العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تجاوز النماذج أول خطوة للانطلاق

محمد رمضان سنيني

:: مطـًـلع ::
إنضم
3 نوفمبر 2012
المشاركات
117
الكنية
أبو عبد البر
التخصص
أصول الفقه
المدينة
الجزائر العاصمة
المذهب الفقهي
مالكي
الجبال؛ الصخور؛ الحجر:


تمثلات للقسوة؛ الشدة؛ الوعر.


استقرت تلك التمثلاث نماذج في ذاكرتنا لا تفارقنا؛ شدتنا؛ كبحتنا؛ غطت


عن وجهها الآخر.


ذلك الوجه يريد ربنا أن نلتفت إليه؛ فثمة رسائل بينات منه سبحانه كشفت


ذلك الوجه الذي كله رقة؛ لين؛ ملاذ؛ موطن للمناجاة؛ للتأمل؛ للعطاء.


تلك الرسائل:


- "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ


وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ".


- "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ"؛"إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ


يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ".


- "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ


مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ".


- " وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ".


- "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا".


- غار حراء؛ غار ثور؛ أهل الكهف.


- جبل أحد"يحبنا ونحبه"؛ جبل طور؛ جبل عرفات.


- تسببح الحصى بين يديه صلوات الله وسلامه عليه.


- " إني لأعرف حجراً بمكة، كان يسلم علي قبل أن أُبْعَث، إني لأعرفه الآن".


- الحجر الذي كان سببا في براءة موسى عليه السلام.


- قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" يا سارية: الجبل؛ الجبل....".


إن تلك التمثلات والنماذج التي أبعدت ذلك الوجه الآخر وضيقت حيزه ليست


وحدها؛ فثمة نماذج أخرى بباطننا تتحكم في تصرفتنا؛ تقودنا؛ تعمل على صناعة


مستقبلنا وأفكارنا، لا تجعلنا ننطلق نحو أفق رحبة كلها أمل وتفاؤل، وحياة.


إن الانظلاق نحو تلك الأفق تبدأ بمحو تلك النماذج وتغييرها؛ قال ربنا:


" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" تأملوا هذه الآية:


- اسمية دالة على أن ذلك ناموس.


- أن تغيير الله لا بد أن يسبقه تغيير منا على وجه الشرطية.


- "ما بأنفسهم": ف"ما" الموصولة تفيد العموم ولم يقل سبحانه"مما" لا وجه


للتبعيض؛ محو وتغيير كل النماذج.


- "الباء" في "بأنفسهم" تفيد أن الذي يحب تغييره هو ذلك المتراكم الذي لصق


على مر الأيام والسنين؛ وهذا يستدعي غوصا وحفرا ومعاهدة.


- "يغيروا": فعل مضارع يدل على مواصلة التغيير الدائم لا مكان للفتور؛ تحديث


غير منقطع ولا متقطع.


- وقبل ذلك فالتغيير متضمن معلومية المغيَّر، والمغيَّر به؛ وهذا جهاد آخر.
 
أعلى