العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الكلام على ما ورد من الحديث في فضل زكاة الفطر

إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
423
الكنية
جلال الدين
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
انواكشوط -- أطار
المذهب الفقهي
مالكي
أما بعد فهذه الأحاديث التي ذكرها الحافظ المنذري في فضل زكاة الفطر:
الحديث الأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة" رواه أبو داود[1] وابن ماجه[2] والحاكم [3]وقال صحيح على شرط البخاري [4]


الحديث الثاني : عن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ْ"" صاع من بر أو قمح على كل صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير ، أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطى"" رواه أحمد[5] وأبو داود[6]


الحديث الثالث : عن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوم شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر " رواه أبو حفص بن شاهين[7] في فضائل رمضان وقال حديث غريب جيد الإسناد [8]


الحديث الرابع : عن كثير بن عبد الله المزني رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} قال أنزلت في زكاة الفطر

رواه ابن خزيمة في صحيحه [9] وفيه كثير بن عبد الله [10]


[1] أخرجه برقم 1609 باب زكاة الفطر \قال الالباني حسن

[2] أخرجه برقم1827 باب صدقة الفطر \ قال الالباني حسن

[3] أخرجه برقم 1488 باب وأما حديث محمد بن أبي حفصة

[4] [1\568] ووافقه الذهبي \ وقال الدارقطني في السنن ليس فيهم مجروح كتاب زكاة الفطر [3\61]

[5] برقم 23663و 23664 (39\67) قال شعيب وفريقه : ضعيف مرفوعا كما سياتي بيانه في الرواية التالية ، وهذا الإسناد ضعيف، فإن ابن جريج -واسمه عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس ولم يصرح بسماعه من الزهري، وقد اختلف فيه على الزهري كما سيأتي. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5785) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1621) ، والدارقطني في "سننه" 2/150.
وأخرجه بنحوه الدارقطني 2/148-149 من طريق علي بن صالح، عن يحيى ابن جرجة، عن الزهري، به. وإسناده ضعيف، علي بن صالح ويحيى بن جرجة ليسا بذاك .
ثم قال المحققون في الرواية الاخرى : إسناده ضعيف لضعف نعمان بن راشد وسوء حفظه، وللاختلاف الذي وقع فيه على الزهري كما سيأتي بيانه، وقد ضعفه الإمام أحمد وابن عبد البر كما في "نصب الراية" للزيلعي 2/409. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/45، وفي "شرح المشكل" (3410) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/122 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1619) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/253، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/45، وفي "شرح المشكل" (3411) ، وابن قانع 1/122، والدارقطني في "سننه" 2/147-148 و148-149، والبيهقي 4/167، وابن الأثير فى "أسد الغابة" 1/289 من طرق عن حماد بن زيد، به.
وقد انفرد نعمان بن راشد في هذا الحديث بإيجاب صدقة الفطر على الغني و الفقير، فقد رواه دون هذا الحرف بكر بن وائل الكوفي -وهو صدوق لا بأس به- عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه، أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1620) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (629) ، وابن خزيمة (2410) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3412) و (3413) ، وابن قانع 1/122، والطبراني في "الكبير" (1389) ، والحاكم 3/279، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1367) ، وابن الأثير 1/288. وذكر أبو نعيم بإثره طريق بحر السقاء عن الزهري مثله، وبحر ضعيف.
وخالف سفيان بن عيينة عند الدراقطني 2/148، فرواه عن الزهري، عن ابن أبي صعير، عن أبي هريرة رواية -أي: مرفوعا- أنه قال: "زكاة الفطر على الغني والفقير" ثم قال -أي: سفيان-: أخبرت عن الزهري. فهذا يضعف الإسناد، والراوي عن سفيان عنده هو نعيم بن حماد، وهو ليس بذاك.
قلنا: لكنه قد صح عن أبي هريرة موقوفا، فقد رواه معمر عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو حديث النعمان بن راشد عن الزهري الذي خرجه المصنف هنا، وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7724) ، ورجاله ثقات رجال الشيخين. وقد روي نحوه -دون إيجاب الصدقة على الغني والفقير- من غير وجه عن الزهري عن سعيد بن المسيب وغيره مرسلا. انظر "مصنف" ابن أبي شيبة 3/170-171، و"شرح معاني الآثار" 2/45 و46، و"سنن البيهقي" 4/169.
قلنا: وقد جاء في "الصحيحين" وغيرهما عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري ما يفيد أن إخراج مدين من الحنطة عن كل رأس في صدقة الفطر لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أحدثه الناس بعده، انظر "المسند" (4486) و (11182) و (11698) .
قال البيهقي في "السنن" 4/170: وقد وردت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في صاع من بر، ووردت أخبار في نصف صاع، ولا يصح شيء من ذلك، قد بينت علة كل واحد منها في "الخلافيات".
وقال ابن المنذر كما في "فتح الباري" 3/374: لا نعلم في القمح خبرا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه، ولم يكن البر بالمدينة ذلك الوقت إلا الشيء اليسير منه، فلما كثر في زمن الصحابة رأوا أن نصف صاع منه يقوم مقام صاع من شعير، وهم الأئمة..[ مسند أحمد ط الرسالة (39/ 69)]
قال الحاكم : هذا حديث رواه أكثر أصحاب الزهري عنه، عن عبد الله بن ثعلبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا أباه " [المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 314) باب ذكر مناقب ثعلبة بن صعير العدوي رضي الله عنه ]

[6] أخرجه في باب من روي نصف صاع من قمح برقم 1619 قال الالباني ضعيف وبرقم 1620 وقال الالباني صحيح

[7] لا يوجد في المطبوع منه وقد أخرجه غيره مثل : الديلمي في مسند الفردوس (1/235) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/499) وابن صصرى في أماليه،كما في الجامع الصغير والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة –كما في الجامع الصغير (2287) و(4905)- وأحمد بن عيسى المقدسي في »فضائل جرير« (2/24/2) من طريق محمد بن عبيد البصري عن معتمر بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير مرفوعا به.
وضعفه السيوطي في الجامع الصغير، وكذلك الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير (رقم1868) و(رقم3413) وفي السلسلة الضعيفة (رقم43 ) [هذا التخريج مستفاد من بعضهم ]

[8] انظر التعليق السابق \ قال ابن الجوزي : حدثنا أبو قاسم بن الحصين قال أنا علي بن أبي علي البصري قال نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان الدير عاقولي قال نا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفقيه قال حدثني عبد الله بن علي بن عبيدة المؤدب قال نا محمد بن عبيد البصري قال نا معتمر قال نا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله ..... محمد بن عبيد مجهول [العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/ 8)]
قال الألباني : وروي من حديث أنس أخرجه الخطيب (9 / 121) وعنه ابن الجوزي في " العلل " (823) ، وابن عساكر (12 / 239 / 2) عن بقية بن الوليد حدثني عبد الرحمن بن عثمان بن عمر عنه مرفوعا.
قلت: وعبد الرحمن هذا لم أعرفه والظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/ 118) ] وذكره الديلمي [ 2\395 ]

[9] أخرجه ابن خزيمة باب ذكر ثناء الله على مؤدي زكاة الفطر برقم 2420 (4\90) قال محققه الأعظمي: إسناده ضعيف جدا كثير بن عبد الله متهم بالكذب

[10] قال الحافظ : ضعيف أفرط من نسبه للكذب[تقريب التهذيب] قال ابن عبر البر مجمع على ضعفه [تهذيب التهذيب] قال الذهبي : اتفقوا على ضعفه [تاريخ الاسلام 4\485]

تنبيه هذا الحديث من نسخة كثير عن ابيه عن جده
وللمحدثين فيها كلام :
ومنه ما قال ابن حبان : روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها فى الكتب و لا الرواية عنه إلا على وجه التعجب .[ تهذيب الكمال للمزي 24\140 ]
وقد حسن منها البخاري حديثا فقد قال الترمذى : قلت لمحمد فى حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده فى الساعة التى ترجى فى يوم الجمعة : كيف هو ؟
قال : حديث حسن إلا أن أحمد بن حنبل كان يحمل على كثير يضعفه ، و قد روى يحيى ابن سعيد الأنصارى ـ يعنى : على إمامته ـ عن كثير بن عبد الله [ تهذيب الكمال للمزي 24\140 ]
 
أعلى