أكثر أهل العلم: اللهم استجب لنا، وضع موضع الدعاء.)( )، وقال ابن حجر ~: (وَمَعْنَاهَا اللَّهُمَّ اِسْتَجِبْ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَرْجِعُ جَمِيعُهُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى)( )، وقال ابن حزم ~ ( ): (معنى "آمين" اللهم افعل ذلك)( ) وعلى هذا فإن التأمين دعاء، قَالَ عَطَاءٌ ~: (آمِينَ دُعَاءٌ)( ) وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية تحت عنوان "حقيقة التأمين": (التّأمين دعاء ، لأنّ المؤمن يطلب من اللّه أن يستجيب الدّعاء.)( )، وعليه: فلا مانع من الدعاء بأن يستجيب الله الدعاء المسجّل كغيره.
ونوقش: بأن التأمين جواب دعاء وليس دعاء مستقلاً، ثم لو قيل: إنه دعاء فهو (دعاء غير مستقلّ بنفسه بل مرتبط بغيره من الأدعية)( )، والدعاء المسجّل ليس بدعاء حقيقي، وإنما هو حكاية صوت دعاء سابق فلم يشرع التأمين عليه.
2. حديث ابْنِ عَبَّاسٍ{ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى آمِينَ ، فَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ آمِينَ»( )
وجه الدلالة: أنّ التأمين على الدعاء المسجّل يدخل في عموم الإكثار من التأمين.
ويناقش من وجهين:
الأول: أن المراد به بالتأمين بعد الفاتحة.
الثاني: أن الحديث ضعيف، كما قال ابن حجر ~: (أخرجه ابن ماجه بسند فيه ضعفاء.)( )
فائدة: حدثني الشيخ عبد الرحمن الرحمة( ) أنه سمع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ~ غير مرة يؤمن على الأذان المسجّل( ).
القول الثاني: عدم مشروعية التأمين على الدعاء المسجّل، وهو قول اللجنة الدائمة للإفتاء( )، برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وعضوية الشيخ بكر أبو زيد والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الله بن غديان، وقول الشيخ خالد المصلح( )، والشيخ خالد الرفاعي( ).
ودليلهم:
1. أن الدعاء والتأمين عليه عبادة، والعبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما ثبت بدليل من الكتاب أو السنة، والمشروع هو التأمين على دعاء الداعي الحاضر.
ونوقش: بأنه قد ثبت مشروعيته بالأدلة المذكورة في القول الأول.
2. أن التأمين جواب دعاء وليس دعاءً مستقلاً، ثم لو قيل: إنه دعاء فهو (دعاء غير مستقلّ بنفسه بل مرتبط بغيره من الأدعية)( ) والدعاء المسجّل ليس بدعاء حقيقي، وإنما هو حكاية صوت دعاء سابق فلم يشرع التأمين عليه.
ونوقش: بأنّه قد سبق أنّ "آمين" كلمة معلومة المعنى، ومعناها "اللهم استجب" فلا مانع من قولها عند سماع أو قراءة أي دعاء.
الترجيح:
الذي يترجح في نظري -والله أعلم- هو القول بمشروعية التأمين على الدعاء المسجّل لما سبق في أدلة القول أول.
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن القلب يتألم ويعتصر لما يحصل لإخواننا في غزة
ومع هذا فالأمل في الله كبير، وما النصر إلا من عند الله، ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم))
ومن المسائل التي يحتاج إليها في هذه الأيام "هل يؤمّن على الدعاء المسجّل؟"
وأقتطع الجواب من بحثي الماجستير :
المطلب الأول
التأمين على الدعاء المسجل
صورة المسألة: يمر كثيراً على سَمْعِ المستمع للتسجيلات الإسلامية أدعية تتخلل المحاضرات أو الخطب المسجلة، بل وجدت تسجيلات خاصة بالأدعية كدعاء القنوت أو دعاء ختم القرآن أو غيرها، فهل يشرع للمستمع أن يؤمّن على هذه الأدعية أم لا؟
اختلف المشايخ المعاصرون في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: مشروعية التأمين على الدعاء المسجّل، وهو قول الشيخ أحمد الحجي الكردي( )، والشيخ أحمد حطيبة( )، والشيخ صلاح الصاوي( )، والشيخ فالح الصغيّر( )، والشيخ عبد الله بن يوسف الجديع( ).
ودليله:
1. أن معنى "آمين": اللهم استجب، قال القرطبي ~: (معنى آمين عند أكثر أهل العلم: اللهم استجب لنا، وضع موضع الدعاء.)( )، وقال ابن حجر ~: (وَمَعْنَاهَا اللَّهُمَّ اِسْتَجِبْ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَرْجِعُ جَمِيعُهُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى)( )، وقال ابن حزم ~ ( ): (معنى "آمين" اللهم افعل ذلك)( ) وعلى هذا فإن التأمين دعاء، قَالَ عَطَاءٌ ~: (آمِينَ دُعَاءٌ)( ) وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية تحت عنوان "حقيقة التأمين": (التّأمين دعاء ، لأنّ المؤمن يطلب من اللّه أن يستجيب الدّعاء.)( )، وعليه: فلا مانع من الدعاء بأن يستجيب الله الدعاء المسجّل كغيره.
ونوقش: بأن التأمين جواب دعاء وليس دعاء مستقلاً، ثم لو قيل: إنه دعاء فهو (دعاء غير مستقلّ بنفسه بل مرتبط بغيره من الأدعية)( )، والدعاء المسجّل ليس بدعاء حقيقي، وإنما هو حكاية صوت دعاء سابق فلم يشرع التأمين عليه.
2. حديث ابْنِ عَبَّاسٍ{ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى آمِينَ ، فَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ آمِينَ»( )
وجه الدلالة: أنّ التأمين على الدعاء المسجّل يدخل في عموم الإكثار من التأمين.
ويناقش من وجهين:
الأول: أن المراد به بالتأمين بعد الفاتحة.
الثاني: أن الحديث ضعيف، كما قال ابن حجر ~: (أخرجه ابن ماجه بسند فيه ضعفاء.)( )
فائدة: حدثني الشيخ عبد الرحمن الرحمة( ) أنه سمع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ~ غير مرة يؤمن على الأذان المسجّل( ).
القول الثاني: عدم مشروعية التأمين على الدعاء المسجّل، وهو قول اللجنة الدائمة للإفتاء( )، برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وعضوية الشيخ بكر أبو زيد والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الله بن غديان، وقول الشيخ خالد المصلح( )، والشيخ خالد الرفاعي( ).
ودليلهم:
1. أن الدعاء والتأمين عليه عبادة، والعبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما ثبت بدليل من الكتاب أو السنة، والمشروع هو التأمين على دعاء الداعي الحاضر.
ونوقش: بأنه قد ثبت مشروعيته بالأدلة المذكورة في القول الأول.
2. أن التأمين جواب دعاء وليس دعاءً مستقلاً، ثم لو قيل: إنه دعاء فهو (دعاء غير مستقلّ بنفسه بل مرتبط بغيره من الأدعية)( ) والدعاء المسجّل ليس بدعاء حقيقي، وإنما هو حكاية صوت دعاء سابق فلم يشرع التأمين عليه.
ونوقش: بأنّه قد سبق أنّ "آمين" كلمة معلومة المعنى، ومعناها "اللهم استجب" فلا مانع من قولها عند سماع أو قراءة أي دعاء.
الترجيح:
الذي يترجح في نظري -والله أعلم- هو القول بمشروعية التأمين على الدعاء المسجّل لما سبق في أدلة القول أول.