طارق بن عبد الرحمن الحمودي
:: متابع ::
- إنضم
- 4 يوليو 2008
- المشاركات
- 46
- الكنية
- أبو عبد الله
- التخصص
- الفلسفة والفكر والحضارة
- المدينة
- تطوان
- المذهب الفقهي
- الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
العجن عند القيام من السجود
الحمد لله أما بعد:
فقد روى الطبراني في الأوسط (4/213/4007) عن الأزرق بن قيس قال: رأيت عبد الله ابن عمر وهو يعجن في الصلاة, يعتمد على يديه إذا قام. فقلت: ما هذا يا أبا عبد الرحمن؟ قال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة يعني يعتمد)
ورواه الحربي في غريب الحديث (2/525) بلفظ: (رأيت ابن عمر يعجن فى الصلاة يعتمد على يديه إذا قام فقلت له فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه يفعله).والحديث صححه الشيخ الألباني في الصحيحة(2674)
واستنكر الشيخ بكر أبو زيد هذا الحديث وفقهه, وألف في الرد على جعل الشيخ الألباني للعجن هيئة من هيئات الصلاة جزءا مفردا, وأشار إلى ذلك في كتابه (لا جديد/ص47و48) فقال:
(العجن أن يقوم المصلي من ركعة إلى أخرى على هيئة العاجن,وهو أن يجمع يديه ويتكئ على ظهورهما عند القيام كحال من يعجن العجين
وهذه هيئة أعجمية ليست سنة شرعية,كما يشير إليه كلام ابن الصلاح رحمه الله تعالى.
وأن هذه يفعلها المسن اضطرارا لا اختيارا ليستعين بها على القيام
ثم العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة والثانية ببسط الكفين على الأرض, كما هو معروف من حال النساء عند عجن العجين.
ومتى كان التشبه بالنساء أو العمل حال العجز سنة من سنن الهدى.
مع أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة,وترك التسنن به مدى القرون علة قادحة, وقد بينت ذلك في جزء مفرد هو : (كيفية النهوض في الصلاة/وضعف حديث العجن)
والذي يهمني في كل كلامه هنا قوله: (العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة, والثانية ببسط الكفين على الأرض) - وقد تولى الشيخ الألباني رحمه الله الرد الحديثي على جزء الشيخ بكرفي تمام المنة (ص197/مكتبة الثقافة) - وهو غريب! فالذي في أساس البلاغة للزمخشري أن العاجن هو الذي يعتمد على ظهور أصابع يديه, ولم أره ذكر معنى آخر للعجن, لكن ذكر أن الذي يعتمد على راحتيه يقال له (الخابز)! وقال الحربي في غريب الحديث (): (يعجن أي يضع يديه على الأرض كما يصنع الذى يعجن العجين)
فإذا ثبت هذا من جهة اللغة لم يبق لسائر كلامه محل من البحث.أقصد زعمه كونها أعجمية وأنها تشيه بالنساء ومن طريقة العجزة.
وقد يقول قائل: المقصود أنه كان يعتمد عند القيام لا أنه كان يقبض يديه عنده.
أي أن المراد وصف هيئة الجسد لا هيئة الكفين.
والجواب أن الذي استغربه الأزرق من فعل ابن عمر لم يكن هيئة بدنه عند القيام,بل استغرب هيئة كفيه والله أعلم, وهو الأمر الذي يغلب على الظن أن يكون أثار اهتمام الأزرق لا هيئة البدن عند القيام .
ولو كان قصده بالعجن مجرد الاعتماد لقال: (رأيت عبد الله بن عمر وهو يعتمد على يديه) لكن الذي قاله هو ((رأيت عبد الله بن عمر وهو يعجن في الصلاة يعتمد على يديه) وهو يدل على أنه رأى منه شيئا زائدا على مجرد الاعتماد على يديه.
وقد ذكر المناوي في فيض القدير (5/154)حديث (كان إذا قام من جلسة الاستراحة في الصلاة اتكأ على إحدى يديه كالعاجن!) ونسبه للطبراني عن وائل بن حجر. ولم أجده!!
العجن عند القيام من السجود
الحمد لله أما بعد:
فقد روى الطبراني في الأوسط (4/213/4007) عن الأزرق بن قيس قال: رأيت عبد الله ابن عمر وهو يعجن في الصلاة, يعتمد على يديه إذا قام. فقلت: ما هذا يا أبا عبد الرحمن؟ قال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة يعني يعتمد)
ورواه الحربي في غريب الحديث (2/525) بلفظ: (رأيت ابن عمر يعجن فى الصلاة يعتمد على يديه إذا قام فقلت له فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه يفعله).والحديث صححه الشيخ الألباني في الصحيحة(2674)
واستنكر الشيخ بكر أبو زيد هذا الحديث وفقهه, وألف في الرد على جعل الشيخ الألباني للعجن هيئة من هيئات الصلاة جزءا مفردا, وأشار إلى ذلك في كتابه (لا جديد/ص47و48) فقال:
(العجن أن يقوم المصلي من ركعة إلى أخرى على هيئة العاجن,وهو أن يجمع يديه ويتكئ على ظهورهما عند القيام كحال من يعجن العجين
وهذه هيئة أعجمية ليست سنة شرعية,كما يشير إليه كلام ابن الصلاح رحمه الله تعالى.
وأن هذه يفعلها المسن اضطرارا لا اختيارا ليستعين بها على القيام
ثم العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة والثانية ببسط الكفين على الأرض, كما هو معروف من حال النساء عند عجن العجين.
ومتى كان التشبه بالنساء أو العمل حال العجز سنة من سنن الهدى.
مع أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة,وترك التسنن به مدى القرون علة قادحة, وقد بينت ذلك في جزء مفرد هو : (كيفية النهوض في الصلاة/وضعف حديث العجن)
والذي يهمني في كل كلامه هنا قوله: (العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة, والثانية ببسط الكفين على الأرض) - وقد تولى الشيخ الألباني رحمه الله الرد الحديثي على جزء الشيخ بكرفي تمام المنة (ص197/مكتبة الثقافة) - وهو غريب! فالذي في أساس البلاغة للزمخشري أن العاجن هو الذي يعتمد على ظهور أصابع يديه, ولم أره ذكر معنى آخر للعجن, لكن ذكر أن الذي يعتمد على راحتيه يقال له (الخابز)! وقال الحربي في غريب الحديث (): (يعجن أي يضع يديه على الأرض كما يصنع الذى يعجن العجين)
فإذا ثبت هذا من جهة اللغة لم يبق لسائر كلامه محل من البحث.أقصد زعمه كونها أعجمية وأنها تشيه بالنساء ومن طريقة العجزة.
وقد يقول قائل: المقصود أنه كان يعتمد عند القيام لا أنه كان يقبض يديه عنده.
أي أن المراد وصف هيئة الجسد لا هيئة الكفين.
والجواب أن الذي استغربه الأزرق من فعل ابن عمر لم يكن هيئة بدنه عند القيام,بل استغرب هيئة كفيه والله أعلم, وهو الأمر الذي يغلب على الظن أن يكون أثار اهتمام الأزرق لا هيئة البدن عند القيام .
ولو كان قصده بالعجن مجرد الاعتماد لقال: (رأيت عبد الله بن عمر وهو يعتمد على يديه) لكن الذي قاله هو ((رأيت عبد الله بن عمر وهو يعجن في الصلاة يعتمد على يديه) وهو يدل على أنه رأى منه شيئا زائدا على مجرد الاعتماد على يديه.
وقد ذكر المناوي في فيض القدير (5/154)حديث (كان إذا قام من جلسة الاستراحة في الصلاة اتكأ على إحدى يديه كالعاجن!) ونسبه للطبراني عن وائل بن حجر. ولم أجده!!