د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- انضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,678
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
إن كنت تنوح يا حمام البان * للبين ، فأين شاهد الأحزان ؟
يقول ابن رجب رحمه الله في رسالته "الحكم الجديرة بالإذاعة":
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان:
1- أمر ظاهر بعمل الجوارح، كالصلاة والصيام والحج والجهاد ونحو ذلك.
2- وأمر باطن تقوم به القلوب، كالإيمان بالله ومعرفته ومحبته وخشيته وإجلاله وتعظيمه والرضا بقضائه والصبر على بلائه.
فهذا كله لا يؤخذ:
إلا ممن عرف الكتاب والسنة.
ومن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث:
لا يقتدى به في علمنا، فمن تكلم على شيء من هذا مع جهله بما جاء على الرسول فهو داخل فيمن يفتري على الله الكذب ، وفيمن يقول الله على ما لا يعلم
فإن كان مع ذلك:
لا يقبل الحق ممن ينكر عليه باطله لمعرفته ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل ينتقص به وقال : أنا وارث حال الرسول والعلماء وارثون علمه ، فقد جمع هذا بين افتراء الكذب على الله ، والتكذيب بالحق لما جاء به ( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين )
فإن هذا متكبر على الحق والانقياد له، منقاد لهواه وجهله، ضال مضل.
وإنما يرث حال الرسول [صلى الله عليه وسلم]:
من علم حاله ، ثم اتبعه ، فإن من لا علم له بحاله فمن أين يكون وارثه؟
ومثل هذا لم يكن ظهر في زمن السلف الصالح:
حتى يجاهدوا فيه حق الجهاد وإنما ظهر في زمن قل فيه العلم وكثر فيه الجهل ، ومع هذا فلا بد أن يقيم الله من يبين للأمة ضلاله ، وله نصيب من الذل والصغار بحسب مخالفته لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
يا لله العجب:
لو ادعى معرفة صناعة من صنائع الدنيا ولم يعرفه الناس بها ، ولا شاهدوا عنده آلاتها لكذبوه في دعواه ولم يأمنوه على أموالهم ، ولم يمكنوه أن يعمل فيها ما يدعيه من تلك الصناعة ، فكيف بمن يدعي معرفة أمر الرسول وما شوهد قط يكتب علم الرسول ولا يجالس أهله ولا يدارسه ؟
فلله العجب:
كيف يقبل أهل العقل دعواه ، ويحكمونه في أديانهم ، يفسدها بدعواه الكاذبة ؟
إن كنت تنوح يا حمام البان * للبين ، فأين شاهد الأحزان ؟
أجفانك للدموع أم أجفاني * لا يقبل مدع بلا برهان."
أجفانك للدموع أم أجفاني * لا يقبل مدع بلا برهان."