العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

شرح مُهَذِبَةِ ألْفِيَةِ الزُّبَدِ ( طالب بن عمر بن حيدرة)

إنضم
23 يناير 2013
المشاركات
2,604
الإقامة
ميت غمر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
عقيدة
الدولة
مصر
المدينة
ميتغمر
المذهب الفقهي
شافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح مُهَذِبَةِ ألْفِيَةِ الزُّبَدِ (1)



هذبها وعلق عليها الفقير لعفو ربه ذي المغفرة: طالب بن عمر بن حيدرة، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين.

1 - الحمدُ للإلهِ ذي الجلالِ
space.gif
**وشارِعِ الحرامِ والحلالِ
space.gif

2 - ثمَّ صلاة ُاللهِ مَعْ سلامِي
space.gif
**على النَّبي المُصطفى التِّهامِي
space.gif

3 - وبَعدُ هذى زُبَدٌ نظَمتُهَا
space.gif
**أبياتُها ألفٌ بما قد زِدتُها
space.gif

4 - يَسهُلُ حِفظُها على الأطفالِ
space.gif
**نافعةً لمُبتدِي الرِّجالِ
space.gif

5 - واللهَ أرجو المَنَّ بالإخلاصِ
space.gif
**لكي يكونَ مُوجِبَ الخَلاصِ
space.gif


الدرس الأول:
هذه الأبيات هي مختصرٌ لألفية الزبد للعلامة أحمد بن حسين بن رسلان الشافعي، والذي ولد في الرملة بفلسطين سنة 773ه، وتوفي في بيت المقدس سنة 844ه، وقد شرح هذه الألفية جمع من أهل العلم، منهم: الشهاب الرملي في فتح الرحمن، والفشني في مواهب الصمد.
وقد بدأ الناظم بأربعة أمور:
1 - حمد الله تعالى، والحمد هو وصف الله تعالى بكمال أسمائه (كالإله) وجلال صفاته (كذي الجلال) وجمال أفعاله وأحكامه الكونية والشرعية (كتشريع الأحكام التي تبين الحلال والحرام )، مع حبه وتعظيمه.
2 - الصلاة والسلام على النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه الله واختاره من مكة، ومكة من تهامة، والصلاة هي الثناء عليه في الملأ الأعلى بكل خير، والسلام هو الدعاء له بالسلامة من كل مكروهٍ وشر.
3 - ثم أشار إلى أنه نظم كتاب الزبد للعلامة شرف الدين هبة الله بن عبد الرحيم ابن إبراهيم البارزي الشافعي، والذي ولد سنة 645ه، وتوفي سنة 738ه، والزبد هي خلاصة الشيء، وسميت بذلك لأنها خلاصة مهمات علم الفقه على مذهب الإمام الشافعي، وقد بلغت أبيات هذا النظم 1088 بيتًا، وسننتخب منها 100 بيت من كتاب العبادات بما يناسب حاجة الصغار المبتدئين في عصرنا، على ما قصد الناظم رحمه الله تعالى.
4 - سؤال الله تعالى أن يمن بالإخلاص في طلب العلم، وتعليمه، وأن يوفق سبحانه ليكون هذا العلم سببًا في نجاة العبد يوم القيامة.


 
التعديل الأخير:
إنضم
23 يناير 2013
المشاركات
2,604
الإقامة
ميت غمر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
عقيدة
الدولة
مصر
المدينة
ميتغمر
المذهب الفقهي
شافعي
رد: شرح مُهَذِبَةِ ألْفِيَةِ الزُّبَدِ ( طالب بن عمر بن حيدرة)

كتاب الطهارة
الكتاب: اسمٌ لجملةٍ متناسبةٍ من العلم، والطهارة في الشرع: رفع حدثٍ، أو إزالة نجسٍ، ونحوهما.
6 - وإنَّمَا يَصِحُّ تَطهيرٌ بِمَا
space.gif
**أُطلِقَ لا مُستَعمَلٍ، ولا بِمَا
space.gif

7 - بطاهِرٍ مُخَالِطٍ تَغَيَّرَا
space.gif
**تَغَيُّرًا إِطلاقَ الاِسمِ غَيَّرَا
space.gif

8 - في طَعمِهِ أو ريحِهِ أو لَونِهِ
space.gif
**ويُمكِنُ استِغنَاؤُهُ بِصَو
نِهِ
space.gif


الدرس الثاني:
الماء خمسة أقسامٍ، وذكر الناظم في هذه الأبيات ثلاثة أقسامٍ للمياه:
1 - الماء المطلق: وهو الماء الباقي على أصل خلقته؛ كمياه الأمطار والعيون والبحر، ويصح التطهر بهذا الماء في الوضوء والغسل وتطهير النجاسات.
2 - الماء المستعمل: هو الماء القليل (دون القلتين) الذي رفع حدثًا أو أزال نجسًا، ولا يصح على المذهب التطهر به، ولم يدل على منع التطهر به دليل صريح، والله أعلم.
3 - الماء الطاهر غير المطهر: وهو ما اجتمعت فيه أربعة شروط:
‌أ - أن يخالط طاهرٌ الماءَ، مع عدم تعذر صون الماء عن هذا الطاهر.
‌ب - أن تبلغ درجة مخالطته للماء بحيث لا يمكن فصله عنه.
‌ج - أن تتغير أحد صفات الماء الثلاثة: الطعم، أو اللون، أو الريح.
‌د - أن يسلب عن الماء اسم الماء المطلق، فلا يطلق عليه اسم الماء إلا مقيدًا؛ كقولنا: ماء مالح، أو ماء أحمر، أو ماء مزعفر. وحكمه: أنه لا يصح التطهر به في العبادات، ويصح استعماله في العادات؛ كالطبخ والشرب ونحوهما.

9 - ولا بِماءٍ مُطْلَقٍ حَلَّتْهُ عَيْنْ
space.gif
**نَجَاسَةٍ وَهْوَ بِدُونِ القُلَّتَيْنْ
space.gif

10 - والنَّجَسُ الوَاقِعُ قَد غَيَّرَهُ
space.gif
**واختِيرَ في مُشَمَّسٍ لا يُكْرَهُ
space.gif


الدرس الثالث:
ذكر الناظم رحمه الله فيما سبق ثلاثة أقسامٍ للماء، وبقي قسمان:
4 - الماء النجس، وهو قسمان:
‌أ - الماء المطلق إذا كان دون القلتين، وتساوي 192 كجم تقريبًا،[1] ووقعت فيه نجاسة، وإن لم تغيره، وفي وجهٍ في المذهب: أنه لا ينجس إلا بالتغير، وهو الأقرب.
‌ب - الماء الذي وقعت فيه النجاسة، وغيرت أحد أوصافه الثلاثة. وحكمه: أنه لا يصح استعماله في العبادات، ولا في العادات.
5 - الماء المشمس: وهو الماء الذي سخنته الشمس في إناء منطبع[2] في القطر الحار حتى ظهرت عليه زهومة، ويكره استعماله في البدن دون الثوب على المذهب، والمختار جواز ذلك.
------------------------------
[1] وبالمساحة تساوي حجم مكعب طوله وعرضه وارتفاعه ذراع وربع؛ أي 58 سم.
قلت : محمد بن رضا ( الكيلو وحدة قياس الأوزان - والأولى أن يقول ( لتر ) والله أعلم .

[2] أي معدن قابل لطرقه بمطرقة الحداد؛ كنحاس وحديد.




 
التعديل الأخير:
إنضم
23 يناير 2013
المشاركات
2,604
الإقامة
ميت غمر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
عقيدة
الدولة
مصر
المدينة
ميتغمر
المذهب الفقهي
شافعي
رد: شرح مُهَذِبَةِ ألْفِيَةِ الزُّبَدِ ( طالب بن عمر بن حيدرة)

باب النجاسات
النجاسات: جمع نجاسة، والنجاسة: هي مستقذرٌ يمنع صحة الصلاة ونحوها، وقد عدّها الناظم رحمه الله تعالى في الآتي:
11 - المُسْكِرُ المائِعُ، والخِنْزِيرُ
space.gif
** والكلبُ مع فَرْعَيْهِمَا، والسُّورُ
space.gif


12 - ومَيْتَةٌ مَعَ العِظَامِ والشَّعَرْ
space.gif
** والصُّوفِ لا مَأكُولَةٌ ولا بَشَرْ
space.gif


13 - والدَّمُ، والقَيْءُ، وكُلُّ ما ظَهَرْ
space.gif
** مِنَ السَّبِيلَيْنِ سِوَى أَصلِ البَشَرْ
space.gif


الدرس الرابع: عدّ الناظم رحمه الله سبعًا من النجاسات:
1 - كل مائعٍ مسكرٍ مغيّبٍ للعقل؛ كالخمر.
2 - الخنزير والكلب، وكذا ما وُلد من أحدهما وحيوانٍ آخر.
3 - ما فضل بعد شرب أحدهما، ويسمى السؤر..
4 - الميتة: وهي كل ما زالت حياته بدون ذكاةٍ شرعية، ويلحق بها أجزاؤها التي تحلها الحياة؛ كعظام الميتة، وشعرها، وصوفها،وتستثنى من نجاسة الميتات ميتتان:
أ‌ - الميتة المأكولة؛ كالسمك، والجراد فهي طاهرة.
ب‌ - ميتة البشر، سواء أكان مسلمًا أو كافرًا.
5 - الدم المسفوح؛ أي السائل.
6 - القيء، وهو ما خرج من المعدة من جهة الفم.
7 - كل ما خرج من السبيلين؛ القبل والدبر، ويستثنى من ذلك: المني تكرمةً له؛ لأنه أصل خلق الإنسان. ودليل نجاسة ما سبق: أن الله تعالى سماها في كتابه رجسًا،[3] أو أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لنا كيفية تطهير ما أصابته.[4]
14 - نجاسَةُ الخِنزيرِ مثلُ الكَلبِ
space.gif
**تُغْسَلُ سَبْعًا مَرَّةً بِتُرْبِ
space.gif


15 - وما سِوَى ذَيْنِ فَفَرْدًا يُغْسَلُ
space.gif
**والحَتُّ والتَثْليثُ فيه أفضَلُ
space.gif


16 - وبَوْلُ طِفلٍ غَيرَ دَرٍّ ما أَكَلْ
space.gif
**يَكْفِيهِ رَشٌّ إِنْ يُصِبْ كُلَّ المَحَلْ
space.gif


الدرس الخامس: ثم انتقل رحمه الله ليبين كيفية تطهير محل النجاسات، وذكر في هذه الأبيات ثلاث طرائق:
1 - طريقة تطهير النجاسة المغلظة: وهي نجاسة الكلب والخنزير: أن يغسل الإناء الذي شربا منه سبع مراتٍ بالماء، ويجعل في إحدى الغسلات السبع ترابًا طهورًا، والأفضل أن يجعل التراب في الغسلة الأولى. وفي هذا التغليظ التأكيد على الابتعاد عن ملابسة هذه الحيوانات.
2 - طريقة تطهير النجاسة المخففة: وهي نجاسة بول الصبي الرضيع الذي لم يتغذَ على غير اللبن: بأن يرش محل ما وقع عليه هذا البول بالماء. وفي هذا التخفيف الحث على حمل الأطفال الصغار، وملاعبتهم.
3 - طريقة تطهير النجاسة المتوسطة: وهي بقية النجاسات: بأن يغسل محلها بالماء غسلةً واحدةً مجزئةً؛ والغسلة المجزئة ما أزالت عين النجاسة، وأوصافها الثلاثة؛ من طعمٍ، ولونٍ، وريحٍ، ويُفضّل أن يحك محل النجاسة، ويغسله ثلاث مراتٍ.
أما تطهير عين النجاسات؛ فلا تطهر من النجاسات العينية السابقة إلا نجاستين:
أ‌ - الخمر إذا صارت خلاً بنفسها.
ب‌ - جلد الميتة - غير ميتة الخنزير والكلب - إذا نُزعت الفضلات منه؛ كالدم واللحم والشحم عن طريق مواد الدباغة.
============
[3] فالخمر، والخنزير، والميتة، والدم المسفوح، سماها الله في كتابه رجسًا.
[4] فالكلب نجس وكذا سؤره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيفية تطهير ما ولغ فيه؛ كما يأتينا في الدرس القادم، وكذا علمنا كيفية تطهير محل الخارج من السبيلين بالاستنجاء أو الاستجمار، أما القيء فلم يدل دليل على نجاسته، والأقرب أنه مستقذر غير نجس، والله أعلم.





 
التعديل الأخير:
إنضم
23 يناير 2013
المشاركات
2,604
الإقامة
ميت غمر
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
عقيدة
الدولة
مصر
المدينة
ميتغمر
المذهب الفقهي
شافعي
رد: شرح مُهَذِبَةِ ألْفِيَةِ الزُّبَدِ ( طالب بن عمر بن حيدرة)

باب الوضوء
الوضوء هو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة مفتتحاً بنية، وللوضوء موجبات، وفروض، وبدأ بموجبات الوضوء:
17 - مُوجِبُهُ: الخارجُ مِن سبيلِ
space.gif

غَيرَ مَنِيٍّ مُوجِبِ التَّغسيلِ
space.gif


18 - كذا زوالُ العقلِ لا بِنَومِ كُلْ
space.gif

مُمَكِّنٍ ولَمْسُ مَرأَةٍ رَجُلْ
space.gif

19 - لا مَحْرَمٌ، وحائِلٌ للنَّقْضِ كَفْ
space.gif

ومَسُّ فَرْجِ بَشَرٍ ببَطنِ كَفْ
space.gif

الدرس السادس: بين الناظم رحمه الله في هذه الأبيات أن نواقض الوضوء - التي توجبه - أربعة:
1 - كل ما خرج من السبيلين؛ كالبول، والغائط، والمذي، والريح اللاتي جاء فيها النص، وقيس عليها غيرها مما خرج من السبيلين، ويستثنى من ذلك: المني؛ لأنه خارجٌ يُوجب ما هو أكبر من الوضوء؛ وهو الغسل.
2 - زوال العقل؛ بجنون، أو إغماء، أو سُكر، أو نوم،
والنوم الناقض للوضوء ما اجتمع فيه شرطان: لا يُسمع معه كلام الحاضرين، ولم تمكّن مقعدة النائم فيه من الأرض؛ وذلك لأن النوم بهذه الصفة مظنة لخروج الريح.
3 - لمس رجل امرأةً غير محرم له بلا حائل؛ بأن تتلاقى بشرتهما غير الشعر والظفر، والدليل على أن هذا اللمس ناقض للوضوء ليس بصريح.
4 - مس فرج آدمي ببطن الكف؛ سواءً كان قبلاً أو دبرًا؛ لأن هذا المس مظنة كذلك لحصول الشهوة، وخروج المذي.
5 - وقد ذكر الناظم كذلك ناقضًا خامسًا: وهو أكل لحم الإبل؛ للحديث الذي جاء فيه.
20 - فُرُوضهُ: النِّيَّةُ، واغسِل وَجْهَكَا
space.gif

وغَسْلُكَ اليدينِ مَعْ مِرْفَقِكَا
space.gif

21 - ومَسْحُ بعضِ الرأسِ، ثُمَّ اغسِلْ وَعُمْ
space.gif

رِجْلَيكَ مَعَ كَعبَيكَ، والتَّرتيبُ ثُمْ
space.gif

الدرس السابع: ثم ذكر الناظم رحمه الله أركان الوضوء - التي لا يصح الوضوء إلا بها -، وعدّ منها ستة:
1 - النية؛ بأن ينوي عند وضوئه: رفع الحدث، أو فرض الوضوء، أو استباحة الصلاة.
2 - غسل الوجه؛ من منابت شعر الرأس إلى اللحية طولاً، وما بين الأذنين عرضًا، وقال بعض أهل العلم: ومن غسل الوجه المضمضة، والاستنشاق.
3 - غسل اليدين مع المرفقين؛ وحد الغسل أن يسيل الماء ويتقاطر على العضو.
4 - مسح بعض الرأس، ولو بعض شعرة، والأحوط أن يعم جميع الرأس بالمسح مع الأذنين.
5 - غسل الرجلين مع الكعبين.
6 - ترتيب الأركان على ما سبق ذكره، ودليل هذه الأركان الستة أن الله تعالى أمر بها في آية الوضوء من سورة المائدة. وللوضوء سننٌ، من أشهرها:
1 - استعمال السواك.
2 - التسمية.
3 - غسل الكفين قبل المضمضة.
4 - تخليل الأصابع.
5 - تثليث الغسل.
6 - التيامن.
7 - الإتيان بذكر الفراغ بعد الوضوء.
8 - صلاة ركعتين بعده.

 
التعديل الأخير:
أعلى