كامل محمد محمد عامر
:: مشارك ::
- إنضم
- 10 مايو 2015
- المشاركات
- 219
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- د. كامل محمد
- التخصص
- دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
- الدولة
- مصر
- المدينة
- الالف مسكن عين شمس
- المذهب الفقهي
- ظاهري
[FONT="]على هامش الأصول[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الأسباب والنتائج[/FONT][FONT="][/FONT]
إعداد
دكتور كامل محمد عامر
مختصر بتصرف من كتاب
[FONT="]الموافقات فى اصُول الأحكام[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]للحافظ أبى اسحاق ابراهيم بن موسى اللخمىّ الغرناطىّ[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الشهير بالشاطبىّ [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="](المتوفى سنة790)[/FONT]
1433هـ ــــ 2012م
(الطبعة الأولي)
[FONT="] [/FONT][FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وبعد[/FONT][FONT="][/FONT]
[/FONT][FONT="]ومنها [/FONT][FONT="]أن[/FONT][FONT="] الفاعل للسبب عالما بأن النتيجة ليست إليه إذا وكلها إلى فاعلها وصرف نظره عنها كان أقرب إلى الإخلاص والتفويض والتوكل على الله تعالى وغير ذلك من المقامات السنية والأحوال المرضية. [/FONT] [FONT="]ومنها[/FONT][FONT="] أن تارك النظر في النتيجة بناء على أن أمره لله إنما همَّه السبب الذي دخل فيه فهو يتقنه ولو كان قصده النتيجة لكان مظنة لعدم إتقانه والإخلال به. [/FONT] [FONT="]ومنها[/FONT][FONT="] أن صاحب هذه الحالة مستريح النفس فارغ القلب من تعب الدنيا قال تعالى :{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [/FONT][FONT="]{[/FONT][SUB][FONT="][النحل:97 ][/FONT][/SUB][FONT="] [/FONT][FONT="] وأيضا ففيه كفاية جميع الهموم بجعل همه هماً واحداً بخلاف من كان ناظرا إلى النتيجة فإنه ناظر إلى كل نتيجة فى كل سبب يأخذ به وذلك مشتت له وأيضاً ففى النظر إلى كون السبب منتجاً أو غير منتج تفرق بال وإذا أنتج فليس على وجه واحد فصاحبه متبدد الحال مشغول القلب فى أن لو كان السبب أصلح مما كان فتراه يعود تارة باللوم على السبب وتارة بعدم الرضى بالنتيجة وأما المشتغل بالسبب معرضاً عن النظر فى غيره فمشتغل بأمر واحد وهو التعبد بالسبب أى سبب كان ولاشك أن هماً واحداً خفيف على النفس جداً بالنسبة إلى هموم متعددة. [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ فَهَانُوا عَلَيْهِمْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ» . [SUB][تحقيق الألباني :حسن ، التعليق الرغيب ( 4 / 83 ) ، المشكاة ( 263 )[/SUB][/FONT][SUB] [/SUB][SUB][FONT="]صحيح وضعيف سنن ابن ماجة (9/ 106)][/FONT][/SUB][SUB][FONT="][/FONT][/SUB] [FONT="]ويقرب من هذا المعنى قول من قال "من طلب العلم لله فالقليل من العلم يكفيه ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة". [/FONT] [FONT="]ومنها[/FONT][FONT="] أن النظر فى النتيجة [/FONT][FONT="]قد يكون على التوسط[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وذلك إذا أخذه من حيث مجاري العادات[/FONT][FONT="] وقد يكون على [/FONT][FONT="]وجه من المبالغة [/FONT][FONT="]فوق ما يحتمل البشر فيحصل بذلك للمكلف إما شدة التعب و إما الخروج عما هو له إلى ما ليس له[/FONT][FONT="] فالحاصل أن نفوذ القدر المحتوم هو محصول الأمر ويبقى السبب إن كان مكلفا به عمل فيه بمقتضى التكليف وإن كان غير مكلف به لكونه غير داخل فى مقدوره استسلم استسلام من يعلم أن الأمر كله بيد الله فلا ينفتح عليه باب الشيطان وكثيرا ما يبالغ الإنسان فى هذا المعنى حتى يصير منه إلى ما هو مكروه شرعاً من تشويش الشيطان ومعارضة القدر وغير ذلك.[/FONT] [FONT="]ومنها[/FONT][FONT="] أن تارك النظر فى النتيجة أعلى مرتبة إذا كان عاملاً فى العبادات وأوفر أجراً فى العادات لأنه عامل على اسقاط حظه بخلاف من كان ملتفتاً إلى النتائج فإنه عامل على الإلتفات إلى الحظوظ لأن نتائج الأعمال راجعة إلى العباد ومن رجع إلى مجرد الأمر والنهي عامل على إسقاط الحظوظ وهو مذهب أرباب الأحوال. [/FONT] [FONT="]المسألة الثامنة[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]كون النتائج مرتبة على فعل الأسباب شرعاً [/FONT][FONT="]يترتب عليها أمور:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]منها[/FONT][FONT="] أن النتيجة إذا كانت منسوبة إلى السبب شرعاً وجب أن يكون المكلف فى تعاطي السبب ملتفتاً إلى جهة النتيجة [/FONT][FONT="]أن يقع منه ما ليس فى حسابه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فكما يكون التسبب فى الطاعة منتجاً ما ليس فى ظنه من الخير لقوله تعالى: { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }[SUB][المائدة:32][/SUB] كذلك يكون التسبب فى المعصية منتجاً ما لم يحتسب من الشر لقوله تعالى: { فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }[SUB][المائدة:32][/SUB] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]ومنها[/FONT][FONT="] أنه إذا التفت إلى النتائج مع أسبابها ربما ارتفعت عنه إشكالات كثيرة وذلك أن متعاطى السبب قد يبقى عليه حكمه وإن رجع عن ذلك السبب أو تاب منه فيظن أن النتيجة يرتفع حكمها برجوعه عن السبب ولا يكون كذلك مثل من تاب عن القتل بعد رمي السهم عن القوس وقبل وصوله إلى الرمية ومن تاب من بدعة بعد ما بثها فى الناس وقبل أخذهم بها أو بعد ذلك وقبل رجوعهم عنها [/FONT] [FONT="]ومنها[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن الله عز وجل جعل النتائج فى العادة تجرى على وزان الأسباب فى الإستقامة أو الإعوجاج[/FONT][FONT="] فإذا كان الأخذ بالسبب على ما ينبغي كانت النتيجة كذلك وبالضد
ومن ههنا إذا وقع خلل فى النتيجة نظر الفقهاء إلى السبب هل كان على تمامه أم لا فإن كان على تمامه لم يقع على المكلف لوم وإن لم يكن على تمامه رجع اللوم والمؤآخذة عليه فهم يضمنون الطبيب والحجام والطباخ وغيرهم من الصناع إذا ثبت التفريط من أحدهم إما بكونه غرَّ من نفسه وليس بصانع وإما بتفريط [/FONT][FONT="]بخلاف[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ما إذا لم يفرط فإنه لا ضمان عليه[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فمن التفت إلى النتائج من حيث كانت علامة على الأسباب فى الصحة أو الفساد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فقد حصل على قانون عظيم يضبط به جريان الأسباب على وزان ما شرع أو على خلاف ذلك. [/FONT] [FONT="]ومن هنا جعلت الأعمال الظاهرة فى الشرع دليلاً على ما فى الباطن فإن كان الظاهر منخرماً حكم على الباطن بذلك أو مستقيماً حكم على الباطن بذلك أيضاً وهو أصل عام فى الفقه وسائر الأحكام العاديات والتجريبيات بل الإلتفات إليها من هذا الوجه نافع فى جملة الشريعة جداً. [/FONT] [FONT="]المسألة التاسعة[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]الأسباب غير المشروعة [/FONT][FONT="]هل ت[/FONT][FONT="]ترتب عليها أحكام ؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]كالقتل[/FONT][FONT="] يترتب عليه ميراث الورثة والإتلاف بالتعدى يترتب عليه ملك المتعدى للمتلف تبعا لتضمينه القيمة والغصب يترتب عليه ملك المغصوب إذا تغير فى يديه بناء على تضمينه وما أشبه ذلك.[/FONT] [FONT="]فإذا قصد الفاعل توابع السبب التى تعود عليه بالمصلحة ضمنا[/FONT][FONT="]ً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]كالوارث[/FONT][FONT="] يقتل الموروث ليحصل له الميراث والغاصب يقصد ملك المغصوب فيغيره ليضمن قيمته ويتملكه وأشباه ذلك [/FONT][FONT="]فهل يعامل هنا بنقيض مقصوده[/FONT][FONT="] وهو مقتضى الحديث فى حرمان القاتل الميراث ومقتضى الفقه فى ميراث المبتوته فى المرض أو تأبيد التحريم على من نكح فى العدة إلى كثير من هذا أو يعتبر جعل الشريعة ذلك سببا لتلك التوابع ولا يؤثر فى ذلك قصد القاصد ؛ هذا مجال للمجتهدين. [/FONT] [FONT="] [/FONT]