محمد بن رضا السعيد
:: مشرف ::
- انضم
- 23 يناير 2013
- المشاركات
- 2,594
- الإقامة
- ميت غمر
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عبدالرحمن
- التخصص
- عقيدة
- الدولة
- مصر
- المدينة
- ميتغمر
- المذهب الفقهي
- شافعي
الحمد لله رب العالمين 
وبعد :
---------------
السؤال: هل هذا حديث: "استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود"، وما المقصود منه؟
الإجابة: هذا الحديث حسنه شيخنا الألباني رحمه الله، والعلماء قديماً بينهم خلاف فيه.
وبعض الناس يستدل بهذا الحديث على العمل السري، وعلى التحزبات السرية، ويقول: نبدأ بالدعوة سراً كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة سراً ثلاث سنوات، وهذا كلام باطل، ما أنزل الله به من سلطان، وديننا كامل ولا يوجد في ديننا شيء فيه سر، وصح عند أحمد عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: "إذا رأيتم أناساً يجتمعون على سر في دين الله فاتهمهم".
فالدين ليس فيه أسرار، الدين: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدين يقال لكل البشر، ومات صلى الله عليه وسلم والدين كامل، وهذا الحديث الذي يستدل به أهل التنظيمات على السرية، استدلالهم به باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "فإن كل ذي نعمة محسود"، فمقصود الحديث أن صاحب النعمة من أسباب درء الحسد عنه، وعدم الإصابة بالعين أن لا يظهر النعمة.
وهذا لا يعارض قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، فصاحب النعمة يتنعم بها، وتظهر عليه، لكن لا يغالي في ظهور النعمة، وإن تفرس في بعض الناس أنهم أهل حسد، وأصحاب عيون فارغة ولا يتقون الله، فلا يظهر هذه النعمة عليهم، ويظهر النعمة على من يثق بدينه، ولا يحسد، ويرضى بقدر الله عز وجل، فلا تعارض بين الحدثين، والله أعلم.
   
                       
			
			وبعد :
---------------
السؤال: هل هذا حديث: "استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود"، وما المقصود منه؟
الإجابة: هذا الحديث حسنه شيخنا الألباني رحمه الله، والعلماء قديماً بينهم خلاف فيه.
وبعض الناس يستدل بهذا الحديث على العمل السري، وعلى التحزبات السرية، ويقول: نبدأ بالدعوة سراً كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة سراً ثلاث سنوات، وهذا كلام باطل، ما أنزل الله به من سلطان، وديننا كامل ولا يوجد في ديننا شيء فيه سر، وصح عند أحمد عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: "إذا رأيتم أناساً يجتمعون على سر في دين الله فاتهمهم".
فالدين ليس فيه أسرار، الدين: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدين يقال لكل البشر، ومات صلى الله عليه وسلم والدين كامل، وهذا الحديث الذي يستدل به أهل التنظيمات على السرية، استدلالهم به باطل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "فإن كل ذي نعمة محسود"، فمقصود الحديث أن صاحب النعمة من أسباب درء الحسد عنه، وعدم الإصابة بالعين أن لا يظهر النعمة.
وهذا لا يعارض قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، فصاحب النعمة يتنعم بها، وتظهر عليه، لكن لا يغالي في ظهور النعمة، وإن تفرس في بعض الناس أنهم أهل حسد، وأصحاب عيون فارغة ولا يتقون الله، فلا يظهر هذه النعمة عليهم، ويظهر النعمة على من يثق بدينه، ولا يحسد، ويرضى بقدر الله عز وجل، فلا تعارض بين الحدثين، والله أعلم.
- الشيخ مشهور بحسن آل سلمان
 
				
 
		 
 
		 استعينوا  على إنجاح الحوائج) لفظ رواية الطبراني: "استعينوا على قضاء حوائجكم"،  (بالكِتمان) بالكسر أي: كونوا لها كاتمين عن الناس، واستعينوا بالله على  الظفر بها ثم علل الطلب لها بقوله: (فإن كل ذي نعمة محسود).يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم، فعارضوكم في مرامكم، وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها، وأمن الحسد.وأخذ  منه أن على العقلاء أذا أرادوا التشاور في أمر: إخفاء التحاور فيه،  ويجتهدون في طي سرهم، قال بعض الحكماء: من ختم سره كان الخيار إليه، ومن  أفشاه كان الخيار عليه.وكم  مِن إفشاء سر أراق دم صاحبه، ومنع من بلوغ مأربه، ولو كتمه كان من سطواته  آمناً، ومن عواقبه سالماً، وبنجاح حوائجه فائزاً، وقال بعضهم: سرك في دمك،  فإذا تكلمت فقد أرقته. وقال انوشروان: مَن حصّن سره فله بتحصينه خصلتان،  الظفر بحاجته، والسلامة من السطوات. وفي منثور الحكم: انفرد بسرك، ولا  تودعه حازماً فيزول، ولا جاهلاً فيحول.ولكن  من الأسرار ما لا يستغني عن مطالعة صديق، ومشورة ناصح، فيتحرى له من  يأتمنه عليه ويستودعه إياه، فليس كل من كان على الأموال أميناً كان على  الأسرار أميناً، والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار، قال  الراغب: وإذاعة السر من قلة الصبر، وضيق الصدر، ويوصف به ضعف الرجال  والنساء والصبيان.والسبب  في صعوبة كتمان السر أن للإنسان قوّتين: آخذة ومعطية، وكلتاهما تتشوف إلى  الفعل المختص بها، ولولا أن الله وكّل المعطية بإظهار ما عندها، لما أتاك  بالأخبار من لم تزوده، فصارت هذه القوة تتشوف إلى فعلها الخاص بها فعلى  الإنسان أن يمسكها ولا يطلقها إلا حيث يجب إطلاقها.
استعينوا  على إنجاح الحوائج) لفظ رواية الطبراني: "استعينوا على قضاء حوائجكم"،  (بالكِتمان) بالكسر أي: كونوا لها كاتمين عن الناس، واستعينوا بالله على  الظفر بها ثم علل الطلب لها بقوله: (فإن كل ذي نعمة محسود).يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم، فعارضوكم في مرامكم، وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها، وأمن الحسد.وأخذ  منه أن على العقلاء أذا أرادوا التشاور في أمر: إخفاء التحاور فيه،  ويجتهدون في طي سرهم، قال بعض الحكماء: من ختم سره كان الخيار إليه، ومن  أفشاه كان الخيار عليه.وكم  مِن إفشاء سر أراق دم صاحبه، ومنع من بلوغ مأربه، ولو كتمه كان من سطواته  آمناً، ومن عواقبه سالماً، وبنجاح حوائجه فائزاً، وقال بعضهم: سرك في دمك،  فإذا تكلمت فقد أرقته. وقال انوشروان: مَن حصّن سره فله بتحصينه خصلتان،  الظفر بحاجته، والسلامة من السطوات. وفي منثور الحكم: انفرد بسرك، ولا  تودعه حازماً فيزول، ولا جاهلاً فيحول.ولكن  من الأسرار ما لا يستغني عن مطالعة صديق، ومشورة ناصح، فيتحرى له من  يأتمنه عليه ويستودعه إياه، فليس كل من كان على الأموال أميناً كان على  الأسرار أميناً، والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار، قال  الراغب: وإذاعة السر من قلة الصبر، وضيق الصدر، ويوصف به ضعف الرجال  والنساء والصبيان.والسبب  في صعوبة كتمان السر أن للإنسان قوّتين: آخذة ومعطية، وكلتاهما تتشوف إلى  الفعل المختص بها، ولولا أن الله وكّل المعطية بإظهار ما عندها، لما أتاك  بالأخبار من لم تزوده، فصارت هذه القوة تتشوف إلى فعلها الخاص بها فعلى  الإنسان أن يمسكها ولا يطلقها إلا حيث يجب إطلاقها.