العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حصانة النساء من الاستياء.. من لغة بعض الفقهاء

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
ليس حديثي هنا عن نصوص شرعية ثابتة يشغب بها بعض المحادّين لله والدّين من قبيل قول الله تعالى"..واضربوهن.." ، فإن خطابي موجه للمؤمنات اللائي يفترض أن عندهن من الحصانة الإيمانية والعلمية ما يقيهن الوقوع في فخاخ شبهاتهم عنها ، مع يقيني بوهاء هذه الشبهات فهي لا تروج إلا على ضعيف العلم قليل الإيمان مدخول الثقافة ،..وكلما كانت الأمَة المسلمة أعرف بربها وأفقه بدينها ،مرت عليها أمثال هذه النصوص كنسيم البحر بل كعبق الزهر، فهي تقف على بحر الشريعة وتعلم مآخذها بعد إذ علمت قبل ذلك حكمة الخالق المشرع ،حكمته البالغة والتي لا يحاط بها..فحالها كالناظر من شاهق ،فهو يبصر مواقع الأشياء ويعقل مواضعها الملائمة لشمول نظره من فوق بخلاف اللصيق بالأرض فقد ينكر ما يبصر ويزعمه خارج الطوق
على أن هذه النصوص التي يُشكل بها(أعني التي يتوهم حطّها من شأن المرأة واحتقارها) ولم يصبر عليها العصرانيون من بني جلدتنا-ومنهم علماء!- تحت قصف الحضارة الغربية بحممها الفكرية، فتكلفوا في تأويلها باعتساف يأباه أدنى درجات الإنصاف(من جميل اللفتات القرآنية التنبيه على "صبر" الكفار على باطلهم "إن كان ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها" فيا لعار من لايصبر على الحق المؤيد ببراهين اليقين لأدنى شبهة يقف عليها) ، أو ردوها دون رعاية لأمانة العلم ،-محدودة جدا للغاية مع استبعاد الضعيف..ولا تمثل ظاهرة فاشية في الوحي والرد عليها عقلا لا يتطلب غير علم يسير بحقائق النفس الإنسانية ، والوقوف على شيء من الفروق الحقيقية بين النوعين الذكر والأنثى في أصل التكوين الخلقي ،ويكفي في سد ذريعة التهويش بها على الشريعة من الناحية الواقعية أن يُعلم بأن لغة الإحصاءات تقول :أكثر الداخلين من الغرب في الإسلام :من النساء ..وليس بعازب عنك أن مكر الليل والنهار في الإعلام هناك على مدار الساعة ،في تشويه صورة الإسلام المشرقة ولاسيما فيما يتعلق بالمرأة ، ومع هذا .........
ولكن حديثي إلى أخواتنا المسلمات عما قد يطالعنه في بعض تراث أهل العلم ،إما في تفسير آية أو تقرير حكم فقهي ..وربما كان بعد الشقة الزمانية واختلاف لغة الخطاب عن اللغة العصرية مع ما يُنفخ في رؤوسهن من دعوى "الفقه الذكوري " سببا في الاستياء لدى وقوفهن على شيء من ذلك كما رأيت...
وهنا نقاط كلية باقتضاب تعين في درء الارتياب بعون الله :
-ما من فرق ثابت في حكم شرعي بين الذكر والأنثى إلا وله أصل من الحكمة الإلهية ،متعلق بالفروقات الجسدية أو النفسية أو العقلية أو المصلحة المتعلقة بالهيأة الاجتماعية ونحو ذلك ،علمه من علمه وجهله من جهله ،وليس جهل الجاهل حجة على من يعلم..وهذا يبطل دعوى الاحتقار رأسًا ، ألا ترى أن العلماء لا يختلفون في رواية المرأة على انفراد لأشرف العلم وهو العلم الإلهي ، ثم هم يشترطون في الشهادة الاعتضاد بامرأة أخرى -على تفصيل فيه- ؟ مع ما للأول من شأن أرفع لتعلقه بوراثة علم النبوة ،بخلاف الثاني فشهادات في لعاعات من الدنيا ؟ ولو أن الأمر كان مرجعه النظرة الاحتقارية للمرأة كما يزعمون لكان مقتضاه التشديد في شأن نقل العلم والحرمان من شرف التبليغ به..أما أتاك نبأ أم المؤمنين عائشة وأنها معدودة في المكثرين من رواية السنة، وتلميذاتها كالتابعية عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية ( سأل الإمام القاسم بن محمد الإمامَ الزهري: أراك تحرص على العلم، أفلا أدلك على وعائه؟ قال: بلى. قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن، فإنها كانت في حِجر عائشة رضي الله عنها! قال الزهري: فأتيتها فوجدتها بحراً لا ينضب) ، وليس ذا بقاصر على الرواية ، بل يتعداه للفتيا المبنية على الفقه في الدين ، فعائشة رضي الله عنها مثلا من المكثرات من الفتوى ،وكانت مباءة للصحابة في فقه الدين ، ثم أم المؤمنين أم سلمة كذلك كانت مفتية إلخ..وليس في الدنيا وظيفة شريفة هي أشرف من وراثة النبوة ..إذا قام بها صاحبها بحق وكان ربانيا..
وعندئذ يفهم العاقل ان شهادة امرأتين منوط بأمر آخر لا علاقة بالدونية ، وكذلك الشأن في سائر الأمور

-الفقهاء المعتبرون غير معصومين فهم يصيبون ويخطئون ،وصوابهم في المجمل أكثر ، ومن الوارد أن يكون في بعض ما يذكره بعضهم ما ليس بصحيح ..
-اللغة المستعملة على لسان الإمام وقلم العالم وقلة الدراية بالأساليب البيانية ،له أثر في إساءة الفهم ومن ثم إساءة الظن ،فربما قال شيئا وهو لا يخطر على باله قط ما ظُنّ به لاستعماله مفردة ما ،قد يكون لها ظلال غير محمودة عند المتلقي ..وهي لا تدل على ما توهمه منها ،وقد ساقت إحداهن إلي مرة نصا عن الحافظ ابن كثير ، وهي مستاءة جدا ، فكان مما أجبت أن عرضت عليها كيف ترجم لزوجه ،وكيف يكن لها إجلالا يتنافى مع ما رمته به..
-ولا أنكر أن بعض العلماء ولاسيما المعاصرون منهم قد يستعمل لغة منفرة وقد قال عليه السلام"إن منكم منفرين" ،كأن يقول المرأة لا تصلح للعلم ..ولكن هذا ليس حالة عامة ، ولا هو معبر عن الموقف الإسلامي ،كما أنه لا يتمحض في معنى الزراية لزوما من كل من قال أمثال ذلك والغالب أن مطلقي هذا النمط من العبارات يعنون بها شيئا خاصا كأن يكون جوابا عن سؤال رجل يشكو إهمال زوجه لبيتها بحجة طلب العلم وما أشبه ، لا أنها تخرج مخرج التقعيد العام..ولابد أن يُنصح من يقع في مثل ذلك لأن الإعلام الليبرالي الممكّن له في المنابر والمتربص في بلادنا بعامة ثعلبي الصنعة في استغلال هذه الكلمات للتهويش على الإسلام وأهله ،وكثير من المشايخ لا يستشعر كيف ينفر بصنيعه ويصد عن دين الله بخطابه غير الواعي
-وينبغي أن يعلم أن ثم مسائل قد يضيق بها الصدر القفر من العلم وعند التأمل لا يكون المخرج منها بالجواب عن الشبهة وحده فحسب ،بل فيها مندوحة في الفتوى المؤصلة المعتبرة-لا المبنية على تلاعب وهوى- ..وأذكر أن فتاة شق عليها جدا قضية التعدد فقالت :كيف يبيح الإسلام التعدد دون إذن زوجته فيغم عليها حياتها ويفسد بيته ..فكان مما قلت بعد تفنيد الشبهة :ومع هذا لك مخرج ، بأن تشترطي في العقد ألا يجمع إليك أخرى ..وهو المنقول عن جماعة من الصحابة ، وعليه الحنابلة

-ومما يدلك على أن علماء الإسلام ليس لديهم عقدة أو أزمة ذكورية ،كما يحلو للمتربلرات ونحوهن أن يزعمن ، أنك تجد الفقهاء ومنهم أئمة كبار لم يؤثر عن أحد منهم الترفع عن تلقي العلم عن عالمة بدعوى أنها أنثى ، واستقراء سيرهن في التراجم يفصح عن مكنون التوقير لهن ،انظر مثلا ما قاله الحافظ الناقد ابن قايماز الذهبي عن فاطمة بنت عباس البغدادية في عبره : (وماتت العالمة الفقيهة، الزاهدة، القانتة سيدة نساء زمانها، الواعظة أم زينب فاطمة بنت عباس البغدادي الشيخة، في ذي الحجة بمصر، عن نيف وثمانين سنة وشيعها خلائق ،انتفع بها خلق من النساء وتابوا، وكانت وافرة العلم، قانعة باليسير، حريصة على النفع والتذكير، ذات إخلاص وخشية وأمر بالمعروف. انصلح بها نساء دمشق، ثم نساء مصر.. وكان لها قبول زايد، ووقع في النفوس).نبئوني بعلم :أترى هذه لهجة إنسان يحتقر النوع الأنثوي ؟ وقال الحافظ ابن كثير عنها : (الشيخة الصالحة العابدة الناسكة أم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية بظاهر القاهرة، وشهدها خلق كثير،وكانت من العالمات الفاضلات، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم على الأحمدية في مواخاتهم النساء والمردان، وتنكر أحوالهم وأصول أهل البدع وغيرهم، وتفعل من ذلك ما لا تقدر عليه الرجال، وقد كانت تحضر مجلس الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله فاستفادت منه ذلك وغيره، وقد سمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يثني عليها ويصفها بالفضيلة والعلم، ويذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيرا من المغني أو أكثره، وأنه كان يستعد لها من كثرة مسائلها وحسن سؤالاتها وسرعة فهمها،وهي التي ختمت نساء كثيرا القرآن*..)

------
*هذه النصوص لا يستفاد منها مشروعية الاختلاط كما يرجو أولو الهوى ، كان الصحابة مثلا يتلقون العلم عن ام المؤمنين من وراء حجاب ، وكذلك الشأن في أتباعهم
 
التعديل الأخير:
إنضم
18 أبريل 2017
المشاركات
36
الكنية
مصعب
التخصص
فقه مالكي واصوله
المدينة
وادي ارهيو غليزان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: حصانة النساء من الاستياء.. من لغة بعض الفقهاء

عجيب لولا الاسلام لبقيت البنت تدفن حية، وبالامس القريب كان الغرب لم يفصل بعد في المرأة هل هي انسان ام شيطان، وفي مناطق غير مسلمة تمنع من الميراث مطلقا، والقائمة طويلة، واليوم يتزايدون علينا بمسألة المرأة:
فالاسلام كرمها، فلا تحل الا بعقد ومهر وولي وشهود، اما هم فجعلوها ارخص شي تحمل من اي مكان وفي اي وقت ليلا ونهار دون ادنى اعتبار
نحن سترنا عورتها الا لزوجها فهي كالجوهرة لا يملكها الا صاحبها اما هم فجعلوها كالنعال من اراد ان يدخل الخلاء انتعل دون ان ينظر الى رجله فمجرد قضاء حاجته ترمى في الشارع لمتطيها آخر
نحن جعلنا لها قدر من خلال ميراثها، بل هي الاصل فاللرجل مثل حظ الانثيين والمشبه به اقوى من المشبه
نحن لا نجعل من صورها ما نشهر به السلع اما هم فلا تجد سلعة الا وعليها صورة امراة حتى الداخل من الملابس منها
نحن عندنا الجنة تحت قدم الام وهي امراة، اما هم فبنوا لها بيوت العجزة واستوردها بنوا جلدتنا لما سقطنا في اوحالهم
الام عندنا مدرسة هي التي تربي الرجال، اما هم فهي سلعة يتلاعب بها الرجال
الام عندنا احق بالصحبة وهي امراة من الاب بثلاث مرات وهو رجل، اما هم اذا بلغ احدهم الكبر كان مصيره اما وحيدا في بيته او مصيره بيت العجزة ولذلك صاروا يربون الكلاب و القطط لتنزل منزلة ابنائهم (البرر) فاذا مات احدهم ورثته تلك الحيوانات، صدقوا ان القائمة جد جد طويلة
يكفي ان من سور القرآن سورة من الطوال وهي سورة النساء.
الكلام كثير بل هذه هي الحقيقة، ولكن بنوا عشيرتنا؟؟؟؟؟؟
 
إنضم
18 أبريل 2017
المشاركات
36
الكنية
مصعب
التخصص
فقه مالكي واصوله
المدينة
وادي ارهيو غليزان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: حصانة النساء من الاستياء.. من لغة بعض الفقهاء

ربما يقول قائل انني اغرد خارج السرب، فانا لم اتكلم عن اقوال الفقهاء في مسالة المراة، وانما اردت ان اذهب مباشرة الى مثار المسألة فهي تلك المقارنة بين المرأة عندنا مع الغربية وللأسف راح من راح ممن يحسبون من النخبة في هذا المهب.
 
أعلى