كامل محمد محمد عامر
:: مشارك ::
- إنضم
- 10 مايو 2015
- المشاركات
- 219
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- د. كامل محمد
- التخصص
- دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
- الدولة
- مصر
- المدينة
- الالف مسكن عين شمس
- المذهب الفقهي
- ظاهري
برامج الوصـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
إلى استخراج الأحكام من القرآن ومن صحيح سنة الرسول
وصايا فى برامج الوصول
إعداد
دكتور كامل محمد محمد محمد عامر
إعداد
دكتور كامل محمد محمد محمد عامر
مقدمات قبل قراءة تلك الوصايا
الرسول عليه السلام فى حجة الوداع أمر عموم المسلمين ...... الجاهل والعالم.....الصغير والكبير..... الرجل والمرأة..... "....فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ...." [SUB][البخاري: كِتَاب الْحَجِّ؛ بَاب الْخُطْبَةِ أَيَّامَ مِنًى] [/SUB] فالشريعة يابنى عامة جاءت لعموم المسلمين, جاءت لأمة أُمّيّة
يقول تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ }[SUB][الجمعة:2][/SUB]
ويقول تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ }[SUB][الاعراف:157] [/SUB]
وفى الحديث "إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ" [SUB][[/SUB][SUB]مسلم: كِتَاب الصِّيَامِ؛[/SUB][SUB]بَاب وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ]. [/SUB] فلابد ــــ يا بنى ــــــ فى فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين الذين نزل القرآن بلسانهم؛فلا يستقيم للمتكلم فى كتاب الله أو سنة رسول الله أن يتكلف فيهما فوق ما يسعه عقل عامة الناس فالناس فى الفهم ليسوا سواء ولذلك يجب أن يكون تفسير الكتاب والسنة بطريقة سهلة على العقل بحيث يشترك فيها عامة الناس فإنها لو كانت مما لا يدركه إلا الخواص لم تكن الشريعة عامة ولزم بالنسبة إلى العامة تكليف ما لا يطاق. ففى حديث طويل عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ "...... وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي ....... قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" قال النووي: ".....وَفِيهِ : دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ أَقَرَّ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَاعْتَقَدَ ذَلِكَ جَزْمًا كَفَاهُ ذَلِكَ فِي صِحَّة إِيمَانه وَكَوْنه ، مِنْ أَهْل الْقِبْلَة وَالْجَنَّة ، وَلَا يُكَلَّف مَعَ هَذَا إِقَامَة الدَّلِيل وَالْبُرْهَان عَلَى ذَلِكَ؛ وَلَا يَلْزَمهُ مَعْرِفَة الدَّلِيل ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور" [SUB][ مسلم: كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةِ؛ بَاب تَحْرِيمِ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ وَنَسْخِ مَا كَانَ مِنْ إِبَاحَتِهِ]
[/SUB] فصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
يقول تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [SUB][النحل: 44][/SUB] و يقول تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} [SUB][النحل: 64][/SUB]
فالرسول عليه السلام جاء بالبيان الواضح ففى الحديث "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ " [SUB][سنن ابن ماجه : كِتَاب الْمُقَدِّمَةِ ؛ بَاب اتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ][صحيح وضعيف سنن ابن ماجة ؛تحقيق الألباني :صحيح ، الصحيحة ( 937 )][حاشية السندي على ابن ماجه (1/ 36). قَوْله ( عَلَى الْبَيْضَاء ) أَيْ الْمِلَّة وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَل الشَّبَه أَصْلًا ....... وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ لَيْلهَا كَنَهَارِهَا][/SUB] "....فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ...." وكان يا بنى......والتزم الصحابة رضى الله عنهم بهذا الأمر وبلَّغوا الغائب ؛ بلَّغوا الغائب عن المكان, وبلَّغوا الغائب فى الزمان ...بلَّغوا الغائب عن الموقف فى كافّة بقاع الأرض, وبلَّغوا من بعدهم من الأجيال. لقد كنا غائبين عن الموقف وجائنا البلاغ ووصلت إلينا جميع أقوال الرسول عليه السلام, فهل من مدعٍ بأن هناك مسائل ليست لها أحكام؟ إن هذه الشريعة المباركة معصومة ـــ يا بنى ـــ كما أن صاحبها صلى الله عليه وسلم معصوم وكما كانت أمته فيما اجتمعت عليه معصومة وكما كان نقلة الأخبار فى نقلهم لصحيح السنة معصومين لقوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[SUB][سورة الحجر:9][/SUB] والسنة مبينة للكتاب ودائرة حوله.
لقد وكَّلَ اللهُ سبحانه الحفظ إلي اليهود فجاز التبديل عليهم فبدلوا, يقول تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء }[SUB][سورة المائدة:44 ][/SUB]
وقال سبحانه وتعالى في القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [SUB][سورة الحجر:9 ][/SUB]
فلم يَجُز التبديل؛ فهذه الجملة تدلك على حفظ الشريعة وعصمتها عن التغيير والتبديل. إن الله عز وجل وَفَّرَ دواعي الأمة للذَّبِ عن الشريعة والمناضلة عنها؛ لقد قيض الله سبحانه للقرآن حفظة بحيث لو زيد فيه حرف واحد لأخرجه آلاف من الأطفال الأصاغر فضلاً عن القُرَّاء الأكابر؛وهكذا جرى الأمر في أحكام الشريعة فقيض الله لكل علم رجالاً حَفَظَهُ على أيديهم.
مصادر الأحكام
آيات محكمات ....هنَّ أم الكتاب وليست بالمتشابهات التى حذرنا الله منها
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [SUB][آل عمران: 7]
[/SUB]قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ" [SUB][البخاري: كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ؛ بَاب { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ }]
[/SUB] أقول:
· إما آية محكمة
· وإما حديث صحيح بأقسامه الثلاث: آحاد أو متواتر أو إجماع.
فأنت ــــ يا بنى ــــ تدور فى فلك تلك الآيات وهذه الأحاديث لتستقى منها أحكام شريعتك المباركة. فصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
قال تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } [SUB][البقرة:29][/SUB]
وقال تعالى:{ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [SUB][سورة الجاثية:13][/SUB]
وقال تعالى: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } [SUB][سورة الأعراف:32].
[/SUB] فكل شئى مباح وحلال إلا ما استثناه ربى جلَّ وعلا من هذه الإباحة العامة بنصوص القرآن وصحيح السنة. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" [SUB][البخاري:كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ بَاب الِاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ][/SUB]
فإما أوامر واضحة بيِّنة بآية محكمة أو حديث صحيح؛ فنأتى منها ما نستطيع.
وإما نواهى مفصلة واضحة فنجتنبها يقول تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } [SUB][الأنعام: 119][/SUB] وباقى ما فى الكون من أفعال وأحداث وأشياء مباح لنا بتلك الآية العامة { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً }
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ "كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَ أَشْيَاءَ وَيَتْرُكُونَ أَشْيَاءَ تَقَذُّرًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ وَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ فَمَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلَالٌ وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ وَتَلَا: { قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا .....} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ" [سنن أبي داود:كِتَاب الْأَطْعِمَةِ ؛ بَاب مَا لَمْ يُذْكَرْ تَحْرِيمُهُ] [ صحيح وضعيف سنن أبي داود: تحقيق الألباني:صحيح الإسناد]
فصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
اللفظ فى اللغة قد يَحْتَمل معنى وَاحِدًا فَقَط كالثُّلُثُ فى قوله تعالى: { فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ } [SUB][النساء: 11][/SUB] وهذا يطلق عليه "النص"
وقد يحْتَمل اللفظ أَكثر من معنى ولكنه أظهر فِي أحد مَعَانِيه كقوله تعالى:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}[SUB][المدثر: 4][/SUB] فلفظ الثياب يطلق على ما يلبس وقد يطلق على القلب ولكنه أظهر وأوضح فى الملبوس وهذا يطلق عليه"الظاهر"
وقد يحْتَمل اللفظ أَكثر من معنى ولم يترجح له معنى معين فيطلقون عليه "المجمل".
إن الأصل في النصّ أن يحمل على ظاهر لفظه
فلا تترك يابنى العمل بظاهر الآيات والأحاديث إلا:
· بضرورة حسّ أو عقل.
· أو بنصِّ آية أو حديث صحيح.
· أو بإجماع جميع الصحابة.
إن معظم ألفاظ القرآن والسنة تحتمل أكثر من معنى فلو لم نأخذ بالظاهر واعتمدنا التأويلات فلن تقوم الحجة على الخلق بالأوامر والنواهي إذ ليست في الأكثر نصوصاً لا تحتمل إلا معنى واحد. إننا إن أخذنا بظاهر النص فلن يقع في تفسيره خلاف, وإذا أخذنا بالتأويل اختلفنا وتنازعنا إذ باب التأويل غير محصور.
فصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
الرسول عليه السلام يأخذ بظاهر الآيات وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ.
فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ تصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْلاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ»
قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ
قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } [SUB][البخاري: كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ؛[/SUB][SUB] بَاب قَوْلِهِ تعالى:{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } [/SUB]
ففي هذا الحديث بيان كاف في حمل كل شيء على ظاهره ، فحمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللفظ الوارد «أو» على التخيير ، فلما جاء النهي المجرد حمله على الوجوب. نعم ـــ يا بنى ــــ رسولنا عليه السلام يبين لنا كيفية العمل بالقرآن, بدون تأويل أو تحميل للنص أكثر مما تحمله ألفاظه؛ (أو) للتخيير والعدد (سبعون) على ظاهره وليس للتكثير, نعم بهذه البساطة التى يفهمها ويعقلها عموم المسلمين «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْلاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ»
وانظر إلى الصحابة عليهم رضوان الله يلتزمون بالأمر على ظاهره بدون تفكير
فعن جابر قال:لَما استوى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الجمعة قال: "اجلسوا" فسمع ذلك ابن مسعود؛ فجلس على باب المسجد، فرآه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:"تَعَالَ يا عبدَ الله بنَ مسعود". [SUB][صحيح أبي داود – الأم: أول كتاب الصلاة؛ باب الامام يكلّم الرجل في خطبته (قلت "الألبانى" : حديث صحيح، وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "ووافقه الذهبي)] [/SUB]
فصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [SUB][الأنبياء: 23][/SUB]
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[SUB][النور: 63][/SUB]
إياك ــــ يا بنى ـــ أن تسأل ربنا عزَّ وجلَّ لماذا حُرِّمَ هذا وأُبِيحَ ذاك؛ فهذا تطاول ـــ يا بنى ـــ لا يليق من البشر للبشر,فكيف نسأل رب البشر الذى نهانا عن هذا فقال تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }
يا بنى إنك إن تتكهن بحكمة التحريم والتحليل تكون قد سلكت طريقاً وعرة ودخلت فى بحر لجَّىّ ليس له نهاية نعم ما سمعنا بهذه الحكم وتلك العلل فى عصر الصحابة رضوان الله عليهم ولا فى عصر التابعين .... لماذا حَرَّم ربى الزنا ..... لا ندرى.... يفعل ربى ما يشاء لا معقب لحكمه...فهل تعلم يا بنى أن نكاح المتعة كان مباحاً لفترات طويلة فى أول الإسلام, وكذلك الربا والخمر....
وانظر إلى قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}[SUB][البقرة:249]. [/SUB]إنها ابتلاءات واختبارات؛ أمرنا تعالى أن لا نسأل عما يفعل, فكيف نتكهن بحكمةِ أوامره. إنك أن تتكهن بحكمة الأمر فلن تُعدم آخر يرد عليك تكهنك ويأتى بحكمة ثانية وثالثة.
فكن عبداً لله تعالى؛ تفعل ما يأمرك به وتنتهى عما نهاك عنه.