أبو حزم فيصل بن المبارك
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 27 مارس 2008
- المشاركات
- 365
- التخصص
- أصول الفقه
- المدينة
- قسنطينة
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد .
مسألة المجاز من المسائل التي اشتد فيها الخلاف ، وكثر فيها النزاع ، وقد تناولها المحقيقون من الأصوليين و المتكلمين بالبيان و التفصيل ، فذهب قوم إلى إنكار المجاز في اللغة و القرآن ، ومن أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القم ، وذهب قوم إلى جواز المجاز في اللغة و القرآن عد الأسماء و الصفات وهم الجمهور ، وقد بالغ الشيخ العلامة ابن القيم في وصف المجاز أنه طاغوتا فقال { ففصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء و الصفات وهو طاغوت المجاز }مختصر الصواعق المرسلة ص284
و أفاض في إبطاله بأكثر من خمسين وجها ، و الذي يلوح لي في هذه المسألة أن المجاز واقع في اللغة و القرآن عدا الأسماء و الصفات قال العلامة ابن قدامة في الروضة {القرآن يشمل على الحقيقة و المجاز } وقال { ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال : لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه و الله أعلم } الروضة بتعليق شيخنا عبد القادر بن بدران .
ونسب الشيخ العلامة الطوفي المنع إلى الظاهرية و الرافضة ، وحكى بعض العلماء و المحقيقين مذاهب أخرى في منع المجاز ، و الذي اختاره شيخنا عبد القادر بن بدران القول بعدم المجاز ، ولولا ضيق المقام لنقلنا كلام المحقيقين و الفحول في مسألة المجاز ، نظر لنفاسته واشتماله على الفوائد و الدرر ، لكن حسبنا في هذا المقام أن ننقل فائدة عزيزة وقفت عليه في حاشية السيد الشريف الجرجاني على تفسير الكشاف للزمخشري ، أعجبتني فرأيت أن أنقلها لكم .
يقول الأستاذ العلامة السيد الشريف الجرجاني في قوله تعالى ( وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ) أثبت لهم أولا السكر المجازي ثم نفى عنهم السكر الحقيقي . قال أحمد : و العلماء يقولون إن من أدلة المجاز صدق نقيضه ، كقولك زيد حمار إذا وصفته بالبلادة ثم يصدق أن تقول وما هو بحمار ، فنفى عنه الحقيقة . فكذلك الآية بعد ان أثبت السكر المجازي نفى السكر الحقيقي . أبلغ نفي مؤكد بالباء ، و السر في التأكيد التنبيه على ان السكر الذي هو بهم في تلك الحالة ليس من المعهود في شيء ، و إنما هو أمر لم يعهد وقابله مثله وقال { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } وكأنه تعليل لإثبات السكر المجازي .
انتهى قوله رحمة الله عليه .
المصدر
حاشية الشيد الشريف علي بن محمد أبي الحسن الجرجاني على الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لجار الله الزمخشري
ومعه
2: وكتاب { الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الإعتزال } للمحب الدين أفندي
ج 3 ص6
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد .
مسألة المجاز من المسائل التي اشتد فيها الخلاف ، وكثر فيها النزاع ، وقد تناولها المحقيقون من الأصوليين و المتكلمين بالبيان و التفصيل ، فذهب قوم إلى إنكار المجاز في اللغة و القرآن ، ومن أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القم ، وذهب قوم إلى جواز المجاز في اللغة و القرآن عد الأسماء و الصفات وهم الجمهور ، وقد بالغ الشيخ العلامة ابن القيم في وصف المجاز أنه طاغوتا فقال { ففصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء و الصفات وهو طاغوت المجاز }مختصر الصواعق المرسلة ص284
و أفاض في إبطاله بأكثر من خمسين وجها ، و الذي يلوح لي في هذه المسألة أن المجاز واقع في اللغة و القرآن عدا الأسماء و الصفات قال العلامة ابن قدامة في الروضة {القرآن يشمل على الحقيقة و المجاز } وقال { ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال : لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه و الله أعلم } الروضة بتعليق شيخنا عبد القادر بن بدران .
ونسب الشيخ العلامة الطوفي المنع إلى الظاهرية و الرافضة ، وحكى بعض العلماء و المحقيقين مذاهب أخرى في منع المجاز ، و الذي اختاره شيخنا عبد القادر بن بدران القول بعدم المجاز ، ولولا ضيق المقام لنقلنا كلام المحقيقين و الفحول في مسألة المجاز ، نظر لنفاسته واشتماله على الفوائد و الدرر ، لكن حسبنا في هذا المقام أن ننقل فائدة عزيزة وقفت عليه في حاشية السيد الشريف الجرجاني على تفسير الكشاف للزمخشري ، أعجبتني فرأيت أن أنقلها لكم .
يقول الأستاذ العلامة السيد الشريف الجرجاني في قوله تعالى ( وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ) أثبت لهم أولا السكر المجازي ثم نفى عنهم السكر الحقيقي . قال أحمد : و العلماء يقولون إن من أدلة المجاز صدق نقيضه ، كقولك زيد حمار إذا وصفته بالبلادة ثم يصدق أن تقول وما هو بحمار ، فنفى عنه الحقيقة . فكذلك الآية بعد ان أثبت السكر المجازي نفى السكر الحقيقي . أبلغ نفي مؤكد بالباء ، و السر في التأكيد التنبيه على ان السكر الذي هو بهم في تلك الحالة ليس من المعهود في شيء ، و إنما هو أمر لم يعهد وقابله مثله وقال { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } وكأنه تعليل لإثبات السكر المجازي .
انتهى قوله رحمة الله عليه .
المصدر
حاشية الشيد الشريف علي بن محمد أبي الحسن الجرجاني على الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لجار الله الزمخشري
ومعه
2: وكتاب { الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الإعتزال } للمحب الدين أفندي
ج 3 ص6
التعديل الأخير بواسطة المشرف: