حصري ذكرى ووفاء لزميل الدراسة الثانوية: سعيد عبدالله سعيد الغامدي

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

في يومٍ شاتٍ من أيام الضباب في منطقة الباحة، وبالتحديد في ثانوية السروات بالظفير، في تلك الأجواء التي ينفذ الضباب من خلال نوافذ الفصول ليغطي المكان، وتضيء المصابيح الصفراء كأنك تستقبل غروب ذلك اليوم، وأنت في عز الصباح!
لكن الشمس حُجبت في أجواء الشتاء القارصة البرد؛ التي تجعل أسنانك تصطك في بعضها مما تجد من ألم البرد وقساوته!
في ذلك اليوم نسيتُ (أنا: عبدالحميد) أن ألبس كسوة الشتاء؛ لاسيما وأن الضباب وتقلبات الجو لا يتنبأ بها أحد؛ إذ تغزو اليوم الفصول الأربعة فجأة!
أتذكر مكان مقعدي في الفصل بجوار الشبابيك، وكان في جواري ويجلس أمامي زميلي: سعيد عبدالله سعيد المحيي! (من قرية الحبشي)؛ وهو زميل الدراسة بمتوسطة الباحة أيضاً؛ فاكتملت صحبة ست سنين!!
والمشهد الذي أحكيه في ثانوية السروات في حدود عام 1415هـ، أي قبل 23 سنة من الآن تقريباً ...
رآني أقاسي البرد، ملتوٍ على بعضي، فسألني مابي؟!
فذكرت له ما أعانيه من وطأة ألم البرد، فما كان منه والله إلا أن نزع كوته الشتوي، ذا الفرو الأبيض ليلبسنيه فوراً بدون أن يشير علي بشيء!!
فإذ بدفئه يذيب برد شتائي …


اللهم يا أكرم الأكرمين ألبسه حلل الرضوان في جنات النعيم …
اللهم ألبسه رضوانك، وارفع درجته في الفردوس الأعلى من الجنة فإنه كان تالياً لكتابك ...
اللهم حرِّم بشرته على النار يا ودود ياكريم يا أرحم الراحمين ...
اللهم اجمعنا به مع سيد الأولين والآخرين نبينا محمد ï·؛ ...


محبه الذي فجع بفقده في حادث سيارة عام 1421هـ
تقبله الله في الشهداء ...


وكتبه في مكة المكرمة
الأحد 16 رمضان 1438هـ
عبدالحميد بن صالح الكراني
قرية الكراء
الباحة

 

[هديل مراد]

رد: ذكرى ووفاء لزميل الدراسة الثانوية: سعيد عبدالله سعيد الغامدي

الله يرحمه​