العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الجهر بالذكر عقب الصلوات

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
1- نقل عن ابن رجب رحمه الله:
يقول رحمه الله:
"أنكر عبيدة السلماني على مصعب بن الزبير:
تكبيره عقب السلام ، وقال :قاتله الله ، نعار بالبدع، واتباع السنة أولى.
وروى ابن سعدٍ في طبقاته بإسناده:
عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يكبر: الله أكبر ولله الحمد - ثلاثاً - دبر كل صلاةٍ.
وقد دل حديث ابن عباسٍ:
على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة.
وقد ذهب إلى ظاهره:
أهل الظاهر.
وحكي عن أكثر العلماء:
خلاف ذلك، وأن الأفضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم:
1- قوله تعالى: { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً } ([1])
2- وقوله تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}[2]
3- ولقول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم لمن جهر بالذكر من أصحابه: (إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً) .
وحمل الشافعي حديث ابن عباسٍ هذا:
على أنه جهر به وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر ؛ لا أنهم جهروا دائماً .
قال:
فأختار للإمام والمأموم أن يذكروا الله بعد الفراغ من الصلاة، ويخفيان ذلك، إلا أن يكون إماما يريد أن يتعلم منه، فيجهر حتى يعلم ، أنه قد تعلم منه ، ثم يسر .
وكذلك: ذكر أصحابه .
وذكر بعض أصحابنا: مثل ذلك أيضاً.
ولهم وجهٌ آخر: أنه يكره الجهر به مطلقاً.
وقال القاضي أبو يعلى في الجامع الكبير:
ظاهر كلام أحمد : أنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم ، ولا يزيد على ذلك .
وذكر عن أحمد نصوصاً تدل:
على أنه كان يجهر ببعض الذكر ، ويسر الدعاء ، وهذا هو الأظهر ، وأنه لا يختص ذلك بالإمام ؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين أيضاً.
ويدل عليه أيضاً:
ما خَّرجه مسلمٌ في صحيحه من حديث ابن الزبير ، أنه كان يقول في دبر كل صلاةٍ حين يسلم : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل بهن في دبر كل صلاةٍ .
ومعنى: يهل. يرفع صوته ، ومنه : الإهلال في الحج، وهو رفع الصوت بالتلبية ، واستهلال الصبي إذا ولد .
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجهرون بالذكر عقب الصلوات ، حتى يسمع من يليه :
فخَّرج النسائي في عمل اليوم والليلة:
من رواية عون بن عبد الله بن عتبة ، قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعه حين سلم يقول : أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلاب والإكرام، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر ، فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك ، فضحك الرجل ، فقال له ابن عمر : ما أضحكك ؟ قال : إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمروٍ ، فسمعته يقول مثلما قلت : قال ابن عمر : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .
وأما النهي عن رفع الصوت بالذكر:
فإنما المراد به: المبالغة في رفع الصوت ؛ فإن أحدهم كان ينادي بأعلى صوته: لا إله إلا الله والله اكبر فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً، وأشار إليهم بيده يسكنهم ويخفضهم. وقد خرّجه الإمام أحمد بنحو من هذه الألفاظ ."([3])
نقريرت أخرى عن ابن رجب في المسألة:
1- "جمهور أهل العلم على استحباب الذكر عقب الصلوات.
2- خالف فيه طائفةٌ قليلةٌ من الكوفيين ، وقد تقدم عن عبيدة السلماني ، أنه عد التكبير عقب الصلاة من البدع ، ولعله أراد بإنكاره على مصعبٍ ، أنه كان يقوله مستقبل القبلة قبل أن ينحرف ويجهر ، كذلك هو في كتاب عبد الرزاق.
3- إذا صحت السنة بشيءٍ وعمل بها الصحابة ، فلا تعدل عنها.
4- روى الإمام أحمد: عن سفيان ، عن عمروٍ، قلت له : إن الناس كانوا إذا سلم الإمام من صلاة المكتوبة كبروا ثلاث تكبيرات.
5- قال حنيلٌ: سمعت أبا عبد الله يقول: ثنا عليٌ بن ثابتٍ : ثنا واصلٌ ، قال : رأيتُ علي عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ . قلت لأحمد : بعد الصلاة ؟ قال : هكذا .قلت له: حديث عمرو ، عن أبي معبد ،عن ابن عباسٍ : كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير ، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟. قال: نعم؟" ذكره أبو بكرٍ عبد العزيز ابن جعفر في كتابه الشافي.
6- تبين بهذا: أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب الصلاة المكتوبة: هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ.
يشهد لذلك: ما روي عن مسعرٍ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن طيسلة ، عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال في دبر الصلوات، وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيراً ، عدد الشفع والوتر ، وكلمات الله الطيبات المباركات - ثلاثاً- ، ولا إله إلا الله مثل ذلك كن له في القبر نوراً ، وعلى الحشر نوراً ، وعلى الصراط نوراً ، حتى يدخل الجنة )، وخَّرجه أيضاً بلفظ آخر ، وهو : ( سبحان الله عدد الشفع والوتر ، وكلمات ربي الطيبات التامات المباركات - ثلاثاً - والحمد لله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله ) ."([4])

([1]) [الأعراف :205]

([2]) [الأعراف :55]

([3]) فتح الباري (6 / 103، 104).

([4])فتح الباري (7 / 420).
 

طارق أبو وردة

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
22 أكتوبر 2009
المشاركات
27
التخصص
مناظرات
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
مالكي
blush.gif

 
أعلى